شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_18

00:00
00:00
تحميل
7

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أما بعد:...

القارئ:

قال المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى: باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه.

184 – قال: قرأت على أبي القاسم أحمد بن عمر، أن عبد الله بن محمد بن علي، حدثهم قال: حدثنا محمد بن قاسم، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة قال: سمعت عمر بن سليمان، يحدث عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه وبلغه غيره، فرُب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يُغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله, ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».

184 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له».

185 – قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا صالح بن حاتم بن وردان، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة، عن عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان قريبًا من نصف النهار، فقمت إليه، فقلت: عن أي شيء سألك الأمير؟ فقال: سألني عن أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره فرُب حامل فقه ليس بفقيه ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».

قال أحمد بن زهير: عمر بن سليمان هذا الذي حدث عنه شعبة من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال أبو عمر: هو عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب قتل أبوه سليمان يوم الحرة، قال أحمد بن زهير: وأخبرنا مصعب بن عبد الله قال: عبد الرحمن بن أبان بن عثمان: كان من خيار المسلمين وكان كثير الصلاة، زعموا أنه صلى في مسجد له يوما، ثم نام، فوجدوه ميتًا.

186 - قال أحمد بن زهير، وحدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن ليث بن أبي سليم، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فأداه عنا كما سمعه، فإنه رُب حامل فقه غير فقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم» وذكر الحديث.

187 – قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، فذكر مثل حديث يزيد بن زريع، عن شعبة، بإسناده، قال أبو عمر: وروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود.

188 - حدثنيه سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير غير مرة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرُب حامل فقه غير فقيه، ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله, ومناصحة أئمة المسلمين, ولزوم الجماعة، فإن الدعوة تحيط من ورائهم».

189 – قال: وأخبرنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سلم قال: قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد النحوي، قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب مبلغ أوعى من سامع».

190 - حدثنا سعيد بن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، قال: حدثنا إبراهيم بن بكر بن عمران، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي الحافظ بالموصل قال: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج، قال: حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد الهمداني، عن الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها وأداها فرُب حامل فقه غير فقيه ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».

191 - وذكر العقيلي قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسين الفريابي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج قال: أخبرنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها؛ فإنه رُب حامل فقه غير فقيه ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب رجل مسلم: إخلاص العمل لله, والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» قال أبو عمر: وروى هذا الحديث أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكرة.

192 – قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان، أن قاسما، أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: نُبئت أن أبا بكرة، حدث قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فقال: «ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه لعله أن يبلغه من هو أوعى له منه أو من هو أحفظ له» قال أبو بكرة: فقد كان هذا قد بلغه أقوام من هو أوعى له منهم , قال أحمد بن زهير: كذا قال أيوب، عن محمد: نُبئت أن أبا بكرة، وقال ابن عون، عن محمد , عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه.

193 – قال: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغ الشاهد الغائب مرتين فرُب مبلغ أوعى من سامع» قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: أيوب ثبت، وابن عون ثبت وهو عبد الله بن عون بن أرطبان.

194 - قال أحمد بن زهير، وحدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر، عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة، ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع» قال أحمد بن زهير: ورأيت في كتاب علي بن المديني قال يحيى بن سعيد القطان: قرة بن خالد من أثبت شيوخنا قال أبو عمر: وروى هذا الحديث أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم جُبير بن مطعم.

195 – قال: أخبرنا خلف بن أحمد، قراءة مني عليه أن أحمد بن مطرف، حدثهم، قال: حدثنا أبو صالح أيوب بن سليمان، ومحمد بن عمر بن لبابة قالا: قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا أصبغ بن الفرج، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منىً يقول: «نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها فرُب حامل فقه لا فقه له، ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الأمر، ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».

196 – قال: وحدثنا أحمد بن قاسم، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، فذكر بإسناده مثله.

شرح الشيخ:

الطالب: قال: إسناده صحيح.

الشيخ: وهذا الحديث فيه الحث على تبليغ العلم, وفيه بيان أن مَنْ يبلغه العلم قد يكون أفقه ممَن بلغه, وفيه الدعاء لمَن يبلغ العلم بالنضارة, وهذا فيه ميزة لأهل الحديث, النبي r دعا لهم بنضارة الوجه يوم القيامة, قال: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها».

وفيه الحث على وعي المقالة, وأنه ينبغي للإنسان إذا بلغ العلم أن يعي ما يبلغ, وأن يتأكد ويتثبت, إذا أراد أن ينقل فتوى أو حديث لابد أن يتثبت؛ لأن النبي يقول: «نضر الله امرأ» دعا له بالنضارة, وهذا فضل عظيم: «سمع مقالتي فوعاها» لابد من الوعي, وهنا يحصل خلل من كثيرٍ من الناس ينقل الفتوى قال فلانٌ كذا وهو ما ضبط الفتوى, قال فلانٌ كذا, فينقل عنه ما لم يقله, أو يفهم خطأ, لابد من التثبت والوعي, «نضر الله امرأ» هذا دعاء وفضل عظيم, دعاءٌ من النبي r بنضارة الوجه لمَن أدى الحديث ولمَن أدى العلم.

«نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرُب مبلغٍ أوعى من سامع ورُب حامل فقه إلى مَنْ هو أفقه منه» يعني: أن الذي يبلغ قد يكون أقل فقهًا ممَن بلغه, ويكون الذي بلغه يستفيد أكثر ويستنبط من الحديث أكثر مما فهمه الأول وهذا فضل الله يؤتيه مَنْ يشاء, الحديث قد يفهم منه بَعْض الناس وبعض العلماء يستنبطون منه فائدة, وبعضهم يستنبط فائدتين, وبعضهم يستنبط ثلاث, وبعضهم يستنبط عشر, وبعضهم يستنبط مئة, وبعضهم أكثر, حديث بريرة, قصة بريرة في إعتاق عائشة لها استنبط العلماء منه أكثر من مئة فائدة, هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.

«ثلاث لا يُغل عليهن قلب مسلم» هذا في صحيح مسلم, «إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة» يعني: أنه ينبغي للإنسان ألا يُخفي هذه الأمور الثلاثة وأن يحرص عليها, وأن يتمسك بها, وأن يعمل بها, «إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» إذا لزم جماعة المسلمين شملته الدعوة, كل دعوات المسلمين تشمله, أما إذا شذ عن جماعة المسلمين وخرج عن جماعة المسلمين فلا تشمله دعوتهم.

قف على هذا.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد