شعار الموقع

الرسالة التدمرية (12) قوله "وقد اتفق النظار من مثبتة الصفات" – إلى "إن الله قدر مقادير الخلائق"

00:00
00:00
تحميل
58

الشيخ

سموا نظار لأنهم ينظروا في الأدلة بعقولهم ولا يعتمدون على الشرع نعم اتفقوا على إثبات هذه الأسماء والصفات لله وأنها ثابتة بالعقل كما أثبتها الشرع .

القارئ

وقد اتفق النظار من مثبتة الصفات على أنه يعلم بالعقل عند المحققين أنه حي عليم قدير مريد وكذلك السمع والبصر والكلام يثبت بالعقل عند المحققين منهم بل وكذلك الحب والرضا والغضب يمكن إثباته بالعقل وكذلك علوه على المخلوقات ومباينته لها مما يعلم بالعقل كما أثبته بذلك الأئمة  مثل أحمد بن حنبل وغيره ومثل عبد العزيز المكي وعبد الله بن سعيد ابن كلاب .

الشيخ:

عبد العزيز المكي الملقب بالكناني

عبد الله ابن سعيد الكلاب القطان هو مذهبه وسط بين مذهب المعتزلة والأشاعرة وهو الذي تابعه أبو الحسن الأشعري والحسن الأشعري كان معتزليا ثم تحول فصار أشعريا وهو مذهب عبد الله ابن سعيد كلاب يثبتون الصفات الذاتية وينكرون الصفات الفعلية مثل الغضب والمحبة والرضاء والاستواء ينفونها يقولون (...) بذات الرب ثم تحول أبو الحسن الأشعري إلى مذهب أهل السنة وبقيت عليه أشياء فله أطوار أبو الحسن الأشعري أول كان معتزليا ثم تحول فصار أشعريا يتابع عبد الله ابن سعيد الكلاب ثم تحول فصار من أهل السنة لكن بقت عليه بعض الأشياء اليسيرة التي خفيت عليه قالوا إنه بقي في الاعتزال أربعين سنة أو كذا وأنه جاء وخطب في الجامع وقال إني راجع عما كنت أعتقد من الإعتزاليات ومنخلع عنها كما أخلع هذا القميص خلع قميصا كان عليه. مقالة الأشعرين لا من أحسن ما كتب الإبانة في أصول الديانة لكن من قال في الإسلاميين نعم يذكر المذاهب وأدلتهم وأقوالهم عموما وذكر فإن قيل فبشروا الذي تعتقدونه فيقول نحن نثبت الكتاب والسنة ونحن على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله إلى آخره نقل عنه شيخ الإسلام رحمه الله . لا في أشياء يسيرة بقيت عليه خفي عليه . هو رجع على أهل السنة لكن أتباعه بقوا على مذهب السابق.

القارئ

وكذلك إن كان الرؤيا يثبت بالعقل .

الشيخ

الرؤيا كذلك يثبت بالعقل العلو يثبت بالعقل والرؤيا تثبت بالعقل هذه رؤية الله تدرك بالعقل وبالشرع.

القارئ

لكن منهم من أثبتها بأن كل موجود تصح رؤيته ومنهم من أثبتها بأن كل قائم بنفسه تمكن رؤيته .

الشيخ

هذا دليل العقل لإثبات الرؤية الدليل الأول كل موجود تمكن رؤيته والدليل الثاني كل قائم بنفسه تمكن رؤيته كل موجود لا بد أن يرى طيب لما لم ير الله؟؟ لم ير الله في الدنيا لعجز القوة الباصرة ما يستطيع الناس الثبات لرؤية الله في الدنيا لا لخفاء فيه فالله تعالى أظهر من كل شيء ولهذا لما سأل موسى الرؤيا قال رب أرني أنظر إليك قال الله لن تراني ما تستطيع لبشريتك الضعيفة  ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فتجلى الله للجبل فاندك الجبل وانساخ ما ثبت وخر موسى صاعقا وفي الحديث يقول النبي ﷺ في صحيح مسلم حجابه النور لو كشفه لأحرقت صبحات وجهه من مد إليه بصرا من خلقه لكن في يوم القيامة ينشئ الله المؤمنين تنشئة قوية فيثبتون لرؤية الله لكن في الدنيا ما يستطيعون فإذا كل موجود تمكن رؤيته ما يمكن لو قيل أن هناك شيء موجود ولا يمكن رؤيته لا قال ما هو صحيح والدليل الثاني كل قائم بنفسه تمكن رؤيته إذا ثبتت الرؤيا بالعقل.

القارئ

وقد يمكن إثبات الرؤية بغير هذين الطريقين بتقسيم دائر بين النفي والإثبات كما يقال إن الرؤية لا تتوقف إلا على أمور وجودية فإن ما لا يتوقف إلا على أمور وجودية يكون الموجود الواجب القديم أحق به من الممكن المحدث .

الشيخ

الموجود الواجب القديم هذا وجود الله والممكن المحدث هذا وجود المخلوق هذا أهل الكلام  يقسمون الموجد إلى موجدين وجود واجب هذا وجود الله ووجود ممكن هذا وجود المخلوق فالله تعالى هو واجب الوجود لذاته والوجود الممكن يجوز عليه الحدوث العدم وهو وجود المخلوق هذا اصطلاح (..)قال إن الوجود ينقسم إلى قسمين وجود واجب وهو وجود الله ووجود ممكن وهو وجود المخلوق.

القارئ

والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع.

الشيخ

أحيل رحمه الله على الكتب المطولة .

القارئ

والمقصود هنا أن من الطرق التي يسلكها الأئمة ومن اتبعهم من نظار السنة في هذا الباب أنه لو لم يكن موصوفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم اتصافه بالأخرى فلو لم يوصف بالحياة لوصف بالموت ولو لم يوصف بالقدرة لوصف بالعجز ولو لم يوصف بالسمع والبصر والكلام لوصف بالصمم والخرس والعمى والبكم وطرد ذلك أنه لو لم يوصف بأنه مباين للعالم لكان داخلا فيه فسلب إحدى الصفتين المتقابلتين عنه يستلزم ثبوت الأخرى وتلك صفة نقص ينزه عنها الكامل من المخلوقات فتنزيه الخالق عنها أولى وهذه الطريق غير قولنا إن هذه صفات كمال يتصف بها المخلوق فالخالق أولى فإن طريق إثبات صفات الكمال بأنفسها مغاير لطريق إثباتها بنفي ما يناقضها.

الشيخ

هذان دليلان عقليان الآن دليلان عقليان صحيحان الدليل الأول لو لم يكن الرب متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم أن يكون متصفا بالأخرى وهذا دليل عقلي صحيح الصفتان المتقابلتان إذا لم تتصف بإحداهما لا بد أن تتصف بالأخرى فلو لم تصف الرب بالسمع لاتصف بالصم لو لم يتصف بالبصر لاتصف بالعمى التي تقابلها لو لم يتصف بالعلم لاتصف بالجهل لو لم يتصف بالكلام لاتصف بالبكم وهكذا هذا دليل صحيح لو لم يكن متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين لكان متصفا بالأخرى التي تقابلها هذا صحيح يدركه جميع العقلاء وقياس ذلك مثلا لو لم يكن داخل العالم لكان خارج العالم هذا فيه رد على أهل البدع إلي يقول لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مبين له ولا محيط له ولا متصل به ولا منفصل عنه وش يكون أشد من العدم مستحيل ما في شيء لا داخل العالم ولا خارجه داخل العالم وخارجه في شيء لا داخل العالم ولا خارجه موجود شيء لا داخل العالم ولا خارجه قالوا نعم يمكن قالوا مثلا الأبوة أمر معنوي وهي نسبة الأبوة إلى الأب وهذه من مغالطاتهم وجهلهم  نقول هذا شيء محسوس والأمر معنوي المقصود قولهم لا داخل العالم ولا خارجه هذا مستحيل ما في شيء لا داخل العالم ولا خارجه عقلا شيء موجود إما داخل العالم وإلا خارجه في شيء موجود لا داخل العالم ولا خارجه لا يمكن فالمؤلف يقول إن هذا من الصفتين المتقابلتين لو لم يكن متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم أن يكون متصفا بالأخرى هذا لا بد منه فلو لم يتصف بأنه داخل العالم لااتصف بأنه خارج العالم ولو لم يتصف بأنه خارج العالم لااتصف بأنه داخل العالم صفتين متقابلتين الدليل الثاني العقلي كل كمال ثبت للمخلوق لا نقص فيه وجه من الوجوه فالخالق أولى به ويقال هذا دليل وهذا دليل هذا دليل لبيان الصفة بنفسها بيان الكمال ،الكمال بنفسه والدليل الأول بيان الكمال من جهة نفي ما يناقضه نفي المضاد فهذا دليل عقلي يفيد كمال الرب بنفي ما يضاده لو لم يكن متصف بإحدى الصفتين المتقابلتين لكان متصفا بالأخرى والدليل الثاني كل كمال ثبت للمخلوق لا نقص فيه وجه من الوجوه فالخالق أولى به فالدليل الأول فيه كمال يعني هذا الدليل يعني يثبت الكمال لله عن طريق نفي المضاد والدليل الثاني دليل لإثبات الكمال بنفسه نفس الدليل يثبت الكمال .

القارئ

وهذه الطريق غير قولنا إن هذه صفات كمال يتصف بها المخلوق فالخالق أولى.

الشيخ

هذه الطريق يعني لو لم يكن متصفا بالصفة هذا دليل والدليل الثاني كل كمال ثبت للمخلوق.

القارئ

فإن طريق إثبات صفات الكمال بأنفسها مغاير لطريق إثباتها بنفي ما يناقضها

الشيخ

يعني لو لك يكون متصفا بصفة من صفات الكمال كل كمال ثبت للمخلوق لا نقص فيه فالخالق أولى به هذا دليل لإثبات الكمال بنفسه نفس الدليل يدل على إثبات الكمال لله والدليل الأول يثبت الكمال لله عن طريق نفي المناقض لو لم يكن متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين لكان متصفا بالأخرى هذا الدليل الصحيح الواضح لو لم يكن متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين لكان متصفا بالأخرى اعترض عليه النفاة اعترضوا عليه اعتراض لبسوا به على كثير من أهل السنة وظنوا أنه حق وأنه يضعف إثبات الصفات لله عز وجل وهو على طريقة الجهمية وقرابطة الباطنية وتبعهم الأشاعرة وجاء هذا الاعتراض على لسان الآمدي أبو بكر الآمدي وهو أعري من الأشاعرة خلاصة هذا الاعتراض يقول لا نسلم هذا الدليل لو لم يكن متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم أن يكون متصفا بالأخرى ما نسلم هذا إلا بعد معرفة حقيقة المتقابلين وأقسامها إذا عرفنا حقيقة المتقابلين وأقسامهما ننظر أما هذا الدليل فلا نسلمه قال حقيقة المتقابلين ما لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة هذا متقابلان حقيقتهما ما لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة هذا يقوله من ؟؟ الآمدي ما لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة أما أقسامهما فهو قسمان وهو إما لا يمكن اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب أو يمكن ذلك في أحد الطرفين قسمان حقيقة المتقابلين ما لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة هذا حقيقتهما موجود الآن في الكتاب الآن أما أقسامهما إما ألا يجتمعا في الصدق ولا في الكذب أو لا يكون كذلك بأن يجتمعا في أحد الطرفين فالأول وهو ألا يجتمعا في الصدق ولا في الكذب فهما المتناقضان المتقابلين يتقابلا في السلب والإيجاب كقولك زيد حيوان زيد ليس بحيوان هذا مثاله وإلا هو خطأ نقول هذان لا يجتمعان لا في الصدق ولا في الكذب هما متناقضان كأن تقول موجود معدوم أو لا موجود ولا معدوم فالوجود والعدم نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان قاعدان لا يجتمعان ولا يرتفعان فلا يمكن أن تقول هذا الشيء موجود معدوم أو تقول هذا الشيء ليس بموجود وليس بمعدوم لا يجتمعان ولا يرتفعان فالأول يقول هما اللذان لا يمكن اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب لذاتهما كون زيد حيوان زيد ليس بحيوان والثاني الذي يجتمعان في أحد الطرفين ثلاثة أقسام المتضايفان والمتضادان والمتقابل تقابل العدم والملكة  فأما المتضايفان فهما اللذان لا يعقل أحدهما إلا بالآخر كقولك زيد أب زيد ابن لا تعقل الأبوة إلا بالبنوة ولا تعقل البنوة إلا بالأبوة والمتضادان هما اللذان لا يجتمعان وقد يرتفعان مثل السواد والبياض لا يجتمع السواد والبياض في شيء واحد ولكن قد يرتفعان ويحل محلهما أحمر أو أصفر والمتقابلان تقابل العدم والملكة الملكة المراد بها إثبات الصفة والملكة فقد الصفة فيقول إذا نظرنا إلى دليلكم الآن قسم الآمدي الآن تبين الاعتراض صار أربعة أقسام الآن المتناقضان والمتضايفان والمتضادان والمتقابلان تقابل العدم والملكة فإذا نظرنا إلى دليلكم لو لم يكن متصفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم أن يكون متصفا بالأخرى نقول أما المتناقضان فأنتم تدعون أنهما متناقضان وأنه لو لم يتصف بإحدى الصفتين لاتصف بالأخرى ونحن لا نوافقكم لأن هذا محل اللزام وأما المتضايفان فإن الدليل غير متحقق في المتضايفين ليس متضايفين وأما المتضادان فلا نسلم إلا لو كان الرب قابلا لتوارد الأضداد عليه والرب ليس قابلا لتوراد الأضداد عليه فلا يصح فيه ذلك وأما المتقابلان تقابل العدم والملكة فإنما يكون في المحل القابل لهما والرب ليس قابل للصفات قالوا فبطل دليلكم شيخ الإسلام أجاب عنه سبعة أجوبة الجواب الأول قال الدليل غير حاصر أنتم جعلتم أربعة أقسام المتناقضان والمتضايفان والمتضادان والمتقابلان تقابل العدم والملكة أنا عندي دليل خامس يتصوره العقل عندي قسم خامس وهو الدليل الخامس قسم خامس والقاعدة العقلية أن المستدل إذا  لم يحصر الأقسام العقلية الذي يصوره العقل كان دليله باطل عندي قسم خامس أهملتموه وهو أن يكون الموجود إما واجب بنفسه وإما موقن بنفسه وهذان لا يجتمعان ولا يرتفعان وليس متناقضين ولا متضايفين ولا متضادين ولا متقابلين تقابل العدم والملكة ولا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة فدل على بطلان دليلكم وإذا كان الدليل غير حاصر فإنه يعتبر باطل كيف تحملون دليل يتصوره العقل ما حصرتم الأدلة العقلية ثانيا الجواب الثاني أن هذه الأقسام الأربعة تتداخل أنتم تهولون الأمر تجعلونها أربع وهي ترجع إلى اثنين فالمتقابلان تقابل العدم والملكة ترجع إلى المتناقضين والمتضايفان ترجع إلى المتضادين رجعت إلى شيئين قسمين ثم بين في الدليل الثالث القسم التقسيم الصحيح ثم بين في الدليل الخامس الإمكان وأن الإمكان يتقسم إلى إمكان في الخارج وإمكان ذهني وأن الإمكان الخارج باطل وأن الإمكان الذهني حاصل ثم بين أن الذي لا يمكن أن يتصف بهذه الصفات أنقص ممن يتصف بهذه الصفات ثم بين في الدليل السابع أن نفي هذه الصفات عن أي شيء نقص في نفسه فالشيء الذي تنفى عنه الصفات كالسمع والبصر ناقص مهما كان أيا كان فدل على أن ثبوتها كمال من حيث هي نقرأها الآن لعلنا نمشي فيها لأن هناك من حذفها نريد أن نقرأها الآن ولا نطيل وبعض ما فيها يحذف عن بعض الأقسام يحذفون شيئا منها.

القارئ

قال رحمه الله وقد اعترض طائفة من النفاة على هذه الطريقة

الشيخ

النفاة إثبات الصفات وهذا الاعتراض سيأتي على لسان أبو بكر الآمدي من الأشاعرة في كتاب الآمدي إبكار الأفكار جاب هذا الاعتراض الدليل هذا التقسيمات سينقل الشيخ رحمه الله نص كلام الآمدي .

القارئ

وقد اعترض طائفة من النفاة على هذه الطريقة باعتراض مشهور لبسوا به على الناس حتى صار كثير من أهل الإثبات يظن صحته ويضعف الإثبات به مثل ما فعل من فعل ذلك من النظار حتى الآمدي وأمثاله مع أنه أصل قول القرامطة الباطنية وأمثالهم من الجهمية .

الشيخ

يعني هذا الاعتراض أصل القرامطة ما يساوى به من الأشاعرة وهو يتمشى مع أصل القرامطة الباطنية والجهمية المحضة .

القارئ

فقالوا.

الشيخ

نعم هذا الاعتراض فقالوا: بدأ الاعتراض أن الناقل من كلام الآمدي إذا تقريبا صفحة أو كذا قالوا :

القارئ

القول بأنه لو لم يكن متصفا بهده الصفات ......

الشيخ

ما لم يجتمعان  في جهة واحدة وأقسامه قسمان ثم القسم الثاني قسم إلى ثلاثة أقسام .

القارئ

فنقول أما المتقابلان فما لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة .

الشيخ

هذه حقيقة المتقابلين عند المعترضة

القارئ

وهو إما ألا يصح اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب .

الشيخ

هذا القسم الأول هذا التقسيم .

القارئ

أو يصح ذلك في أحد الطرفين .

الشيخ

هذا القسم الثاني إذا حقيقة المتقابلين عرفناه وأقسامه قسمان ....... الاعتراض مستمر الآن. كل هذا من كلام المعترضة الآن فالأول الذي لا يمكن اجتماعهما  في الصدق ولا في الكذب القسم الأول القسم الأول هما المتقابلين الآن عرفنا حقيقة المتقابلين وعرفنا أن أقسامهما قسمان فالقسم الأول ما لا يمكن اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب والثاني ما يمكن في أحد الطرفين فالأول الذي لا يمكن اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب المتناقضان .

القارئ

فالأول هما المتقابلان بالسلب والإيجاب وهو تقابل التناقض والتناقض هو اختلاف القضيتين بالسلب والإيجاب على وجه لا يجتمعان في الصدق ولا في الكذب لذاتيهما كقولنا زيد حيوان زيد ليس بحيوان .

الشيخ

كل هذا تابع للقسم الأول الآن.

القارئ

ومن خاصيته استحالة اجتماع طرفيه في الصدق والكذب وأنه لا واسطة بين الطرفين ولا استحالة لأحد الطرفين إلى الآخر من جهة واحدة.

الشيخ

لا من جهة واحدة هذا ساقط الآن ارجع للحاشية كله ساقط الطباعة صار فيها سقط في الحاشية كمل السقط .

القارئ

في الحاشية رقم ثلاثة ما بين المعكوفين تكميل من أبكار الأفكار للآمدي.

الشيخ

فالاطلاع هنا سقط لأن المؤلف كمل لكن الطباعة طبعت هنا سقطت ولأن من جهة واحدة سيأتي الكلمات التي قرأتها من جهة واحدة ستأتي بعد الاعتراض كامل وبعده الرد سيأتي والثاني ثلاثة أقسام .

القارئ

والثاني ثلاثة أقسام

الشيخ

ما هو الثاني القسم الثاني يعني من أقسام المتقابلين القسم الأول ما هو ألا يجتمعان في الصدق ولا في الكذب والثاني أن يصح اجتماعهما في أحد الطرفين الثاني وهو الذي يصح اجتماعه في أحد الطرفين ثلاثة أقسام المتضايفان المتضادان المتقابلان تقابل العدم والملكة والثاني وهو يعني القسم الثاني من المتقابلين وهو ما يصح اجتماعهما في أحد الطرفين والثاني كم قسم ثلاثة أقسام .

القارئ

قال والثاني ثلاثة أقسام الأول المتقابلان بالتضايف وهما اللذان لا تعقل..

الشيخ

لا تعقل ما يعقل احدهما إلا بالآخر فلا تعقل الأبوة إلا بالبنوة ولا تعقل البنوة إلا بالأبوة لا تعقل..

القارئ

قال المتقابلان بالتضايف وهما اللذان لا تعقل لكل واحد منهما إلا مع تعقل الآخر كقولنا زيد أب زيد ابن وخاصيته توقف كل واحد من طرفيه على الآخر في الفهم .

الشيخ

ما يفهم الأبوة إلا بالبنوة ولا يفهم البنوة إلا بالأبوة متضايفان كل واحد يضاف إلى الآخر .

القارئ

الثاني المتقابلان بالتضاد والمتضادان كل أمرين يتصور اجتماعهما في الكذب دون الصدق كالسواد والبياض ومن خواصه جواز استحالة كل واحد من طرفيه إلى الآخر في بعض صوره وجواز وجود واسطة بين الطرفين تمر عليه الاستحالة من أحد الطرفين إلى الآخر كالصفرة والحمرة بين السواد والبياض الثالث تقابل العدم والملكة.

الشيخ

الملكة ثبوت الصفة والعدم فقد الصفة .

القارئ

قال الثالث تقابل العدم والملكة والمراد بالملكة هنا كل معنى وجودي أمكن أن يكون ثابتا للشيء .

الشيخ

نعم المعنى الوجودي كالصفة كالعلم المعنى الوجودي في الشيء كل ما يمكن أن يتصف بالعلم مثلا .

القارئ

أمكن أن يكون ثابتا للشيء إما بحق جنسه كالبصر للإنسان أو بحق نوعه ككتابة زيد أو بحق خصه كاللحية للرجل وأما العدم المقابل لها فهو ارتفاع هذه الملكة ولما لم يكن ملكة البصر في التفسير المذكور ثابتة للحجر لا يقال له أعمى ولا بصير ومن خواص هذا التقابل جواز انقلاب المكلة إلى العدم ولا عكس فإن أريد بالتقابل ها هنا ..

الشيخ

الآن لا زال الاعتراض الآن قسم إلى أربعة أقسام الآن يعود إلى الأقسام يقول دليلكم ما ينطبق على الأقسام الأربعة كلها فإن أريد التناقض ما ينطبق وإن أريد المتضايف لا يتحقق فيه إن أردتم التضاد الرب لا (..)مع الأضداد إن أردتم الملكة الرب غير قاض لذلك دليلكم غير باطل هذا كلام المعترضة الآن، الآن الأقسام الأربعة سيعود إليها يبين أنها غير منطبقة على الدليل .

القارئ

قال فإن  أريد بالتقابل ها هنا تقابل التناقض بالسلب والإيجاب.

الشيخ

إلي هو الأول القسم الأول .

القارئ

وهو أنه لا يخلو من كونه سميعا وبصيرا ومتكلما أو ليس فهو ما يقوله الخصم..

الشيخ

يقول أنتم تقولون هذا لكن هذا نفس النزاع في هذا ما نوافقكم عليه.

القارئ

فهو ما يقوله الخصم ولا يقبل نفيه من غير دليل وإن أريد بالتقابل تقابل المتضايفين

الشيخ

إلي هو القسم الثاني ينقسم ثلاثة أقسام  هذا القسم الأول من القسم الثاني المتضايفان هذا غير منطبق.

القارئ

وإن أريد بالتقابل تقابل المتضايفين فهو غير متحقق ها هنا ومع كونه غير متحقق فلا يلزم من نفي أحد المتضايفين ثبوت الآخر بل ربما انتفيا معا ولهذا يقال زيد ليس بأب لعمر ولا بابن له أيضا وإن أريد بالتقابل تقابل الضدين فإن ما يلزم أن لو كان واجب الوجود قابلا لتوارد الأضداد عليه وهو غير مسلم وإن كان قابلا فلا يلزم من نفي أحد الضدين وجود الآخر لجواز اجتماعهما في العدم ووجود واسطة بينهما ولهذا يصح أن يقال الباري تعالى ليس بأسود ولا أبيض وإن أريد بالتقابل تقابل العدم والملكة .

الشيخ

يعني هو القسم الأخير القسم الرابع

القارئ

وإن أريد بالتقابل تقابل العدم والملكة فلا يلزم أيضا من نفي الملكة تحقق العدم ولا بالعكس إلا في محل يكون قابلا لهما ولهذا يصح أن يقال الحجر لا أعمى ولا بصير والقول بكون الباري تعالى قابلا للبصر والعمى دعوى محل النزاع والمصادرة على المطلوب وعلى هذا فقد امتنع لزوم العمى والخرس والطرش في حق الله ..

الشيخ

على هذا دليلكم ما صار ينطبق على الأقسام الأربعة وعلى هذا فلا يلزم من قول إن الرب لا يتصف بالسمع ولا يتصف بالعمى ولا يتصف بالصمم ولا بالخرس ولا يلزم لها مو قابل للصفات إنما هذا يكون قابل ما هو قابل لا للسمع ولا للصمم ولا للكلام ولا (.......) مثل الجدار ما يقال سميع ولا بصير ولا حي ولا ميت جعلوا الرب مثل الجدار نعوذ بالله .

القارئ

 وعلى هذا فقد امتنع لزوم العمى والخرس والطرش في حق الله تعالى من ضرورة نفي البصر والسمع والكلام عنه انتهى..

الشيخ

هذا الاعتراض الحين هذا كله اعتراض الآمدي كله اعتراض انتهى وكل هذا ساقط الآن ساقط هذا ساقط النسخة يأتي الرد الآن الرد عليهم بسبعة وجوه الرد.

القارئ

قال والرد عليهم من وجوه الوجه الأول أن هذا التقسيم غير حاصر.

الشيخ

غير حاصر للأقسام التي يتصورها العقل جئتم بأربعة أقسام في قسم خامس ما جئتم به والدليل العقلي الذي يحصر الأقسام ويبقي شيء من الأقسام يدل على بطلانه لا بد أن يستوعب الإنسان الأقسام الذي يتصوره العقل حتى يكون دليل صحيح أما يذكر بعض الأقسام ويترك بعض الأقسام هذا يدل على بطلانه رحمه الله سبحان الذي أعطاه.

القارئ

الوجه الأول أن هذا التقسيم غير حاصر فإنه يقال للموجود إما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون ممكنا بنفسه وهذا الوجوب والإمكان لا يجتمعان في شيء واحد ..

الشيخ

من جهة واحدة ترجع إلى الأصل كل هذا سقط من جهة واحدة في الصلب في المتن كل هذا سقط من النسخة الأصلية الدليل الخامس أو القسم الخامس لصور العقل يقول المؤلف هذا ليس من النقيضين ولا ضدين ولا متضايفين ولا عدم وملكة ومع ذلك ما ذكرتموه الوجود إما واجب بنفسه أو ملك بنفسه وهذا لا يجتمعان ولا يرتفعان ما يمكن أن تكون الشيء واجب بنفسه وممكن بنفسه ولا يمكن أن تكون الموجود مافي واجب بنفسه ولا ممكن بنفسه  وليس من الأقسام الخمسة فكيف أهملتموه دل على بطلانه دليل لا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة .

القارئ

ولا يصح اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب إذ كون الموجود واجب بنفسه وممكنا بنفسه لا يجتمعان ولا يرتفعان فإذا جعلتم هذا التقسيم ..

الشيخ

إذا بطل دليلهم بهذا الوجه الأول أبطل اعتراضهم كله أبطل اعتراضهم مع إنه سيأتي ستة وجوه أيضا كل واحد منهم يبطله .

القارئ

فإذا جعلتم هذا التقسيم وهما النقيضان ما لا يجتمعان ولا يرتفعان فهذان لا يجتمعان ولا يرتفعان وليس هما السلب والإيجاب فلا يصح حصر النقيضين الذين لا يجتمعان ولا يرتفعان في السلب والإيجاب وحينئذ فقد ثبت وصفان شيئان لا يجتمعان ولا يرتفعان وهو خارج عن الأقسام الأربعة وعلى هذا فمن جعل الموت معنى وجوديا فقد يقول إن كون الشيء لا يخلو من الحياة والموت هو من هذا الباب وكذلك العلم والجهل والصمم والبكم ونحو ذلك الوجه الثاني أن يقال هذا التقسيم يتداخل..

الشيخ

 يقول الأربعة الأقسام الشيخ ردها إلى قسمين إذا نردها إلى قسمين وأنتم تقسمون وتهولون وهم قسيمين العدم والملكة يرجع إلى النقيضان والمتضايفين يرجع إلى الضدين متناقضان وضدان ما في غيرهم كيف تهولون وتقسمون توهمون أن هنا تقسيم وهي كلها ترجع على قسمين .

القارئ

الوجه الثاني أن يقال هذا التقسيم يتداخل فإن العدم والملكة يدخل في السلب والإيجاب وغايته أنه نوع منه والمتضايفان يدخلان في المتضادين وإنما هو نوع منه فإن قالوا..

الشيخ

فإن قالوا هذه الخلاصة فإن قالوا هذه اعتراض صفحتين أو ثلاثة أو أربعة هذا عادة يحذف من الدراسات الجامعية وغيرها لكن نقرأها ونسردها الآن لأنه استيراد والمطلوب هو يعني الوجه ما سبق هذا هو الخلاصة .

القارئ

فإن قال أعني بالسلب والإيجاب ما لا يدخل فيه العدم والملكة وهو أن يسند على الشيء ما ليس بقابل له ولهذا جعل من خواصه أنه لا استحالة لأحد طرفيه إلى الآخر قيل له عن هذا جوابان أحدهما أن غاية هذا أن السلب ينقسم إلى نوعين أحدهما سلب ما يمكن اتصاف الشيء به والثاني سلب ما لا يمكن اتصافه به ويقابل الأول إثبات ما يمكن اتصافه ولا يجب والثاني إثبات ما يجب اتصافه به فيكون المراد به سلب الممتنع وإثبات الواجب كقولنا زيد حيوان فإن هذا إثبات واجب وزيد ليس بحجر فإن هذا سلب ممتنع وعلى هذا التقدير فالممكنات التي تقبل الوجود والعدم كقولنا المثلث إما موجود وإما معدوم يكون من قسم العدم والملكة وليس كذلك فإن ذلك القسم يخلو فيه الموصوف الواحد عن المتقابلين جميعا ولا يخلو شيء من الممكنات عن الوجود والعدم وأيضا فإنه على هذا التقدير فصفات الرب كلها واجبة له فإذا قيل إما أن يكون حيا أو عليما أو سميعا أو بصيرا أو متكلما أو لا يكون كان مثل قولنا إما أن يكون موجودا وإما أن لا يكون وهذا متقابل تقابل السلب والإيجاب فيكون الآخر مثله وبهذا يحصل المقصود فإن قيل هذا لا يصح حتى يعلم إمكان قبوله لهذه الصفات قيل له هذا إنما اشترط فيما أمكن أن يثبت له ويزول كالحيوان فأما الرب تعالى فإنه بتقدير ثبوتها له فهي واجبة ضرورة أنه لا يمكن اتصافه بها وبعدمها باتفاق العقلاء .

الشيخ

 لا يمكن اتصافه بالصفة أو بعدمها.

القارئ

فإن ذلك يوجب أن يكون تارة حيا وتارة ميتا وتارة أصما وتارة سميعا

الشيخ

يعني لو يتصف بالصفة وضدها يوجب هذا وهذا باطل نسأل الله العافية

القارئ

وهذا يوجب اتصافه بالنقائص وذلك منتف قطعا بخلاف من نفاها وقال إن نفيها ليس بنقص لظنه أنه لا يقبل الاتصاف بها فإن من قال هذا لا يمكنه أن يقول إنه مع إنكار الاتصاف بها لا يكون نفيها نقصا فإن فساد هذا معلوم بالضرورة وقيل له أيضا أنت في تقابل السلب والإيجاب إن اشترطت العلم بإنكار الطرفين لم يصح أن تقول واجب الوجود إما موجود وإما معدوم والممتنع الوجود إما موجود وإما معدوم لأن أحد الطرفين هنا معلوم الوجوب والآخر معلوم الامتناع ..

الشيخ

ولا يجتمعان معلوم الوجوب مع معلوم الامتناع لا يجتمعان .

القارئ

وإن اشترطت العلم بإنكار أحدهما صح أن تقول إما أن يكون حيا وإما ألا يكون وإما أن يكون سميعا بصيرا وإما ألا يكون لأن النفي إن كان ممكنا صح التقسيم وإن كان ممتنعا كان الإثبات واجبا وحصل المقصود فإن قيل هذا يفيد أن هذا التأويل يقابل السلب والإيجاب ونحن نسلم ذلك كما ذكر في الاعتراض لكن غايته أنه إما سميع وإما ليس بسميع وإما بصير وإما ليس ببصير والمنازع يختار النفي فيقال له على هذا التقدير فالمثبت واجب والمسلوب ممتنع فإما أن تكون هذه الصفات واجبة له وإما أن تكون ممتنعة عليه .

الشيخ

نعم ولا يمكن الجمع بينهما لا يمكن الجمع بين الواجب والممتنع .

القارئ

والقول بامتناع لا وجه له إذ لا دليل عليه بوجه.

الشيخ

فبقي الوجوب وأنها واجبة لله ثابتة لله .

القارئ

بل قد يقال نحن نعلم بالاضطرار بطلان الامتناع فإنه لا يمكن أن يستدل على امتناع ذلك إلا بما يستدل به على إبطال أصل الصفات وقد علم فساد ذلك وحينئذ فيجب القول بوجوب هذه الصفات له واعلم أن هذا يمكن أن يجعل طريقة مستقلة بإثبات صفات الكمال له فإنها إما واجبة له وإما ممتنعة عليه.

الشيخ

يعني يمكن أن يجعل دليلا مستقلا بهذا إما واجبة وإما ممتنعة والقول بأنها ممتنعة مستحيل فبقي القول بأنها واجبة الصفات يعني الصفات إما واجبة للرب وإما ممتنعة ولا يمكن الجمع بينهما لأنهما نقيضان والقول بأنها ممتنعة هذا مستحيل لأن هذا معناه وصف له بالنقص بل أعظم النقص فبقي الأمر الأول أنها واجبة له نقول هذا ممكن نجعله دليل عقلي مستقل .

القارئ

واعلم أن هذا يمكن أن يجعل طريقة مستقلة في إثبات صفات الكمال له فإنها إما واجبة له وإما ممتنعة عليه والثاني باطل فتعين الأول لأن كونه قابلا لها خاليا عنها يقتضي أن يكون ممكنا وذلك ممتنع في حقه وهذه طريقة معروفة لمن سلكها من النظار الجواب الثاني أن يقال فعل هذا ..

الشيخ

لأنه ذكر الجواب الأول على الاعتراض  هذا الجواب الثاني على الاعتراض .

القارئ

والجواب الثاني أن يقال فعل هذا إذا قلنا زيد إما عاقل وإما غير عاقل وإما عالم وإما ليس بعالم وإما حي وإما غير حي وإما ناطق وإما غير ناطق وأمثال ذلك مما فيه سلب الصفة عن محل قابل لها لم يكن هذا داخلا في قسم تقابل السلب والإيجاب ومعلوم أن هذا خلاف المعلوم بالضرورة وخلاف اتفاق العقلاء وخلاف ما ذكروه في المنطق وغيره ومعلوم أن مثل هذه القضايا تتناقر بالسلب والإيجاب على وجه يلزم من صدق إحداهما كذب الأخرى فلا يجتمعان في الصدق والكذب فهذه شروط التناقض موجودة فيها وغاية فرقهم أن يقولوا إذا قلنا هو إما بصير وإما ليس ببصير كان إيجابا وسلبا وإذا قلنا إما بصير وإما أعمى كان ملكة وعدما وهذا منازعة لفظية.

الشيخ

نقول كلها واحد إما بصير وإما ليس ببصير هذا سلب وإما بصير وإما أعمى ملكة وعدم ملكة يعني وجود الصفة وعدم فقد الصفة.

القارئ

وهذا منازعة لفظية وإلا فالمعنى في الموضعين سواء فعلم أن ذلك نوع من تقابل السلب والإيجاب وهذا يبطل قولهم في حد ذلك التقابل إنه لا استحالة لأحد الطرفين إلى الآخر فإن الاستحالة هنا ممكنة كإمكانها إذا عبر بلفظ العمى الوجه الثالث أن يقال.

الشيخ

هذا الرد الثالث الردود عليهم الرد الثالث على الاعتراض.

القارئ

أن يقال التقسيم الحاصر أن يقال المتقابلان إما أن يختلفا بالسلب والإيجاب وإما ألا يختلفا بذلك بل يكونان إيجابيين أو سلبيين .

الشيخ

نقول هذا التقسيم الصحيح مو تقسيمكم، تقسيمكم الأول خاطئ التقسيم العقلي الصحيح إما أن يكون التقسيم الحاصر التقسيم الذي يحصر جميع الأقسام العقلية التي تصوره العقل هو هذا ،هذا ترتيبه.

القارئ

التقسيم الحاصر أن يقال المتقابلان إما أن يختلفا بالسلب والإيجاب وإما ألا يختلفا بذلك بل يكونان إيجابيين أو سلبيين فالأول هو النقيضان والثاني إما أن يمكن خلو المحل عنهما وإما ألا يمكن .

الشيخ

والأول لا يمكن أن يكونا ضدين والثاني يرجع إلى الأول إلى المتناقضين.

القارئ

والأول هما الضدان كالسواد والبياض والثاني هما في معنى النقيضين وإن كانا ثبوتيين كالوجوب والإمكان والحدوث والقدم والقيام بالنفس والقيام بالغير والمباينة  والمجانبة ونحو ذلك ومعلوم أن الحياة والموت والصمم والبكم والسمع ليس مما إذا خلا الموصوف عنهما وصف بوصف ثالث بينهما .

الشيخ

وهما الضدان فليسا ضدين(..) ناقضان إذا ارتفع البصر ثبت العمى إذا ارتفع السمع ثبت الصمم ليس بينهما ثالث مثل الحمرة والسواد إذا ارتفع الحمرة والسواد مثال السواد والبياض إذا ارتفع السواد والبياض حلت الحمرة لا ما في شيء بين السمع والعمى ما في شيء بين البصر والعمى بين السمع والصمم بين الكلام والخرس ما في إما متكلم وإما أخرس إما مبصر وإما أعمى فليس بينهما عمل ثالث فتبين أنهما نقيضان.

القارئ

كالحمرة بين السواد والبياض فعلم أن الموصوف لا يخلو عن أحدهما فإذا انتفى تعين الآخر ، الوجه الرابع المحل الذي لا يقبل الاتصاف ..

الشيخ

 الرد الرابع هم يقولون الرب ما يقبل الصفات مثل الجدار ما يقبله الصفات الجدار ما تقول حي ولا ميت ولا عالم ولا سميع ولا بصير يقول المؤلف رحمه الله الشيخ رحمه الله المحل الذي لا يقبل الصفات أنقص ممن الذي يقبل الصفات فالأعمى الذي يقبل الاتصاف بالبصر أكمل من الجدار الذي لا يقبل العمى والبصر فانتم وصفتموه بالأنقص نعوذ بالله إذا جعلتم الرب غير قابل للصفات جعلتموه أنقص من الحيوانات نعوذ بالله هذا الرد الرابع .

القارئ

قال الوجه الرابع المحل الذي لا يقبل الاتصاف بالحياة والعلم والقدرة والكلام ونحوها أنقص من المحل الذي يقبل ذلك ويخلو عنها ولهذا كان الحجر ونحوه أنقص من الحي الأعمى وحينئذ فإذا كان الباري  منزها عن نفي هذه الصفات. 

ولهذا كان الحجر ونحوه أنقص من الحي الأعمى وحينئذ فإذا كان الباري منزها عن نفي هذه الصفات مع قبوله لها فتنزيهه عن امتناع قبوله لها أولى وأحرى إذ بتقدير قبوله لها.

الشيخ

يعني الرب منزه عن نفي هذه الصفات لأن له الكمال سبحانه وتعالى فالرب يتصف بالسمع والبصر والعلم والكلام منزه عن أن تنفى عنه فنفيها عنه ينزه الرب أن تنفى عنه بل هي ثابتة له فتنزيهه عن عدم قبولها أعظم وأعظم أولى وأولى .

القارئ

إذ بتقدير قبوله لها يمتنع منع المتقابلين واتصافه بالنقائص ممتنع فيجب اتصافه بصفات الكمال وبتقدير عدم قبوله لا يمكن اتصافه لا بصفات الكمال ولا بصفات النقص وهذا أشد امتناعا..

الشيخ

إذا كان لا يقبل الشيء وضده صار أشد امتناع إذا كان غير قابل معناه لا يقبل صفة الكمال ولا صفة النقص لا يقبل السمع ولا يقبل الصم لا يقبل البصر ولا يقبل العمى وهذا أشد امتناع .

القارئ

إذ بتقدير قبوله لها يمتنع منع المتقابلين واتصافه بالنقائص ممتنع فيجب اتصافه بصفات الكمال وبتقدير عدم قبوله لا يمكن اتصافه لا بصفات الكمال ولا بصفات النقص وهذا أشد امتناعا فثبت أن اتصافه بذلك ممكن وأنه واجب له وهو المطلوب وهذا في غاية الحسن الوجه الخامس أن يقال أنتم جعلتم تقابل العدم والملكة فيما يمكن اتصافه بثبوت .

الشيخ

وهذا الإمكان إما إمكان يعني خارجي أو إمكان ذهني فإمكان الخارجي باطل والإمكان الذهني هذا حاصل ثم استطرد المؤلف رحمه الله في هذا وهذا الخلاصة إما إمكان خارجي يقول المؤلف كان ذلك باطلا وفي آخر الوجه يقول إما أن يكون إمكان ذهني فهذا حاصل وما بينهما استطراد الخارج متصف بالخارج مثل أنت متصف بالعلم متصف بالكتابة والذهني يعني أعرف أن زيد إنسان ذهنا لا بد أن الإنسان يتصف بصفاته ولو ما رأيته لكن أنت رأيت أنك متصف بالعلم لكن إنسان قيل لإنسان فلان كذا وكذا لما رأيته ولا رأيت أنه يتصف بالصفات ذهنا قابل بالصفات يتصف بالعلم يتصف بالسمع يتصف بالبصر يتصف بالكتابة ولو كان ما يكتب لأنه قابل .

القارئ

الوجه الخامس أن يقال أنتم جعلتم تقابل العدم والملكة فيما يمكن اتصافه بثبوت فإن عنيتم بالإمكان الإمكان الخارجي وهو أن يعلم ثبوت ذلك في الخارج كان هذا باطلا من وجهين أحدهما أنه يلزمكم أن تكون الجامدات لا توصف بأنها لا حية ولا ميتة ولا ناطقة ولا صامتة وهو قولكم .

الشيخ

نعم وهذا باطل لأنه قد توصف بعض الجمادات قد يجعلها الله حية كما جعل عصا موسى حية تبتلع العصي والحبال .

القارئ

لكن هذا اختلاق محض وإلا فالعرب يصفون الجمادات بالموت والصمت وقد جاء القرآن بذلك قال تعالى وَٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا یَخۡلُقُونَ شَیۡـࣰٔا وَهُمۡ یُخۡلَقُونَ ۝ أَمۡوَ ٰ⁠تٌ غَیۡرُ أَحۡیَاۤءࣲۖ وَمَا یَشۡعُرُونَ أَیَّانَ یُبۡعَثُونَ .

الشيخ

فسمى الأصنام أموات يقول هذا اصطلاح كونكم تقولون هذا الجدار ما يقال له ميت الجدار يقال له ميت الله سماها أموات والجواب الثاني سيأتي جواب ما سبق أن الجمادات قد يجعلها الله حية .

القارئ

فهذا في الأصنام وهي من الجمادات وقد وصفت بالموت والعرب تقسم الأرض إلى الحيوان والموتان قال أهل اللغة الموتان بالتحريك خلاف الحيوان يقال اشتري الموتان ولا تشتري الحيوان.

الشيخ

اشتري الموتان يعني اشتري الأرض والعقار هذا الموت ولا تشتري الحيوان إذا في شيء ميت وشيء غير ميت الميت الأرض والحيوان حيوان سماها إذا قسمت إلى قسمين ميت وحي اشتري الموتان وهي الأراضي ولا تشتري الحيوان.

القارئ

أي اشتري الأرضين والدور ولا تشتري الرقيق والدواب.

الشيخ

والشاهد أنه سماها ميتة إذا الأرض تسمى ميتة فقولكم أن الجدار ما يسمى ميت ولا حي هذا باطل يسمى ميت .

القارئ

وقالوا أيضا الموات ما لا روح فيه فإن قيل فهذا إنما سمي مواتا باعتبار قبوله للحياة التي هي إحياء الأرض .

الشيخ

يقول نسميها موات لأنها تقبل تحيا الأرض بالزراعة وكذا أما إلي ما يقبل الزراعة ما يسمى رد عليهم قال قد يسمى.

القارئ

قيل وهذا يقتضي أن الحياة أعم من حياة الحيوان وأن الجماد يوصف بالحياة إذا كان قابلا للزرع والعمارة والخرس ضد النطق والعرب تقول لبن أخرس أي خاثر لا صوت له في الإناء وسحابة خرساء ليس فيها رعد ولا برق وعلم أخرس إذا لم يسمع له في الجبل صوت صدى ويقال كتيبة خرساء قال أبو عبيد هي التي صمتت من كثرة الدروع ليس لها قعاقع وأبلغ من ذلك  الصمت والسكوت فغنه يوصف به القادر على النطق إذا تركه بخلاف الخرس فإنه عجز عن النطق ومع هذا فالعرب تقول ما له صامت ولا ناطق فالصامت الذهب والفضة .

الشيخ

فلان ما يملك صامت ولا ناطق معدم فلان فقير ليس له صامت ولا ناطق الصامت هو الذهب والفضة والناطق الحيوانات يعني ما يملك لا حيوانات ولا دراهم ولا أراضي سموه صامت وسموه ناطق .

القارئ

فالصامت الذهب والفضة والناطق الإبل والغنم والصامت من اللبن الخاثر والمصموت الدرع التي إذا صبت لم يسمع لها صوت ويقولون دابة عجماء وخرساء لما لا ينطق ولا يمكن منه النطق في العادة ومنه قول النبي ﷺ العجماء جبار.

الشيخ

سماه عجم العجماء الخرساء فالتي تنفى عنه الصفات يقال له أخرس الذي ينفى عنه الكلام يسمى أخرس دابة عجماء خرساء

القارئ

وكذلك في العمى تقول العرب عمى الموج يعمي عميا إذا رمى القذى والزبد والأعميان السيل والجمل الهائج وعمي عليه الأمر إذا التبس ومنه قوله تعالى فَعَمِیَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَنۢبَاۤءُ یَوۡمَىِٕذࣲ فَهُمۡ لَا یَتَسَاۤءَلُونَ.

الشيخ

يعني ثبتت عليهم الأمور نسأل الله العافية .

القارئ

وهذه الأمثلة قد يقال في بعضها إنه عدم ما يقبل المحل الاتصاف به كالصوت ولكن فيها ما لا يقبل كموت الأصنام الثاني أن الجمادات يمكن اتصافها بذلك .

 

الشيخ

الرد الثاني عليهم الجماد يمكن أن يتصف فالله تعالى قادر على أن يجعل الجماد حيوان فيه روح مثل عصى موسى جعلها الله حية .

القارئ

الثاني الجمادات يمكن اتصافها بذلك فإن الله سبحانه قادر أن يخلق في الجمادات حياة كما جعل عصا موسى حية تبلع الحبال والعصي وإذا كان في إمكان العادات كان ذلك مما قد علم بالتواتر وأنتم أيضا قائلون به في مواضع كثيرة وإذا كان الجمادات يمكن اتصافها بالحياة وتوابع الحياة ت جميع الحياة يمكن اتصافها بذلك.

 

الشيخ

هذا يبطل قولهم إن الرب ليس قابل للصفات مثل الجدار لا يقال له أعمى ولا بصير ولا حي ولا ميت نقول لهم لا ما هو صحيح الجدار يقبل الصفات فقد يسمى حي ذكر أمثلة الأشياء توصف بالصمت توصف بالخرس وهي جمادات .

القارئ

وإذا كان الجمادات يمكن اتصافها بالحياة وتوابع الحياة ثبت أن جميع الموجودات يمكن اتصافها بذلك فيكون الخالق أولى بذلك بهذا الإمكان.

 

الشيخ

نعم يمكن جميع المخلوقات حتى الجمادات يمكن توصف بذلك إذا بطل إذا بطل قولهم غير قابل للصفات نقول ما في شيء ما هو قابل للصفات كل شيء قابل للصفات .

القارئ

وإن عنيتم الإمكان الذهني.

الشيخ

هذا التقسيم الأول، الأول الإمكان الخارجي وهذا الإمكان الذهني.

القارئ

وإن عنيتم الإمكان الذهني وهو عدم العلم بالامتناع فهذا حاصل في حق الله فإنه لا يعلم امتناع اتصافه بالسمع والبصر والكلام .

 

الشيخ

نعم لا يعلم امتناعه وإذا علم امتناعه فإنها ثابتة له .

القارئ

الوجه السادس أن يقال هب أنه لا بد من العلم بالإمكان الخارجي فإمكان الوصف للشيء يعلم تارة بوجوده له أو بوجوده لنظيره أو بوجوده لما هو الشيء أولى بذلك منه .

الشيخ

هذا مبني على السابق هب يعني افرض وقدر أنه لا بد من الإمكان الخارجي فلا بد من العلم إما خارجي وإما ذهني إن كان خارجي فهو باطل وإن كان ذهني فهو حاصل للرب الدليل السادس يقول افرض أنه لا بد من الإمكان الخارجي يقول لا بد أن يتصف بالصفة في الخارج فيقول الصفة يمكن أن يعرف الشيء متصف بالصفة بواحدة من ثلاثة أمور كيف يعلم أن هذا الشيء متصف بهذه الصفة بواحدة من ثلاثة أمور الأمر الأول أن تعلم أنها ثابتة له تعلم أن هذا فلان يتكلم الأمر الثاني أن تثبت لنظيره فلان ما تعلمه فلان ما تعلم أنه يتكلم لكن تعلم أن نظرائه يتكلمون فإذا ثبتت لنظيره ثبتت له الأمر الثالث أن تعلم بثبوتها لما هو الأولى منه كأن يكون مثلا إذا قيل مثلا حيوان له صوت فتقول ثبوتها للإنسان من باب أولى إذا ثبت الصوت للحيوان فثبوتها لما هو أولى منه أولى وأولى إذا ثبت الصوت للحيوان فالإنسان أولى به فإذا ثبتت الصفة للشيء فثبوتها لما هو أولى منه أولى وأولى فإذا ثبتت الصفة للإنسان فثبتوها للرب من باب أولى إذا ثبت للإنسان السمع والبصر والعلم وإذا ثبت الكمال فإثباتها للرب من باب أولى هذا الدليل الرابع يبن أن الصفة تثبت للشيء بواحد من أمور ثلاثة .

القارئ

قال الوجه السادس أن يقال هب أنه لابد من العلم بالإمكان الخارجي فإمكان الوصف للشيء يعلم تارة بوجوده له أو بوجوده لنظيره أو بوجوده لما هو الشيء أولى بذلك منه ومعلوم أن الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام ثابتة للموجودات المخلوقة .

الشيخ

فثبوتها للخالق أولى إذا ثبت للمخلوق وهي صفات كمال المخلوقات إذا ثبت للإنسان العلم والسمع والبصر وهي كمال فكيف الرب ينفى عنه هذا الكمال ثبوتها له من باب أولى .

القارئ

ومعلوم أن الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام ثابتة للموجودات المخلوقة وممكنة لها فإمكانها للخالق تعالى أولى وأحرى فإنها صفات كمال وهو قابل للاتصاف بالصفات وإذا كانت ممكنة في حقه فلو لم يتصف بها لاتصف بأضدادها

الشيخ

الأضداد هي نقص والرب منزه عن النقص .

القارئ

الوجه السابع أن يقال مجرد سلب هذه الصفات نقص لذاته سواء سميت عما وصمما وبكما أو لم تسم .

الشيخ

هذا الرد يقول هذه الصفات كمال فأي شيء تسلم عنه فهو ناقص بصرف النظر عن كون مثلا يقابلها العمى لكن نفس هذه الصفات هي كمال من اتصف بها فالذي يتصف بها أكمل من الذي لا يتصف بها ما هي؟؟ العلم والسمع والبصر والكلام والقدرة هذه الصفات من اتصف بها ثبت له الكمال ومن نفيت عنه فإنه حصلت (...) فلا يمكن أن تسلب هذه الصفات عن الرب وهي كمال يعني لو سلبت عنه لكانت ناقصة .

القارئ

الوجه السابع أن يقال مجرد سلب هذه الصفات نقص لذاته سواء سميت عما وصمما وبكما أو لم تسم والعلم بذلك ضروري .

الشيخ

العلم بذلك ضروري لا يحتاج إلى تأمل واستدلال العلم علمان علم ضروري وعلم نظري العلم الضروري هو الذي تضطر إلى التصديق به وإلى إثباته ولا تستطيع نفيه مثل الشمس طالعة بالنهار نقول فالنهار طالع هذا تضطر إلى إثباته ما تستطيع تنكر النهار هل يستطيع أحد أن ينكر أنه فيه نهار هذا علم ضروري لكن علم النظري هو الذي يحتاج إلى تأمل واستدلال تعصر ذهنك وتحسب وتخمس وتربع إذا قيل لك طلع السدس من ست مائة وأربع وستين ونصف طلع السدس هذا علم نظري وإلا ضروري ؟؟ هذا نظري لأنك تعصر ذهنك وتكتب وتحسب وتقسم وتطرح وتسجل حتى تطلع لكن العلم النظري الواحد نصف الاثنين واحد هذا ما يحتاج إلى تأمل واستدلال الشمس طالعة هذا ضروري بديهي ضروري واضطراري معنى واحد فالمؤلف رحمه الله يقول الرب متصف بهذه الصفات ضرورة لا يمكن نفيها عنه.

القارئ

الوجه السابع أن يقال مجرد سلب هذه الصفات نقص لذاته سواء سميت عما وصمما وبكما أو لم تسم .

الشيخ

يعني فقدها إذا فقد السمع صار صمم إذا فقد يعني قطع النظر عن أضدادها فقدها نقص بحد ذاتها وهي صفة الكمال بحد ذاتها.

القارئ

والعلم بذلك ضروري.

الشيخ

نعم العلم بذلك يعني يدرك الإنسان أن هذا ضرورة أن فقدها نقص وأن إثباتها كمال وأن من فقدها فهو ناقص وأن من ثبتت فيه فهو كامل أكمل من غيره من الذي لا يتصف بها هذا ضروري يكون للإنسان ضرورة من دون تأمل من دون استدلال كما أنه يدرك ضرورة كما أنه يضطر إلى إثبات النهار وإثبات الشمس أمامه ما يستطيع إنكارها يدركها ضرورة فكذلك هنا ضروري يدرك أن هذه الصفات ضرورة كمال وأن من اتصف بها كامل وأن الذي تفقد منه ناقص هذا من دون تأمل ومن دون استثناء. فيستدل الآن الآلهة والأصنام التي عبدوها إلي عبدوا الأصنام وأنا لا تسمع ولا تبصر یَـٰۤأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا یَسۡمَعُ وَلَا یُبۡصِرُ وَلَا یُغۡنِی عَنكَ شَیۡـࣰٔا يستدل على أنها ناقصة ما هي صالحة للعبادة كيف تعبد ما لا يسمع ولا يبصر والعجل الذي عبده بنو إسرائيل ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ما يتكلم كيف يعبدوا عجل ما يتكلم فاستدل على نقصه بأنه لا يتكلم فقد للصفة.

القارئ

فإنا إذا قدرنا الموجودين أحدهما يسمع ويبصر ويتكلم والآخر ليس كذلك كان الأول أكمل من الثاني ولهذا عاب الله سبحانه من عبد ما تنتفي فيه هذه الصفات فقال تعالى عن إبراهيم الخليل یَـٰۤأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا یَسۡمَعُ وَلَا یُبۡصِرُ وَلَا یُغۡنِی عَنكَ شَیۡـࣰٔا

الشيخ

ناقص كيف تعبد الناقص بعض الصفات لا يسمع ولا يبصر ما يصح العبودية فاستدل بفقد الصفات على نقصه وأنه لا يستحق العبودية الربوبية والعبادة.

القارئ

وقال أيضا في قصته فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُوا۟ یَنطِقُونَ.

الشيخ

الأصنام يعني لما كسرها وجعل الفأس على الصنم الكبير فاسألوهم إن كانوا ينطقون ،ما ينطقون كيف تعبدونهم وهم لا يتكلمون ولا ينطقون ولا يدافعون عن أنفسهم ولا  عن يدافون عن أنفسهم كيف يصلحون للعبادة .

القارئ

وقال تعالى عنه هَلۡ یَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ ۝ أَوۡ یَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ یَضُرُّونَ ۝ قَالُوا۟ بَلۡ وَجَدۡنَاۤ ءَابَاۤءَنَا كَذَ ٰ⁠لِكَ یَفۡعَلُونَ ۝ قَالَ أَفَرَءَیۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ۝ أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ ۝ فَإِنَّهُمۡ عَدُوࣱّ لِّیۤ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ.

الشيخ

فالذي لا يسمع ولا يضر ولا ينفع لا يصلح للعبادة ما يصلح للعبادة إلي يسمع ويبصر ويتكلم وينفع ويضر .

القارئ

 وكذلك في قصة موسى عليه السلام في العجل أَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّهُۥ لَا یُكَلِّمُهُمۡ وَلَا یَهۡدِیهِمۡ سَبِیلًاۘ ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُوا۟ ظَـٰلِمِینَ.

الشيخ

فاستدل بكونه لا يتكلم على نقصه الألوهية وأنه لا يصلح للألوهية فاقد للكلام وفاقد الكلام لا يصلح للألوهية فكيف يقول هؤلاء الملاحدة أن الرب لا يتكلم والعياذ بالله

القارئ

وقال تعالى وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا رَّجُلَیۡنِ أَحَدُهُمَاۤ أَبۡكَمُ لَا یَقۡدِرُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَىٰهُ أَیۡنَمَا یُوَجِّههُّ لَا یَأۡتِ بِخَیۡرٍ هَلۡ یَسۡتَوِی هُوَ وَمَن یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ فقابل بين الأبكم العاجز وبين الآمر بالعدل الذي هو على صراط مستقيم .

الشيخ

قابل بينهما الأبكم العاجز وبين القادر الذي يتكلم هل يستويان متقابلان.

بهذا يكون انتهى المؤلف رحمه الله من الأصل الأول لأن موضوع الرسالة بين الأصلين الأصل الأول إثبات تحقيق الأسماء والصفات لله عز وجل هذا تقدير ثلثي الرسالة والأصل الثاني توحيد العبادة بيان الشرع وقدره وهذا يشكل ثلث الرسالة الباقي هذا سهل وواضح .

سؤال من أحد الحاضرين ؟؟

هل الآمدي جمع أقوال قومه وحصره في هذا الأدلة العقلية أو إنه هو الذي أتى بها؟؟

الشيخ

هو أنى بها في كتابه إنكار الأفكار لكن يستقي من غيره الفلاسفة وغيرهم.

 

القارئ

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الرب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد..

فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل وأما الأصل الثاني وهو التوحيد في العبادات المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعا فنقول إنه لا بد من الإيمان بخلق الله وأمره فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه وأنه على كل شيء قدير وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فلا حول ولا قوة إلا بالله وقد علم ما سيكون قبل أن يكون وقدر المقادير وكتبها حيث شاء كما قال تعالى أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ويجب الإيمان بأن الله تعالى أمر بعبادته وحده لا شريك له.

الشيخ

هذا الفصل وما بعده إلى آخر الرسالة في توحيد العبادة وهذه الرسالة، الرسالة التدمرية للإمام العالم المجتهد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه متضمنة لتحقيق الأصلين الأصل الأول تحقيق الإثبات للأسماء والصفات والأصل الثاني توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالشرع والقدر الأصل الأول بينه المؤلف رحمه الله في حققه في أصلين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة مشتملة على سبع قواعد واستغرق هذا ما يقارب ثلثي الرسالة الأصل الأول القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر والأصل الثاني القول في الصفات كالقول في الذات والمثلان المضروبان المثل الأول ما في الجنة من المساكن والملابس والمآكل والمشارب توافق ما في الدنيا في الأسماء وفي المعنى العام ولكنها تختلف عنها في الحقيقة والكيفية فإذا كانت مخلوقات التي في الجنة توافق المخلوقات التي في الدنيا في الاسم  ولكنها تختلف عنها في الحقيقة والكيفية وهي موجودة فمن باب أولى أن تكون أسماء الله وصفاته موافقة لأسماء المخلوقين وصفاتهم وهي تختلف عنها في الحقيقة والكيفية والمثل الثاني الروح التي موجودة بين جنبي كل إنسان فهي ذات حقيقة توصب بالقبر والبسط وخروج أيتها الروح يا أيتها النفس ارجعي وهي ذات ومع ذلك مخالفة لصفات الأجسام ولا نعلم حقيقتها وكيفيتها إذا كانت الروح موجودة وهي ذات حقيقية وثابتة ولا نعلم كيفيتها وحقيقتها فلعل نعلم حقيقة وكيفيات صفة الله عز وجل مع ثبوتها له من باب أولى والخاتمة الجامعة ضمنها رحمه الله سبع قواعد القاعدة الأولى أن الله موصوف بالإثبات والنفي من صفات الإثبات والنفي وصفات النفي متضمنة لإثبات ضدها من الكمال القاعدة الثانية أن ما ورد أن ما أضافه الله سبحانه وتعالى إليه من الصفات يجب إثباتها لله سواء عرفنا معناها أو لم نعرفها وما أحدثه بعض الناس فإنه توقف فيه فلا يثبت ولا ينفى حتى يعلم مقصود صاحبه فإن أراد حقا قبل وإن أراد باطلا رد وإن اجتمع على حق وباطل قبل الحق ورد الباطل القاعدة الثالثة قول القائل ظاهر النصوص المراد أو ظاهرها ليس بمراد فيه إجمال واشتراك فلا بد فيه من التفصيل فإن أراد بالظاهر أنها تماثل صفات  المخلوقين فلا شك أن هذا باطل ليس بمراد ولكن يبين له أنه ليس ظاهر النصوص الباطل والكفر وإماتة المخلوقات وإن أراد بالظاهر ما يليق بجلال الله وعظمته من الصفات فهذا حق القاعدة الرابعة أن قول القائل أن توهم بعض الناس أن صفات الله تماثل صفات المخلوقين ثم يريد وينفي ما فهمه يقع في أربعة أنواع من المحاذير المحذور الأول توهمه أن صفات الله تماثل صفات المخلوقين وظنه أن مدلول الصفات هو التمثيل الثاني أنه يجرد النصوص عن إثبات الصفات اللائقة بالله عز وجل الثالثة أنه ينفي الصفات عن الله بغير علم وبغير دليل الرابع أنه يصف الله  بنقيض ذلك من صفات الأموات والجمادات والمعدومات القاعدة الخامسة أن نعلم ما أخذ من المغيبات من وجه دون وجه فنعلم المعنى ولا نعلم الحقيقة والكيفية القاعدة السادسة بيان الضابط فيما يثبت لله وفيما ينفى عنه سبق بيانه أن وأنه يثبت لله وأنه الضابط في باب النفي أن ينفى عن الله النقائص و ينفى عن الله العيوب وينفى عن الله مماثلته للمخلوقات ولا يعتمد على مجرد نفي التشبيه على مجرد نفي التشبيه أو على نفي الجسمية والتحيز والضابط في باب الإثبات إثبات صفات الكمال مع نفي مماثلته للمخلوقات لا على مطلق الإثبات مع نفي التشبيه والقاعدة السابعة دلالة النصوص دلالة العقل على كثير مما دلت عليه الأدلة السمعية أن الأدلة السمعية العقلية تدل على كثير مما جاءت به الأدلة الشرعية وهذا ما يقارب ثلثي الرسالة ثم بعد ذلك حقق المؤلف رحمه الله الأصل الثاني في هذا الفصل وهو توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالشرع والقدر توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالقدر والشر والإيمان بالقدر يتضمن الإيمان بمراتبه الأربع وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق فالإيمان بالقدر لا بد فيه من الإيمان بمراتبه الأربع وهي الإيمان بأن الله علم الأشياء قبل كونها في الأزل ثم كتبها في اللوح المحفوظ والإيمان بأن مشيئة الله تسبق سابقه أن مشيئة الله للأشياء سابقة لوجودها وأنه لا يقع شيء في هذا الوجود إلا وقد شاءه الله والمرتبة الرابعة الخلق والإيجاد فالله تعالى هو الخالق كما قال الله تعالى أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ قال سبحانه مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَاۤۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ وقال سبحانه وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یُرِیدُ المشيئة والإرادة بمعنى واحد والإيمان بالخلق قال الله تعالى ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲۖ قال سبحانه وَخَلَقَ كُلَّ شَیۡءࣲ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِیرࣰا والإيمان بالأمر هو الإيمان بالشرع هو الإيمان بأن الله تعالى أمر بعبادته وتوحيده وطاعته وأن الله خلق الخلق لأجل ذلك كما قال سبحانه وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ وأرسل الرسل لذلك وأنزل الكتب بذلك كما قال سبحانه وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِیۤ إِلَیۡهِ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ وقال سبحانه وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَ والعبادة تتضمن الذل والخضوع لا بد فيها من الذل والخضوع إذا تخلف أحدهم فلا تسمى عبادة ذل وخضوع كما قال القيم رحمه الله (وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده وما له قطبان، وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قام في القطبان) فلا عبادة إلا بالأمرين غاية الذل وغاية الحب وهذا يتضمن كمال الطاعة لله ولرسوله ﷺ قال الله تعالى مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وقال سبحانه وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ فإذا توحيد العبادة متضمن الإيمان بالقدر والشر والإيمان بالقدر تضمن الإيمان بمراتبه الأربع علم الله الأزلي السابق وكتابته لها في اللوح المحفوظ ومشيئته لكل موجود وخلقه وإيجاده لكل شيء في هذا الوجود والإيمان بالشرع هو الإيمان بالأمر والشرع هو الإيمان بخلق الله وأمره الإيمان توحيد العبادة متضمن الإيمان بالشرع والقدر وهو الإيمان بالخلق والأمر والإيمان بالخلق هو الإيمان بالقدر والإيمان بالأمر هو الإيمان بالشرع وهو الإيمان بأن الله تعالى أمر بعبادته وتوحيده وطاعته وخلق الخلق لأجل ذلك وأرسل الرسل وأنزل الكتب بذلك بالأمر بعبادته قال سبحانه وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ والعبادة لا بد فيها من غاية الذل وغاية الحب وهذا يتضمن كمال الطاعة لله وللرسول

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد