شعار الموقع

شرح كتاب العقيدة الواسطية للهراس_31

00:00
00:00
تحميل
6

القارئ:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه، ولمشايخه ولنا، ولوالدينا، وللمستمعين والمسلمين يا رب العالمين.

المتن:

قال شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى- في (العقيدة الواسطية): وقوله -سبحانه-: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾[الرحمن:78]، وقوله -سبحانه-: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مريم:65]، وقوله -سبحانه-: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص:4].

قال الشيخ محمد بن خليل هراس –رحمه الله تعالى-: وأما قوله -تعالى-: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾[الرحمن:78]؛ فَإِنَّهُ مِنَ الْبَرَكَةِ بِمَعْنَى دَوَامِ الْخَيْرِ وَكَثْرَتِهِ، وقوله: ﴿ذِي الْجَلالِ﴾[الرحمن:78]؛ أَيْ: صَاحِبِ الْجَلَالِ وَالْعَظَمَةِ –سُبْحَانَهُ- الَّذِي لَا شَيْءَ أجلَّ وَلَا أَعْظَمُ مِنْهُ، ﴿وَالإِكْرَامِ﴾[الرحمن:78]؛ لله الَّذِي يَكْرُمُ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي يُكْرِمُ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ بِأَنْوَاعِ الْكَرَامَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وأما قوله: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ﴾[مريم:65].

الشيخ: أعد.

المتن:

وأما قوله -تعالى-: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾[الرحمن:78]؛ فَإِنَّهُ مِنَ الْبَرَكَةِ بِمَعْنَى دَوَامِ الْخَيْرِ وَكَثْرَتِهِ، وقوله: ﴿ذِي الْجَلالِ﴾[الرحمن:78].

الشيخ:

البركة من دوام الخير وكثرته مأخوذ من بروك البعير، فإنه يثبت، ومن البرِكة، وهي بِركة الماء؛ لدوام الماء وثباته، فالبَركة هي دوام الخير وثباته، دوام مشتق من البِركة، يكون فيها الماء، ويثبت، وكذلك بروك البعير، فإنه يبرك في المكان.

وتبارك من صفات الخاصة بالله -تعالى-، لا تُقال إلا لله، فيقال: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾[الملك:1]. ولا يقال: فلان تباركت علينا؛ كما يقول بعض العامة: تزورنا تباركت علينا. لا. وإنما يقال: تحصل البركة، أو أنت رجل مبارَك؛ إذا كان فيه خير؛ كما قال أسيد بن حضير لعائشة –رضي الله عنها-: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر؛ لما نزلت آية التيمم؛ يعني البركة التي جعلها الله فيكم.

وقول الله -تعالى- عن نبيه عيسى: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ﴾[مريم:31]، فالله هو المتبارِك، وعبده المبارَك، نعم، تبارك خاص بالله، فالله هو المتبارِك، وعبده المبارَك، وإذا كان الشخص فيه خير يقال: هذه من بركتك، يعني التي جعلها الله فيك، يسموه: مبارَك؛ فيه خير ينفع الناس بماله، أو ببدنه، أو بتوجيهه وإرشاده، أو بشفاعته، أو بماله؛ يقال: هذا مبارَك، شخص مبارَك. نعم.

المتن:

وقوله -تعالى-: ﴿ذِي الْجَلالِ﴾[الرحمن:78]؛ أَيْ: صَاحِبِ الْجَلَالِ وَالْعَظَمَةِ –سُبْحَانَهُ- الَّذِي لَا شَيْءَ أجلَّ وَلَا أَعْظَمُ مِنْهُ، ﴿وَالإِكْرَامِ﴾[الرحمن:78]؛ لله الَّذِي يَكْرُمُ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي يُكْرِمُ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ.

الشيخ:

(وقوله: ﴿ذِي الْجَلالِ﴾[الرحمن:78])، ماذا؟

المتن:

وقوله: ﴿ذِي الْجَلالِ﴾[الرحمن:78]؛ أَيْ: صَاحِبِ الْجَلَالِ وَالْعَظَمَةِ –سُبْحَانَهُ- الَّذِي لَا شَيْءَ أجلَّ ...

الشيخ:

 والجمال والجلال، له كمال الجلال والجمال والعَظَمة، له كمال العَظَمة، وكمال الجمال، وكمال الجلال، نعم.

المتن:

الَّذِي لَا شَيْءَ أجلَّ وَلَا أَعْظَمُ مِنْهُ، ﴿وَالإِكْرَامِ﴾[الرحمن:78]؛ لله الَّذِي يَكْرُمُ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي يُكْرِمُ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ بِأَنْوَاعِ الْكَرَامَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وقوله: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾[مريم:65] الآية؛ تضمَّنت هَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَةُ جُمْلَةً مِنْ صِفَاتِ السُّلُوبِ، وَهِيَ نَفْيُ السَّمِيِّ وَالْكُفْءِ، والنديد وَالْوَلَدِ، وَالشَّرِيكِ وَالْوَلِيِّ مِنْ ذلٍّ وَحَاجَةٍ؛ كَمَا تضمَّنت بَعْضَ صِفَاتِ الْإِثْبَاتِ مِنَ الْمُلْكِ، وَالْحَمْدِ، وَالْقُدْرَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، وَالتَّبَارُكِ.

وأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿هَلْ﴾[مريم:65]

الشيخ: أعد.

المتن:

قوله: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾[مريم:65] الآية؛ تضمَّنت هَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَةُ جُمْلَةً مِنْ صِفَاتِ السُّلُوبِ، وَهِيَ نَفْيُ السَّمِيِّ وَالْكُفْءِ، والنديد وَالْوَلَدِ، وَالشَّرِيكِ.

الشيخ:

نعم، يقول: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مريم:65]؛ يعني مساميًا، أو مماثلًا. ليس له مسامي، ولا مماثل، ليس له ند، وليس له مثيل، وليس له شريك، وليس له معين، وليس له ظهير، وليس له ولد، ولا والد، -سبحانه وتعالى-. نعم. فهو –سبحانه وتعالى- الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، واجب الوجود بذاته –سبحانه وتعالى-. نعم.

المتن:

تضمَّنت هَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَةُ جُمْلَةً مِنْ صِفَاتِ السُّلُوبِ، وَهِيَ نَفْيُ السَّمِيِّ وَالْكُفْءِ، والنديد وَالْوَلَدِ، وَالشَّرِيكِ وَالْوَلِيِّ مِنْ ذلٍّ وَحَاجَةٍ؛ كَمَا تضمَّنت بَعْضَ صِفَاتِ الْإِثْبَاتِ مِنَ الْمُلْكِ، وَالْحَمْدِ، وَالْقُدْرَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، وَالتَّبَارُكِ.

أَمَّا قَوْلُهُ: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مريم:65]؛ فَقَدْ قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى-: قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مريم:65]؛ أَيْ: نَظِيرًا استحقَّ مِثْلَ اسْمِهِ، وَيُقَالُ: مُسَامِيًا يُسَامِيهِ. وَهَذَا مَعْنَى مَا رُوَى عَنِ ابن عباس: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾[مريم:65]؛ مَثَلًا أَوْ شَبِيهًا. وَالِاسْتِفْهَامُ فِي الْآيَةِ إِنْكَارِيٌّ، مَعْنَاهُ النَّفْيُ؛ أَيْ: لَا تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا.

وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص:4]؛ فَالْمُرَادُ بِالْكُفْءِ: الْمُكَافِئُ الْمُسَاوِي.

فَهَذِهِ الْآيَةُ تَنْفِي عَنْهُ –سُبْحَانَهُ- النَّظِيرَ وَالشَّبِيهَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ؛ لِأَنَّ ﴿أَحَدٌ﴾[الإخلاص:4] وَقَعَ نَكِرَةً فِي سِيَاقِ النَّفْيِ، فَيَعُمُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى تَفْسِيرِ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ كُلِّهَا، فَلْيُرْجَعْ إِلَيْهَا.

قال شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى-...

الشيخ:

ليس له مكافئ، ولا مماثل، ليس له شبيه، ولا مكافئ، وليس له ند، وهو المتبارِك، وعبده المبارَك، -سبحانه وتعالى-. نعم.

قف على قول الشيخ.

الطالب: نفع الله بك، أحسن الله إليك.

الشيخ: وفَّق الله الجميع لطاعته.

الطالب: أحسن الله إليك.

الشيخ: ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد