شعار الموقع

شرح كتاب العقيدة الواسطية للهراس_1

00:00
00:00
تحميل
29

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية:

المتن:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا.

الشيخ:

 بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرسالة الواسطية هذه رسالة مختصرة في مذهب أهل السنة والجماعة، من أحسن ما كتب شيخ الإسلام رحمه الله، فقد لقيت القبول وانتشرت، ونفع الله بها، وشُرحت في شروح كثيرة.

وسُمّيت الواسطية لأنها جواب عن سؤال من بلدة واسط في العراق، أحد قضاة العراق في واسط سأل شيخ الإسلام رحمه الله أن يكتب له العقيدة مختصرة، فكتبها في قعدة بعد العصر، جلسة بعد العصر، من أحسن ما كتب رحمه الله، وهي في معتقد أهل السنة والجماعة في الصفات، وفي القدر، وفي الأحكام، وفي غيرها، وبيّن الإيمان، وبين عقيدة أهل السنة والجماعة، وخالقهم (00:01:22)، هي رسالة مختصرة، رسالة عظيمة، من أحسن ومن أخصر ما كتب شيخ الإسلام، وانتشرت ونفع الله بها، وظفرت بشروح متعددة، من أحسنها التنبيهات السنية، (00:01:41) الرشيد، هذا من أوسعها وأحسنها، قد قرأناه كاملا هنا في الدرس، ومسجل.

كذلك الروضة الندية للشيخ زيد رحمه الله، وكذلك الشيخ عبد العزيز بن سلمان، شروح متعددة، الشيخ (00:02:05) رحمه الله له شرح، الشيخ محمد بن عثيمين له شرح، والشيخ صالح الفوزان له شرح، له شروح متعددة، ولها شرح مطبوع لكنه مختصر، نريده أن يكون مطولا، (00:02:18) في المكتب مطبوع الآن مختصر.

قال: (الحمد لله): الحمد هو الثناء على المحمود مع حبه وإجلاله، وهو أكمل من المدح، الحمد هو الثناء على المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، بخلاف المدح، فإن المدح إخبار بصفاته ولا يلزم منها المحبة، الحمد هو الثناء على المحمود مع المحبة والإجلال والتعظيم، أما المدح فإنه ثناء ولا يوجد معه محبة، وأنت تثني على الأسد، تمدحه وتقول: الأسد قوي، وهو ملك الحيوانات، وأعضاؤه قوية؛ لكن لا يلزم المحبة، هذا مدح، والفرق بين المدح والحمد أن الحمد ثناء مع محبة، وثناء على صفات المحمود وعلى صفاته الاختيارية، والمدح يكون على الصفات غير الاختيارية، فأنت تقول: فلانٌ طويل، فلان كذا، وليس له ... فلان أبيض البشرة، وهذا ليس له اختيار فيه، بخلاف إذا أثنيت عليه بالكرم والإقدام والإحسان، هذه صفات اختيارية.

فالحمد هو الثناء على المحمود بصفاته الاختيارية مع حبه وإجلاله.

الحمد لله: اللام للملك، أن الله تعالى هو مالك الحمد، واللام للاستغراق، جميع المحامد كلها ملك لله تعالى واستغراقها، مستغرقة كلها، جميعها لله تعالى ويستحقها، جميع المحامد هي لله ملكا واستحقاقا، الحمد لله الذي أرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم -هو خاتم الرسل والأنبياء- بالهدى وهو العلم النافع، ودين الحق العمل الصالح، وكفى بالله شهيدا وهو شهيد على عباده و(00:04:27) عن عباده.

القارئ:

وأَشْهَدُ أَن لاَّ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.

الشيخ:

أشهد: أقر وأعترف، الشهادة أبلغ من الرواية، الشهادة فيها.. أشهد إخبار بالشهادة، وأشهد أن لا إله إلا الله: ألا معبود بحق إلا الله، لا إله إلا الله هذه كلمة التوحيد، وهي أفضل الكلام، أفضل الكلام الذي يتكلم به البشر كلمة التوحيد بعد كلام الله، كلام الله هو أفضل كلام، ثم يليه أفضل ما يتكلم به الناس بعد كلام الله كلمة التوحيد، فهي أفضل الكلام، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله».

المؤلف يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله"، أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله، لا إله: لا نافية للجنس، من أخوات إنّ، تنصب الاسم وترفع الخبر (00:05:33)، إله: اسمها، والخبر محذوف تقديره حق، (لا إله) والإله هو المعبود، إله على وزن فعال بمعنى مفعول، إله بمعنى معبود، إله بمعنى مألوه، لا إله يعني لا مألوه، لا معبود، والخبر محذوف تقديره (حقٌ) إلا الله، لا معبود بحق إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله.

  • (وحده) تأكيد الوحدانية.
  • (لا شريك له) تأكيد النفي.
  • (إقرارا به وتوحيدا) إقرارا يعني أقر وأوحد الله عز وجل (00:06:15).

القارئ:

وأَشْهَدُ أَن لاَّ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.

الشيخ:

هنا أقر بأن شهد هذه الشهادة، فقد أقر ووحد الله، فإذا كان مقرا في الباطن فهو موحد، وإن نطق بها بلسانه ولم يقر بها بالباطن فهو منافق -نسأل الله العافية- في الدرك الأسفل من النار، لأن المنافقين يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار، فلا بد من الإقرار في الباطن وفي الظاهر، اللسان ينطق، والقلب يصدق.

س: (00:07:16)

الشيخ: من كلام الله، وردت في القرآن إذا كانت في الآية، وإذا قرأتها أنت وحدك لا تكون آية، قلت: لا إله إلا الله، إلا إذا قرأت ما قبلها وما بعدها وأردت قراءتها، مثل: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[البقرة:201]، هذه آية، أليس كذلك؟ لا يجوز أن تقرأ في السجود آية أو في الركوع، لكن إذا قلت في السجود: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، ما قصدت الآية، قصدت الدعاء، ما في مانع، وإن قصدت القراءة ممنوع، حسب النية، القرآن ممنوع في السجود، وإن قصدت الدعاء جاز، كذلك (لا إله إلا الله)، نعم جاءت آية في القرآن لكن إذا قرأت ما قبلها وما بعدها، لا تقطعها عما قبلها، إذا قطعها عما قبلها، ما قصدت القراءة، لكن تقرأ ما بعدها: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، آية هنا، "شهد الله أنه لا إله إلا هو" آية، تقرأ ما قبلها وما بعدها، أما أن تقول: "لا إله إلا الله" وحدها فقط فهي نعم في القرآن، وهي أيضا مما يتكلم به الناس.

القارئ:

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا مَزِيدًا.

الشيخ:

(وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) هذه الشهادة الثانية، أشهد أن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب، بني هاشم القرشي العربي المكي ثم المدني، أشهد أنه عبد الله ورسوله.

(عبد) لا يعبد، وليس له من الألوهية شيء، ولكنه رسول أرسله الله إلى الثقلين (الجن والإنس)، إلى العرب والعجم، وهو خاتم النبيين فلا نبي بعده، وهو آخر الأنبياء والمرسلين، (عبد) هذا رد على من غلا في الرسول وعبده، و(رسول) رد على من جفا وأنكر رسالته، فعبد الله نفي الغلو، فمن عبد النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه لمقام العبودية كما فعل النصارى بعيسى فقد أشرك بالله، مثلما قال البوصيري:

يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ... سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي ... عفواً وإلا فقل يا زلة القدم

يعني يقول إنه ليس له أحد يلوذ به عند الحادث العممِ، يقصد يوم القيامة، يقول يوم القيامة ليس له أحد يلوذ به إلا بالرسول، نسي ربه، نسأل الله العافية، ثم يقول يخاطب الرسول: إن لم تأخذ بيدي يا رسول الله وإلا فإني هالك، نسي الله، ثم قال يخاطب الرسول:

فإن مِن جودك الدنيا وضَرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم

نعوذ بالله من الغلو، يقول: من جودك يا رسول الله الدنيا والآخرة، تملك الدنيا والآخرة، ما بقي لله شيء، ما الذي بقي لله إذا كان الرسول يملك الدنيا والآخرة!

(ومن علومك علم اللوح المحفوظ والقلم)، هذا غلو منفي بقوله: أشهد أن محمدا عبد، ورسوله ردٌ على من جفا وأنكر الرسول صلى الله عليه وسلم.

(صلى الله عليه): الصلاة أحسن ما قيل فيها ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عالية أنه قال: «صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى»، وقيل: الصلاة الرحمة، الصلاة (صلى الله عليه) أن تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى، (صلى الله عليه).

القارئ:

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا مَزِيدًا.

الشيخ:

(صلى الله عليه): يعني سؤال، تسأل الله أن يثني عليه، وأما الصلاة من الملائكة (00:11:25) هي الدعاء، هذا هو الصلاة، أن تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى.

(وعلى آله): قيل الآل هم أزواجه وذريته، وقيل أتباعه على دينه، وهذا أعم، أتباهه على دينه ويدخل في ذلك دخولا أوليا أزواجه وذريته وأقاربه المسلمون، حمزة والعباس ...

(وعلى آله وصحبه): ويذكر كذلك الصحابة، فإذا قلنا إن الآل هم أتباعه على دينه، فيكون يدخل فيهم الصحابة وذريتهم.

(وصحبه): أنت صليت على أصحابه في العموم بدخولهم في الآل، وصليت عليهم استقلالا (وصحبه)، صحبه جمع صاحب، صحابي، والصحابي أصح ما قيل فيه هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ومات على الإسلام كما ذكر الحافظ في النخبة: "من لقي ..." وأحسن هذا من قول من رأى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يشمل العميان الذين لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن أم مكتوم، ابن أم مكتوم صحابي، ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لقيه، "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ومات على الإسلام" فهذا هو الصحابي.

ويتفاوت الصحابة في هذا، منهم (00:12:45) الصحبة، فمن رأى النبي ... ويشمل أيضا الأطفال الذين حنكهم النبي صلى الله عليه وسلم ورأوا النبي، صحابة، محمود بن الربيع وغيره، قال إنه عقل من النبي صلى الله عليه وسلم مجةً مجها في وجهه وهو ابن خمس سنين.

(وعلى آله وصحبه): فتكون الصحابة والآل صُلي عليهم مرتين، مرة بدخولهم في الآل، ومرة استقلالا.

(وسلم): دعاء لهم بالسلامة، قد استدل به الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُعبد، لأنه يُسأل له السلامة، ومن يُسأل له السلامة محتاج إلى غيره، وهو محتاج إلى الله، فليس إلهًا ولكنه صلى الله عليه وسلم نبي كريم، رسولٌ يطاع ويُتبع ولا يُعبد صلى الله عليه وسلم.

(وسلم تسليما): تأكيد مزيدا زائدا كما يحبه الله ويرضاه.

القارئ:

أَمَّا بَعْدُ؛

الشيخ:

(أما بعد): هذه الكلمة يُؤتى بها للدخول في المراد، في مراد المؤلف، (أما بعد)، وهذا أحسن من قول: وبعد؛ أما بعد؛ قيل إن هذه الكلمة أول من قالها داود في فصل الخطاب، وقيل أول من قالها قس بن ساعدة (00:14:14)، وفي كل حال فالنبي كان يأتي بها في خطبه وفي رسائله، إذا خطب الناس يوم الجمعة قال: «أما بعد، فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وكذلك في كتبه، لما كتب لهرقل قال: «من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، أسلم تسلم، يُؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾»، هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل.

القارئ:

فَهَذَا اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ:

الشيخ:

(فهذا): يعني يشير إلى ما سيكتبه، ما يتصوره في ذهنه، هذا يعني هذه الرسالة التي سأكتبها إن كان قبل كتابتها، بعض العلماء يقول هذا قبل أن يكتب، وبعضهم يقول بعد الكتابة، الآن ما كتب، قال: "فهذا"، يعني ما تصوره في ذهنه وما أراد أن يكتبه هو اعتقاد الفرقة الناجية.

اعتقاد العقيدة، الاعتقاد جمع عقيدة، والعقيدة ما يعتقده الإنسان ويدين به ربه ن أمور الدين، وأصله من العقد والربط والشد، سُمي عقدا لثبوته واستقراره، أما بعد فهذا ما سأكتبه في هذه الرسالة اعتقاد الفرقة الناجية، عقيدة الفرقة الناجية.

(الفرقة): أي الطائفة، (الناجية): التي نجت من الشرك والبدع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. قلنا: ما هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، هذه هي الفرقة الناجية.

الفرقة الناجية واحدة، واثنتان وسبعون ليسوا ناجين، يعني مُتوعدون، قد يكون عندهم بدع، وليسوا كفارا، بدليل أن العلماء قالوا إن القدرية والجهمية والرافضة خرجوا من الاثنتين وسبعين فرقة لكفرهم وضلالهم، فدل على أن هؤلاء مُتوعدون بالنار وليسوا كفارا، أما الفرقة الناجية فسلمت من الوعيد، هذا اعتقاد الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة، وهم أهل السنة والجماعة، هذا هو الصواب.

بعضهم يقول إن الفرقة الناجية غير الفرقة المنصورة، الفرقة الناجية هي الفرقة المنصورة، هي الطائفة المنصورة، وهم أهل الحق، وهم أهل السنة والجماعة.

القارئ:

فَهَذَا اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الْمَنْصُورَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ:

الشيخ:

الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، وهم أهل السنة والجماعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى»، فهم الفرقة الناجية، وهم المنصورة، وهم أهل الحق، وهم أهل السنة والجماعة، وهذه الفرقة باقية إلى قيام الساعة، يعني إلى قرب قيام الساعة، فإذا قربت الساعة وظهرت أشراطها، أرسل الله ريحا تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فلا يبقى مؤمن، وتقوم الساعة على الكفرة، الساعة لا تقوم وفي الأرض من يقول (الله، الله)، ما تقوم ما دام في الأرض موحد، ففي آخر الزمان تُقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فيبقى الكفرة، فعليهم تقوم الساعة، إن من شر الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء.

القارئ:

أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:

الشيخ:

(أهل السنة والجماعة): إذا صارت الفرقة هي الفرقة الناجية، وهي الطائفة المنصورة، وهم أهل السنة والجماعة، وهم باقون إلى قيام الساعة، يعني إلى قرب قيام الساعة، لكن هذه الفرقة تقل وتكثر، قد تكون متفرقة، قد تكون في مكان واحد، قد تكون في أمكنة متعددة.

من الفرقة الناجية؟

مقدمتهم الصحابة والتابعون، (00:18:32) أهل العلم وأهل الحديث، ومنهم الزارع والمزارع، قد يكون من أهل السنة وهو مزارع، قد يكون من أهل السنة وهو موظف، قد يكون من أهل السنة وهو جزار، أو صانع، أو حداد، أو سباك، أو كهربائي، أو غيرهم من أهل المهن، من كان مستقيما على طاعة الله يكون من أهل السنة والجماعة، لكن مقدمتهم العلماء وأهل الحديث.

القارئ:

أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: وَهُوَ الإِيمانُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خِيْرِهِ وَشَرِّهِ.

الشيخ:

(وَهُوَ الإِيمانُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خِيْرِهِ وَشَرِّهِ): هذه أصول وأركان الإيمان الستة، أولا الإيمان بالله، ثانيا الإيمان بالملائكة، ثالثا الإيمان بالكتب، رابعا الإيمان بالرسل، الإيمان باليوم الآخر، خص البعث بعد الموت، الإيمان بالقدر، كما في حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»، والله تعالى قال: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾[البقرة:285]، وقال: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾[النساء:136].

فالكفر بهذه الأصول كفر، والإيان بها هو الإيمان بهذه الأصول، مع قوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾[القمر:49]، وقال: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾[الفرقان:2].

فهذه الأصول لأن جاء بها القرآن الكريم وجاءت بها السنة، هذه أصول الإيمان الستة:

  1. الإيمان بالله: هذا الأصل الأصيل، أصلها.
  2. ثانيا: الإيمان بالملائكة.
  3. ثالثا: الإيمان بالرسل.
  4. رابعا: الإيمان بالكتب المنزلة.
  5. خامسا: الإيمان باليوم الآخر.
  6. سادسا: الإيمان بالقدر خيره وشر.

هذه أصول أجمع عليها ... جاء بها الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وأجمع عليها العلماء من أهل العلم، ومن أنكر شيئا منها أو جحدها خرج من عداد المؤمنين، وكان من الكافرين أو المشركين، من أنكر شيئا منها أو جحدها فليس من المؤمنين، بل هو من الكافرين، لأن هذه الأصول أجمع عليها أهل العلم، واتفقوا عليها، ولا يجحد شيئا نها إلا من خرج عن دائرة الإيمان وكان من الكافرين؛ وسيأتي تفصيلها إن شاء الله، هذه الرسالة كلها تفصيل لهذه الأصول الستة.

القارئ:

وَمِنَ الإيمَانِ بِاللهِ: الإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ ...

الشيخ:

قف على ... الدرس القادم إن شاء الله تقرأ قدمة الشرح، وفق الله الجميع لطاعته.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد