شعار الموقع

الرسالة التدمرية (13) قوله "فصل وأما الأصل الثاني وهو التوحيد في العبادات" – إلى "والتوحيد أن يعبد الله وحده"

00:00
00:00
تحميل
55


..المتن

قال رحمه الله:

 فصل وأما الأصل الثاني وهو التوحيد في العبادات المتضمن للإيمان يالشرع والقدر جميعا فنقول إنه لا بد من الإيمان بخلق الله وأمره.

الشرح:

لا بد من الخلق والأمر الإيمان بالخلق هذا هو القدر والإيمان بالأمر هذا الشرع .

المتن:

فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه.

الشرح:

هذا هو الأمر الأول وهو الإيمان بالخلق الإيمان بالقدر.

المتن:

وأنه على كل شيء قدير

الشرح ..

هذا الخلق وهي المرتبة الأخيرة .

المتن:

وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فلا حول ولا قوة إلا بالله وقد علم ما سيكون قبل أن يكون .

الشرح:

هذا العلم وهو المرتبة الأولى .

المتن:

 وقدر المقادير وكتبها حيث شاء.

الشرح ..

هذه الكتابة هذه المراتب الأربعة نعم غير مرتبة هنا ترتيبها العلم ثم الكتابة ثم المشيئة ثم الخلق.

المتن:

كما قال تعالى أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ

الشرح:

هذه الآية فيها إثبات مرتبتين العلم والكتابة.

المتن:

وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء.

الشرح ..

هذا دليل الكتاب دليل الكتاب من السنة رواه الإمام المسند في صحيحه.

المتن.

ويجب الإيمان بأن الله تعالى أمر بعبادته وحده لا شريك له .

الشرح:

هذا الشرع الإيمان بالشرع الإيمان بالأمر الإيمان بالخلق الإيمان بالأمر والإيمان بالأمر هذا هو الشرع والإيمان بأن الله أمر بعبادته وخلق الخلق لعبادته وأنزل الكتب وأرسل الرسل والعبادة لا بد فيها من الذل والخضوع والذل والخضوع يستلزم الطاعة .

المتن:

ويجب الإيمان بأن الله تعالى أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل له والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته ومن يطع الرسول فقد أطاع الله وقد قال تعالى وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِیُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ

الشرح:

هذا فيه بيان لطاعة الرسول وأنه لا بد من طاعته .

المتن:

وقال تعالى قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ

الشرح:

هذه آية المحنة لما ادعى قوم محبة الله امتحنهم الله بهذه الآية من ادعى محبة الله فلها دليل دليلها اتباع الرسول فمن اتبع الرسول فهو صادق في دعواه للمحبة ومن لم يتبع الرسول فهو كاذب في دعواه للمحبة.

المتن:

وقد قال تعالى وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَاۤ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ءَالِهَةࣰ یُعۡبَدُونَ

الشرح:

فالعبادة حق الله لا نصرفها لغيره والمعنى لا تجد أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون هذا لا يكون ولا يمكن مستحيل أن يجعل من دونه آلهة تعبد.

المتن:

وقال تعالى وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِیۤ إِلَیۡهِ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ وقال تعالى شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِینَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَیۡهِۚ .

الشرح:

أن أقيموا الدين أمر الله بإقامة الدين وعدم التفرق فيه ودين الأنبياء واحد وهو التوحيد وأما الشرائع تختلف .

المتن:

 فقال تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُوا۟ مِنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَٱعۡمَلُوا۟ صَـٰلِحًاۖ إِنِّی بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ ۝ وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ

الشرح:

فدين الأنبياء واحد وهو التقوى والعبادة والتوحيد والعمل الصالح والشرائع تختلف قال الله تعالى لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ لكن دين الأنبياء كلهم التوحيد أمروا بتوحيد الله ونهوا عن الشرك به .

المتن:

فأمر الرسل بإقامة الدين وألا يتفرقوا فيه ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح إن معاشر الأنبياء ديننا واحد والأنبياء أخوة لعلاث وأنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي.

الشرح:

إن معاشر الأنبياء ديننا واحد وهو التوحيد والأنبياء أخوة لعلاث أخوة العلات هم الأخوة من الأب أبوهم واحد وأمهاتهم شتى هذا يمثل الشرائع، الشرائع هي الأمهات والدين واحد هو التوحيد فالأنبياء دينهم واحد وأمهاتهم شتى يعني الشرائع كما قال الله تعالى لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ مثل الأخوة الذين أبوهم واحد وأمهاتهم متعددة قالوا أخوة لعلات أخوة العلات هم الأخوة من الأب وأخوة الأعيان بالعكس هم الأخوة من الأم أمهم واحدة وآباؤهم متعددين هم الأخوة الأعيان والأخوة الأشقاء هم الذين أبوهم وأمهم واحدة هم الأخوة الأشقاء أبوهم وأمهم واحد والأخوة العلات أبوهم واحد وأمهاتهم متعددة وأخوة الأعيان أو الأخياف أمهم واحدة وآباؤهم متعددين عكس الأخوة العلات.

المتن:

وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره.

الشرح:

والمعنى دين واحد يعني التوحيد كل الأنبياء دينهم واحد أمروا بتوحيد الله ونهوا عن الشرك به وأما الشرائع والأوامر والنواهي تختلف من شريعة لأخرى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا .

المتن:

وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره لا من الأولين ولا من الآخرين .

الشرح ..

هذا دين الإسلام وهو التوحيد هو دين جميع الأنبياء دين آدم ودين نوح ودين هود ودين صالح ودين شعيب وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام جميع الأنبياء دينهم الإسلام ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وَمَن یَبۡتَغِ غَیۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِینࣰا فَلَن یُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ وقال سبحانه إِنَّ ٱلدِّینَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَـٰمُۗ والإسلام معناه الاستسلام والخضوع والذل والانقياد لله والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك وأهله هذا هو الإسلام لجميع الأنبياء يستسلمون لله بالتوحيد وينقادون له بالطاعة أما الشرائع تختلف فالإسلام دين آدم التوحيد دين آدم وطاعة آدم فيما بعث من الشريعة ودين نوح الإسلام وطاعته فيما جاء من الشريعة والإسلام دين هود وطاعته فيما جاء من الشريعة وهكذا جميع الأنبياء دينهم التوحيد ويجب طاعة كل نبي فيما يأمرونه في زمانهم من الأوامر والنواهي أما دين الإسلام بمعناه الخاص فهي الشريعة التي بعث الله بها  محمدا ﷺ هذا دين الإسلام بمعناه الخاص أما بمعناه العام دين الأنبياء جميعا وبمعناه الخاص الشريعة التي بعث الله بها نبيه محمدا ﷺ ليس عليها غيره وأمته .

المتن:

وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره لا من الأولين ولا من الآخرين فإن جميع الأنبياء على دين الإسلام قال تعالى عن نوح وَٱتۡلُ عَلَیۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكُم مَّقَامِی وَتَذۡكِیرِی بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوۤا۟ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَاۤءَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَیۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوۤا۟ إِلَیَّ وَلَا تُنظِرُونِ ۝ فَإِن تَوَلَّیۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ.

الشرح:

هذا الشاهد وأمرت أن أكون من المسلمين فدليل نوح هو الإسلام وأمرت أن أكون من المسلمين .

المتن:

وقال عن إبراهيم وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَإِنَّهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ وَوَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ بَنِیهِ وَیَعۡقُوبُ یَـٰبَنِیَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ.

الشرح ..

قوله فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ فدل على الإسلام هو دين إبراهيم ودين بنيه دين يعقوب دين الأنبياء جميعا.

المتن:

وقال عن موسى وَقَالَ مُوسَىٰ یَـٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَیۡهِ تَوَكَّلُوۤا۟ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِینَ

الشرح ..

هذا الشاهد  الإسلام دين موسى عليه السلام.

المتن:

وقال في خبر المسيح وَإِذۡ أَوۡحَیۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِیِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُوا۟ بِی وَبِرَسُولِی قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ.

الشرح:

فالإسلام دين المسيح وأتباعه.

المتن:

وقال فيمن تقدم من الأنبياء یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟

الشرح ..

الشاهد الذين أسلموا وهو دين الأنبياء

المتن:

وقال عن بلقيس أنها قالت قَالَتۡ رَبِّ إِنِّی ظَلَمۡتُ نَفۡسِی وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَیۡمَـٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ

الشرح:

الشاهد وَأَسۡلَمۡتُ فإذا دين سليمان هو الإسلام .

المتن:

فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده فمن استسلم  له ولغيره كان مشركا ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر .

الشرح:

فالناس ثلاثة أحوال المستسلم لله بالتوحيد لا لغيره هذا هو المسلم والثاني المستسلم له ولغيره هذا مشرك والثالث المستكبر عن عبادة الله هذا كافر فمن استسلم لله ولغيره هذا مشرك ومن استكبر عن عبادة الله هذا كافر ومن استسلم لله وحده ووحده وحده فهذا هو المسلم فالناس ثلاثة أحوال مسلم ومستكبر ومشرك فالمسلم هو الذي استسلم لله وحده بالتوحيد دون غيره وحد الله ولم يشرك به والمستسلم له ولغيره هذا هو المشرك استسلم لله ولغيره والمستكبر عن عبادة الله هذا كافر هذا مستكبر تكبر عن عباد الله فكان كافرا مثل إبليس ومثل فرعون ومثل اليهود وغيرهم ممن استكبر عن عبادة الله .

المتن:

والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده .

الشرح:

هذا المستسلم ،المسلم لله الذي يعبد الله ويطيعه وحده هذا المستسلم سمي المستسلم لأنه منقاد خاضع يذل لله بالعبادة والطاعة .

المتن:

وهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره ,

الشرح:

وهو الانقياد له بالتوحيد الاستلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة في كل زمان يوحد الله وينقاد ويطيع لأوامر الرسول الموجود في ذلك الزمان حتى بعث نبينا ﷺ فصار الإسلام هو توحيد الله واتباع شريعة نبينا محمد ﷺ بما جاء به من الأوامر والنواهي.

المتن:

وهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك إنما يكون بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت .

الشرح:

يعني مع التوحيد يوحد الله ويطيعه في كل ما أمر به في ذلك الوقت كل وقت فمثلا في الوقت الذي أمر الله بالاستقبال باستقبال بيت المقدس هذا أمر لا بد من اتباعه مع التوحيد ولما نسخت ووجه الناس إلى القبلة وجب......

المتن:

وهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك إنما يكون بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر بع في ذلك الوقت .

الشرح:

يعني مع التوحيد يوحد الله ويطيعه في كل ما أمر به في ذلك الوقت كل وقت فمثلا في الوقت الذي أمر الله بالاستقبال استقبال بيت المقدس هذا أمر لا بد من اتباعه مع التوحيد ولما نسخت ووجه الناس إلى القبلة وجب على الناس أن يطيعوا أمر الله ويستقبلوا الكعبة  مع التوحيد كذلك في الأنبياء السابقون دين الإسلام هو التوحيد وطاعة كل نبي فيما جاء به من الأوامر .

المتن:

فإذا أمر في أول الأمر باستقبال الصخرة ثم أمر ثانيا باستقبال الكعبة.

الشرح:

الصخرة يعني صخرة بيت المقدس لأن النبي ﷺ لما هاجر إلى المدينة وجه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان النبي ﷺ يحب أن يوجه إلى الكعبة كان يقلب وجهه في السماء فأنزل الله ((قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ))فنسخ التوجه من بيت المقدس إلى التوجه إلى الكعبة .

المتن:

قال كان كل من الفعلين حين أمر به داخلا في دين الإسلام قال وهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك إنما يكون بأن يطاع بكل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت فإذا أمر في أول الأمر باستقبال الصخرة ثم أمر ثانيا باستقبال الكعبة كان كل من الفعلين حين أمر به داخلا في دين الإسلام فالدين هو الطاعة والعبادة له في الفعلين وإنما تنوع بعض صور الفعل وهو وجهة المصلي .

الشرح:

كل طاعة لأمر الله لأن الله أمر به لكن تنوع صورة الفعل صورة الفعل ، الفعل في الأول اتجاه إلى بيت المقدس ثم في الثاني اتجاه إلى الكعبة وهو طاعة الله في الحالتين.

المتن:

وإنما تنوع بعض صور الفعل وهو وجهة المصلي فكذلك الرسل دينهم واحد وإن تنوعت الشرعة والمنهاج والوجهة والمنسك.

الشرح:

نعم دينهم واحد وهو التوحيد دين الأنبياء واحد وهو التوحيد ومن التوحيد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره هذا هو التوحيد لكن الشرائع تختلف الأوامر والنواهي كل نبي له شريعة خاصة.

المتن:

فإن ذلك لا يمنع أن يكون الدين واحدا كما لم يمنع ذلك في شرعة الرسول الواحد والله تعالى جعل من دين الرسل أن أولهم يبشر بآخرهم ويؤمن به وآخرهم يصدق بأولهم ويؤمن به.

الشرح:

فهم متضامنون المتقدم من الأنبياء يبشر المتأخر ويؤمن به والمتأخر يصدق من السابق ويؤمن به فهم متضامنون يعني يجب الإيمان بهم كلهم جميعا فمن آمن ببعضهم ولم يؤمن بالآخر فهو كافر بالجميع  من كفر بنبي واحد كفر بالجميع فهم متضامنون السابق بشر بالله وصدق به واللاحق المتأخر صدق بالمتقدم وآمن به وكذلك الكتب لا بد من الإيمان بالكتب المنزلة فمن آمن ببعض الكتب ولم يؤمن ببعضها فقد كفر بالجميع كما أن من آمن ببعض القرآن أو ببعض الكتاب الواحد ولم يؤمن بالبعض الآخر فهو كافر بالجميع قال الله تعالى أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَاۤءُ مَن یَفۡعَلُ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡیࣱ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ من آمن ببعض الكتب المنزلة ولم يؤمن بالبعض الآخر فهو كافر بتلك الكتب كما أن من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الآخر فهو كافر بالجميع وكذلك الرسل من كذب واحدا فقد كذب بالجميع كما قال الله تعالى كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِینَ وهم كذبوا نوح واحد جعل الله تكذيبهم لنوح تكذيبهم للجميع كذبت عاد المرسلين هم كذبوا عاد ، هود فجعل الله تكذيبهم  تكذيب للجميع كذبت ثمود المرسلين كذبوا صالح فجعل الله تكذيبه تكذيبا للجميع كذبت قوم لوط المرسلين كذبوا واحد لوط لكن الرسل متضامنون حكم واحد لإمام واحد كذب أصحاب الأيكة المرسلين وهم كذبوا شعيب ومن كذب واحد فقد كذب للجميع.

المتن:

والله تعالى جعل من دين الرسل أن أولهم يبشر بآخرهم ويؤمن به وآخرهم يصدق بأولهم ويؤمن به قال تعالى وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ لَمَاۤ ءَاتَیۡتُكُم مِّن كِتَـٰبࣲ وَحِكۡمَةࣲ ثُمَّ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ إِصۡرِیۖ قَالُوۤا۟ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُوا۟ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ.

الشرح:

هذا فيه بيان تضامن من الرسل وهذه الآية مرت معنا في التفسير الآن قرأنا تفسيرها الله أخذ الميثاق على كل نبي لإن بعث محمد ﷺ وهو حيا ليؤمن نبه ولينصرنه ثم النبي يأخذ على قومه على أمته الميثاق لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن نبه ولينصرنه.

المتن:

قال ابن عباس رضي الله عنهما (( لم يبعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد صلى الله وسلم عليه وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه  وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه )) وقال تعالى وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِ

الشرح:

وهو القرآن مصدق لما بين يديه يعني لما معه من الكتب ومهيمنا عليها فالقرآن مصدق لما بين يديه من الكتب لما بين يديه يعني لما أمامه من الكتب وهي الكتب السابقة  التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وغيرها ونصدقها وهو الحاكم عليها ومهيمن عليها والناسخ لها يحق الحق ويبطل الباطل يزيل ما حرف وما حرفه أهل الكتاب وغيره من الكتب السابقة هذا الكتاب يبطلها وينفيها .

المتن:

وقال تعالى وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ.

الشرح:

هذا الشاهد

لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا هذه الشرائع ، الشرائع تختلف لكل نبي شرعة ومنهاجا والدين واحد.

المتن:

 وجعل الإيمان بهم متلازما وكفر من قال إنه آمن ببعض وكفر ببعض.

الشرح:

الإيمان متلازم يعني فلا يمكن أن يؤمن ببعض الأنبياء دون البعض ما يمكن متلازم لا بد أن يؤمن بالجميع أو يكفر بالجميع ما ينفك من آمن بواحدة لا بد أن يؤمن بالجميع ومن كفر بواحدة لا بد أن يكفر بالجميع هذا معنى متلازم.

المتن:

قال تعالى إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَیُرِیدُونَ أَن یُفَرِّقُوا۟ بَیۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَیَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضࣲ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضࣲ وَیُرِیدُونَ أَن یَتَّخِذُوا۟ بَیۡنَ ذَ ٰ⁠لِكَ سَبِیلًا أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ حَقࣰّاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا وقال تعالى أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَاۤءُ مَن یَفۡعَلُ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡیࣱ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یُرَدُّونَ إِلَىٰۤ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ وقد قال لنا قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِیَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ فَإِنۡ ءَامَنُوا۟ بِمِثۡلِ مَاۤ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا هُمۡ فِی شِقَاقࣲۖ فَسَیَكۡفِیكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ فأمرنا أن نقول آمنا بهذا كله ونحن له مسلمون .

الشرح:

الشاهد قولوا آمنا بالله ثم قال ونحن له مسلمون لا بد من الإيمان بالأنبياء السابقين وما أنزل الله عليهم قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِیَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ هذا الشاهد آمنا يعني صدقنا بقلوبنا بالأنبياء السابقين ما أنزل الله عليهم ونحن له مسلمون يعني نحن خاضعون ذليلون منقادون لشرع الله ودينه ولما أمر الله به فالله تعالى أمرنا بالإيمان نحن منقادون نؤمن منقادون خاضعون منقادون لأمر الله أمر الله بالإيمان نؤمن بالكتب السابقة  وبالأنبياء السابقين .

المتن:

فأمرنا أن نقول آمنا بهذا كله ونحن له مسلمون فمن بلغته رسالة محمد ﷺ فلم يقر بما جاء به لم يكن مسلما ولا مؤمنا بل يكون كافرا وإن زعم أنه مسلم أو مؤمن.

الشرح:

وهذا بإجماع المسلمين أن من بلغته رسالة محمد ﷺ فلم يؤمن به يكون كافرا من أهل النار قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح والذي نفسي بيده  لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار وفي لفظ ثم لا يؤمن بالذي بعثت به إلا دخل النار.

المتن:

كما ذكروا أنه لما أنزل الله تعالى وَمَن یَبۡتَغِ غَیۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِینࣰا فَلَن یُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ قالت اليهود والنصارى فنحن مسلمون  فأنزل الله تعالى وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ فقالوا لا نحج فقال تعالى وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ فإن الاستسلام لله لا يتم إلا بالإقرار لما له على عباده من حج البيت كما قال النبي ﷺ بني الإسلام على خمس..

الشرح:

الاستسلام لله استسلم لله لا بد أن يقر بما أمره الله من حج البيت معنى الاستسلام لله الانقياد والخضوع لأمر الله والله تعالى قد أمر بحج البيت فلا يتم الإسلام إلا بالإقرار بما أمر الله به من حج البيت وأن حج البيت فرض لا بد منه .

المتن:

قال فإن الاستسلام لله لا يتم إلا بالإقرار بما له على عباده من حج البيت كما قال النبي ﷺ بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة  وصوم رمضان وحج البيت ولهذا لما وقف النبي ﷺ بعرفة أنزل الله تعالى ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِی مَخۡمَصَةٍ غَیۡرَ مُتَجَانِفࣲ لِّإِثۡمࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ وقد تنازع الناس ..

الشرح ..

الشاهد ورضيت لكم الإسلام دينا أكمل الله الدين وأتم النعمة قال ورضيت لكم الإسلام دينا .

المتن:

وقد تنازع الناس فيمن تقدم من أمة موسى وعيسى هل هم مسلمون أم لا وهو نزاع لفظي فإن الإسلام الخاص الذي بعث الله به محمدا ﷺ المتضمن لشريعة القرآن ليس عليه إلا أمة محمد ﷺ والإسلام اليوم عند الإطلاق يتناول هذا وأما الإسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا من الأنبياء فإنه يتناول إسلام كل أمة متبعة لنبي من الأنبياء .

الشرح:

إذا تنازع هذا لفظي يعني تنازع الناس لمن تقدم هل هم على الإسلام أو لا هذا نزاع لفظي وبيان ذلك أن الإسلام بمعناه العام يشمل الأنبياء جميعا يتناول كل شريعة أوتي بها النبي كل من اتبع نبيا فهو على الإسلام وأما الإسلام المتضمن لشريعة القرآن فهذا الإسلام بمعناه الخاص خاص بأمة محمد ﷺ هذا هو الجواب الإسلام بمعناه العام يشمل كل شريعة بعث بها نبي وكل نبي على الإسلام ومن اتبعه على الإسلام هذا الإسلام بمعناه العام والإسلام المتضمن لشريعة القرآن هذا الإسلام بمعناه الخاص الإسلام بمعناه العام شامل لجميع الأنبياء وجميع أتباعهم كلهم على الإسلام والإسلام بمعناه الخاص المتضمن لشريعة القرآن خاص بأمة محمد ﷺ .

المتن:

ورأس الإسلام مطلقا شهادة أن لا إله إلا الله .

الشرح ..

نعم هذا رأس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ومعنى لا إله إلا الله لا معبود حق إلا الله  هذا هو التوحيد  هذا رأس الإسلام في كل زمان في كل مكان رأس الإسلام في كل نبي فيه شهادة أن لا إله إلا الله لا بد أن يشهد كل مسلم أن لا إله إلا الله من لم يشهد أن لا إله إلا الله فليس بمسلم في أي زمان في زمان آدم لا بد من شهادة أن لا إله إلا الله في زمن نوح لا بد من شهادة أن لا إله إلا الله في زمن هود لا بد من شهادة أن لا إله إلا الله في زمن صالح في زمن إبراهيم في زمن موسى كل زمان هذا رأس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله يعني أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله معنى لا إله إلا الله يعني لا بمعبود بحق إلا الله الشهادة تتضمن التوحيد وإخلاص العبادة لله ليس هناك إسلام إلا بالتوحيد فهو رأس الإسلام في كل زمان وهذا التوحيد جاء به كل نبي ثم يضاف إلى ذلك بعد يعثة النبي محمد ﷺ شهادة أن محمدا رسول الله ويضاف إليها أيضا الشهادة في أن كل نبي يشهد له بالرسالة ويتبع ثم أيضا الإيمان بجميع الأنبياء السابقين واللاحقين لا بد منه.

المتن:

ورأس الإسلام مطلقا شهادة أن لا إله إلا الله وبها بعث الله جميع الرسل كما قال تعالى وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَ وقال تعالى وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِیۤ إِلَیۡهِ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ وقال تعالى عن الخليل وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦۤ إِنَّنِی بَرَاۤءࣱ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ۝ إِلَّا ٱلَّذِی فَطَرَنِی فَإِنَّهُۥ سَیَهۡدِینِ .

الشرح:

وهذا هو معنى كلمة التوحيد إنني براء مما تعبدون هذا النفي إلا الذي فطرني هذا الإثبات ومعنى إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني هو معنى لا إله إلا الله لأن كلمة التوحيد لا إله إلا الله فيها براءة فيها براءة من الشرك بقول لا إله وفيها الإيمان بالله وهو إلا الله فليس هناك توحيد إلا بشيئين كفر وإيمان كفر بالطاغوت وإيمان بالله لا إله هذا كفر بالطاغوت إلا الله هذا الإيمان بالله ما في توحيد إلا بأمرين نفي وإثبات فالنفي هو الكفر بالطاغوت والإثبات هو الإيمان بالله النفي هو البراءة من  كل معبود سوى الله وهذا هو كفر الطاغوت والإثبات هو الإيمان بالله ما في توحيد إلا بأمرين نفي وإثبات لا بد من هما والإثبات وحده لا يكفي لو قال شخص أنا أوحد الله أنا أعبد الله نقول ما يكفي هذا التوحيد لأن قد تعبد الله وقد تعبد معه غيره فلا تكون موحد إلا بالنفي أن تعبد الله وتنفي العبادة عما سواه بذا يحصل التوحيد أما إثبات ما يحصل فالإثبات وحده قد يحصل معه الشرك والنفي وحده كذلك والنفي كذلك قد يكون إلحاد يقول لا إله هذا ملحد ما أثبت التوحيد لله لا بد من أمرين لا إله إلا الله كلمة التوحيد فيها الولاء والبراء فيها كفر وإيمان براء في قول لا إله وولاء في قول إلا الله في كفر بالطاغوت لا إله وإيمان بالله إلا الله .

المتن:

وقال تعالى عن الخليل وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦۤ إِنَّنِی بَرَاۤءࣱ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ۝ إِلَّا ٱلَّذِی فَطَرَنِی فَإِنَّهُۥ سَیَهۡدِینِ ۝ وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِیَةࣰ فِی عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ.

الشرح ..

يعني كلمة التوحيد جعلها يعني كلمة التوحيد.

المتن:

وقال تعالى عنه قُلۡ أَفَرَءَیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِیَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَـٰشِفَـٰتُ ضُرِّهِۦۤ أَوۡ أَرَادَنِی بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَـٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِیَ ٱللَّهُۖ عَلَیۡهِ یَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ.

الشرح:

هذه براءة ، براءة من معبوداتهم قال إنهم عدو لي هذه البراءة إلا رب العلمين هذا الإيمان بالله هذا معنى لا إله إلا الله براءة من كل معبود سوى الله وإثبات العبادة لله وحده .

المتن:

 وقال تعالى قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ فِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ إِذۡ قَالُوا۟ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥۤ.

الشرح:

هذه البراءة إنني براء مما تعبدون كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة إننا برآء منكم هذه هي البراءة ومما تعبدون من دون الله براءة من المشركين ومعبوداتهم وكفر بهم وإيمان بالله.

المتن:

وقال تعالى وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَاۤ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ءَالِهَةࣰ یُعۡبَدُونَ

الشرح:

يعني لم يجعل سبحانه آلهة تعبد من دونه .

المتن:

 وذكر عن رسله كنوح وهود وصالح وغيرهم أنهم قالوا لقومهم ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَیۡرُهُۥۤ.

الشرح:

 اعبدوا الله هذا التوحيد الإيمان بالله ما لكم من إله غيره هذا النفي لا بد من نفي وإثبات اعبدوا هذا الإثبات ما لكم من إله غيره هذا النفي بداية كان توحيدا وهو معنى لا إله إلا الله.

المتن:

وقال عن أهل الكهف إِنَّهُمۡ فِتۡیَةٌ ءَامَنُوا۟ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَـٰهُمۡ هُدࣰى ۝ وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُوا۟ فَقَالُوا۟ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَا۟ مِن دُونِهِۦۤ إِلَـٰهࣰاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَاۤ إِذࣰا شَطَطً ۝ هَـٰۤؤُلَاۤءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةࣰۖ لَّوۡلَا یَأۡتُونَ عَلَیۡهِم بِسُلۡطَـٰنِۭ بَیِّنࣲۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا.

 

الشرح:

 أنهم تبرأوا من عبادة ما سواه لن ندعو من دونه إلها وأثبتوا لهم الإيمان قال إنهم فتية آمنوا بربهم وحدوا الله وتبرأوا من عبادة ما سواه لن ندعو من دونه إلاها وأنكروا ما عليه قومهم من الشرك هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لو لا يأتون عليهم بسلطان بين ما عندهم سلطان على استحقاقهم للعبادة .

المتن:

وقد قال سبحانه وتعالى إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ

 

الشرح:

فأخبر أن الشرك غير مرفوع وعلق على ما دونه على المشيئة.

المتن:

ذكر ذلك في موضعين في كتابه وقد بين في كتابه الشرك بالملائكة والشرك بالأنبياء والشرك بالكواكب والشرك بالأصنام وأصل الشرك بالشيطان.

الشرح:

لأنه هو الذي يأمر هو الذي يأمر بعبادة غير الله  فطاعته هذه عبادة للشيطان طاعة في أوامره بما يأمر به . مادون ذلك  ما دون الشرك الأكبر قال بعضهم يدخل الشرك الأصغر وقال بعضهم لا يدخل وبعضهم جعله من الكبائر وبعضهم لم يدخله .

المتن:

وأصل الشرك ،الشرك بالشيطان فقال عن النصارى ٱتَّخَذُوۤا۟ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَـٰنَهُمۡ أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوۤا۟ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدࣰاۖ لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ عَمَّا یُشۡرِكُونَ

 

الشرح:

 هذا الشرك بالأنبياء والشرك بالصالحين اتخذوا أحبارهم أربابا والمسيح ابن مريم هذا شرك بالأنبياء وشرك بالأحبار والرهبان.

المتن:

وقال تعالى إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَـٰهَیۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ مَا یَكُونُ لِیۤ أَنۡ أَقُولَ مَا لَیۡسَ لِی بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِی وَلَاۤ أَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ

الشرح ..

فعيسى عليه السلام وحد الله ونفى عبادة غيره قال ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله .

المتن:

وقال تعالى مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤۡتِیَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا۟ عِبَادࣰا لِّی مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُوا۟ رَبَّـٰنِیِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ.

الشرح ..

يعني ما يصح ولا ينبغي  لبشر آتاه الله الحكم والنبوة ثم يدعو الناس لعبادة نفسه هذا لا يمكن ولكن يأمر الناس بتوحيد الله وإخلاص العبادة له وحده قال كونوا ربانين الرباني هو الذي يعلم الناس لصغار العلم قبل كبارهم يربيهم على توحيد الله وطاعته وامتثال لأوامره واجتناب النواهي والعمل بالقرآن .

المتن:

وَلَا یَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةَ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ أَرۡبَابًاۗ أَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ

الشرح:

 هذا الشرك بالملائكة والنبيين أيضا الشرك بالملائكة والشرك بالأنبياء فاتخاذ الملائكة والنبيين أربابا شرك بالله عز وجل .

المتن:

فبين أن اتخاذ الملائكة والنبيين أربابا كفر ومعلوم أن أحدا من الخلق لم يزعم أن الأنبياء والأحبار والرهبان أو المسيح ابن مريم شاركوا الله في خلق السماوات والأرض بل ولا زعم أحد من الناس أن العالم له صانعان متكافئان في الصفات والأفعال بل ولا أثبت أحد من بني آدم إلها مساويا لله في جميع صفاته بل عامة المشركين بالله مقرون بأنه ليس شريكه مثله بل عامتهم مقرون أن الشريك مملوك له سواء كان ملكا أو نبيا أو كوكبا أو صنما.

الشرح:

 الشرك في الربوبية هذا لم يقع عند كثير من الطوائف بل عامة الطوائف عند بني آدم ما أشركوا في الربوبية معترفون بربوبية الله عامة الطوائف هذا ولا يوجد طائفة تقول إن هناك للعالم خالقان متساويان في الصفات والأفعال حتى الثانوية الذين قالوا بالنور والظلمة فضلوا النور على الظلمة ولم يجعلوهما متكافئين وإنما الشرك إن عامة الشرك في بني آدم الشرك في العبادة والتوحيد أما الشرك في الربوبية فهذا قليل لأن عامة طوائف بني آدم كلهم أقروا بربوبية الله ولم يوجد أحد يقول إن هناك شريك مع الله  يكافؤه في الصفات والأفعال حتى الذين أشركوا مع الله غير العرب وغيرهم يقرون بأن هذا الشريك الذي عبدوه مع الله مملوك لله كما كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك  إلا شريكا هو لك  فأثبتوا شريكا هو يملكه تملكه وهو ما ملك.

المتن:

ومعلوم أن أحدا من الخلق لم يزعم أن الأنبياء والأحبار والرهبان أو المسيح ابن مريم شاركوا الله في خلق السماوات والأرض .

الشرح:

نعم لكنهم يعبدونهم يشركونه في العبادة هم لا يزعمون أنهم شاركوا الله في خلق السماوات والأرض أو لهم تصرف في الكون ما أحد يقول هذا لكن يعبدونهم يشركونهم في العبادة  ليقربوهم من الله بزعمهم .

المتن:

 بل ولا زعم أحد من الناس أن العالم له صانعان متكافئان في الصفات والأفعال بل ولا أثبت أحد من بني آدم إلاها مساويا لله في جميع صفاته بل عامة المشركين بالله يقرون بأنه ليس شريكه مثله بل عامتهم مقرون أن الشريك مملوك له سواء كان ملكا أو نبيا أو كوكبا أو صنما كما كان مشركوا العرب يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فأهل رسول الله ﷺ بالتوحيد فقال لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وقد ذكر أرباب المقالات ما جمعوا من مقالات الأولين والآخرين في الملل والنحل والآراء والديانات فلم ينقلوا عن أحد إثبات شريك مشارك له في خلق جميع المخلوقات ولا مماثل له في جميع الصفات بل من أعظم ما نقلوا في ذلك قول الثنوية الذين يقولون بالأصلين النور والظلمة وأن النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر ثم ذكروا لهم في الظلمة قولين أحدهما أنها محدثة فتكون من جملة المخلوقات له والثاني أنها قديمة لكنها لم تفعل إلا الشر فكانت ناقصة في ذاتها وصفاتها ومفعولاتها عن النور .

الشرح:

فالشاهد أنهم لم يقولوا بإثبات إلهين متساوين في الصفات والأفعال بل حتى الثنوية الذي يقولوا بخالقين ما قالوا متساويين قالوا النور خير من الظلمة والنور هو الإله المحمود القديم والظلمة الشريرة المذمومة اختلفوا في قدمها وحدوثها فلم يقولوا بإثبات خالقين متساويين في الصفات والأفعال لأن الشرك إنما يقع في الذي يقع في الربوبية لا يقع باعتقاد التساوي بين الخالقين.

المتن:

وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين من إقرارهم بأن الله خالق المخلوقات ما بينه في كتابه فقال تعالى وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ لَیَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ.

الشرح:

 نعم فاعترفوا بأن الله هو الخالق ومع ذلك يعبدون الأصنام والآلهة لا لأنها تخلق وترزق بل لأنها بزعمهم تقربهم من الله فتنقل حوائجهم إلى الله وتشفع لهم عند الله .

المتن:

فقال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ لَیَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِیَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَـٰشِفَـٰتُ ضُرِّهِۦۤ أَوۡ أَرَادَنِی بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَـٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِیَ ٱللَّهُۖ عَلَیۡهِ یَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ وقال تعالى قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهَاۤ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِیمِ سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلۡ مَنۢ بِیَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُوَ یُجِیرُ وَلَا یُجَارُ عَلَیۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ.

الشرح:

 الشاهد سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ اعترفوا بربوبية الله وخلقه .

المتن ..

إلى قوله مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدࣲ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَـٰهٍۚ إِذࣰا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهِۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ سُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ وقد قال تعالى وَمَا یُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ وبهذا وغيره.

الشرح:

 فإيمانهم بالله توحيد بالربوبية وشركهم شرك في الألوهية .

المتن:

وبهذا وغيره يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد فإن عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع فيقولون هو واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له.

الشرح:

هذا أقسام التوحيد عند المتكلمين ثلاثة واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له وكل الأنواع الثلاثة ما تجاوزت توحيد الربوبية ما وصل إلى توحيد الألوهية كل أقسامهم الثلاثة في توحيد الربوبية ما وصلوا إلى توحيد الألوهية كذلك الصوفية كما سئل المؤلف رحمه الله يدأب أحدهم ويتعب التعب الطويل وفي النهاية يصل إلى إثبات توحيد الربوبية ولا يتجاوزه بل إن عباد الأصنام والأوثان يبرزون عليه ويوحدون الله في الربوبية أحسن من توحيده هذا توحيد المتكلمين واحد في ذاته لا قسيم له وتوحيد في صفاته لا شبيه له وتوحيد في أفعاله لا شريك له الصفات والأفعال والذات واحد هو توحيد الربوبية ما خرجوا عنه .

المتن:

قال وبهذا وغيره يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد فإن عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غايتهم أن يجعلوا التوحيد  ثلاثة أنواع .

الشرح:

سموا من أهل الكلام لأنهم متكلمون والنظر لأنهم ينظرون بعقولهم والأدلة الشرعية يسمون أهل الكلام لأن ما عندهم أدلة كلام ونظر كلام وعقول فقط ما عندهم دليل من الكتاب والسنة ولهذا سموا أهل الكلام وأهل النظر.

المتن:

غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع فيقولون هو واحد في ذاته لا قسيم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث .

الشرح:

 أشهرها توحيد الأفعال وواحد في أفعاله لا شريك له هذا أشهر الأنواع الثلاثة عند المتكلمين.

المتن:

 وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال وهو أن خالق العالم واحد وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها.

الشرح:

دليل التمانع هو المشروع عندهم وهو دليل عقلي وهو أنه تقرير الدليل لو كان للعالم صانعان خالقان فعند اختلافهما مثل يريد أحدهما تحريك جسم والآخر يريد تسكينه أو يريد أحدهما إماتته والآخر يريد إحياءه لو كان للعالم خالقين ثم اختلفوا واحد يرد هذا الجسم أن يتحرك وواحد يريد أن يسكن واحد يريد أن يموت وواحد يريد أن يحيا عنده اختلافين إما أن يحصل مرادهما أو لا يحصل مراد واحد منهما أو يحصل مراد الواحد منهما دون الآخر هذه قسمة عقلية في غير هذا شيء ما يمكن (..) إما أن يحصل مراد الاثنين أو لا يحصل مراد الاثنين أو يحص مراد احدهما دون الآخر ما يتصور العقل أكثر من هذا أما الأمر الأول وهو أنه يحصل مرادهما جميعا فهذا مستحيل لأنه يلزم الجمع بين النقيضين فهذا مستحيل فلا يمكن وإما ألا يحصل مرادهما أيضا كذلك رفع للنقيضين ويستلزم عجز كل منهما والعجز لا يكون إلاها بطل الأمران فبقي الأمر الثالث وهو أنه يحصل مراد أحدهما دون الآخر والذي يحصل مراده هو الخالق والذي لا يحصل مراده عاجز مقهور مرغوم ويقولون إن هذا دليل التمانع هو في قول الله تعالى مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدࣲ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَـٰهٍۚ إِذࣰا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهِۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ سُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ قالوا هذا دليل التمانع ولا حاجة إلى هذا المسلمون فطرهم الله على هذا كل واحد مفطور على الإيمان بربوبية الله وهذا من تكلفاتهم وهم يقولون إن هذه الآية هي دليل التمانع يأخذونها دليل التمانع ما اتخذ الله من ولد ما جاء في الآية أحسن مما ذكروه ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون قال سبحانه لَوۡ كَانَ فِیهِمَاۤ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا یَصِفُونَ هذا تمانع في الألوهية يعني لو كان في السماوات والأرض إلهين لفسدتا ولا يمكن أن تصلحا والفساد لازم من وجود إلهين في السماء والأرض ولا صلاح لهما إلا بأن يكون الموجود إله واحد وأن يكون هذا الإله الواحد هو الله وإلا فلا تبقى السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله يقول لو كان هناك ربين خالقين فلا بد أن يتنازعا وإذا تنازعا فإما أن يغلب أحدهما الآخر أو لا فإن استطاع أن يغلب غلبه وأخذ ملكه وإن لم يستطيع انحاز بملكه وسلطانه كما فعل الملوك في الدنيا فلا بد أن يغلب أحدهما الآخر أو يكون أحدهما أو ينحاز كل واحد منهما لملكه وسلطانه أو يكونا الاثنان تحت ملك آخر يقهرهم ويتصرف فيهم ولا يتصرفون فيه مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدࣲ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَـٰهٍۚ إِذࣰا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهِۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ سُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ.

المتن:

قال وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب .

الشرح ..

 لا خلاص نقول النهاية هي توحيد الربوبية يقولون لا وحد الإنسان الله في ربوبيته هذه النهاية  والصوفية كذلك يظنون هذه هي النهاية وأهل الكلام حتى أنهم يفسرون كلمة التوحيد بتوحيد الربوبية يقولون لا إله إلا الله لا خالق إلا الله  خلاص يسمون الإله بالقادر على الاختراع وهذا باطل الإله هو المعبود لا معبود بحق إلا الله لكن من جهلهم وظلا لهم يظنون أنه أن توحيد الربوبية هو النهاية وأن من وحد الله في الربوبية فقد انتهى حتى ألف بعضهم رسالة صغيرة بعض المدرسين وغيرهم رسالة تناقض المذاهب المادية في حقيقة الألوهية ولم يتجاوز توحيد الربوبية تناقض المذاهب المادية في حقيقة الألوهية على طريقة أهل الكلام .

المتن:

قال ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب وأن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله حتى قد يجعلون معنى الإلهية القدرة على الاختراع .

الشرح:

 نعم فيكون توحيد الربوبية القدرة على الربوبية القدرة على الاختراع جعل معنى الإله القاضي على الاختراع يعني الخالق معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله لا قادر على الاختراع إلا الله هذا وحده المشركون هذا توحيد المشركين المشركون يقولون لا قادر على الاختراع إلا الله .

المتن:

ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بعث إليهم محمد ﷺ أولا لم يكونوا يخالفونه في هذا .

الشرح ..

ما يخالفونه بأن الله هو القادر على الاختراع  وهو الخالق.

المتن:

 بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء حتى أنهم كانوا مقرين بالقدر أيضا وهم مع هذا مشركون .

الشرح:

وهم مع هذا مشركون في العبادة يقرون بالقدر يقرون في الربوبية وهم مشركون في العبادة ما ينفعهم هذا حتى يوحدوا الله بالعبادة .

المتن:

وقد تبين أن ليس في العالم من ينازع في أصل هذا الشرك ولكن غاية ما يقال إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله .

الشرح:

 يعني شرك في بعض الربوبية أما الشرك في أصل الربوبية ما ينازع فيه أحد لكن يكون الشرك جزئي مثل بعض من يقول إن بعض النجوم تتصرف في هذا الكون ومثل القدرية يقولون أن العباد خلقوا أفعالهم هذا شرك جزئي في الربوبية .

المتن:

 وقد تبين أن ليس في العالم من ينازع في أصل هذا الشرك ولكن غاية ما يقال إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله كالقدرية وغيرهم .

الشرح:

 القدرية جعلوا أفعال العباد مخلوقة لهم لا لله قالوا العباد خلقوا الأفعال الخير والشر للشبهة التي حصلت لهم يقولون لو قلنا أن الله خلق الخير والشر وعذب عليه من الطاعة والمعاصي لكان ظالما ففروا بذلك وقالوا إن العباد هم الذين يخلقون أفعالهم .

المتن:

كالقدرية وغيرهم لكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم .

الشرح:

يقولون أن الله خلق العباد وخلق قدرتهم لكن هم خلقوا أفعالهم الله خلق العباد وخلق قدرتهم والعباد خلقوا أفعالهم طاعة ومعاصي فرارا من القول بأن الله خلق المعاصي وعذب عليها لئلا يكون ظالما بزعمهم .

المتن:

لكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم وإن قالوا إنهم خالقوا أفعالهم وكذلك أهل الفلسفة والطبع والنجوم الذين يجعلون بعض المخلوقات مبدعة لبعض الأمور.

الشرح:

هذا شرك جزئي بعض الفلاسفة يقولون إن بعض النجوم إنها مبدعة لبعض الأمور يعني أنها خالقة لبعض الأشياء ما قالوا بالعموم يعني ما فيه أحد أشرك الربوبية بالعموم .

المتن:

فهم مع الإقرار بالصانع يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة .

الشرح:

يعني إقرار بالصانع يعني الإقرار بالله الصانع من باب الخبر هل من باب الخبر يطلق على الله الصانع هم أقروا بالله  وهم مع ذلك قالوا بعض النجوم لها تأثير في بعض الأشياء وتبدع بعض الأشياء لها تأثير في بعض الحوادث الأرضية مع إقرارهم بوجود الله هذا شرك جزئي في الربوبية ما في شرك كامل ما قالوا إن هناك مماثل لله في الصفات والأفعال ما أحد قال بهذا لكن الشرك في الربوبية شرك جزئي مثل الطبائعيين مثل القدرية حتى الثنوية فضلوا النور على الظلمة .

المتن:

فهم مع الإقرار بالصانع يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة لا يقولون إنها غنية عن الخالق مشاركة له في الخلق فأما من أنكر الصانع فذلك معطل جاحد للصانع كالقول الذي أظهره فرعون .

الشرح:

فرعون جاحد لربوبية الله هذا جحد قال للناس أنا ربكم الأعلى ما علمت لكم من إله غيري وهذا جحد في الظاهر لكن بالباطن معترف قال الله وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسۡتَیۡقَنَتۡهَاۤ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمࣰا وَعُلُوࣰّاۚ.

المتن:

فأما من أنكر الصانع فذلك جاحد معطل للصانع كالقول الذي أظهره فرعون والكلام الآن مع المشركين بالله المقرين بوجوده .

الشرح ..

لا مع الجاحدين الجاحد ما فيه كلام عليه يجحد الصانع مثل فرعون هذا ما فيه كلام لكن الكلام مع المشركين الذين أقروا بالربوبية وأشركوا معه أقروا بالله وأشركوا معه في ربوبيته.

المتن:

والكلام الآن مع المشركين بالله المقرين بوجوده فإذا هذا التوحيد الذي قرره الذي قرروه لا ينازعهم فيه هؤلاء المشركون .

الشرح:

 الذي قرروه يعني أهل الكلام توحيد الأفعال وواحد في أفعاله لا شريك له لا ينازعه فيه المشركون يوافقونهم المشركون يعني أهل الكلام قالوا إن الله واحد في أفعاله لا شريك له هذا يوافقه فيه المشركون التوحيد الذي قررتموه يوافقكم عليه المشركون .

المتن:

فإذا هذا التوحيد الذي قرروه لا ينازعهم فيه هؤلاء المشركون بل يقرون به مع أنهم مشركون كما ثبت بالكتاب والسنة والإجماع وكما علم بالاضطرار من دين الإسلام وكذلك النوع الثاني وهو قولهم لا شبيه له في صفاته.

الشرح:

 واحد في صفاته لا شبيه له .

المتن:

فإنه ليس في الأمم من أثبت قديما مماثلا له في ذاته سواء قال إنه مشاركه أو قال إنه لا فعل له بل من شبه به شيئا من مخلوقاته فإنما يشبهه في بعض الأمور .

الشرح ..

ما يشبهه في جميع الأمور فإذا كذلك قولهم وواحد في الصفات لا شبيه له هذا وافقه عليه كثير من الأمم وكثير من الطوائف ما أحد قال إن هناك شبيه لله في جميع الأشياء يشابه الله فيما يجب ويجوز ويمتنع ما أحد قال بهذا ويجب لله الدوام والبقاء ويجوز من الخلق والرزق والإماتة وفيما يمتنع من الموت والحياة الموت والأكل والشرب والنوم ما أحد قال بأن الله هناك أحد يشابه لله في جميع الصفات هناك شبيه لله فيما يجب ويجوز ويمتنع ما أحد قال بهذا لأن القول بهذا معناه القول بالتناقض معناه يكون الخالق مخلوق والمخلوق خالق وإنما الذين جعلوا لله شبيه في بعض الأشياء لا في جميع الأشياء ما أحد قال أن لله شبيه فيما يجب ويجوز ويمتنع الذي يجب لله البقاء الدوام والبقاء وأنه واجب بذاته والذي يجوز عليه الخلق والرزق والعبادة ما أحد قال أن هناك مخلوق يشابه الله في الوجوب والبقاء ويشابه الله في الخلق والرزق والإماتة ويشابه الله في امتناع الموت  والنوم والأكل والشرب ما أحد قال بهذا إنما الذي وقع شرك جزئي تشبيه جزئي .

المتن:

وقد علم بالعقل امتناع أن يكون له مثل في المخلوقات يشاركه فيما يجب أو يجوز أو يمتنع.

الشرح:

هذه الأمور الثلاثة هذا من جميع الجهات من جميع الوجوه ما أحد قال بهذا .

المتن:

فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم .

الشرح:

يعني لو قال واحد إن هناك من يشابه الله فيما يجوز ويجب ويمتنع لصار هذا خالقا آخر صار معناه الخالق هو مخلوق والمخلوق هو الخالق  وهذا جمع بين النقيضين مستحيل.

المتن:

وعلم أيضا بالعقل أن كل موجودين قائمين بأنفسهما فلا بد بينهما من قدر مشترك كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس والذات ونحو ذلك .

الشرح:

هذا أمر لا بد منه اشتراك  في شيء عام في أمر عام جميع الوجوه تتفق في مسمى الوجود كلها موجودة والقيام بالنفس أنت قائم بنفسك والحيوان قائم بنفسه وأنت موجود والحيوان موجود وهذا والرب موجود وقائم بنفسه هذا الاشتراك بالأمر العام هذا لا بد منه لكن ما أحد قال بأن هناك يشارك الله فيما يجب ويجوز ويمتنع بجميع الوجوه.

المتن:

قال فلا بد بينهما من قدر مشترك كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس والذات ونحو ذلك وأن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض.

الشرح:

أن في من قال أن لا اتفاق بين الموجودات في مسمى الشيء وفي مسمى الوجود هذا معناه إنكار من قال إن الله لا يشابه المخلوقات ولا في وجه من وجوه الشبه معناه أنكر وجود الله يعني أنكر الاتفاق في مسمى الشيء مسمى الوجود يعني أنكر مسمى الله موجودا أو شيئا فلا بد من إثبات قدر المشترك بين الموجودات ما يمكن نفيه وهو مسمى الشيء مسمى الوجود وهذا في الذهن أما في الخارج ما في اشتراك لا بد من الإضافة والاختصاص.

المتن:

وأن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض وأنه لا بد من إثبات خصائص الربوبية وقد تقدم الكلام على ذلك.

 

الشرح:

نعم تقدم هذا مر في القاعدة السادسة .

المتن:

ثم إن الجهمية من المعتزلة وغيرهم أدرجوا نفي الصفات في مسمى التوحيد فصار من قال إن لله علما أو قدرة أو إنه يرى في الآخرة أو أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق يقولون إنه مشبه ليس بموحد.

 

الشرح:

 الجهمية أدخلوا نفي الصفات في مسمى التوحيد لأنهم قالوا إن الله هو القديم ذات الله قديمة فمن قال إن لله علم قديم فقد أثبت إلها  آخر مع الله  ومن قال لله سمع قديم فقد أثبت إلها ثالث ومن قال له قدرة قديمة أثبت إلها ثالث لأن القدم خاص بذات الله لكن نقول هل هناك ذات من دون صفات ما في ذات بدون صفات فالله اسم الله اسم لذاته واسم لصفاته بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى يعني هذا من جهلهم وضلالهم أدخلوا نفي الصفات في مسمى التوحيد قالوا التوحيد معناه نفي الصفات ومن أثبت الصفات فهو مشبه .

المتن:

وزاد عليهم غلاة الجهمية والفلاسفة والقرامطة فنفوا أسماءه الحسنى وقالوا من قال إن الله عليم قدير عزيز حكيم فهو مشبه ليس بموحد.

 

الشرح:

هذه طائفتان الطائفة الأولى المعتزلة نفوا الصفات وأثبتوا الأسماء قالوا من أثبت الصفات فهو مشبه ثم جاءت الجهمية الغلاة ونفوا الأسماء والصفات ثم جاءت غلاة الغلاة ونفوا النفي والإثبات ثلاث طوائف.

المتن:

وزاد غلاة الغلاة وقالوا لا يوصف بالنفي ولا الإثبات لأن في كل منهما تشبيها له.

 

الشرح:

قالوا إذا أثبتنا النفي شبهنا بالموجودات وإذا نفينا شبهنا بالمعدومات فنحن ننفي الإثبات حتى لا يلزمه التشبيه الموجود وننفي النفي حتى لا يلزمه التشبيه بالمعدومات فوقعوا في شر ما فروا منه فوقعوا في التشبيه بالممتنعات المستحيلات نسال الله السلامة والعافية.

المتن:

وهؤلاء كلهم وقعوا من جنس التشبيه فيما هو شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات والمعدومات والجمادات فرارا من تشبيههم بزعمهم له بالأحياء.

 

الشرح:

 فروا بالتشبيه بالأحياء فوقعوا بالتشبيه بالجمادات وفروا بالتشبيه بالأحياء والجمادات فوقعوا بتشبيهه بالممتنعات المستحيلات .

المتن ..

ومعلوم أن هذه الصفات الثابتة لله لا تثبت له على حد ما يثبت لمخلوق أصلا .

 

الشرح:

بل تثبت له كما ينبغي لجلاله وعظمته كل له صفات تخصه المخلوق له صفات تخصه والخالق له صفات تخصه.

المتن:

وهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فلا فرق بين إثبات الذات وإثبات الصفات فإذا لم يكن في إثبات الذات إثبات مماثلة للذوات لم يكن في إثبات الصفات إثبات مماثلة له في ذلك.

 

الشرح:

فلله ذات لا تشبه الذوات وله صفات لا تشبه الصفات .

المتن:

فصار هؤلاء الجهمية المعطلة يجعلون هذا توحيدا.

 

الشرح:

يجعلون نفي الصفات توحيد هذا من جهلهم وضلالهم.

المتن:

ويجعلون مقابل ذلك التشبيه .

 

الشرح:

قالوا من أثبت لله الصفات فهو مشبه ومن نفى الصفات فهو موحد .

المتن:

ويسمون نفوسهم الموحدين.

 

الشرح:

 يسمون أنفسهم أهل التوحيد يقولون نحن أهل التوحيد وأهل العدل أهل التوحيد لأنهم ينفون الصفات وأهل العدل لأنهم ينفون القدر يسمون أنفسهم أهل التوحيد المعتزلة وأهل العدل أين التوحيد وهم ينفون صفات الله .

المتن:

 وكذلك النوع الثالث وهو قولهم هو واحد لا قسيم له في ذاته أو لا جزء له أو لا بعض له لفظ مجمل فإن الله سبحانه وتعالى أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فيمتنع أن يتفرق أو يتجزأ أو يكون قد ركب من أجزاء لكنهم يدرجون في هذا اللفظ نفي علوه على عرشه ومباينته لخلقه وامتيازه عنهم ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله ويجعلون ذلك من التوحيد.

 

الشرح:

يقولون واحد في ذاته لا قسيم له هذا معلوم أن الله لا يتجزأ ولا يتفرق لأنه بين الله  بعد ذلك قل هو الله أحد الأحد الصمد الواحد لا يتجزأ ولا يتفرق ولا يركب من أشياء تعالى الله لكن هم يدخلون في ذلك نفي العلو ومباينة المخلوقات قالوا من أثبت العلو فإنه لم يوحد لم يوحد الله لأن العلو يلزم منه أن يكون في جهة واحدة وأن يكون محددا وأن يكون محدودا متحيزا وهذا تنقص له فيدخلون في هذا نفي العلو ومعناه يكون مختلط بالمخلوقات أما كونه واحد في ذاته لا قسيم لا قسيم له هذا معروف لا يتجزأ ولا يتقسم ولا يتركب من أشياء تعالى الله عما يقولون.

المتن:

فقد تبن أنه ما يسمونه توحيدا فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل.

 

الشرح:

إلي هي الأقسام الثلاثة توحيد بذاته لا قسيم له وتوحيد في صفاته لا شبيه له وتوحيد في أفعاله لا شريك له فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل الأقسام الثلاثة.

المتن:

 فقد تبين أن ما يسمونه توحيدا فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل ولو كان جميعه حقا فإن المشركين إذا أقروا بذلك كله لي يخرجوا فيه من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن وقاتلهم عليه الرسول ﷺ بل لا بد أن يعترفوا بأنه لا إله إلا الله .

 

الشرح:

يعني لو وحدوا الله بجميع أنواعه الثلاثة الذي قاله الذي أقره هو وحد الإنسان قال إن الله واحد في ذاته لا قسيم له وهو واحد في صفاته لا شبيه له وهو واحد في أفعاله لا شريك له لا يزال مؤمن ولم يوحد الله في الألوهية والعبادة لا يزال مشركا ما ينفع ما يتجاوز توحيد الربوبية هو الآن أقر بما أقر به المشركون بل المشركون أحسن حالا منه كفار قريش أحسن حالا منه هم يقرون كفار قريش بأن الله واحد لا قسيم له وأن الله واحد في أفعاله لا شريك له وفي صفاته لا شبيه له يقرون في هذا فلا يخرج من الشرك حتى يوحد الله في الألوهية ويعتقد أنه لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله .

المتن:

فقد تبين أن ما يسمونه توحيدا فيه ما هو حق وفيه وما هو باطل ولو كان جميعه حقا فإن المشركين إذا أقروا بذلك كله لم يخرجوا فيه من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن وقاتلهم عليه الرسول ﷺ بل لا بد أن يعترفوا بأنه لا إله إلا الله .

 

الشرح:

 يعني لا معبود بحق إلا الله .

المتن:

 وليس المراد بالإله هو القادر على الاختراع.

 

الشرح:

كما يقوله الأشاعرة وأهل البدع يقولون المراد بالإله المعبود لا إله إلا الله ليس المراد بالإله القادر على الاختراع والخالق لو كان المراد بالإله القادر على الاختراع والخالق لصار كفار قريش مسلمين لأنهم يقولون لا قادر على الاختراع إلا الله لا خالق إلا الله ولهذا الأشاعرة يفسرون لا إله إلا الله لا خالق إلا الله هذا باطل ما تجاوزوا توحيد المشركين المراد بالإله المعبود لا إله إلا الله  لا معبود بحق إلا الله .

المتن:

وليس المراد بالإله هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد أنه لا إله إلا هو.

 

الشرح:

 ولو كان كذلك لصار كفار قريش مسلمين أو جهل وأبو لهب يقرون بهذا .

المتن:

فإن المشركين كانوا يقرون بهذا وهم مشركون كما تقدم بيانه بل الإله الحق هو الذي يستحق أن يعبد وهو إله بمعنى مألوه

 

الشرح:

الإله هو الذي يستحق العبد الإله بمعنى مألوه لا إله بمعنى آله .

المتن:

فهو إله بمعنى مألوه لا إله بمعنى آله والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له .

 

الشرح:

فالإله هو المألوه المعبود الذي إإتله القلوب محبة وإجلالا وخوفا ورجاء إله بمعنى مألوه فعال بمعنى مفعول لا إله بمعنى آله بمعنى فاعل إله بمعنى مألوه بمعنى مفعول فعال بمعنى مفعول لا فعال بمعنى فاعل.

المتن:

والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له والإشراك أن يجعل مع الله إلها آخر .

 

الشرح:

التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له والشرك أن يجعل مع الله إلها آخر.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد