شعار الموقع

شرح كتاب العقيدة الواسطية للهراس_6

00:00
00:00
تحميل
9

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

المتن:

وَمِنَ الإيمَانِ بِاللهِ: الإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتِابِهِ الْعَزِيزِ، وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؛ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ، لْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ سبحانه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.

الشيخ:

هذا داخلٌ في الإيمان بالله، الإيمان بما وصف الله به نفسه وما سمى به نفسه من الأسماء، نؤمن أن الله سميع، بصير، عليم، قدير، ونثبت السمع والبصر من غير مُثلة، (فَلاَ يَنْفُونَ عَنْهُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ) كما تفعل المعطلة، ولا يشبهون صفاته بصفات خلقه كما تفعل المشبهة والممثلة، بل يثبتون الصفات وينفون التشبيه، ولا يعطلون، من غير تكيف، والتكييف هو أن يقال كيفية الصفة كذا وكذا، والتمثيل أن يقول صفته مثل صفة المخلوق، والتحريف أن يحرف الصفة، يقول الرضا الثواب، والغضب العقاب، فلا تحديد، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف، على حد قول الله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، و ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ردٌ على الممثلة، ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ردٌ على المعطلة.

المتن:

قال الشارح رحمه الله تعالى:

وَقَوْلُهُ: (وَمِنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ... إلخ) : هَذَا شروعٌ فِي التَّفْصِيلِ بَعْدَ الْإِجْمَالِ، وَ(مِنْ) هُنَا لِلتَّبْعِيضِ، وَالْمَعْنَى: وَمِنْ جُمْلَةِ إِيمَانِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِالْأَصْلِ الْأَوَّلِ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْأُصُولِ وَأَسَاسُهَا، وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ: أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ... إلخ.

وَقَوْلُهُ: (مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ) متعلِّقٌ بِالْإِيمَانِ قَبْلَهُ؛ يَعْنِي أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالصِّفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ الْخَالِي مِنْ كُلِّ هَذِهِ الْمَعَانِي الْبَاطِلَةِ؛ إِثْبَاتًا بِلَا تَمْثِيلٍ، وَتَنْزِيهًا بِلَا تَعْطِيلٍ.

وَالتَّحْرِيفُ فِي الْأَصْلِ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: حرفتُ الشَّيْءَ عَنْ وَجْهِهِ حَرْفًا، مِنْ بَابِ ضَرَبَ؛ إِذَا أَمَلْتَهُ وَغَيَّرْتَهُ،

الشيخ:

إذا أملته وغيرته: يعني التحريف هو الميل، والتحريف إذا أملته عن وجهه.

المتن:

وَالتَّشْدِيدُ لِلْمُبَالَغَةِ.

وَتَحْرِيفُ الْكَلَامِ: إِمَالَتُهُ عَنِ الْمَعْنَى الْمُتَبَادِرِ مِنْهُ إِلَى مَعْنًى آخَرَ ...

الشيخ:

نعم، فإذا قال الأشعري: "الرضا معناه الثواب"، هذا تحريف، حرّفه، "والغضب العقاب والرحمة (00:03:58) هذا تحريف، واجب إثبات الصفة، إثبات صفة (00:04:01)، وليس الرضا الثواب، وإثبات الغضب لله، وليس الغضب العقاب، وإثبات الرحمة، وليس الرحمة الإنعام، هذا تحريف وميل، نعم.

المتن:

وَتَحْرِيفُ الْكَلَامِ: إِمَالَتُهُ عَنِ الْمَعْنَى الْمُتَبَادِرِ مِنْهُ إِلَى مَعْنًى آخَرَ لَا يدلُّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ إِلَّا بِاحْتِمَالٍ مرجوحٍ، فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنْ قرينةٍ تبيِّن أَنَّهُ الْمُرَادُ.

الشيخ:

مثل الاستواء، يقول معناه الاستيلاء.

المتن:

وَأَمَّا التَّعْطِيلُ؛ فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَطَلِ، الَّذِي هُوَ الخلوُّ وَالْفَرَاغُ وَالتَّرْكُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:

﴿وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَة﴾[الحج:45]، أَيْ: أَهْمَلَهَا أَهْلُهَا، وَتَرَكُوا وِرْدها، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا نَفْيُ الصِّفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ، وَإِنْكَارُ قِيَامِهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى.

الشيخ:

التعطيل هو الخلوّ، يعني تعطيل الرب سبحانه وتعالى من صفاته، نفي الصفات هذا تعطيل، ويقال امرأة عاطل إذا لم يكن عليها زينة، ودارٌ عاطل ليس فيها ساكن، وبئر عاطل ليس فيها وِرد، (00:05:11) على الخلو.

المتن:

وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا نَفْيُ الصِّفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ، وَإِنْكَارُ قِيَامِهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى.

الشيخ:

وهذا مذهب الجهمية والمعتزلة والأشاعرة فيما عدى الصفات السبع.

المتن:

فَالْفَرْقُ بَيْنَ التَّحْرِيفِ وَالتَّعْطِيلِ: أَنَّ التَّعْطِيلَ نفيٌ لِلْمَعْنَى الْحَقِّ الَّذِي دلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، وَأَمَّا التَّحْرِيفُ؛ فَهُوَ تَفْسِيرُ النُّصُوصِ بِالْمَعَانِي الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا تدلُّ عَلَيْهَا.

الشيخ:

التعطيل هو أن ينفي صفة العلو، أو ينفي صفة الاستواء، ينفي صفة (00:05:51)، والتحريف أن يؤول الرضا بالثواب، يؤول الغضب بالعقاب، يؤول الرحمة بالإنعام، يؤول الاستواء بالاستيلاء، هذا تحريف.

المتن:

وَالنِّسْبَةُ بَيْنَهُمَا الْعُمُومُ وَالْخُصُوصُ الْمُطْلَقُ، فَإِنَّ التَّعْطِيلَ أعمُّ مُطْلَقًا مِنَ التَّحْرِيفِ؛

الشيخ:

نعم، التعطيل أوسع، قد يكون تحريف وقد يكون غير تحريف، ينفي (00:06:14) ينفي الصفة، وأما التحريف فهو الميل بها عن الحق إلى الباطل، تفسيرها بمعنى باطل.

المتن:

بِمَعْنَى أَنَّهُ كُلَّمَا وُجِدَ التَّحْرِيفُ؛ وُجِدَ التَّعْطِيلُ؛ دُونَ الْعَكْسِ، وَبِذَلِكَ يُوجَدَانِ مَعًا فِيمَنْ أَثْبَتَ الْمَعْنَى الْبَاطِلَ وَنَفَى الْمَعْنَى الْحَقَّ، وَيُوجَدُ التَّعْطِيلُ بِدُونِ التَّحْرِيفِ فِيمَنْ نَفَى الصِّفَاتِ الْوَارِدَةَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَزَعَمَ أَنَّ ظَاهِرَهَا غَيْرُ مُرَادِهَا،

الشيخ:

يعني الأشعري إذا فسر الرضا بالثواب، وفسر الغضب بالعقاب، هذا يسمى معطل ومحرف، معطل لنفي الصفة، ومحرف لأنه فسرها، مال بها إلى الباطل، أما إذا نفى الصفات فقال: "ليس لله صفات" (00:07:11) ولم يفسرها بشيء، هذا يسمى معطلا وليس بمحرف.

المتن:

وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعَيِّن لَهَا مَعْنًى آخَرَ، وَهُوَ مَا يُسَمُّونَهُ بِالتَّفْوِيضِ.

الشيخ:

المفوضة هم الذين يفوضون المعنى، يقول: لا نعلم معنى الاستواء، ولا نعلم معنى العلو، ولا نعلم معنى الرضا، ولا نعلم معنى الغضب، غير معلومة، ما هي؟ قالوا: حروف تلوكها بلسانك ما تعرف معناها، ولا جبريل عرف معناها، ولا الرسول عرف معناها، هؤلاء يسمون (المفوضة)، ما هو معناها؟ قالوا: نفوضه إلى الله، قال جمع من العلماء: المفوضة شرٌ من المؤولة، الله تعالى أمر بتدبر القرآن كله ولم يقل إلا الصفات فلا تتدبروها، وقد قال: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر:17]، ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾[ص:29]، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾[محمد:24].

ولا نقول آيات الصفات (00:08:12) لأنها غير معلومة، في المعاني معلومة كما قال الإمام مالك: "الاستواء معلوم"، معلوم ما هو، أن الله استقر وعلا وصعد وارتفع، لكن الكيفية هي المجهولة كما قال الإمام مالك لما سؤل، جاءه رجل وسأله، قال: يا مالك؛﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه:5]، كيف استوى؟ فأطرق مالك رحمه الله، (00:08:38) ثم قال: أيها السائل: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا رجل سوء؛ فأمر به فأُخرج عن مجلسه.

الاستواء معلوم: يعني معناه في اللغة العربية، استقر وعلا وصعد، والكيف: كيفية استواء الله مجهول، والإيمان به واجب لأنه جاء في الكتاب والسنة، والسؤال عن الكيفية بدعة، وهذا يقال في جميع الصفات لأن هذا تلقته الأمة بالقبول، فإذا سأل شخص: ما معنى النزول؟ نقول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، سأل رجل عن معنى الرضا (رضي الله عنه)؟ نقول: الرضا معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

س: يوجد فرقة تسمى المفوضة؟

الشيخ: نعم، المفوضة شر من المؤولة، يفوضون المعاني، بعضهم قسم يسمى (المجهِّلة) يجهلون الرسول بالمعاني، ويجهّلون جبريل أيضا، ييقولون: لا يعرف المعنى، يقولون: حينما تقرأ (استوى، رضي الله عنه)، كأن الحروف أعجمية، تلوكها بلسانك، ما يُعرف لها معنى، وهذا من جهلهم وضلالهم.

المتن:

وَمِنَ الْخَطَأِ الْقَوْلُ بِأَنَّ هَذَا هُوَ مَذْهَبُ السَّلف؛ كَمَا نَسَبَ ذَلِكَ إِلَيْهِمُ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنَ الْأَشَاعِرَةِ وَغَيْرِهِمْ، فَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يفوِّضون فِي عِلْمِ الْمَعْنَى، ولا كانوا يقرؤون كَلَامًا لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ؛

الشيخ:

نعم، (00:10:14) النووي رحمه الله، إذا جاء مثل هذا في شرح مسلم قال.. للعلماء قولان:

أحدهما: مذهب السلف، وهو تفويض المعنى.

والثاني: تأويلها.

ولم يذكر هذا مذهب السنة والجماعة، ما وصل إلى مذهب السنة والجماعة، فذكر مذهب السلف هو التفويض، وهذا ليس مذهب السلف، هذا مذهب المفوضة، وقد نبهنا عليه بالإشارة في شرح صحيح مسلم، وسيطبع إن شاء الله (تنبيهات على المسائل العقدية) مع الشرح، ولكن قال لي بعض الإخوان أنه يوجد رسالة الآن تُحقق للنووي أنه رجع عن مذهب الأشاعرة في تأويل الصفات، تحقق الآن، يحققها أحد الإخوان مشهور، من تلاميذ الشيخ ناصر الدين الألباني، تحقق الآن الرسالة، فيها رجوع النووي رحمه الله عن مذهب الأشاعرة في تأويل الصفات، هذا طيب.

المتن:

فَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يفوِّضون فِي عِلْمِ الْمَعْنَى، ولا كانوا يقرؤون كَلَامًا لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ؛ بَلْ كَانُوا يَفْهَمُونَ مَعَانِيَ النُّصُوصِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ،

الشيخ:

نعم، السلف لا يفوضون، السلف يعرفون المعنى، الصحابة والتابعين، أمر الله بالتدبر، قال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾[محمد:24]، ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر:17]، ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾[ص:29]، وآيات الصفات كثيرة، أكثر من نصوص (00:11:51)، لو كانت لا تفهم لصار كثير من القرآن لا يُفهم معناه، هذا خطأ.

المتن:

وَمِنَ الْخَطَأِ الْقَوْلُ بِأَنَّ هَذَا هُوَ مَذْهَبُ السَّلف؛ كَمَا نَسَبَ ذَلِكَ إِلَيْهِمُ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنَ الْأَشَاعِرَةِ وَغَيْرِهِمْ، فَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يفوِّضون فِي عِلْمِ الْمَعْنَى، ولا كانوا يقرؤون كَلَامًا لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ؛ بَلْ كَانُوا يَفْهَمُونَ مَعَانِيَ النُّصُوصِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَيُثْبِتُونَهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يفوِّضون فِيمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ كُنْهِ الصِّفَاتِ أَوْ كيفيَّاتها.

الشيخ:

نعم، يفوضون الكنه والكيفية، حقيقة اتصاف الله بها، كنهها، كيفية الصفة، هذا لا يعلمه إلا الله، لكن المعاني معلومة، المعنى معلوم، ما في شيء في القرآن ليس معلوم المعنى، لكن الكيفية، كيفية اتصاف الرب بالصفة هذا هو الذي لا نعلمه.

المتن:

كَمَا قَالَ مَالِكٌ حِينَ سُئِلَ عَنْ كَيْفِيَّةِ اسْتِوَائِهِ تَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ: "الِاسْتِوَاءُ معلومٌ، والكيفُ مجهولٌ"، وَأَمَّا قَوْلُهُ: "وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ"؛ فَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ التَّكْيِيفَ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ صِفَاتِهِ تَعَالَى عَلَى كَيْفِيَّةِ كَذَا، أَوْ يَسْأَلُ عَنْهَا بِكَيْفَ.

الشيخ:

نعم، أن يعتقد، التكييف يقول: صفة الله على كيفية كذا، أو يسأل عنها بكيف، وأما التمثيل تمثيلها بصفات المخلوقين.

المتن:

وَأَمَّا التَّمْثِيلُ؛ فَهُوَ اعْتِقَادُ أَنَّهَا مِثْلُ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ.

وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ: "مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ" أَنَّهُمْ يَنْفُونَ الْكَيْفَ مُطْلَقًا؛ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى كَيْفِيَّةٍ مَا،

الشيخ:

 (00:13:57)، لها كيفية، لكن لا يعلمها إلا الله: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾[طه:110]، لا أحد يحيط بكيفية صفات الله إلا الله، هو أعلم بنفسه وبغيره سبحانه وتعالى، (00:14:11) لها كيفية، كل صفة لها كيفية لكن لا يعلمها إلا الله، المراد نفي المخلوقين للكيفية، المخلوقون لا يعرفون كيفية الصفات، ولكن الله يعلم كيفية صفاته، لا يعلم كيفية صفاته إلا هو سبحانه وتعالى.

المتن:

وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَنْفُونَ عِلْمَهُمْ بِالْكَيْفِ؛ إِذْ لَا يَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ.

(بَلْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللهَ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11])

قَوْلُهُ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِه﴾؛ هَذِهِ الْآيَةُ الْمُحْكَمَةُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ دُسْتُورُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي بَابِ الصِّفَاتِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَمَعَ فِيهَا بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ، فَنَفَى عَنْ نَفْسِهِ الْمِثْلَ، وَأَثْبَتَ لِنَفْسِهِ سَمْعًا وَبَصَرًا،

الشيخ:

نفي المثل هذا ردٌ على الممثلة والمشبهة، وإثبات صفة البصر رد على المعطلة.

المتن:

فدلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْمَذْهَبَ الْحَقَّ لَيْسَ هُوَ نَفْيَ الصِّفَاتِ مُطْلَقًا؛ كَمَا هُوَ شَأْنُ المعطِّلة، وَلَا إِثْبَاتُهَا مُطْلَقًا؛ كَمَا هُوَ شَأْنُ الممثِّلة؛ بَلْ إِثْبَاتُهَا بِلَا تَمْثِيلٍ.

الشيخ:

ليس النفي مطلقا، ولا إثباتها مطلقا، النفي مطلقا هذا تعطيل، والإثبات مطلقا هذا تشبيه، ولكن إثبات بلا تمثيل، ونفي بلا تعطيل، إثبات الصفات لله (00:15:47) من غير تمثيل، ونفي الكيفية من غير تحريف.

دستور يعني طريق لأهل السنة، يعني هذه الآية حجة، المقصود حجة لأهل السنة، حجة يعتمدون عليها، سماها دستور، دستور يعني شرع أو شريعة، الدستور أو الشرع، دستور القوم يعني شريعتهم وهو القانون الذي يحكمون به، هذا معنى الدستور.

المتن:

وَقَدِ اختُلِفَ فِي إِعْرَابِ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ عَلَى وُجُوهٍ؛

الشيخ:

نتوقف على هذا، وفقنا الله، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله.

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد