شعار الموقع

كتاب الإيمان (22) تتمة باب معرفة طريق الرؤية

00:00
00:00
تحميل
47

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد .
( متن )
 

وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ قَالَ: هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ؟ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ..

 
( شرح )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين , أما بعد :
فهذا الحديث صريح في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة و أنهم يرونه رؤية واضحة و أنه لا يحصل عليهم ضرر و لا ريب بل هم يرون ربهم سبحانه و تعالى رؤية واضحة من غير تزاحم و أنهم يرون ربهم من فوق كما ترى الشمس و كما يرى القمر فإننا نرى الشمس من فوقنا و نرى القمر من فوقنا و ليس المراد تشبيه الله بالشمس و القمر لا الله لا يشبه أحدا من خلقه بل المراد تشبيه الرؤية بالرؤية يعني أن المؤمنين يرون ربهم برؤية واضحة من فوقهم كما أنهم يرون الشمس رؤية واضحة من فوقهم و كما يرون القمر رؤية واضحة من فوقهم و الأدلة في إثبات رؤية المؤمنين لربهم متواترة التي رواها نحو ثلاثين صحابيا في السنن و المسانيد الصحاح و ذكرها من العلماء مثل ابن القيم رحمه الله في كتابه الحادث عن الأرواح كتاب الروح حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح و مع ذلك مع كل هذه الأدلة الصريحة الواضحة فقد أولها أهل البدع , المعتزلة أنكروا الرؤية و قالوا يقصد بها العلم إنكم ترون ربكم كما ترون القمر أي تعلمون ربكم كما تعلمون أن القمر قمر لا تشكون فيه و هذا من عمى البصيرة نسأل الله السلامة و العافية , الرسول يبين بيان واضح يقول إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة صحوا ليس دونها السحاب في بيان أعظم من هذا البيان وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب هذه رؤية بالبصر أن رؤية بالعلم ! رؤية بالبصر و مع ذلك أولوها , و الأشاعرة قالوا الرؤية صريحة بالبصر لكن لا نحدد له جهة , الرسول صلى الله عليه و سلم يقول كما ترون الشمس في الظهيرة صحوا الشمس في أي جهة ! من فوقنا و القمر نراه من فوقنا و الله نراه من فوقنا لكن الأشاعرة لا يثبتون الجهة قالوا لا نحدد الجهة و هذا غير معقول شخص مرئي لابد أن يكون في جهة من الرائي لكنهم أنكروا الجهة لأنه بزعمهم أن إثبات الجهة يلزم منه التحيز فأرادوا أن يكونوا مع أسادهم وهم المعتزلة في إنكار الفوقية و لكن لم يجرؤوا على إنكار الرؤية فأثبتوا الرؤية و أنكروا الجهة , أثبتوا الرؤية مثل أهل السنة أرادوا أن يكونوا مع أهل السنة في إثبات الرؤية و أرادوا أن يوافقوا امعتزلة في إنكار الجهة فأنكروا الجهة فأنكروا الجهة و أثبتوا الرؤية فلجئوا إلى حجج سفسطائية و هي المموهة يسمون أنها حجة و ليست حجة فهذا غير معقول شخص يرى إلى غير جهة لا من فوق و لا من تحت و لا من أمام و يمين و لا شمال ماذا يكون هذا ! هذا لا يمكن و لهذا أنكر عليهم جماهير العقلاء و صاحوا بهم و سخروا منهم حيث أثبتوا رؤية من غير جهة فهذا غير معقول لأن كل مرئي لا بد أن يكون في جهة من الرائي لابد أن يكون في جهة ما إما تحتك أو فوقك أو يمينك أو شمالك أو خلفك فإثبات موجود بغير جهة من الرائي غير معقول و غير متصور .
 
( متن )

إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرِ أَهْلِ الْكِتَابِ ..

 
( شرح )
غبر يعني بقايا إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ بقايا أهل الكتاب .
 
( متن )

فَيُدْعَى الْيَهُودُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ، فَمَاذَا تَبْغُونَ؟ قَالُوا: عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا، فَاسْقِنَا، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ...

 
 ( شرح )
نسأل الله العافية , يخيل إليهم كأنها ماء يسلط عليهم العطش و العياذ بالله يقولون يا ربنا عطشنا فيقول ألا تردون فتخيل لهم جهنم كأنها سراب يعني كأنها ماء كما يرى السراب من بعد فيسرعون إليها فيتساقطون و العياذ بالله و هكذا جميع الكفرة يساقون إلى النار سوقا لا يحاسبون ما لهم حسنات حتى يحاسبون كل أعمالهم سيئة فلهذا يساقون إلى النار سوقا كما قال تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا يحشرون إلى النار و يسلط إليهم العطش و يخيل إليهم أنها سراب فيتساقطون فيها يساقون ثم يتساقطون و العياذ بالله جميع الكفرة ثم يبقى المؤمنون الذين لهم أعمال سيئة وحسنة هم الذين يحاسبون و لهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في الواسطية " إن الكفار لا يحاسبون لأن لا حسنات لهم بل تعد عليهم أعمالهم و يقرون عليها ثم يساقون للنار سوقا " و هي رسالة عظيمة رسالة العقيدة الواسطية .
 
( متن )

ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ، كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا تَبْغُونَ؟ فَيَقُولُونَ: عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا، فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ... 

 


( شرح )
يعني الكفار كلهم يتساقطون في النار بقي منهم البر و الفاجر يعني من مطيع و عاصي البر هو المطيع و الفاجر العاصي له حسنات و سيئات .
 
( متن )

حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا قَالَ: فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ ...

 
( شرح )
إثبات صفة الإيتاء للرب كما يليق بجلاله و عظمته يوم يأتي ربهم كما قال سبحانه و تعالى هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ  فيه إثبات الإيتاء و قال سبحانه و جاء ربك و الملك صفا صفا أهل السنة و الجماعة يثبتون صفات الذات و الأفعال و هي من صفات الأفعال يأتيهم الله إتيانا يليق بجلاله و عظمته لا نعلم كيفيته و هو سبحانه فوق العرش فوق الخلق أجمعين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة صورة يتجلى بها سبحانه و تعالى كالصورة التي رأوه فيها أول مرة لأنهم يرون الله مرات دل في الحديث على أنهم يرون الله في موقف القيامة أربع مرات و فيه إثبات الصورة لله عز و جل فكل موجود له صورة ليس من موجود إلا وله صورة و الله تعالى له صورة يأتي الله في صورة تليق بجلاله و عظمته و هي صفة من صفات الوجود , المخلوق له صورة و الخالق له صورة .
( مداخلة )
ذكرتم بأن هذه المرة الثانية التي رأوه فيها
 
( شرح )
نعم , و هي كالصورة التي رأوه فيها أول مرة و هذه المرة الثانية ثم المرة الثالثة كما سيأتي أنهم ينكرون لأنه تجلى لهم في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقولون نعوذ بالله منك حتى يأتينا ربنا فيتجلى لهم في الصورة التي يعرفون فيسجدون له ثم يرفعون رؤوسهم فيتجلى لهم في الصورة التي رأوه فيها أول مرة و هذه المرة الرابعة .
 
( متن )

حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا قَالَ: فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، قَالُوا: يَا رَبَّنَا، فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا أَفْقَرَ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ..

 
( شرح )
استعاذوا بالله من الله لأنه تجلى لهم في غير الصورة التي يعرفون ثم تجلى لهم في الصورة التي يعرفون و قد جعل بينهم علامة و هي كشف الساق فإذا كشف عن ساقه سبحانه و تعالى سجدوا له و هذه المرة الثالثة فإذا رفعوا وجوههم من السجود تجلى لهم في الصورة التي رأوه فيها أول مرة و هي المرة الرابعة .
 
( مداخلة )
ذكر النووي عن القاضي أنه أنكر هذه العبارة ( وقالوا ربنا.. أكثر ما كنا إليك) وَقَدْ أَنْكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذَا الْكَلَامَ الْوَاقِعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَادَّعَى أَنَّهُ مُغَيَّرٌ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ .
 
( شرح )
ليس بصحيح إنكار لا وجه له بل هذا ثابت .
 
 
( متن )

فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ، فَيَقُولُ ..

 
( شرح )
و هذا من الامتحان أراد أن ينقلب يرجع عن الصواب أو عن الحق و هذا ابتلاء و امتحان ما ينتهي حتى يدخل الإنسان الجنة يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ.
 
 
( متن )

حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ..

 
( شرح )
و هذه هي العلامة التي بينهم وبينه جعل الله لهم علامة و هي كشف الساق , الساق صفة من صفات الله الساق في الآية و في الحديث صفة من صفات الله كاليد و الأصوات و الرجل تليق بجلاله و عظمته و دون ها النووي و جماعته و كثير من الشراح يؤولون بأن المراد من كشف الساق شدة الأمر كما تقول العرب " كشفت الحرب عن ساقها " و هذا و إن كان يرد في لغة العرب لكن المراد في هذه الآية عن نفسه و ليس المراد شدة الأمر و إن كان يأتي في اللغة العربية و لكن المراد من الآية و الحديث صفة الساق لله عز و جل و هي آية و علامة جعلها الله بينه و بين عباده المؤمنين يعرفونه بها فإذا رأوا العلامة سجدوا لأنه لما تجلى لهم في المرة الثانية أنكروا قالوا نعوذ بالله منك حتى يأتي ربنا فيكشف عن ساق سبحانه و تعالى فيعرفونه فيسجدون له ثم الرابعة بعد رفع رؤوسهم من السجود يتجلى لهم سبحانه و تعالى و أنها تفسر بالشدة في غير الآية تقول العرب كشفت الحرب عن ساقها من شدة الأمر في غير الآية والحديث أما في الآية والحديث المقصود بها إثبات الساق لله عز وجل في كلام قوي للنووي و غيره من الشراح أنها شدة الأمر عن كشف الساق قال بعضهم لعله ملك و قال بعضهم جماعة من الخلق كما تقول العرب ( 16:00 ) و كذا لعله مخلوق و كل هذا كلام باطل لا وجه له كله من تأويل الباطل و الذي أشكل عليهم ظنوا أن هذا فيه تشبيه أن فيه تشبيه لله بخلقه بخلاف التنزيه فأولوا هذه التأويلات الباطلة و لننوي كم صفحة أو صفحتين عن هذا تأويل الساق و هذا ليس فيه أثبتها الله لنفسه الساق من صفات الله يثبته لنفسه قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ الله تعالى أثبته لنفسه و الرسول صلى الله عليه و سلم أثبته لربه كيف نؤول و نقول أنه جماعة من الخلق أو أنه مخلوق عظيم أو أنه ملك كل هذه تأويلات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان .
 
( سؤال )
إضافتها لله غير ظاهرة !
 
( جواب )
معروف في لفظ البخاري إضافتها إلى الله فكشف عن ساقه ما أشار إليها الشارح وهذا قصور في الشرح كان ينبغي أن يشير إليها , في رواية البخاري عن ساقه.
 
( متن )
 

وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ..

 
( شرح )
الآية دليل استدل بها إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا و قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ۝ و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ما يضيع عند الله شيء و لا مثقال ذرة من خير و لا مثقال ذرة من شر لا يفوت على الله سبحانه و تعالى شيء .
 
( متن )

فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ ..

 
( شرح )
يعني زيادة عن التوحيد و الإيمان و في لفظ آخر إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله إلا أنهم موحدون فيخرج منها قوم لم يعملوا خيرا قط إلا أنه موحد إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله في لفظ آخر يعني هم موحدون و هذا لابد منه يقبض قبضة من النار و يخرجهم الموحدين أما الكفرة فلا حيلة بهم الكفرة حقت عليهم كلمة العذاب لا حيلة فيهم و لا حول و لا قوة إلا بالله ( قط ) كلمة تأكيد لم يعملوا خيرا قط كلمة تأكيد للخير يعني ما عملوا أي خير و التوحيد لا بد منه و الصلاة شرط لصحة التوحيد فلابد منها من لا يصلي ليس بموحد .
 
( متن )

وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا ..

 
( شرح )
يعني فحما من شدة لفح النار نسأل الله العافية .
 
( متن )

فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَلَا تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ ..

 
( شرح )
يعني البذرة في حميل السيل يعني محمول السيل ما يحمله السيل من الغثاء فيحمل الحبة و قد تكون في طرف الوادي فتنبت بسرعة الحبة البذرة .
 
( متن )

فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَلَا تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ، أَوْ إِلَى الشَّجَرِ، مَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ، وَمَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ ..

 
( شرح )
يعني حيث عرفت هذا , فلا يعرفه إلا من في البداية يرعون يرون السيل و الوديان .
 
( متن )
 

قَالَ: فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ ..

 
( شرح )
يعني يعرفونهم بالخواتم التي في رقابهم ثم تمحى عنهم بعد ذلك و في لفظ آخر هؤلاء عتقاء الله من النار تبقى مدة ثم تمحى عنهم بعد ذلك , في رقابهم الخواتم الخواتم جمع ختم الختم كالذي يكون في الكتاب توجد الختام في رقابهم هؤلاء عتقاء الله من النار و في لفظ آخر أن في وجوههم و جباههم .
 
( مداخلة )
قال النووي : وَأَمَّا الْخَوَاتِمُ فَجَمْعُ خَاتَمٍ بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا وَيُقَالُ أَيْضًا خَيْتَامٌ وَ خَاتَامٌ قَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ الْمُرَادُ بِالْخَوَاتِمِ هُنَا أَشْيَاءُ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ تُعَلَّقُ فِي أَعْنَاقِهِمْ عَلَامَةً يُعْرَفُونَ بِهَا قَالَ مَعْنَاهُ تَشْبِيهُ صَفَائِهِمْ وَتَلَأْلُئِهِمْ بِاللُّؤْلُؤِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
 
( شرح )
هذه لغة ،يقول بأنه شيء يعلق هذا يحتاج إلى دليل ,ظاهر الخواتم الختم في الرقاب الختم المعروف أما أنه شيء يعلق من ذهب هذا حلي تحلي يحتاج إلى دليل فظاهر الحديث الختم المعروف يكون في رقابهم و ليس شيء يعلق إلا بدليل و الشيء المعلق لا يسمى خاتم .
 
( متن )
 

قَالَ: فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، ..

 
( شرح )
يعني زيادة عن التوحيد و الإيمان .
 
( متن )

ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا، أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: رِضَايَ، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ..

 
( شرح )
ما دام دخلوا الجنة خلاص ذهب عنهم كل سوء و حصل لهم كل خير عفا عنهم بمجرد دخولهم الجنة لما أمر الله بدخولهم للجنة حصلوا على كل خير حل عليهم رضا الله و من حل عليه رضا الله لا يسخط بعده أبدا نسأل الله من فضله .
 
( متن )

قَالَ مُسْلِمٌ: قَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ الْمِصْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الشَّفَاعَةِ، وَقُلْتُ لَهُ: أُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنَ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لِعِيسَى بْنِ حَمَّادٍ: أَخْبَرَكُمُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إِذَا كَانَ يَوْمٌ صَحْوٌ قُلْنَا: لَا، وَسُقْتُ الْحَدِيثَ حَتَّى انْقَضَى آخِرُهُ وَهُوَ نَحْوُ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا قَدَمٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ ..

 
( شرح )
هذا بلاغ حدث به أبو سعيد بلاغا ما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم .
 
( مداخلة )
هو أبو سعيد الخدري كما هو الواضح من سياق الحديث , قول الصحابي بلغني معناه مأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن الصحابة حريصون على أن ينسب الكلام إليهم أفضل من أن يقول و على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
 
( شرح )
ليس بصحيح هذا إذا بلغ هذا عن الرسول فهو عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حدث ما يقول " بلغتي " يحتمل أن يكون أخذها من غيره أو من بني إسرائيل أو من غيره قوله الصحابي " بلغني " يعني بلغني عن رسول الله و هو حريص على أن ينسب الكلام إليه و لا ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم غير صحيح الكلام هذا , الصحابة حريصون على أن ينسبوه إلى الرسول ما سمعوه مثل ما حدث في هذا الحديث قال قال رسول الله الحديث الطويل هذا كله نسبه إلى الرسول و لما جاء إلى أدق من الشعرة قال بلغني و هو حريص إلى أن ينسب له و لا ينسب إلى الرسول هذا ليس بصحيح هذا كلام لا وجه له , يحرص على أن ينسب الكلام إليه و لا ينسب إلى الرسول الصحابي يحدث عن الرسول و ينسب الكلام إليه فظاهره أنه لم يسمعها من الرسول فلو سمعها من الرسول لنسبها إليه فاحتمال أنه أخذها عن غيره , قد يكون هذا مرفوع لكن رفعه غيره عن الرسول و لهذا قال بلغني لكن جاء   ( 29:55 ) و لهذا قال بلغي .
 
( متن )
 

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ، وَليْسَ فِي حَدِيثِ اللَّيْثِ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ وَمَا بَعْدَهُ "، فَأَقَرَّ بِهِ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِإِسْنَادِهِمَا نَحْوَ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ إِلَى آخِرِهِ، وَقَدْ زَادَ وَنَقَصَ شَيْئًا ..

 
( سؤال )
المنافقون بخلاف المؤمنين لا يرون الله عز و جل !
 
( جواب )
في هذا مسألة خلافية بين العلماء رؤية الموقف فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم من العلماء من قال يرونه أهل الموقف جميعا ثم يحتجب عن الكفار و منهم من قال لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون ولهذا الحديث و منهم من قال لا يراه إلا المؤمنون فقط ثلاثة أقوال لأهل العلم مثل التكليم تكليم الله عز و جل ثلاثة أقوال لأهل العلم .
 
  
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد