شعار الموقع

شرح كتاب جامع بيان العلم وفضله_41

00:00
00:00
تحميل
7

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:...

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

القارئ:

قال المصنف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى في تتمة باب: باب الحض على استدامة الطلب والصبر فيه على اللأواء والنصب.

608 - وروى ابن عائشة، وغيره أن عليا رضي الله عنه قال في خطبة خطبها: «واعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن , فتكلموا في العلم تتبين أقداركم» ويقال: إن قول علي بن أبي طالب: قيمة كل امرئ ما يُحسن لم يسبقه إليه أحد، وقالوا: ليس كلمة أحض على طلب العلم منها قالوا: ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل: ما ترك الأول للآخر شيئاً.

609 - قال أبو عمر.

شرح الشيخ:

أبو عمر بن عبد البر.

القارئ:

قول علي رضي الله عنه: قيمة كل امرئ - أو قدر كل امرئ - ما يُحسن من الكلام العجيب الخطير وقد طار الناس به كل مطير ونظمه جماعة من الشعراء إعجابًا به وكلفًا بحُسنه فمن ذلك ما يُعزي إلى الخليل بن أحمد قوله:

لا يكون السري مثل الدني
 

 

لا ولا ذو الذكاء مثل العيي
 

لا يكون الألد ذو المقول المر
 

 

هف عند القياس مثل الغبي
 

قيمة المرء كل ما يحسن المرء
 

 

قضاء من الإمام علي
 

 

في أبيات قد ذكرتها في غير هذا الموضع.

610 - وقال غيره:

تلوم علي أن رحت للعلم طالبًا
 

 

أجمع من عند الرواة فنونه
 

فيا لائمي دعني أغالي بمهجتي
 

 

فقيمة كل الناس ما يحسنونه
 

 

611 - وقال أبو العباس الناشي:

تأمل بعينك هذا الأنام
 

 

فكن بعض من صانه عقله
 

فحلية كل فتى فضله
 

 

وقيمة كل امرئ نبله
 

فلا تتكل في طلاب العلا
 

 

على نسب ثابت أصله
 

فما من فتى زانه قوله
 

 

بشيء يخالفه فعله
 

 

612 - وروي عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة».

613 - حدثنا خلف بن أحمد , وعبد الرحمن بن يحيى , قال: حدثنا أحمد بن سعيد , حدثنا إسحاق بن إبراهيم , قال: حدثنا محمد بن علي, قال: حدثنا يحيى بن معين , قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي , قال: حدثنا حماد بن زيد , عن أيوب قال: «إنك لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره».

614 - وقال قتادة: لو كان أحد يكتفي من العلم بشيء لاكتفى موسى عليه السلام ولكنه قال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}[الكهف/ 66].

باب جامع في الحال التي يسأل بها العلم.

615 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثني أبي , قال: حدثنا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا بقي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزعراء، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله: «إن الرجل لا يولد عالمًا وإنما العلم بالتعلم».

616 - وبه عن أبي بكر قال: حدثنا أبو داود، عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، مثله.

617 - حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء قال: «العلم بالتعلم».

618 - وذكر أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، عن ابن شبيب، أنه قال: يقال: «لا يكون طبع بلا أدب ولا علم بلا طلب».

619 - ومن جزء لسابق البربري:

قد قيل قبلي في الزمان الأقدم
 

 

أني وجدت العلم بالتعلم
 

 

 

620 - وقال كثير:

وفي الحلم والإسلام للمرء وازع
 

 

وفي ترك أهواء الفؤاد المتيم
 

بصائر رشد للفتى مستبينة
 

 

وأخلاق صدقٍ علمها بالتعلم
 

 

621 - وروَينا عن علي رحمه الله أنه قال في كلام له: «العلم ضالة المؤمن فخذوه ولو من أيدي المشركين ولا يأنف أحدكم أن يأخذ الحكمة ممن سمعها منه».

622 - وعنه أيضًا أنه قال: «الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو في أيدي الشُرط».

623 - وروى يزيد بن هارون، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة قال: قال لي علي: «تزاوروا وتذاكروا هذا الحديث؛ فإنكم إن لم تفعلوا يُدرس علمكم».

شرح الشيخ:

يعني: يذهب ويندرس, أعد.

القارئ:

623 - وروى يزيد بن هارون، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة قال: قال لي علي: «تزاوروا وتذاكروا هذا الحديث؛ فإنكم إن لم تفعلوا يُدرس علمكم».

شرح الشيخ:

يندرس ويذهب.

القارئ:

624 - وذكره أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة قال: قال لي علي: «تزاوروا وتذاكروا هذا الحديث؛ فإنكم إلا تفعلوا يُدرس علمكم».

625 – قال: حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن شعبان، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان، قال: حدثنا حمدان بن عمرو بن نافع، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج قال: «لم أستخرج الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به».

شرح الشيخ:

يعني: يرافقه حتى يعطيه الفوائد, ولاشك أن العلم يحتاج إلى مراجعة ومذاكرة, اللي يترك العلم؛ يتركه.

القارئ:

626 – قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا بقي قال: حدثنا أبو بكر، أنا وكيع، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: «تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث».

شرح الشيخ:

(يهيج) يعني: يحث عليه ويستخرجه.

القارئ:

627 - قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا فطر، عن شيخ قال: سمعت علقمة يقول: «تذاكروا الحديث فإن إحياءه ذكره»

628 - وقال ابن مسعود: «تذاكروا الحديث؛ فإنه يهيج بعضه بعضًا».

629 - وذكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء: «أنه كان يأتي صبيان الكتاب فيعرض عليهم حديثه كي لا ينساه».

شرح الشيخ:

يعني: كان يعرض الحديث كَأَنَّهُ يحدثهم, يحدثهم حتى لا ينسى.

القارئ:

630 - قال: وحدثنا وكيع، قال: حدثنا عيسى بن المسيب قال: سمعت إبراهيم يقول: «إذا سمعت حديثًا فحدث به حين تسمعه، ولو أن تحدث به من لا يشتهيه؛ فإنه يكون كالكتاب في صدرك».

631 - قال: وحدثنا ابن فضيل، عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «إحياء الحديث مذاكرته» فقال له عبد الله بن شداد: «يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري».

632 - وسئل بعض الحكماء: "ما السبب الذي ينال به العلم؟ قال: بالحرص عليه يُتبع وبالحث له يُستمع، وبالفراغ له يُجتمع".

633 - وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن داود، قال: حدثنا سحنون، قال: حدثنا ابن وهب قال: سمعت سفيان بن عيينة، يحدث عن عبد الكريم الجزري، أنه سمع سعيد بن جبير يقول: «لقد كان ابن عباس يحدثني بالحديث لو يأذن لي أن أقوم أقبل رأسه لفعلت».

634 – قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن مطرف، قال: حدثنا سعيد بن عثمان، وسعيد بن خمير قالا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، سمع سعيد بن جبير، يذكر مثله سواء.

635 - وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي ببغداد قال: حدثنا خالد بن النضر القرشي، قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت حفص بن غياث يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: "غضبت على الأعمش في شيء فما أتيته سنة قال: فقلت له: إن ذلك لبين قال: وسمعته يقول: ما اهتدى لمنزل سفيان الثوري فقلت له: إن ذلك عليك لبين".

636 - وقال الخليل بن أحمد: «كن على مدارسة ما في صدرك أحرص منك على مدارسة ما في كتبك».

شرح الشيخ:

يعني: الحفظ الذي تحفظه تعاهده حتى لا يضيع.

القارئ:

637 - وذكر الحلواني، قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان قال: قال إبراهيم: «إنه ليطول علي الليل حتى أصبح فألقاهم».

شرح الشيخ:

يعني: ألقى الحفاظ.

القارئ:

 «فربما أدسه بيني وبين نفسي أو أحدث به أهلي» قال أبو أسامة: يعني بقوله أدسه يقول: أحفظه.

شرح الشيخ:

كل هذا فيه حث على المدارسة وعلى ضبط ما حفظه الإنسان, ومن ذلك القرآن الكريم فإن على حفاظه أن يتعاهدوه, النبي r أوصاهم, قال: «تعهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده إنه لأشد تفلتًا من الإبل في عُقلها», وقال: «مَثل حامل القرآن كمَثل الإبل المُعَقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن تركها ذهبت» أو كما قال r.

القارئ:

639 - قال: وحدثنا الأخنسي، قال: حدثنا ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «إن إحياء الحديث مذاكرته» قال: فقال له عبد الله بن شداد: يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري قد كان مات.

640 - وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطه قال: حدثنا مسلمة بن القاسم، قال: حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا حسين بن الحسن، عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: "لقد أتينا أم الدرداء فتحدثنا عندها فقلنا: أمللناك يا أم الدرداء، فقالت: ما أمللتموني لقد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئًا أشفى لنفسي من مذاكرة العلم أو قال: مذاكرة الفقه".

641 - وقال الرياشي: سمعت الأصمعي، وقد قيل له: "حفظت ونسي أصحابك؟ ‍ قال: درست وتركوا".

642 - وقال الفراء: «لا أرحم أحدًا كرحمتي لرجلين رجل يطلب العلم ولا فهم له ورجل يفهم ولا يطلبه، وإني لأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم».

643 - ورأيت في بعض كتب العجم "سئل جالينوس بم كنت أعلم قرنائك بالطب؟ قال: لأني أنفقت في زيت المصابيح لدرس الكتب مثل ما أنفقوا في شرب الخمر".

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد