شعار الموقع

مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام (3) قوله "الرابع- الانقياد" – إلى قوله "ونهى عنه وشرعه"

00:00
00:00
تحميل
80

الجزء الثالث من شرح مفتاح دار السلام

( المتن )

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم اغفر لنا و لشيخنا وللحاضرين والمستمعين أجمعين .

يقول العلامة الشيخ الحافظ الحكمي رحمه الله تعالى:

الرابع- الانقياد لمعناها المنافي لترك العمل بمقتضاها قال الله تعالى وَمَن یُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ الآية يسلم وجهه إلى الله فينقاد ويقبل على طاعته وهو محسن أي موحد، فقد استمسك بالعروة الوثقى أي بلا إله إلا الله فخرج بذلك من لم يسلم وجهه إلى الله ولم يكن محسناً فإنه لم يتمسك بها وهو المعني بقوله تعالى بعد ذلك : وَمَن كَفَرَ فَلَا یَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥۤۚ إِلَیۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ۝ نُمَتِّعُهُمۡ قَلِیلࣰا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِیظࣲوفي الأربعين أن رسول الله ﷺ قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به فجعل الشرط في الإيمان أن ينقاد لما جاء به الرسول ﷺ .

( الشرح )

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،،،،،،أما بعد

هذه هو الشرط الرابع وهو الانقياد لمعناها المنافي للترك ، ترك العمل بمقتضاها الانقياد في حقوق هذه الكلمة المنافي للترك تنقاد لحقوق هذه الكلمة ما هي حقوقها ؟ حقوقها الواجبات التي أوجبها الله الصلاة والزكاة والصوم والحج هذه الواجبات لا بد أن تنقاد لحقوقها فإذا قلت لا إله إلا الله تنقاد بحقوقها تؤدي حقوقها ،  وهذا الانقياد ينافي ترك العمل فأنت تنقاد لحقوقها ، الانقياد لحقوقها ينافي ترك العمل بمقتضاها قال الله تعالى: وَمَن یُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ يسلم وجهه أي يخلص عمله لله ، وهو محسن يعني موافق لما جاء به النبي ﷺ مستجيب منقاد للأوامر التي أمر الله بها أو أمر بها ورسوله ﷺ ، من أخلص عمله لله وانقاد لشرع الله واقتدى برسول الله ﷺ هذا هو المؤمن ولهذا قال : فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ استمسك تمسك بها والعروة الوثقى هي كلمة التوحيد من أتى بهذه الكلمة ، من قال هذه الكلمة وأتى بحقوقها ولم يترك العمل بمقتضاها من الإخلاص والمتابعة فهذا هو المحسن الذي استمسك بالعروة الوثقى قال المؤلف رحمه الله : يسلم وجهه إلى الله يعني فينقاد ويقبل على طاعته وهو محسن أي موحد والأقرب أن معنى يسلم يعني يخلص وجهه لله يسلم يوحد، وأما الإحسان معناه إتقان العمل والإتيان بالعمل موافق لما جاء به الرسول ﷺ ، ومن يسلم وجهه إلى الله يعني ومن يخلص عمله لله إسلام وجه لله هو إخلاص العمل لله وهو محسن يعني وهو مؤد للعمل منقاد له يسلم وجهه إلى الله معناها الصواب ، وهو موحد يسلم وجهه يعني يوحد ويخلص عمله لله ، وهو  محسن وهو منقاد يكون فيها انقلاب يسلم يخلص ويوحد، محسن منقاد بالعمل ،  فقد استمسك بالعروة الوثقى أي بلا إله إلا الله واضح هذا ، وقوله يسلم يخلص ويوحد، محسن منقاد بالعمل   قال المؤلف رحمه الله فخرج بذلك من لم يسلم وجهه إلى الله ولم يكن محسناً ، فإنه لم يتمسك بها ، من لم يسلم وجهه لله ما يكون مخلصاً لله  مشرك ، ومن لم يكن محسناً لم يأت بالعمل فهذا لم يستمسك بالعروة الوثقى ولم يتمسك بها بل يكون كافراً ولهذا قال المؤلف وهو المعني بقوله تعالى بعد ذلكوَمَن كَفَرَ فَلَا یَحۡزُنكَ كُفۡرُهُ من لم يسلم وجهه إلى الله هو كافر ، من أخلص عمله لله هذا هو الموحد ومن كفر فهذا المشرك ضد الإسلام ، إسلام الوجه هو الإخلاص والتوحيد والكفر هو ضد التوحيد والإخلاص : وَمَن كَفَرَ فَلَا یَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥۤۚ إِلَیۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ۝ نُمَتِّعُهُمۡ قَلِیلࣰا  يعني الكفرة نُمَتِّعُهُمۡ قَلِیلࣰا وتمتيعهم قليلاً يعني إمهالهم في هذه الدنيا يأكلون ويشربون ، قد يغدق الله عليهم النعم فيعطيهم الأموال والأولاد ويمكنهم من الاختراعات الحديثة والتقنيات التي يعطيهم ويعلمهم وتكون حجة عليهم ، ويكون هذا إمهال لهم ثم يأخذهم الله على غرة ،  فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰ⁠بَ كُلِّ شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ فالله تعالى يمهل ولا يهمل ، ولهذا يقول بعض السلف إذا رأيت الله يعطي العبد من النعم ما يحب وهو مقبل على معاصيه فأعلم أن ذلك استدراج ، ثم قرأ هذه الآية : فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰ⁠بَ كُلِّ شَیۡءٍ أبواب الرزق حتى يستمروا في طغيانهم ويلجوا ويظنوا أن هذا دليل على محبة الله لهم ، يغدق الله عليهم الأموال ويفتح الله عليهم أبواب الرزق ويعطيهم من القوة والقدرة على الاختراع والتقنية فإذا تمكنوا وغفلوا وظنوا أنهم على حق، وغفلوا عن الآخرة عاجل الله لهم بالعقوبة ، فأخذهم على غرة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ نسأل الله السلامة والعافية ، قال المؤلف: رحمه الله نمتعهم قليلاً والدنيا كلها قليل ، ولو عاش مئة سنة ، ولو عاش ألف سنة كما عاش نوح ، فالدنيا كلها قليل ، فانية منتهية نمتعهم قليلاً وبعد هذا التمتع سنة أو سنتين أو مئات السنين هذا كله قليل الدنيا كلها قليلة ، ثم نضطرهم على عذاب غليظ وهو عذاب النار نعوذ بالله ، وفي الأربعين يعني الأربعين النووية للنووي رحمه الله   الأربعين النووية الأحاديث الأربعين ، أن رسول الله ﷺ قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به هذا الحديث فيه ضعف عند أهل العلم ، ولكن معناه صحيح دلت عليه النصوص الأخرى ، قد يقال أن الأحاديث الأخرى تشهد له تكون جابرة لضعفه ، لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به حتى يكون ما يهواه تابع لما جاء به النبي ﷺ ، وهذا صحيح والمعنى لا يؤمن الإيمان الكامل حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به النبي ﷺ ، فإن كان هواه مخالف لما جاء به النبي ﷺ فإن إيمانه يكون ضعيف إيمانه ناقص ، قال المؤلف : فجعل الشرط في الإيمان أن ينقاد لما جاء به الرسول ﷺ ، يعني الشرط في الإيمان الكامل ، الشرط في الإيمان الكامل أن ينقاد لما جاء به الرسول ﷺ ، ، فإن انقاد لبعض ما جاء به الرسول ولم ينقاد للبعض الآخر ولم يكن هذا الذي لم ينقد له  مكفراً فإن إيمانه ضعيف ، شرط الإيمان أن ينقاد المسلم لما جاء به الرسول ﷺ فيما لا يتم الإيمان إلا به ،فإن لم ينقد في جميع ما جاء به الرسول ولكنه انقاد فيما يتم الإيمان به فإنه يكون ناقص الإيمان وضعيف الإيمان فقوله لا يؤمن يعني الإيمان الكامل مثل قوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع هذه كلها نفي لكمال الإيمان ، كمال الإيمان الواجب ليس كمال الإيمان المستحب ، كمال الإيمان الواجب ، يكون عنده أصل الإيمان لكنه ناقص الإيمان وضعيف الإيمان .

( المتن )    

 الخامس - إخلاص الدين لله عز وجل المنافي للشرك الذي لا يقبل معه قال الله تعالى: أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُ وقال تعالى: فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ وقال تعالى: قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصࣰا لَّهُۥ دِینِی وقال تعالى: وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ وَیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ دِینُ ٱلۡقَیِّمَةِ وقال تعالى: إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ وَأَصۡلَحُوا۟ وَٱعۡتَصَمُوا۟ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُوا۟ دِینَهُمۡ لِلَّهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ وَسَوۡفَ یُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَجۡرًا عَظِیمࣰا الآية فجعل الله تعالى شرط كونهم مع المؤمنين أن يخلصوا دينهم لله فمن قالها ظاهراً ولم يكن مخلصاً فليس هو مع المؤمنين ، بل هو مع المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار . وقال رسول الله ﷺ: من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود وجابر وغيرهما .ولما قال له أبو هريرة من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال : من قال :" لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " وهذا مما لا يحتمل التأويل ولا يحتاج إلى تفصيل .

( الشرح )

 الخامس من شروط كلمة التوحيد لا إله إلا الله الإخلاص المنافي للشرك هذا خلاصته والإخلاص معناه إخلاص الدين و معنى إخلاصه يعني تنقية التوحيد وتخليصه من الشرك ، فيكون التوحيد خالص ليس فيه شرك ، فإن كان فيه شرك انتقضت هذه الكلمة وبطلت، فإذا قال المسلم لا إله إلا الله وقالها عن إخلاص وتوحيد بأن وحد الله في العبادة والدعاء والذبح والنذر والطواف والصلاة والصيام هذا هو الموحد ، هذا هو المخلص ، قالها عن إخلاص منافي للشرك ، وإن قال لا إله إلا الله لكنه فعل ما ينقض هذه الكلمة من الشرك، قال لا إله إلا الله ودعا غير الله ، أو قال لا إله إلا الله وذبح لغير الله ، أو قال لا إله إلا الله ونذر لغير الله ، أو قال لا إله إلا الله وطاف بغير بيت الله تقرباً لذلك الغير ، أو قال لا إله إلا الله وركع لغير الله ، أو قال لا إله إلا الله وسجد لغير الله ، أو قال لا إله إلا الله وعمل عملاً ينافي التوحيد ، بأن أهان المصحف ومزقه أو لطخه بالنجاسة فإنه بذلك يكون مشرك ، وتنطبق عليه هذه الكلمة ، لابد أن يقول لا إله إلا الله عن إخلاص ولا يقع في  عمله شرك من شروطها الإخلاص المنافي للشرك قال : إخلاص الدين لله عز وجل المنافي للشرك الذي لا يقبل معه أي لا يقبل التوحيد معه ، الذي لا يقبل يعني التوحيد لا يقبل   ثم استدل المؤلف بهذه الأدلة من الأدلة على هذا ،قال تعالى: أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُ ألا لله الدين الخالص " الخالص من الشرك هو الدين الذي يكون لله ، فإن كان الدين ليس خالصاً بل معه شرك ، لا يكون لله بل يكون لغيره قال تعالى: فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصࣰا لَّهُ ٱلدِّینَ الدين هو العبادة مخلصاً له الدين مخلصاً له العبادة ، الدين له معاني ، يطلق على العبادة كما في هذه الآية ، ويطلق الدين على الجزاء والحساب مثل مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ يوم الجزاء والحساب وقال تعالى: قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصࣰا لَّهُۥ دِینِی قليلا من الإخلاص قال تعالى: وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ مخلصين له العبادة ، حنفاء يعني مستقيمين على التوحيد ، مائلين عن الشرك وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ وَیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ دِینُ ٱلۡقَیِّمَةِ ، وقال تعالى : إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا المنافقون يقولون هذه الكلمة لكن ليس عن صدق ما يقولونها عن صدق ، الشرط السادس ، المؤمنون يقولونها عن صدق ينافي الكذب والمنافقون يقولونها عن كذب ، لا يقولونها عن صدق لكن أتى به من قوله وَأَخۡلَصُوا۟ دِینَهُمۡ لِلَّهِ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ وَأَصۡلَحُوا۟ وَٱعۡتَصَمُوا۟ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُوا۟ دِینَهُمۡ لِلَّهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ وَسَوۡفَ یُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَجۡرًا عَظِیمࣰا الآية  قال المؤلف : رحمه الله فجعل الله تعالى الشرط كونهم مع المؤمنين فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ كونهم مع المؤمنين في الإخلاص في التوحيد ،فجعل الله تعالى الشرط كونهم مع المؤمنين أن يخلصوا دينهم لله ، فمن قالها ظاهراً ولم يكن مخلصاً فليس هو مع المؤمنين قال لا إله إلا الله  ظاهراً في لسانه ولم يكن يخلصاً بل وقع في عمله شرك فليس هو مع المؤمنين بل هو مع المشركين ،الأولى أن يقول  المؤلف بل هو مع المنافقين ، لا هذه تأتي مع الشرط الذي بعده ، بل هو مع المشركين ، أما المنافق فهو الذي يقولها عن كذب لا يقولها عن صدق ، هذا ينبغي أن يكون في الشرط الذي بعد هذا ، المنافقون يأتون في الشرط الذي بعد هذا أما هنا يكون الشرك ، الإخلاص المنافي للشرك ، المشرك لا يقولها عن إخلاص أما المنافق ، لا يقولها عن صدق و إنما يقولها عن كذب ، فالأولى أن يقول بل هو مع المشركين ، وقال رسول الله ﷺ : من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، ومن مات يشرك به شيئاً دخل النار ، هذا من الأدلة من السنة على هذا الشرط رواه البخاري ومسلم من حديث وابن مسعود وجابر وغيرهما ، ولما قال أبو هريرة للنبي ﷺ :" من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله " قال له النبي ﷺ : في أول الحديث ، و حذفه المؤلف لقد ظننت أن لا يسألني أحد هذا السؤال غيرك يا أبا هريرة ، لما علمت من حرصك على الحديث الرسول ﷺ  قال : لقد ظننت أن لا يسألني أحد  قبلك عن هذا السؤال لم علمت أو لم عرفت من حرصك على الحديث ، فقال أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه هذا جواب سؤال أبي هريرة من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله ؟ ما قال أسعد بشفاعتي التجار ولا المزارعون ولا المخترعون قال : من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه قالها عن إخلاص لا يقع في عمله شرك قال المؤلف : وهذا مما لا يحتمل التأويل ولا يحتاج إلى تفصيل .

( المتن )

السادس - الصدق المنافي للكذب وهو أن يتواطأ على ذلك القلب واللسان ، قال تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ وقال تعالى في كشف ما أضمره المنافقون وهتك أستارهم حيث أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر : وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ ۝ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ ۝ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ فزاد الله قلوبهم مرضاً أنها لم تواطئ ألسنتهم فهم أشر من الكفار ، ومأواهم الدرك الأسفل من النار وقد بين الله عز وجل في سورة التوبة كثيراً من فضائحهم بقوله سبحانه وتعالى :" ومنهم ، ومنهم " وكذلك في سورة النساء وإذا جاءك المنافقون " وغيرها يشهد سبحانه أنهم لكاذبون ، وفي حديث معاذ بن جبل عن النبي ﷺ : ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار متفق عليه وفي حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي ﷺ يسأله عن أركان الإسلام التي أعظمها هذه الكلمة ، لما أخبره النبي ﷺ بذلك ، قال: هل علي غيرها قال لا ،إلا أن تطوع قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص ، فقال رسول الله ﷺ : أفلح إن صدق فاشترط في فلاحه أن يكون صادقاً فخرج ذلك الكاذب المنافق ،فإنه لا فلاح له أبداً بل له الخيبة والردى عياذ بالله من ذلك.

( الشرح )

الشرط السادس من شروط كلمة التوحيد لا إله إلا الله الصدق المانع من النفاق ، يقول لا إله إلا الله عن صدق يمنع من النفاق ، فإن المنافقين يقولونها عن كذب لا عن صدق فإن ألسنتهم تنطق وقلوبهم تكذب قال الله تعالىوَمِنَ ٱلنَّاسِ عن المنافقين: وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ أثبت لهم الإيمان ونفى عنهم الإيمان هل هذا تناقض؟  معاذ الله لأن الجهة منفكة ، شرط التناقض أن تكون الجهة واحدة، يرد الإثبات والنفي على جهة واحدة هذا التناقض ، لكن إذا كان الإثبات يرد على جهة والنفي يرد على جهة ما يكون تناقض ، والمنافقون يرد الإثبات على جهة وهي اللسان ويرد النفي على جهة وهي القلب ، فالله تعالى أثبت لهم الإيمان باللسان بالألسنة ونفى عنهم الإيمان بالقلوب وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ يعني بألسنتهم وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ يعني بقلوبهم ، وقال الله تعالى في الآية الأخرى: إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ يعني بألسنتهم وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ثم قال: وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَكَـٰذِبُونَ أي بقلوبهم نطقوا بألسنتهم كذبهم الله ألسنتهم مصدقة وقلوبهم مكذبة ، فلا ينفع هذا لابد أن يقولها عن صدق يمنع من النفاق هذا هو الشرط السادس الصدق المانع من النفاق ، ولهذا قال المؤلف : الصدق المنافي للكذب ، قال : وهو أن يتواطأ على ذلك القلب واللسان الإيمان لا بد أن يتواطأ القلب على اللسان ، يكون اللسان ينطق والقلب يصدق ، أما إذا كان اللسان ينطق والقلب يكذب فهذا هو النفاق ويكون المانع من الإيمان قال الله تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ الصدق يكون بالقلوب وبالألسنة وبالأعمال قال تعالى في كشف ما أضمره المنافقون وهتك أستارهم حيث أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر: وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ ۝ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ مرض بدن هذا ؟ لا ، مرض قلب مرض الشك ، مرض الشك والنفاق ، المرض نوعان مرض شهوة ومرض شبهة ، ومرض الشبهة أشد ، هذا مرض الشبهة ، ومرض الشهوة ، وهي شهوة المعاصي هو المذكور في قوله تعالى: فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَیَطۡمَعَ ٱلَّذِی فِی قَلۡبِهِۦ مَرَضࣱ وَقُلۡنَ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا إذا خضعت المرأة بقولها وتغنجت بكلامها طمع مريض القلب الذي يريد المعصية شهوة الزنا طمع في هذه المرأة ، يطمع الذي في قلبه مرض هذا  مرض الشهوة ، ولكن المرض هنا مرض الشبهة مرض القلب فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ بعني بقلوبهم وإلا ألسنتهم نطقت ، قال المؤلف : فزاد الله قلوبهم مرضاً لأنها لم تواطئ  ألسنتهم، لأنها لم تواطئ ألسنتهم فهم أشر من الكفار ، يعني المنافقون أشر من الكفار لماذا ؟ لماذا صار المنافقون أشر من الكفار؟ ، وأشد عذاب ؟ فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار ، والكفار المشركون فوقهم ، وكل دركة سفلى في النار نعوذ بالله ، أشد عذاباً من التي أعلى منها ، فالنار دركات كل دركة سفلى أشد عذاباً من الدركة التي فوقها ، والجنة أسأل الله الكريم من فضله درجات كل درجة عليا أعظم نعيماً من الدرجة التي تحتها ، فلماذا كان المنافقون في الدرك الأسفل ؟ ، في دركة تحت دركة اليهود والنصارى ، اليهود والنصارى فوقهم ، والمشركون فوقهم لماذا؟ لأن اليهودي والنصراني والوثني عدو الله مكشوف باطنه وظاهره الشرك تأخذ حذرك منه ، تعرف أنه كافر ، لكن المنافق ظاهره الإسلام وباطنه الكفر ، فهو عدو لدود يعيش بين المسلمين ، يصلي بجوارك ويحج معك و قد يجاهد معك ولكنه يتربص بالمؤمنين الدوائر ، ويدبر المكائد للقضاء على الإسلام والمسلمين وهو يعيش بين المسلمين فصار ضرره أشد وخطره أعظم لأنه شارك الكافر ووافق الكافر في الشرك وزاد الخداع والإيذاء للمسلمين ، فصار عذابه أشد ، نسأل الله العافية ، قال المؤلف رحمه الله : فهم أشر من الكفار ومأواهم الدرك الأسفل من النار ، و قد بين الله عز وجل في سورة التوبة كثيراً من فضائحهم يعني المنافقين بقوله سبحانه وتعالى :" ومنهم ، ومنهم " وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلنَّبِیَّ وَمِنۡهُم مَّن یَلۡمِزُكَ فِی ٱلصَّدَقَـٰتِ ولم يزل الله يقول ومنهم ،ومنهم في ذكر أوصافهم حتى خشي المنافقون أن يسموا بأسمائهم خافوا ، وجعل الله يعدد ،  وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلنَّبِیَّ وَمِنۡهُم مَّن یَلۡمِزُكَ فِی ٱلصَّدَقَـٰتِ وَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ ٱئۡذَن لِّی حتى خشي المنافقون أن يسموا بأسمائهم ، وكذلك في سورة النساء ، وإذا جاءك المنافقون يعني سورة المنافقون  وغيرها يشهد سبحانه أنهم لكاذبون ، وفي حديث معاذ بن جبل أنه قال : قال رسول الله ﷺ : ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً خالصاً من قلبه إلا حرمه الله على النار  متفق عليه ، هذا دليل من السنة على الصدق ، والشاهد قوله " صدقاً من قلبه " ، وفي حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي ﷺ يسأله عن أركان الإسلام التي أعظمها هذه الكلمة ، كلمة التوحيد لما أخبره النبي ﷺ بذلك قال : هل علي غيرها قال : لا إلا أن تطوع ، قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص فقال رسول الله ﷺ : أفلح إن صدق هذا الأعرابي الذي جاء إلى النبي ﷺ ، وسأله عن الإسلام فأخبره بأركان الإسلام الخمسة الشهادتان و الصلاة والزكاة والصوم والحج ، قال : هل علي غيرها قال : لا إلا أن تطوع فولى الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال النبي ﷺ أفلح إن صدق ، إن صدق وأدى أركان الإسلام وأدى الواجبات فقد أفلح وهو من أهل الجنة، وهذا من المقتصدين من أصحاب اليمين لأن أهل الجنة منهم الصنف الأول السابقون المقربون ، الذين أدوا الواجبات والفرائض وزادوا مع ذلك أتوا بالمستحبات والنوافل ، وتركوا المحرمات وزادوا على ذلك تركوا المكروهات ، وتركوا أيضاً فضول المباحات ، هؤلاء في الدرجة العلياء درجتهم عالية ، الصنف الثاني المقتصدون أصحاب اليمين أدوا الواجبات والفرائض ووقفوا عند هذا الحد ، ما عندهم نشاط لفعل المستحبات والنوافل ، وتركوا المحرمات ووقفوا عند هذا الحد ، لكن ما صار عندهم نشاط في ترك المكروهات كراهة تنزيه بل توسعوا في المباحات ، ويفعلوا المكروهات كراهة تنزيه ، ولكن ما فعلوا شيئاً حرمه الله ، فصاروا في الجنة يدخلون من أول وهلة كالسابقين ، إلا أن درجتهم أقل درجة من السابقين ،  والصنف الثالث الظالمون لأنفسهم، الذين وحدوا الله وأخلصوا  له العبادة ، ولم يقع في عملهم شرك وماتوا على التوحيد ، لكن ماتوا على كبائر من غير توبة ، هذا مات على الزنا من غير توبة فضعف إيمانه ، هذا مات على السرقة ، هذا مات على عقوق الوالدين ، هذا مات على التعامل بالربا ، هذا مات على الغيبة ، هذا مات على النميمة ، هذا مات على عقوق الوالدين ، لكنهم موحدون ، هؤلاء ظالمون لأنفسهم ظلموا أنفسهم  بالتقصير في بعض الواجبات ، أو فعل بعض المحرمات ، وهؤلاء على خطر، منهم من يعذب في قبره ، ومنهم من تصبه الشدائد ، وأهوال يوم القيامة ومنهم من يعذب في النار ثم يخرج منها ، ومنهم من يستحق دخول النار  فيشفع فيه ، ومنهم من يغفر الله له ، وهم داخلون في قول الله تعالى : إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَن یَشَاۤءُ لا بد أن يدخل النار جملة من هؤلاء ، تواترت الأخبار بهذا يعذبون ، ومنهم من تطول مدة مكثه في النار ، لكثرة جرائمه أو فحشها ، فيخرجون إما بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين ومآلهم إلى الجنة والسلامة من عفا الله عنه طهر من الذنوب وكذلك من عذب في قبره ، ومن لم يغفر الله له لابد أن يطهر بالنار حتى يزول خبثه مثل النجاسة التي تصيب الثوب إذا غسلتها زالت النجاسة وطهر الثوب فكذلك المعاصي والخبث فلا بد من تطهيرها ، من لم بعفو الله عنه لا بد أن يطهر بالنار ، ثم يخرج من النار إلى الجنة استدل المؤلف بقوله قال الرسول ﷺ  : أفلح إن صدق فيما يظهر والله أعلم ليس مناسباً وضعه هنا لأن الشرط هذا إنما هو في المنافقين ، في الصدق المانع من النفاق وهذا أفلح إن صدق يعني في أداء ما أوجب الله عليه ولم ينقص منها شيئاً قال فاشترط في فلاحه أن يكون صادقاً فخرج بذلك الكاذب والمنافق فإنه لا فلاح له أبداً، بل له الخيبة والردى عياذاً بالله من ذلك .

 (المتن )

السابع - المحبة وهو أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب في الله وأن يبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله ، قال تعالى: وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِ ، وقال تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَن یَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ یُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَاۤىِٕمࣲۚ ذَ ٰ⁠لِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمٌ الآية وقال تعالى: لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُ الآية  فوصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم أشد حباً و أنه يحبهم ويحبونه وأنهم لا يوادون من حاد الله ورسوله ولا يتولوهم ، قال تعالى: وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ وفي الصحيح عن أنس عن النبي ﷺ قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار و فيه أيضاَ عنه أنه قال : قال رسول الله ﷺ : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.

( الشرح )

هذا هو الشرط السابع  من شروط كلمة التوحيد لا إله إلا الله وهي المحبة المنافية للبغض ، وهي أن يحب ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال والأشخاص والأحكام ويبغض ما يبغضه الله ورسوله ، من الأقوال والأفعال والأشخاص والأحكام ، فإن كان يبغض ما أحبه الله ورسوله ، أو يحب ما أبغضه الله ورسوله ، فإنه لم يأت بهذا الشرط ولم يتحقق فيه هذا الشرط المحبة المنافية للبغض ، وهو أن يحب ما يحبه الله ورسوله ، قال المؤلف : وهو أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب في الله ويبغض في الله هذا الشرط إنما هو لمن يجد حلاوة الإيمان وطعم الإيمان ولذة الإيمان ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان يعني لذته وطعمه أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ، هذا إنما هو لمن ؟ لمن يجد حلاوة الإيمان ، ولذة الإيمان وطعمه ، أما المحبة هنا  المراد بها المحبة المنافية للبغض أن يحب ما يحبه الله ورسوله  من شخص أو فعل أو حكم  ، يبغض ما يبغضه الله ورسوله من شخص أو فعل أو حكم ، ويوافق ربه يحب ما يحبه الله ، ويوالي من يواليه الله ويعادي من يعاديه الله ويوافق ربه ورسوله ، ولهذا قال وأن يحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله قال الله تعالى: وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِ وقال تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَن یَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ یُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَاۤىِٕمࣲۚ  قال تعالى: لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ، يعني لا يجتمع الإيمان بالله واليوم الآخر مع محبة من حاد الله ورسوله لا يجتمعان أبداً ، لا تجد مؤمناً بالله ورسوله يواد ويحب من حاد الله ورسوله ، من عصى الله ورسوله لا يجتمعان هذا وهذا فالمؤمن بالله واليوم الآخر لا بد أن يبغض من حاد الله ورسوله ، ولا تجد مؤمناً بالله واليوم الآخر وهو يحب ويواد من حاد الله ورسوله ، ولو كان أباه ولو كان ابنه ولو كان أخاه ولو كان عشيرته ، فالمؤمن يبغض الكافر ولو كان أباه ولو كان أمه ولو كان أخاه يبغضه بغضاَ دينياَ ، لكن لا ينافي هذا المحبة الطبيعية والإحسان الطبيعي ، فإذا كان الإنسان له أبوان كافران يبغضهما بغضاً دينياً ، ولكن يواليهما ويحبهما ويحسن إليهما ويحبهما محبة دنيوية ويحبهما محبة طبيعية فيحسن إلى الوالدين وينفق عليهما ويتلطف بهما قال الله تعالى في الوالدين الكافرين: وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَا ثم قال وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ فالقريب سواء كان أباً أو غيره الكافر لا يحبه الإنسان محبة دينية ولكنه يحسن إليه ويطعمه و يقوم بحوائجه وإن كان كافراً لأن له حق عليه ولهذا قال تعالى: لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ وقال تعالى: وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡ من يتولهم التولي يعني المحبة من أحب الكفار  لدينهم فهو منهم التولي محبة الكفار والمحبة أصلها في القلب وينشأ ذلك المساعدة في المال أو الرأي أو السلاح ، من تولى الكفار وأحبهم لدينهم فهو كافر مثلهم ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم ،  قال الله تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ من أحبهم  لدينهم فهو منهم شاء أم أبى إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ . وفي الصحيح عن أنس قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان يعني لذته وطعمه ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما إذا  قدم محبة الله و محبة رسوله على ما سواهما وجد لذة الإيمان وطعم الإيمان ،  والثاني أن يحب المرء لا يحبه إلا لله أن يجد طعم الإيمان يحب الشخص لأنه مستقيم على طاعة الله لا لأنه بينهم قرابة أو بينهم معاملة أو بينهم صداقة لا لا يحبه لقرابته ولا لصداقته ، بل يحبه لكونه مستقيم على طاعة الله ، لهذا يجد طعم الإيمان، والثالث أن يكره أن يعود في الكفر يجد  كراهة ونفرة من الكفر كما ينفر من أن يلقى في النار لهذا يجد لذة الإيمان وطعمه ، وفيه أيضاً في الصحيح عنه قال : قال رسول الله ﷺ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين أي لا يؤمن الإيمان الكامل ، فإذا قدم محبة الولد أو محبة الوالد أو محبة أحد على محبة الله صار ضعيف الإيمان صار مؤمن لكنه إيمانه ناقص وضعيف ، لأنه يحب الله لكنه قدم محبة الولد على محبة الله ، إذا أمره والده بمعصية أطاع والده وعصى الله فيكون إيمانه ضعيف ، قدم محبة الوالد على محبة الله ، هذا يكون ضعيف الإيمان لكن من لم يحب الله ورسوله فهو كافر ، أصل المحبة هي أصل الدين لا بد أن يحب الله ورسوله ،   لم يحب الله ورسوله فهو كافر ، لكن كمال المحبة ، أن تقدم محبة الله ورسوله على محبة الولد والوالد والناس أجمعين ، هذا هو الإيمان الكامل فمن لم يقدم محبة الله على محبة الولد والوالد فهو يُنفى عنه الإيمان الكامل ، لا يؤمن الإيمان الكامل ، بل يكون إيمانه ضعيف هذه شروط كلمة التوحيد لا إله إلا الله  السبعة كما استمعتم ، وزاد بعض العلماء شرطاً ثامناً ، وهو الكفر بما يعبد من دون الله ، الكفر بما يعبد من دون الله ودليله قول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله الكفر بما يعبد من دون الله " هذه هي شروط كلمة التوحيد .

 

( متن )

ثم اعلم أنه لا يكون من شهد أن لا إله إلا الله مؤمناً حتى يشهد أن محمداً رسول الله ﷺ مع التزامه فيها بجميع الشروط التي قدمناها مع أدلتها من الكتاب والسنة والتي فرقت بين هاتين الشهادتين وبين شروطها المذكورة منطوقاً ومفهوماً.

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله ﷺ : تصديقه في جميع ما أخبر به عن ربه عز وجل ، من أنباء ما قد سلف وأخبار ما سيأتي ، وفيما أحل من حلال وحرم من حرام تصديقاً جازماً بيقين صادق لا شكوك تداخله ولا أوهام ، والامتثال والانقياد لما أمر به من شرائع الإسلام والانتهاء عما نهى عنه من المحارم والأسقام وإتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضى بما قضاه والاستسلام ، وذلك لأن إذا علمنا وتيقنا أنه رسول من عند الله عز و جل علمنا وتيقنا أن أمره ونهيه وجميع شرعه إنما هو تبليغ منه لما أمر به الله ، ونهى عنه وشرعه .

( الشرح )

هذا البحث في تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله ، والكلام السابق في تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ، وهاتان الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمداً رسول الله ، هما أصل الدين وأساس الملة ، أصل الدين وأساس الملة أن تشهد لله تعالى بالوحدانية، هذه هي الشهادة الأولى ، وأن تشهد لنبيه محمد ﷺ بالرسالة ، فمن لم يشهد أن لا إله إلا الله و لم يشهد أن محمداً رسول الله لم يدخل في دين الإسلام ، والشهادتان تكونان ليسا باللسان فقط ، بل باللسان والقلب والجوارح ، يشهد أن لا إله إلا الله ينطق بها بلسانه ويصدقها بقلبه ويلتزم بجوارحه ، يلتزم بمقتضياتها ، فهاتان الشهادتان هما أصل الدين وأساس الملة ، فلا يدخل الإنسان الإسلام إلا بهما ، وبهما يخرج من الدنيا ، وفي الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: من كان آخر كلامه  لا إله إلا الله دخل الجنة ، وهاتان الشهادتان هما مفتاح دار السلام ، مفتاح دار السلام وهي الجنة والشهادة الأولى وهي الشهادة لله تعالى بالوحدانية ، إذا تخلفت هذه الشهادة حل محلها الشرك ، وإذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صار مخلصاً ، كان مخلصاً دينه لله ، وشهادة أن محمداً رسول الله تقتضي اتباع النبي ﷺ ، وإذا تخلفت حل محلها البدع ، وشهادة أن لا إله إلا الله كما سمعنا لها شروط سبعة أو ثمانية لا بد من تحقيقها  لا بد من النطق بها باللسان واعتقاد معناها بالقلب والالتزام بشروطها وحقوقها كما سبق ، وشهادة أن محمداً رسول الله كذلك ، يشهد أن محمداً رسول الله بلسانه ويلتزم ، ويعلم معناها بقلبه ، يشهد أن محمداً رسول الله بلسانه يقول أشهد أن محمداً رسول الله  وقلبه مصدق يعني يعتقد بقلبه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي أنه رسول الله ، وأنه رسول الله إلى الناس كافة ، إلى العرب والعجم إلى الجن والأنس ، وأنه خاتم النبيين فلا نبي بعده ، وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه من ربه اليقين، هذه كلها أمور لابد منها ، فمن لم يشهد أن محمداً رسول الله فليس بمؤمن ومن شهد أن محمد رسول الله وقال أن رسالته خاصة بالعرب ، وليس للعرب والعجم فهو كافر ، فهو مكذب لله قال الله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ وقال تعالى: وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا كَاۤفَّةࣰ لِّلنَّاسِ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ تَبَارَكَ ٱلَّذِی نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِیَكُونَ لِلۡعَـٰلَمِینَ نَذِیرًا ، وقال عليه الصلاة والسلام : بعثت إلى الناس كافة ، ومن قال إن محمد ﷺ  بعده نبي فهو كافر، لأنه مكذب لله في قوله ، ولكن رسول الله وخاتم النبيين لقوله ﷺ: وختم بي النبيون ومن قال أنه رسول الله وأنه خاتم النبيين ، ولكنه ما بلغ الرسالة ، ولا أدى الأمانة ولا نصح الأمة فهو كافر أيضاً لا بد من هذا ، وشهادة أن محمدا رسول الله ينطق بها المسلم بلسانه ، فلا بد من الشهادتين ، في الأذان وفي إقامة الصلاة ، وفي التشهد في الصلاة ، وفي الخطب وفي الرسائل ، لا بد من الشهادتين ، شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة وأن محمداً رسول الله ، في خطبة الجمعة يشترط لها الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة لنبيه بالرسالة ، والأذان كذلك ، فلا يصح الأذان إلا بهما والإقامة كذلك وخطبة الجمعة كذلك والرسائل لا بد فيها من الشهادتين وتعتقد معناها بقلبك كما سبق ، تعتقد معناها بقلبك وتجزم بحقوقها وشروطها ، من حقوقها تصديق الرسول ﷺ في أخباره ، تصدق الرسول ﷺ في أخباره، فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة ، الغيوب الماضية ما أخبر به عن الأمم السابقة وعن الأنبياء ، وأخبار خلق السماوات والأرضيين ، والأخبار المستقبلة كأشراط الساعة التي أخبر بها النبي ﷺ ، وأمور البرزخ في   القبر ، من عذاب القبر ونعيمه، وضمة القبر وسؤال منكر ونكير  فتنة القبر، وكذلك فيما أخبر به من البعث والنفخ في الصور ، بعث الأجساد وإعادة الأرواح إليها ، ومن الوقوف بين يدي الله للحساب ومن الشفاعة في موقف القيامة ومن الحشر ، والنشر وإعطاء الكتب بالأيمان أو بالشمائل ووزن الأعمال والأشخاص، والإيمان بالحوض حوض النبي ﷺ في موقف القيامة ، والإيمان بالصراط الذي ينصب على متن جهنم ، وأنه صراط حسي ، والإيمان بالجنة والنار ، هذه الأخبار التي أخبر بها النبي والأخبار التي أخبره الله بها الغيوب الماضية والغيوب المستقبلة ، لا بد من الإيمان بها وتصديق الرسول عليه الصلاة والسلام ، فمن لم يصدق الرسول ﷺ ، فإنه لم يشهد أن محمداً رسول الله ، هذا من حقوقها وملتزماتها ، ولا بد أيضاً من امتثال أوامر النبي ﷺ، الأوامر التي يأمر بها تطيعه وتمتثل أمره ، كما أنك تطيع الله تطيع رسول الله وطاعة الرسول طاعة لله من طاعة الله لأن الرسول لا يأمر إلا بما أمر الله به قال الله تعالى: مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ بخلاف غيره من البشر قد يأمر بشيء  يخالف أمر الله فلا يطاع إلا في طاعة الله ، مثل ولاة الأمور يطاعون في طاعة الله ورسوله ، ولا يطاعون في معصية الله ورسوله ، ولهذا قال تعالى: یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡ قال العلماء كرر الفعل في قول "أطيعوا  الله وأطيعوا الرسول " لأن طاعة الرسول طاعة مطلقة ، لأنه لا يأمر إلا بما أمر الله به ، أما أولي الأمر فلم يقل وأطيعوا أولي الأمر منكم وإنما قال وأولي الأمر منكم ، لأن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله ، فإذا أمر ولي الأمر بطاعة الله ورسوله يطاع ، وإذا أمر بمعصية الله ورسوله لا يطاع ، لكن لا يخرج عليه ولا يؤلب الناس عليه ولا يقاتل ، بل لا يطاع في خصوص المعصية ، والنبي ﷺ في الحديث الصحيح: لا طاعة لمخلوق في معصية الله، والأمر الثالث الانتهاء عما نهى عنه الرسول ، في اجتناب ما نهى عنه الرسول ﷺ ، اجتناب ما نهى عنه الرسول ﷺ والانتهاء عما نهى عنه ، والأمر الرابع التعبد لله بما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ ، أن تعبد الله بما شرعه الرسول ﷺ ، لأنه هو المبلغ عن لله لا يشرع شيئاً من عند نفسه ، بل هو المبلغ عن الله و معصوم عليه الصلاة والسلام ، معصوم من الخطأ فيما يبلغ عن الله ، هذه حقوق الرسول ﷺ حقوق الشهادة ، أن تصدق الرسول في أخباره ، وأن تطيع أوامره ، وأن تجتنب نواهيه ، وأن تتعبد لله بما شرعه ، يقول المؤلف ، ثم اعلم أنه لا يكون من شهد أن لا إله إلا الله مؤمناً حتى يشهد أن محمداً رسول الله ، لأن الشهادتين متلازمتين ، لا تصح إحداهما بدون الأخرى ، فمن شهد أن لا إله إلا الله ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم تقبل منه الشهادة الأولى ، ومن شهد أن محمداً رسول الله ولم يشهد أن لا إله إلا الله لم تقبل منه ، لا تصح إحداهما بدون الأخرى، إحداهما مرتبطة بالأخرى ، وإذا أطلقت إحداهما دخلت فيها الأخرى ، إذا أطلقت شهادة أن لا إله إلا الله  دخلت فيها شهادة أن محمداً رسول الله  ، من شهد الله يعني من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله  ، وإذا أطلقت شهادة أن محمداً رسول الله دخلت فيها شهادة الأولى ، و يقال أن فلان يشهد أن محمداً رسول الله ، يعني ما يشهد أن لا إله إلا الله ، وإذا اجتمعا فسرت الأولى بالشهادة لله في الوحدانية ، وفسرت الثانية بالشهادة لمحمد ﷺ بالرسالة ، ولا تصح إحداهما بدون الأخرى ، فهما مرتبطتان كل واحدة مرتبطة بالأخرى ، ولهذا قال المؤلف رحمه الله  : ثم اعلم يعني تيقن  العلم هو اليقين ، ثم اعلم يعني لا تشك ولا تظن بل اعلم وتيقن واجزم أنه لا يكون من شهد أن لا إله إلا الله مؤمناً حتى يشهد أن محمداً رسول الله  ﷺ مع التزامه فيها بجميع الشروط التي قدمناها ، مع أدلتها من الكتاب والسنة يعني إذا شهد أن لا إله إلا الله بشروطها السابقة ، العلم المنافي للجهل ، واليقين المنافي للشك والريب ، والصدق المانع من النفاق ، والإخلاص المانع من الشرك والالتزام ، والانقياد المنافي للترك ، والقبول المنافي للرد ، وهكذا والمحبة المنافية للبغض ، لا بد من الإتيان بالشروط السابقة ، مع أدلتها يقول المؤلف ، مع الالتزام فيها بجميع الشروط التي قدمناها مع أدلتها من الكتاب والسنة والتي فرقت بين هاتين الشهادتين ، وبين شروطها المذكورة منطوقاً ومفهوماً ، لجميع الشروط التي قدمناها ، يعني الشهادة الأولى لها شروط والشهادة الثانية لها شروط ، كل شهادة لها شروط فهذه الشروط فرقت بين الشهادتين منطوقاً ومفهوماً ، منطوق ما دل عليه اللفظ ومفهوم ما يفهم منه فمثلاً إذا شهدت أن محمداً رسول الله ﷺ وأنه خاتم النبيين ، منطوقها أن محمداً رسول الله وأنه خاتم النبيين ، ومفهومها أن غيره من البشر الذين لم يرسلهم الله  ليس رسولاً وليس نبياً ، قال المؤلف : رحمه الله ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله تصديقه في جميع ما أخبر به عن ربه عز وجل من أنباء ما قد سلف وأخبار ما سيأتي ، هذا من شروط هذه الكلمة ومن مقتضياتها وملتزماتها أن تصدق الرسول ﷺ في جميع ما أخبر به عن الله عز وجل ، من أنباء ما قد سلف ، من أخبار ما قد مضى كالأمم السابقة مع أنبيائها مثل خلق السماوات والأرض والنجوم وغيرها والشمس والقمر ، وأخبار ما سيأتي أيضاً تصدقه في الأخبار التي ستأتي كأخبار الساعة وأخبار البرزخ ، وأخبار البعث والقيامة والجنة والنار ، وفي ما أحل من حلال وحرم من حرام أيضاً ، تصدق الرسول في ما أحل إذا قال الرسول إن الله حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير تصدقه في هذا  التحريم ، وإذا أحل شيئاً تصدقه في تحليله ، لأنه مبلغ عن الله معصوم عليه الصلاة والسلام عن الخطأ ، ما يأتي بشيء من عند نفسه ،قال الله تعالى: وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ ۝ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ فإذا أحل شيئاً تعتقد أنه حلال ، وإذا حرم شيئاً تعتقد أنه حرام ، فما أحله الرسول ﷺ مثل ما أحله الله ، وما حرم الرسول مثل ما حرمه الله ، لأنه عليه الصلاة والسلام إنما يبلغ عن الله شرعه ودينه ، ولا يمكن أن يكون معصوم عن الخطأ عليه الصلاة والسلام تصديقاً جازماً بيقين صادق لا شكوك تداخله ولا أوهام ، يعني تصدق الرسول تصديقاً جازماً بيقين لا شك يداخل هذا التصديق ولا أوهام ، يعني ما يكون عندك تردد ولا يكون عندك ارتياب بل يكون عندك يقين جازم بأن الرسول ﷺ صادق في أخباره التي أخبر بها هذا الأمر الأول تصديق الرسول في الأخبار الماضية والمستقبلة ، قال : والامتثال والانقياد لما أمر به من شرائع الإسلام ، كذلك هذا الأمر الثاني تمتثل وتنقاد لما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام من شرائع الإسلام ، فإذا شرع لنا السواك عند كل صلاة تمتثل هذا الأمر وتقول هذا شرع من عند الله: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة هذا شرعه الرسول ﷺ،  فتعتقد وتنقاد وتعتقد بأن هذا شرعه الله على لسان رسوله ﷺ ، وهذا الأمر الثالث وهو الكف والانتهاء عما نهى الله عنه من المحارم والأسقام ، يعني تنتهي وتكف نفسك عما حرمه الرسول عليه الصلاة والسلام لأن ما حرم الرسول ﷺ مثل ما حرم الله قال الرسول ﷺ: إن الله حرم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات تعتقد هذا أن الله حرم عقوق الأمهات وتنتهي عن العقوق ، تنتهي عما نهى عنه الرسول من المحارم يعني المحرمات ، تنتهي عن الأسقام الحسية والأسقام المعنوية والبدع تنتهي عنا نهى عنه الرسول من المحرمات والبدع ، الأمر الرابع قال : واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضى بما قضاه والاستسلام ، يعني تتبع شريعة النبي ﷺ وتلتزم سنته في سرك وجهرك ، في السر حينما تكون وحدك بينك وبين الله ليس عندك أحد تلتزم في السنة ، مثلاً يكون في السر مثلاً تأتي بالسواك وتتسوك ولو أنك تصلي وحدك كما تتسوك مع الناس في السر والجهر ، نهاك الرسول ﷺ عن إسبال الثياب وقال: من أسبل فهو في النار  فلا تلبس الثوب الذي تحت الكعب وحدك ، حتى ولو كنت في البيت وحدك ، وأنت تمشي لا تلبس ثوب طويل تحت الكعب تطيع الرسول في السر ولو ما عندك أحد ولو في الظلام، كما أنك تطيع الله وكذلك في الجهر أمام الناس ، تلتزم بالسر والجهر مع الرضى بما قضى والاستسلام ، تلتزم وترضى الالتزام يكون بالجوارح ، بالجوارح أن تقصر ثوبك وتتسوك هذا في الظاهر ، وفي الباطن يكون عندك رضى وقناعة واستسلام وانقياد لهذا الأمر الذي شرعه النبي ﷺ ، ولا يتم الإيمان إلا بهذا ، تحكيم الرسول ﷺ في موارد النزاع ، تحكم الرسول ﷺ في موارد النزاع، تلتزم بحكم النبي ﷺ  ، وإذا حصل بينك وبين أحد نزاع ،فإنك تقبل حكم الله وحكم رسوله ولا يكون في نفسك حرج من قضاء الرسول ﷺ وحكمه بل يكون هناك طمأنينة وتسلم تسليم كامل ، وإلا فلا يحصل الإيمان إلا بهذا ، قال الله تعالى في كتابه العظيم: فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ فيما شجر بينهم يعني فيما حصل بينهم من نزاع وشجار فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا تحكم الرسول ﷺ عند النزاع ولا يكون في نفسك حرج ، بل يكون عندك طمأنينة عندك ارتياح ورضا ويسلموا ، يسلموا لحكم الله ولحكم رسوله يطمئنوا ، ثم قال تسليماً انقياد تام  ، طمأنينة تامة، بهذا يحصل الإيمان ولهذا قال المؤلف مع الرضى بما قضى هو الاستسلام قال المؤلف وذلك لأنا إذا علمنا وتيقنا أنه رسول من عند الله عز وجل علمنا وتيقنا أن أمره ونهيه و جميع ما شرعه إنما هو تبليغ منه لما أمر به الله ونهى عنه وشرعه ، يقول إذا علمنا وتيقنا أن محمداً رسول الله وأنه مرسل من عند الله وتيقنا ذلك ، علمنا يقيناً أن محمد ﷺ، لا يأمر إلا بما أمره الله به ولا ينهى إلا ما نهى الله عنه ، لماذا ؟ لأنه مبلغ عن الله ، فالله هو المشرع  لأنه هو الذي شرع لعباده ، والرسول ﷺ يسمى مشرع لأنه مبلغ عن الله، فالرسول ﷺ  إنما هو مبلغ عن الله لما أمر الله به ، ونهى عنه وشرعه .

( سؤال )

أحسن الله إليكم يقول سائل هل يجوز وضع رنة الجوال على القرآن الكريم ؟

(الجواب )

 لا ينبغي أن يكون هذا ، أظن فيه فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية بالمنع من هذا ، وقد يكون هذا امتهان للقرآن ، ولأن قد تأتي الرنة والإنسان في الحمام وهو يقضي حاجته ، وكذلك الأذان ما ينبغي أن يجعل الأذان أو أذان ديك لأن هذا يشوش حتى في الصلاة أو قرآن أو دعاء أو أذان ديك يشوش عليك ، لكن لو جعلتها دقة خفيفة ما تشوش عليك وإن كان الأولى إغلاقها ، لكن لو صارت دقة خفيفة وأنت في الصلاة أقل تشويش سهل حتى ولو ما أغلقتها ، وكان الذي ينبغي إغلاقها ، لكن إذا صار قرآن أو أذان أو أذان ديك أزعجك صار فيه إزعاج وشوش عليك وشوش على غيرك ، مع أن فيه امتهان للقرآن وقد يكون في مكان قضاء الحاجة ، فالأولى عندي تكون دقة خفيفة ، إذا لم تجعله على الصامت اجعلها دقة خفيفة ، إذا نسيتها ما يضر إذا كنت في الحمام ما يضر ، إذا كنت في الصلاة أخف .

( سؤال )

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ يقول السائل فضيلة الشيخ نرى تناقضاً عجيباً في حياة بعض المسلمين حيث إن البعض منهم يدعي حب النبي ﷺ ، ولكن الواقع يخالف هذا الإدعاء من مخالفة الرسول ﷺ في الظاهر كحلق اللحية وغيرها ، والباطن كجعل بعض الأعمال لغير الله كالرياء ، فما نصيحتكم لهؤلاء؟

( الجواب )

 سبق أن الله تعالى أنزل آية المحنة ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية: قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ فالذي يدعي شيء لابد له من دليل الدعوى إذا لم يثبتها أصحابها بالدليل فأصحابها أدعياء ، لا بد من دليل الدليل اتباع الرسول ﷺ ، فمن كان مثلاً يحلق لحيته أو يتعامل بالربا أو يجر ثوبه هذا إيمانه ناقص وضعيف ، ومتابعته الرسول ﷺ ناقصة ، وإن كان عنده أصل الإيمان لكن الذي عنده شرك أكبر أو كفر أكبر هذا عمل ناقضاً من نواقض الإسلام وردة ولا يفيده هذا دعواه ، هذا يكون كافر لكن إذا كان مصر على بعض المعاصي يكون اتباعه ناقص ، وإيمانه ناقص عنده أصل الاتباع ، وعنده أصل الإيمان لكن عنده نقص في هذا لعله يتوب إلى الله عز وجل حتى يتقوى إيمانه ، وحتى يسلم من العقوبة في الدنيا والآخرة .

( سؤال )

أحسن الله إليكم ، يقول هل يجب علي أن أنكر كل منكر أراه أمامي ، وما هي طريقة الإنكار ؟

( الجواب )

يجب على قدر الاستطاعة والطاقة قال الله تعالى: لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ وقال: فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ تنكر على حسب قدرتك واستطاعتك تنكر باليد إذا كنت تستطيع تغير تستطيع بين أولادك أو لك صلاحية  خولت  ، فإن لم تستطع فتنكر باللسان واللين ، فإن لم تستطع وترتب على ذلك ضرر على نفسك أو مالك ، فإنك تنكر بالقلب بمعنى أنك تكره هذه المعصية  وتظهر علامات الإنكار على قلبك و تقوم من المكان الذي تفعل فيه ، فإن بقيت وأنت تقدر على القيام فإنك شريك لهم في الإثم حكمك حكمهم ، إن كانوا يعملون كبيرة فأنت تعمل كبيرة ، وإن كانوا يعملون كفر فتكون كافراً مثلهم ، قال الله تعالى: وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ یُكۡفَرُ بِهَا وَیُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۤ إِنَّكُمۡ إِذࣰا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡكَـٰفِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعًا فمن أنكر بقلبه عليه أن تظهر علامات الإنكار على قلبه ، ويقوم عن المكان إذا كان يستطيع ، إن نصحهم ولم يمتثلوا ، أو عجز وأنكر بالقلب فإنه يقوم ، فإن لم يقم وجلس معهم وهو قادر على القيام فحكمه حكمهم فإن كانوا يغتابون الناس حكمه مثلهم ، إن كانوا يشركون بالله حكمه حكمهم كما في هذه الآية الكريمة .

( سؤال )

أحسن الله إليكم السؤال الأخير متعلق بمسألة العذر بالجهل ، هل يعذر بالجهل من أتى فعلاً مكفراً ؟

( جواب )

إذا كان يعيش بين المسلمين فالأصل أنه لا يعذر في أمور الدين الظاهرة  لأن الله تعالى بعث نبيه ، أنزل الكتاب وبعث نبيه ، ومن بلغه القرآن والسنة فليس بمعذور قال الله تعالى: وَأُوحِیَ إِلَیَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ لكن قد يعذر إذا كان في مسألة دقيقة خفية مثله يجهل هذا ، إذا كانت المسألة دقيقة خفية ، أما الأمور الواضحة التي بعث الله بها الأنبياء وأنزل الله بها الكتب وبعث بها الرسل ، أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك ثم يعمل شركاً ظاهراً فليس بمعذور وهو يعيش بين المسلمين إلا إذا كان يعيش في مكان بعيد لا يسمع بذلك ، إنما يعذر في الأمور الدقيقة الخفية التي مثله يجهلها .

وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على هداه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد