شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_14

00:00
00:00
تحميل
7

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد:...

القارئ:

قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى:

148 - وحدثني عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير, قال: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: قال أبو سفيان الحميري: "ليس الأدب إلا في صنفين من الناس: رجل تأدب بالسلطان، ورجل تأدب بالفقه، وسائر الناس همج".

149 - وروي عن علي رضي الله عنه قال: «الناس ثلاث، فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة، والباقي همج رعَاع أتباع كل ناعق».

150 – قال: وأخبرنا خلف بن القاسم، قال: أخبرنا الحسن بن رشيق أبو محمد بمصر قال: أخبرنا يموت بن المزرع قال: أنشدنا عمرو بن الجاحظ لصالح بن جناح في العلم:

تعلم إذا ما كنت ليس بعالم
 

 

فما العلم إلا عند أهل التعلم
 

تعلم فإن العلم زين لأهله
 

 

ولن تستطيع العلم إن لم تعلم
 

تعلم فإن العلم أزين بالفتى
 

 

من الحلة الحسناء عند التكلم
 

ولا خير فيمن راح ليس بعالم
 

 

بصير بما يأتي ولا متعلم
 

 

151 – قال: أخبرنا خلف بن القاسم رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي أبو بكر بدمشق قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سفيان بن يزيد الرقي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين المقرئ الفنادقي، وأبو محمد بيان بن أحمد بن علي القطان قالوا: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي، قال: حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف، عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اغدُ عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا أو محبًا، ولا تكن الخامسة فتهلك».

قال عطاء: قال لي مسعر بن كدام: يا عطاء زدتنا في هذا الحديث زيادة لم تكن في أيدينا، وإنما كان في أيدينا: اغد عالما أو متعلما، يا عطاء ويل لمن لم يكن فيه واحدة من هذه، قال أبو عمر: الخامسة التي فيها الهلاك معاداة العلماء، وبغضهم ومن لم يحبهم فقد أبغضهم أو قارب ذلك وفيه الهلاك، والله أعلم.

تفضيل العلماء على الشهداء.

152 – قال: حدثني خلف بن سعيد قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ح وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن علاق بن أبي مسلم، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء».

153 – قال: وقرأت على خلف بن القاسم، أن أحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد، حدثه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المستنير، قال: حدثنا أبو عصمة عاصم بن النعمان البلخي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي يونس القشيري، عن سماك بن حرب، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوزن يوم القيامة مِداد العلماء ودم الشهداء».

154 - وروي من حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للأنبياء على العلماء فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة».
155 – قال: أنشدني بعض شيوخي لأبي بكر بن دريد:

أهلًا وسهلا بالذين أحبهم
 

 

وأودهم في الله ذي الآلاء
 

أهلًا بقوم صالحين ذوي تقى
 

 

غر الوجوه وزين كل ملاء
 

يسعون في طلب الحديث بعفة
 

 

وتوقير وسكينة وحياء
 

لهم المهابة والجلالة والنُهى
 

 

وفضائل جلت عن الإحصاء
 

ومداد ما تجري به أقلامهم
 

 

أزكى وأفضل من دم الشهداء
 

يا طالبي علم النبي محمد
 

 

ما أنتم وسواكم بسواء
 

 

157 - وروي من حديث أبي هريرة، وأبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا جاء الموت طالب العلم وهو على حاله مات شهيدًا».

158 - وبعضهم يقول في ذلك الحديث لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة واحدة في الجنة, وروي أيضًا مرفوعًا من حديث ابن عباس وقد ذكرنا هذا الحديث بإسناده في كتابنا هذا في باب استدامة الطلب، وفي باب جامع فضل العلم، وفي إسناده اضطراب؛ لأن منهم من يجعله، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، ومنهم من يجعله عن سعيد، عن أبي هريرة وأبي ذر، ومنهم من يرسله عن سعيد، والفضائل تروى عن كل أحد، والحجة من جهة الإسناد، إنما تتقصى في الأحكام وفي الحلال والحرام.

159 - وبلغني من حديث علي بن عاصم، عن الجريري، عن ابن أبي الهذيل قال: قال أبو الدرداء: "من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه".

160 – قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شريك، قال: حدثنا ليث بن أبي سليم، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا الأزدي قال: "سألت ابن عباس عن الجهاد، فقال: ألا أدلك على خير من الجهاد؟ فقلت: بلى قال: تبني مسجدًا وتعلم فيه الفرائض والسنة والفقه في الدَّين".

161 - وبه عن يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أبو اليمان، وآدم قالا: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري، أن أبا الدرداء، قال: "ما من أحد يغدو إلى المسجد لخير يتعلمه أو يعلمه إلا كُتب له أجر مجاهد لا ينقلب إلا غانمًا".

شرح الشيخ:

وَهَذِهِ الآثار فيها فضل العلم والحث على العلم, فيها بيان أنه كالمجاهد وأنه يشبه المجاهد؛ طالب العلم, وهو نوعٌ من الجهاد لاشك.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد