شعار الموقع

شرح سورة الأعراف من مختصر تفسير ابن كثير_20

00:00
00:00
تحميل
5

مقدمة:-

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

قال الحافظ بن كثير – رحمه الله تعالى – على قول الله عز وجل: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}[الأعراف:179].

(المتن)

يقول تعالى: {ولقد ذرأنا} أي: خلقنا وجعلنا {لجهنم كثيرا من الجن والإنس} أي: هيأناهم لها، وبعمل أهلها يعملون، فإنه تعالى لما أراد أن يخلق الخلق، علم ما هم عاملون قبل كونهم، فكتب ذلك عنده في كتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما ورد في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء".

وفي صحيح مسلم أيضا، من حديث عائشة بنت طلحة، عن خالتها عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، أنها قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله طوبى له، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه. فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] أو غير ذلك يا عائشة؟ إن الله خلق الجنة، وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم".

وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود [رضي الله عنه] ثم يبعث إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات، فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد".

وتقدم أن الله [تعالى] لما استخرج ذرية آدم من صلبه وجعلهم فريقين: أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، قال: "هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي".

والأحاديث في هذا كثيرة، ومسألة القدر كبيرة ليس هذا موضع بسطها.

وقوله تعالى: {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها} يعني: ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله [سببا للهداية] كما قال تعالى: {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله [وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون]} [الأحقاف:26].

وقال تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} [البقرة:18] هذا في حق المنافقين، وقال في حق الكافرين: {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} [البقرة:171] ولم يكونوا صما ولا بكما ولا عميا إلا عن الهدى، كما قال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} [الأنفال:23].

وقال: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج:46].

وقال {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} [الزخرف:36، 37].

وقوله تعالى: {أولئك كالأنعام} أي: هؤلاء الذين لا يسمعون الحق ولا يعونه ولا يبصرون الهدى، كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس منها إلا في الذي يقيتها من ظاهر الحياة الدنيا.

الشرح: يقيتها إلا الذي يقيتها القوت يعني الذي تأكل القوت فقط الأسماع وتدلها على القوت.

 

(المتن)

كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس منها إلا في الذي يقيتها من ظاهر الحياة الدنيا, كما قال تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء [صم بكم عمي]} [البقرة:171] أي: ومثلهم -في حال دعائهم إلى الإيمان -كمثل الأنعام إذا دعاها راعيها لا تسمع إلا صوته، ولا تفقه ما يقول؛ ولهذا قال في هؤلاء: {بل هم أضل} أي: من الدواب؛ لأنها الدواب قد تستجيب مع ذلك لراعيها إذا أبس بها، وإن لم تفقه كلامه، بخلاف هؤلاء؛ ولأنها تفعل ما خلقت له إما بطبعها وإما بتسخيرها، بخلاف الكافر فإنه إنما خلق ليعبد الله وحده، فكفر بالله وأشرك به؛ ولهذا من أطاع الله من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده، ومن كفر به من البشر، كانت الدواب أتم منه؛ ولهذا قال تعالى: {أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.

(الشرح)

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه, أما بعد:

فهذه الآية الكريمة فيها بيان أن الله سبحانه وتعالى هيأ أهل الجنة للجنة, وهيأ أهل النار للنار, وأن الله تعالى عمل ما هم عاملون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ, وهيأ كلا لما خلق له, قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس} يعني: هيأناهم وخلقناهم لذلك {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها}, المعنى: أنهم لا ينتفعون بهذه الحواس, لا ينتفعون بقلوبهم فيما ينفعهم في الدار الآخرة, وإن كانوا ينتفعون بقلوبهم في معاشهم في الحياة الدنيا, ولا ينتفعون بأسماعهم ولا بأبصارهم وهم لا يسمعون الحق ولا يبصرون الحق, وإن كانوا يسمعون أقوال الناس وأحاديث الناس وأمور دنياهم ويبصرونها, لكنهم مصروفون عن الحق, نسأل الله السلامة والعافية.

وهذه الآية فيها دليل على إثبات القدر, وأن الله سبحانه وتعالى كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ, ومراتب القدر أربعة لابد من الإيمان بها, من لم يؤمن بهذه المراتب الأربعة لم يؤمن بالقدر:

المرتبة الأولى: العلم الأزلي, الإيمان بأن الله علم كل شيء في الأزل, الذي لا بداية لأوليته, لأن الله هو الأول بذاته وأسمائه وصفاته لا بداية لأوليته, كما أنه الآخر الذي لا بداية لآخريته ولا نهاية له, ومن أسمائه سبحانه: (الأول, والآخر) ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ علم كل شيء وكتبه في اللوح المحفوظ الذوات, والأشخاص, والأفعال, والحركات, والسكنات, والشقاوة, والسعادة, والفقر, والغنى, والعز, والذل, والحياة, والموت, والرطب, واليابس, والحركة, والسكون كل شيء مكتوب حتى (8:29) كل شيء مكتوب.

لابد من الإيمان بهذا, ولكن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعمله حتى يعمل, هيأ أهل الجنة لعمل أهل الجنة, وهيأ أهل النار لعمل أهل النار, كما قال عليه الصلاة والسلام لما سأله الصحابة في الحديث الصحيح: يا رسول الله أيسعى الناس في شيء قد فرغ منه أو فيما يستقبل؟ قال: في شيء فرغ منه, قالوا: يا رسول الله ففيما العمل, أفلا نتكل على كتابنا ونعمل العمل؟ قال: لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له, أما أهل السعادة فسيسرون لعمل أهل السعادة, وأما أهل الشقاوة فسيسرون لعمل أهل الشقاوة, ثم قرأ قول الله تعالى: {فأما من أعطى واتقى}[الليل:5], {وصدق بالحسنى}[الليل:6], {فسنيسره لليسرى}[الليل:7], {وأما من بخل واستغنى}[الليل:8], {وكذب بالحسنى}[الليل:9], {فسنيسره للعسرى}[الليل:10].

هاتان مرتبتان: العلم والكتابة, وأنكرهما القدرية الأولى, القدرية الأولى الذين ظهروا في أواخر عهد الصحابة نفوا من العلم فأنكروا علم الله الأزلي وقالوا إن الأمر أنف مستأنف جديد يعني يسبق به علم الله فأنكر على ذلك زملائهم من التابعين, وسألوا عبد الله بن عمر (9:54) كما هو في أول حديث في صحيح مسلم, فتبرأ منهم ابن عمر وكفرهم وأخبر أن أعمالهم لا تقبل حتى يؤمنوا بالقدر خيره وشره, فقال: إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني منهم براء وأنهم برءاء مني, والذي نفسي بيده لو أنفق أحدا مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره.

فالقدرية هؤلاء كفار لأنهم نسبوا إلى الله الجهل, وأما القدرية عامة القدرية انقرضوا هؤلاء فإنهم يؤمنوا بالعلم والكتابة.

والمرتبة الثالثة: الإرادة والمشيئة.

والمرتبة الرابعة: الخلق والإيجاد.

يؤمنون بمراتب كلها إلا أنهم أخرجوا من عموم المرتبة الثالثة وهي: المشيئة والإرادة, ومن عموم المرتبة الرابعة وهي الخلق أفعال العباد, قالوا أن العباد لم يشأها الله ولم يردها ولم يخلقها, خيرا أوشرا طاعة أو معصية (10:45) هؤلاء مبتدعة بسبب التأويل لم يجحدوا ولكنهم تأولوا, بل زعموا قالوا لو قلنا إن الله خلق المعاصي ..... فروا من ذلك وقالوا إن العباد هم الذين خلقوا أفعالهم, وأما حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي صبي من الأنصار, قالت له عائشة: طوبى له يا رسول الله عصفور من عصافير الجنة, فأنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم, وقال: أوغير ذلك يا عائشة فإن الله خلق أهل الجنة خلقهم لها وهم في أصلاب آباءهم وخلق أهل النار وهم في أصلاب آباءهم, فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليها الشهادة عليه بالتعيين بدون عمل تشهد له بالجنة بالتعيين بدون عمل.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح للصحابة: «أنتم شهداء الله في الأرض». يعني: شهداء على عمله, وإلا فإن أطفال المسلمين بالإجماع أنهم في الجنة أطفال المسلمين بالجنة بالإجماع, ولكن أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة تشهد لهم بالتعيين بدون عمل, وأطفال المسلمين في الجنة بالاتفاق, وكذلك أطفال أهل النار الذين قبل البلوغ الصواب: أنهم في الجنة, كما في الحديث الصحيح في قصة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى إبراهيم وحوله ولدان الناس

وقيل إن أطفال المشركين ...يوم القيامة قولان لأهل العلم, هنا في المسألة ستة أقوال أخرى, لكن هذين القولين أرجح ما قيل, والصواب: أنهم في الجنة, لأن الأحكام في الآخرة تختلف عن أحكام الدنيا, والأحكام في الدنيا تبعا لآبائهم, إذا بيتوا وقتلوا يقتلون معهم, فحكمه حكمهم, وأما في الآخرة فيختلف الحكم, وهؤلاء الكفار كما أخبر الله أنهم لا ينتفعون بهذه الجوارح التي تهديهم وتدلهم إلى الخير, لا ينتفعون بقلوبهم ولا بأسماعهم ولا بأبصارهم, فهم كالأنعام السارحة بل هم أضل, لأن الأنعام السارحة قد تستجيب لمن دعاها إذا زجرها, وهؤلاء لا يستجيبون, ولأن الأنعام السارحة تنتفع بهذه الجوارح فيما خلقت له, تهديها لمراعيهم, وأما هؤلاء فإنهم خلقوا للعمل, خلقوا للتوحيد, كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}[الذاريات:56].

فلم يعملوا ولم ينتفعوا فصارت حالهم أسوء من حال الأنعام نسأل الله السلامة والعافية.

(المتن)

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعا وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر".

أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به.

ورواه البخاري، عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد به وأخرجه الترمذي في جامعه، عن الجوزجاني، عن صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، عن شعيب فذكر بسنده مثله، وزاد بعد قوله: "يحب الوتر": هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور.

ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة [رضي الله عنه], ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.

ورواه ابن حبان في صحيحه، من طريق صفوان، به وقد رواه ابن ماجه في سننه، من طريق آخر عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا فسرد الأسماء كنحو ما تقدم بزيادة ونقصان.

والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم.

الشرح: هذا هو الصواب, الصواب أنه مدرج كما ذكر الصواب أن سرد الأحاديث مدرج من بعض الرواة ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

ولهذا قال الحافظ في البلوغ: والتحقيق أن سردها مدرج من بعض الرواة. لما ذكرها قال: والتحقيق أن سردها مدرج من بعض الرواة, يعني ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم سرد التسعة والتسعين, كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة».

والصواب أنها لم يسردها النبي صلى الله عليه وسلم, وليست يعني معروفة, وإنما تركت للمسلم ليتطلبها من الكتاب والسنة ليتعرف عليها حتى يحفظها ويتفقه في معانيها ويعمل ما يمكن به العمل بها, فالكريم يعمل باسم الكرم, الحليم يتصف بالحلم, وهكذا.

فهذا الحديث فيه وعظ وفضل «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة».  هذا فضل, أخفيت هذه التسعة والتسعين كما أخفيت ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان, وكما أخفيت ساعة الجمعة ليجتهد العباد في العمل, وليجتهد العلماء في تعرفها وانتزاعها وأخذها من الكتاب والسنة, والتفقه في معانيها والعمل بها, من أحصاها يشمل حفظها وفهم معانيها والعمل بما يمكن العمل بها, هذا هو إحصائها «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة».

وهذا وعد كريم أن من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة.

وهذا الحديث لا يفيد الحصر, لا يفيد حصر أسماء الله في تسعة وتسعين بل أسماء الله كثيرة, حتى قيل إن لله ألف اسم, ومما يدل على ذلك حديث ابن مسعود كما سيأتي: «نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحدا من خلقك, أو استأثرت بها في علم الغيب عندك».

يعني هناك أسماء استأثر الله بها في علم الغيب عنده, لكن هذا الحديث فيه أن لله تسعة وتسعين اسما موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة, وله أسماء أخرى ليست موصوفة بهذا الوصف, هذه الأسماء موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة, يعني من طلبها واستخرجها من الكتاب والسنة, وفهم معانيها, وعمل بما يمكن العمل به منها, وتوسل إلى الله بها كأن يتوسل إلى الله بها, أو يدعو الله بها, أما سردها فهذا مدرج من بعض الرواة, اجتهاد من بعض الرواة اجتهاد جمع التسعة وتسعين وأدرجها في الحديث.

 

(المتن)

والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم, وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد: أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي: أنهم جمعوها من القرآن كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم.

الشرح: جمعوها اجتهاد منهم اجتهدوا وجمعوها لا أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

(المتن)

ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصرة في التسعة والتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده، عن يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو أعلمته أحدا من خلقك، ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا".

(الشرح)

وهذا دليل الحديث دليل على أن أسماء الله ليست منحصرة في التسعة والتسعين اسما, إنما قال: أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحدا من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك.

لأن بعض الناس (21:27) ليست منحصرة في التسعة وتسعين اسما بل هي كثيرة.

طيب هذا الحديث تكلم عليه عندك.

القارئ: قال أحسن الله إليك تتمة الحديث.

فقيل: يا رسول الله، أفلا نتعلمها؟ فقال: "بلى، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها".

وقد أخرجه الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في صحيحه بمثله.

وذكر الفقيه الإمام أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية في كتابه: "الأحوذي في شرح الترمذي"؛ أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة من أسماء الله ألف اسم، فالله أعلم.

الشرح: يعني كأنه سمعه من أبيه يعني في سماعه نظر, فإن سمع منه فيكون الحديث متصل, وإن لم يسمع يكون منقطع, قال: وإنما يروى عن.

القارئ: وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم, وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد: أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي: أنهم جمعوها من القرآن كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم.

ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصرة في التسعة والتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده، عن يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني.

الشرح: هذا ما له دخل في سرد الأسماء الحديث هذا ليس له دخل في سرد الأسماء, سرد الأسماء هذا مدرج, لكن الحديث هذا الحديث يفيد أن أسماء الله ليست منحصرة في التسعة والتسعين اسما.

 

القارئ: أحسن الله إليك.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.

قال الإمام بن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير سورة الأعراف: وذكر الفقيه الإمام أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية في كتابه: "الأحوذي في شرح الترمذي"؛ أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة من أسماء الله ألف اسم، فالله أعلم.

(الشرح)

يعني هذا يؤيد أن أسماء الله ليست محصورة في التسعة والتسعين ليست منحصرة, حتى أن بعضهم جاء وقال أنها وصلت إلى ألف جمعت ووصلت إلى ألف, وفي الجمع هذا أيضا ما يقال أنه أحصاها كلها, لأن هناك أسماء يستأثر الله بها في علم الغيب عنده.

(المتن)

وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} قال: إلحاد الملحدين: أن دعوا "اللات في أسماء الله.

وقال ابن جريج، عن مجاهد: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} قال: اشتقوا "اللات" من الله، واشتقوا "العزى" من العزيز.

وقال قتادة: {يلحدون} يشركون. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: الإلحاد: التكذيب. وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدل عن القصد، والميل والجور والانحراف، ومنه اللحد في القبر، لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر.

 

(الشرح)

نعم, ومعنى يلحدون يعني يميلون بها عن الحق إلى الباطل, والميل قد يكون كفرا وقد يكون أقل من الكفر, فالكفار مالوا عن الحق إلى الشرك, واشتقوا أسماء الآلهة الباطلة من أسماء الله, اشتقوا العزة من العزيز, المنه من المنان واشتقوا الأسماء من الإله, ومن الميل بها إلى الحق تأويلها, تأويلها بغير معناها الصحيح, ومنها أيضا كذلك الإلحاد فيها الجحد جحودها وهذا كفر, جحود أسماء الله هذا من الميل من الإلحاد والصواب الإلحاد الميل

 كما قيل, ومنه اللحد الذي في القبر سمي لحدا لأنه مال عن سمت القبر, فإذا حفر حفرة للميت يحفر حفرة من جهة القبلة, يوضع فيها الميت, وجهة القبلة مائلة عن سمت القبر فسميت لحد.

(المتن)

يقول تعالى: {وممن خلقنا} أي: ومن الأمم {أمة} قائمة بالحق، قولا وعملا {يهدون بالحق} يقولونه ويدعون إليه، {وبه يعدلون} يعملون ويقضون.

وقد جاء في الآثار: أن المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية، هي هذه الأمة المحمدية.

قال سعيد، عن قتادة في تفسير هذه الآية: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية: "هذه لكم، وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} [الأعراف: 159].

(الشرح)

وهذا ضعيف لأن هذا بلاغ قتادة يقول قد بلغنا وهو منقطع, فلا يدري ممن بلغ قتادة ممن بلغ قد بلغه من ثقة, أو غير ثقة.

 

 

 

(المتن)

وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس في قوله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أمتي قوما على الحق، حتى ينزل عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - متى ما نزل".

وفي الصحيحين، عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى تقوم الساعة -وفي رواية -: حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك -وفي رواية -: وهم بالشام".

(الشرح)

نعم وهذه بشارة لهذه الأمة أنه يبقى فيها الحق وأنه لا يزول الحق ولا يضمحل «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من خذلهم, ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى».

وهذه الطائفة تقل في بعض الأزمان وتكثر, وقد تكون في مكان واحد وقد تكون متفرقة, ومقدمة هذه الطائفة العلماء وأهل الحديث, كما قال الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم مقدمة في العلماء وأهل الحديث وهم الرسل وأتباعهم, الرسل وأتباعهم الصحابة ثم تبقى هذه الأمة (28:54) في القرون لكل قرن, لكن أحيانا تقل وتكثر, فكل من كان على الحق فهو منهم, كل من كان عقيدته سليمة, قد يكون منهم الزارع والتاجر والجزار, والصانع, أصحاب هذه المهن هم على الحق, ومقدمتهم العلماء وأهل الحديث.

وفي آخر الزمان يحصل لهم فتن في الشام, فينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وهم في الشام, وتكثر الفتن, والدجال يخرج من هناك يسكن هناك بعد أن يكون الخليفة المهدي على الناس في آخر الزمان يبايع له في وقت ليس للناس فيه إمام, وتكثر الحروب وتكون في زمانهم حروب طاحنة بين النصارى والمسلمين, ومن آخرها فتح القسطنطينية, فإذا فتحت القسطنطينية وعلق الناس سيوفهم بشجر الزيتون, صاح الشيطان إن الدجال قد خلفكم في أهليكم وذلك باطل ثم يخرج الدجال بعد ذلك, ويمكث في الأرض أربعين كما جاء في الحديث: «يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم كجمعة, ولا يترك أرضا إلا وطأها إلا مكة والمدينة».

ثم بعد ذلك ينزل عيسى بن مريم من السماء ويقتله, وهي العلامة الثلاثة, العلامة الأولى: المهدي, والعلامة الثانية: الدجال, والعلامة الثالثة: عيسى, فإذا قتله بعد ذلك خرج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى, وهي العلامة الرابعة هذه أربعة متوالية ومرتبة.

الأول الأشراط العشر الكبار متوالية: المهدي, ثم الدجال, ثم عيسى, ثم يأجوج ومأجوج, ثم يهلكهم الله ثم تتوالى بقية أشراط الساعة, ومن آخرها طلوع الشمس من مغربها, والدابة, ومنها هدم الكعبة والعياذ بالله, ومنها نزع القرآن من المصاحف, ومنها الدخان الذي يملأ ما بين السماء والأرض, ثم تخرج الدابة, وطلوع الشمس من مغربها, ثم آخرها نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى محشرهم, تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا, وتأتي ريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات بعد طلوع الشمس من مغربها, فلا يبقى أحد إلا قضي... من المؤمنين حتى ينقرض الكفرة وبعدين تقوم الساعة, ما تقوم الساعة إلا على الكفرة إذا خلى العالم من الإيمان والتوحيد خرب وقامت القيامة, خرابه بخلوه من التوحيد والإيمان.

وذلك بعد قبض أرواح المؤمنين والمؤمنات, أما مع وجود الإيمان والتوحيد فلا يخرج هذا الكون لا يخرب إلا إذا فقد الإيمان والتوحيد وذلك بقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات في آخر الزمان بعد أشراط الساعة الكبار بعدها طلوع الشمس من مغربها.

 

(المتن)

قال الله تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (182) وأملي لهم إن كيدي متين (183) }.

يقول تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} ومعناه: أنه يفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا، حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء، كما قال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} [الأنعام:44، 45].

(الشرح)

فاعلم أن ذلك استدراج ثم قرأ هذه الآية: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}, {وأملي لهم} يعني: أمهلهم {إن كيدي متين}, قوي,يستدرجهم الله بالنعم فيغترون وهم مقيمون على المعاصي والله يغدق عليهم النعم ثم بعد ذلك يأخذهم ولا حول ولا قوة إلا بالله, فليحذر الإنسان من الاغترار من أن يغتر بنعم الله عليه, وليحدث توبة ويجدد توبة نصوحة في كل وقت, وليحذر من الغفلة والإعراض نعوذ بالله من الغفلة والإعراض.

(المتن)

قال الله تعالى: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين (184)}.

يقول تعالى: {أولم يتفكروا} هؤلاء المكذبون بآياتنا {ما بصاحبهم} يعني محمدا صلوات الله وسلامه عليه {من جنة} أي: ليس به جنون، بل هو رسول الله حقا دعا إلى حق، {إن هو إلا نذير مبين} أي: ظاهر لمن كان له قلب ولب يعقل به ويعي به، كما قال تعالى: {وما صاحبكم بمجنون} [التكوير:22].

وقال تعالى: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} [سبأ:46].

يقول إنما أطلب منكم أن تقوموا لله قياما خالصا لله، ليس فيه تعصب ولا عناد، {مثنى وفرادى} أي: مجتمعين ومتفرقين، {ثم تتفكروا} في هذا الذي جاءكم بالرسالة من الله: أبه جنون أم لا؟ فإنكم إذا فعلتم ذلك، بان لكم وظهر أنه رسول [الله] حقا وصدقا.

وقال قتادة بن دعامة: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا، فدعا قريشا فجعل يفخذهم فخذا فخذا: "يا بني فلان، يا بني فلان".

(الشرح)

 ادعوا أفخاذهم الفخذ هو دون القبلية, الفخذ يعني جماعة من القبيلة ومنه ما جاء في الحديث أن اللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس, الجماعة من الناس, أقل من القبيلة والقبيلة أعلى منها.

(المتن)

فجعل يفخذهم فخذا فخذا: "يا بني فلان، يا بني فلان" فحذرهم بأس الله ووقائع الله، فقال قائلهم: إن صاحبكم هذا لمجنون. بات يصوت إلى الصباح -أو: حتى أصبح، فأنزل الله تعالى: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين}.

قال الله تعالى: {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون (185) }.

يقول تعالى: {أولم ينظروا} - هؤلاء المكذبون بآياتنا -في ملك الله وسلطانه في السماوات والأرض، وفيما خلق [الله] من شيء فيهما، فيتدبروا ذلك ويعتبروا به، ويعلموا أن ذلك لمن لا نظير له ولا شبيه، ومن فعل من لا ينبغي أن تكون العباد. والدين الخالص إلا له. فيؤمنوا به، ويصدقوا رسوله، وينيبوا إلى طاعته، ويخلعوا الأنداد والأوثان، ويحذروا أن تكون آجالهم قد اقتربت، فيهلكوا على كفرهم، ويصيروا إلى عذاب الله وأليم عقابه.

وقوله: {فبأي حديث بعده يؤمنون} ؟ يقول: فبأي تخويف وتحذير وترهيب -بعد تحذير محمد وترهيبه، الذي أتاهم به من عند الله في آي كتابه -يصدقون، إن لم يصدقوا بهذا الحديث الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، عز وجل؟! .

وقد روى الإمام أحمد عن حسن بن موسى وعفان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي، لما انتهينا إلى السماء السابعة، فنظرت فوقي، فإذا أنا برعد وبرق وصواعق"، قال: "وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا. فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت إلى أسفل مني، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين يحرفون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب".

علي بن زيد بن جدعان له منكرات".

الشرح: وهذا من منكراته, هذا من منكراته.

(المتن)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي، لما انتهينا إلى السماء السابعة، فنظرت فوقي، فإذا أنا برعد وبرق وصواعق"، قال: "وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا. فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت إلى أسفل مني، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين يحرفون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب".

- على بن زيد بن جدعان له منكرات – قال: هذه الشياطين يحرفون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض.

ثم قال تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186)}.

يقول تعالى: من كتب عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد، ولو نظر لنفسه فيما نظر، فإنه لا يجزى عنه شيئا، {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا} [المائدة:41].

قال تعالى: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} [يونس:101]

قال تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون (187) }.

(انتهى)

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد