شرح الأسماء الحسنى (2)
طالب:
أحسن الله إليك يا شيخ، نقرأ في كتاب "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة" للشيخ سعيد بن وهب القحطاني، اللهم صل وسلم على نبينا محمد، اللهم اغفر لشيخنا، وللمستمعين.
(المبحث الخامس حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى:
وحقيقة الإلحاد فيها هو الميل بها عن الاستقامة، إما بإثبات المشاركة فيها لأحد من الخلق، كإلحاد المشركين الذين اشتقوا لآلهتهم من صفات الله ما لا يصلح إلا لله، كتسميتهم اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنَّان، وكل مشرك تعلَّق بمخلوق اشتق لمعبوده من خصائص الربوبية والإلهية ما يبرر له عبادته، وأعظم الخلق إلحادًا طائفة الاتحادية الذين من قولهم..).
الشيخ:
أكفر خلق الله هؤلاء، يقولون: الوجود واحد، الرب هو العبد، والعبد هو الرب، الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق، فأنكروا وجود الله، هؤلاء أعظم الناس إلحادًا، نعم.
طالب:
يا شيخ، أنكروا وجود الله؟
الشيخ:
نعم، أنكروا، يقولون ما فيه إلا وجود واحد، كل ما تراه هو الخالق وهو المخلوق، السماوات هي الخالق وهي المخلوق، والآدمي هو الخالق وهو المخلوق، نعوذ بالله، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، نسأل الله السلامة والعافية، (وأعظم الخلق إلحادًا طائفة الاتحادية الذين من قولهم: أن الرب عين المربوب).
الشيخ:
عين، فهم يقولون الرب عين المربوب، فهم يقولون الخالق عين المخلوق، والمخلوق عين الخالق، والرب عين المربوب، والمربوب عين الرب، نعم، وابن عربي رئيس وحدة الوجود يقول:
الرب عبد والعبــــــــــــــــــــــــد رب *** إن قلت عبد فذاك ميت
يا ليت شعري مَن المكلف *** أو قلت رب أنَّى يُكَلَّف
ما يدري أيهما، التبس عليه الأمر، قوله:
الرب عبد والعبــــــــــــــــــــــــد رب *** يا ليت شعري من المكلف
أيهما الذي سيكلف؟
إن قلت عبد فذاك ميت *** أو قلت رب أنَّى يُكَلَّف
إن قلت عبد هذا يموت، وإن قلت رب كيف يكلف، شيء واحد يقول، ذلك الشيء واحد، أيهما العبد، وأيهما الرب، وأيهما المكلف، وأيهما المعبود، (إن قلت عبد فذاك ميت)، يموت، وفي الأصل (فذاك نفي) رواية، (وإن قلت رب أني يكلف)، كيف يكلف؟
طالب:
سبب انحرافهم يا شيخ الآن هل هو دخولهم في كتب مثلًا الفلسفة، أم أنهم انحرفوا بأفكارهم هم؟ أم لهم مؤثر، كان لهم مؤثر مثلًا ذكر بسبب هذا الفكر؟
الشيخ:
انحرافهم سببه أنهم تركوا النصوص وراءهم ظهريًّا، ثم صار يعملون بآرائهم التي ينقشها الشيطان بأذهانهم، واتصالهم كذلك بالصوفية وغيرهم من أهل الكلام وأهل الضلال.
طالب:
أحسن الله إليك، (فكل اسم ممدوح أو مذموم يطلق على الله عندهم، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا).
الشيخ:
كل اسم في الوجود فهو اسم لله عندهم، قبيح أو حسن، يقول ابن عربي: كل اسم في الوجود فهو اسمه، وكل كلام في الوجود كلامه، سواء علينا نثره ونظامه، أصوات الكلام، وأصوات المزامير، وأصوات الحيوانات، وأصوات كذا.
طالب:
نسأل الله العافية، كله كلام الله؟
الشيخ:
كل كلام في الوجود هو كلام الله، لأنه هو الوجود، نعوذ بالله، هذا يقوله ابن عربي:
وكل كلام في الوجود كلامه *** سواء علينا نثره ونظامه
طالب:
أحسن الله إليك، (وإما أن يكون الإلحاد بنفي صفات الله، وإثبات أسماء لا حقيقة لها كما فعل الجهمية، ومن تفرَّع عنهم، وإما بجحدها، وإنكارها رأسًا إنكارًا لوجود الله، كما فعل زنادقة الفلاسفة، فهؤلاء الملحدون قد انحرفوا عن الصراط المستقيم، ويمَّموا طريق الجحيم، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : قال تعالى : {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف:180]، والإلحاد في أسمائه هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل، كما يدل عليه مادته (لَحَدَ)، فمنه اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط، ومنه الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل، قال ابن السكيت: الملحد المائل عن الحق، المدخل فيه ما ليس منه، ومنه الملتَحَد وهو مفتَعَل من ذلك، وقوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}[الكهف: 27]).
الشيخ:
ومنه إيش؟ ومنه ملتحد؟
طالب:
(ومنه الملتَحَد وهو مفتَعَل من ذلك، وقوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}[الكهف: 27]، أي من تعدل إليه، وتهرب إليه، وتلجأ إليه، وتبتهل إليه، فتميل إليه عن غيره، تقول العرب: التحد فلان إلى فلان إذا عدل إليه، إذا عرف هذا فالإلحاد في أسمائه تعالى أنواع:
أحدها: أن تُسَمَّي الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإله، والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهًا، وهذا إلحاد حقيقة، فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة.
الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا بذاته، أو علة فاعلة بالطبع، ونحو ذلك.
وثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود: إنه فقير، وقولهم إنه استراح بعد أن خلق خلقه، وقولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64]، وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته.
ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها، وجحد حقائقها، كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني، فيطلقون عليه اسم السميع، والبصير، والحي، والرحيم، والمتكلم، والمريد، ويقولون: لا حياة له، ولا سمع، ولا بصر، ولا كلام، ولا إرادة تقوم به، وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلًا، وشرعًا، ولغة، وفطرة، وهو يقابل إلحاد المشركين؛ فإن أولئك أعطوا أسماءه وصفاته لآلهتهم، وهؤلاء سلبوه صفات كماله، وجحدوها وعطلوها، فكلاهما ملحد في أسمائه، ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا الإلحاد، فمنهم الغالي، والمتوسط، والمنكوب، وكل من جحد شيئًا مما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقد ألحد في ذلك، فليستقل أو ليستكثر).
الشيخ:
نقف على الخامس هذا.
طالب:
أحسن الله إليك.
الشيخ:
حياك الله (10:01)
طالب:
قال الله عز وجل: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 29]، والمعتزلة والخارجون..
الشيخ:
هذا أفعال العباد، يعني المعتزلة قالوا: أفعال العباد ما خلقها الله ولا أرادها، هو اللي يخلقها بنفسه استقلالًا، لشبهة تعرض لهم، لأنه لو كان خلقها وعذب عليها صار ظالمًان ففروا من ذلك، فقالوا: إن الله ما خلقها، أفعال العباد، شبهة.
طالب:
هم اللي قالوا هذا القول؟ فقط هم؟
الشيخ:
هم المعتزلة، والقدرية الفسقة، هم المعتزلة في الصفات، والقدرية في الأفعال.
طالب:
أحسن الله إليك، ما الفرق بين الإنسان المسير والمخير؟ أنا شايف قول...
الشيخ:
مُسير لأن الله تعالى هو الذي سمى نفسه خلق أفعال العباد، لأن المشيئة تنبع نفسه، ومخير لأن الله أعطاه القدرة والاختيار، له قدرة واختيار أن يذهب ويأتي ويجلس، ومسير لأن مشيئته تبعًا لمشيئة الله، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [يونس: 22].
(11:12)
طالب:
أحسن الله إليك، بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لشيخنا والمستمعين، أما بعد نقرأ في كتاب "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة" للشيخ سعيد بن وهب - حفظه الله - يقول حفظه الله في النوع الخامس من أنواع الإلحاد في أسماء الله: (وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه، تعالى الله عما يقول المشبهون علوًّا كبيرًا، فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة).
الشيخ:
المعطلة نفوا الصفات، فقالوا ليس لله صفات، والمشبهة أثبتوا الصفات وغلوا في الإثبات حتى قالوا إنها تشبه صفات المخلوقين، كما أن المعطلة غلوا في التنزيه، المعطلة غلوا في التنزيه حتى إيش؟ حتى جاوزوا الحد فعطلوا الصفات، والمشبهة زادوا في الإثبات حتى غلوا فشبهوا صفات الخالق بصفات المخلوقين، فالمشبهة معهم حق، ومعهم باطل، الحق الذي معهم ما هو؟ الإثبات، والباطل هو الغلو حتى وصلوا إلى التشبيه، والمعطلة معهم حق، وهو التنزيه، ومعهم باطل، وهو الغلو في هذا التنزيه حتى وصلوا إلى التعطيل، وأهل الحق، أهل السنة أخذوا الحق الذي مع المعطلة والحق الذي مع المشبهة، أخذوا الحق الذي مع المعطلة وهو إيش؟ التنزيه، وأخذوا الحق الذي مع المشبهة الإثبات، فأثبتوا فسلموا من التعطيل، ونزهوا فسلموا من التعطيل، أثبتوا فسلموا من التعطيل، سلموا من التعطيل لأنهم نزهوا، وكذلك سلموا من التعطيل لأنهم أثبتوا، وكل من الطائفتين معهم حق، ومعهم باطل، ومذهب أهل السنة مأخوذ من إيش؟ من الحق الذي مع المعطلة، والحق الذي مع المشبهة، الحق الذي مع المشبهة الإثبات، والباطل الذي معهم الغلو، والمعطلة معهم حق وهو التنزيه، ومعهم باطل وهو الغلو حتى وصلوا إلى التعطيل.
طالب:
أحسن الله إليك، (فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها).
الشيخ:
نعم، يعني المعطلة.
طالب:
أحسن الله إليك، (وجحدوها، وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه، فجمعهم الإلحاد، وتفرقت بهم طرقه، وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله، فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه، ولم يجحدوا صفاته، ولم يشبهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظًا ولا معنًى، بل أثبتوا له الأسماء والصفات، ونفوا عنه مشابهة المخلوقات، فكان إثباتهم بريئًا من التشبيه، وتنزيههم خاليًا من التعطيل، لا كمن شبه، حتى كأنه يعبد صنمًا، أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدمًا، وأهل السنة وسط في النحل كما أن أهل الإسلام وسط في الملل).
الشيخ:
يعني أهل السنة وسط في النحل، يعني الفرق، وسط في فرق الأمة، الأمة افترقت الآن، فهم وسط بين إيش؟ بين المشبهة والمعطلة، وسط بين الخوارج والمعتزلة، وبين المرجئة، وسط بين الروافض والنواصب، وهكذا، فهم وسط بين النحل، لأن النحل مختلفة، كما أن الأمة كلها وسط بين الملل، اليهودية والنصرانية، اليهودية ملة، والنصرانية ملة، فأهل الإسلام وسط بينهم، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، وأهل السنة وسط بين الفرق، يعني إذا نظرت للأمة ككل، تجدها وسط بين أهل الملل كلها اليهود والنصارى، وإذا نظرت إلى أهل السنة تجدها أهل السنة وسط بين فرق الأمة، واضح هذا، يعني أهل الإسلام دين الإسلام وسط بين اليهودية والنصرانية، وأهل السنة وسط بين فرق الأمة.
طالب:
كيف يكون يا شيخ الوسطية بين أهل السنة..؟
الشيخ:
مثل ما سمعت وسط بين المشبهة والمعطلة.
طالب:
واليهودية والنصرانية؟
الشيخ:
لأن اليهود شددوا، والنصارى تساهلوا، يقال في شريعة التوراة يجب قتل القاتل، يجب القصاص، وليس له أن يعفوا ولا يأخذ الدية، وفي شريعة النصارى يجب العفو، ولا شرع له أن يقتل، ولهذا يقال في شريعة الإنجيل: (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر)، وشريعة الإسلام وسط، فخير بين إيش؟ مخير في القاتل بين القصاص وبين أخذ الدية، وبين العفو مجانًا، هذا وسط، فالدين الإسلامي وسط بين الملل، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، توقد مصابيح معارفهم {مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاء} [النور:35]، فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره، ويسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته، ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إنه قريب مجيب).
ذكر في الحاشية - أحسن الله إليك - في إبداع الفوائد لابن القيم - رحمه الله تعالى - بتصرف يسير، وقد ذكر - رحمه الله - عشرين فائد في أسماء الله الحسنى قال في نهايتها: (فهذه عشرون فائدة مضافة إلى القاعدة التي بدأنا بها في أقسام ما يوصف به الرب - تبارك وتعالى - فعليك بمعرفتها ومراعاتها، ثم اشرح الأسماء الحسنى إن وجدت قلبًا عاقلًا، ولسانًا قائلًا، ومحلًّا قابلًا، وإلا فالسكوت أولى بك، فجناب الربوبية أجل وأعز مما يخطر بالبال، أو يعبر عنه المقال، وفوق كل ذي علم عليم، حتى ينتهي العلم إلى من أحاط بكل شيء علمًا، وعسى الله أن يعين بفضله على تعليق شرح الأسماء الحسنى، مراعيًا فيه أحكام هذه القواعد، بريئًا من الإلحاد في أسمائه، وتعطيل صفاته، فهو المنان بفضله ذو الفضل العظيم.
الشيخ:
هذا كلام ابن القيم، أسأل الله أن يعين على إيش؟ تعليق والا تغليق؟
طالب:
بفضله على تعليق شرح.
الشيخ:
هذا كلام ابن القيم؟
طالب:
نعم، أحسن الله إليك.
الشيخ:
يعني يعلق على الشرح، أو يغلق الشرح، يستكمل؟ محتمل؟
طالب:
محتمل، أحسن الله إليك، يقول المبحث السادس - أحسن الله إليكم: (إحصاء الأسماء الحسنى أصل للعلم: إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم؛ فإن المعلومات سواها إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا، إما علم بما كوّنه، أو علم بما شرعه، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه، فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى، وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد، والرأفة، والرحمة بهم، والإحسان إليهم، بتكميلهم بما أمرهم به، ونهاهم عنه، فأمره كله مصلحة، وحكمة، ورحمة، ولطف، وإحسان، إذ مصدره أسماؤه الحسنى، وفعله كله لا يخرج عن العدل، والحكمة، والمصلحة والرحمة، إذ مصدره أسماؤه الحسنى، فلا تفاوت في خلقه، ولا عبث، ولم يخلق خلقه باطلاً، ولا سدىً، ولا عبثًا).
الشيخ:
إيش العنوان، عنوان القاعدة؟
طالب:
أحسن الله إليك، العنوان: المبحث السادس إحصاء الأسماء الحسنى أصل للعلم.
الشيخ:
القراءة مستعجلة، تحتاج إلى إعادة مرة مرتين، تقرأها مرتين، المهم.
طالب:
أحسن الله إليك، يا شيخ، إذا كان الشخص يعني شاك في وجود رب العالمين وهو مسلم، إيش الكتب اللي تنصح فيه إنه..
الشيخ:
شاك، نسأل الله العافية، كيف يكون مسلم وهو شاك في وجود الله؟ لا يقال هذا مسلم.
طالب:
هذا يعتبر من..
الشيخ:
هذا شاك في وجود الله، ما هو مسلم، هذا كفر هذا يناظر بالعقل.
طالب:
وإيش الكتب اللي تنصحه بأن واحد تعطى له.
الشيخ:
هذا يناظر بالعقل، بالأدلة العقلية، مثل: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور:35]، مثل ما ذكر العلماء اللي ما يؤمن بوجود الله بالعقل.
طالب:
هل فيه كتب يا شيخ معينة؟
الشيخ:
لا، العلماء ذكروا أنه يناظر بالعقل، بالأدلة العقلية.
طالب:
أحسن الله إليك، نقرأ يا شيخ؟
الشيخ:
نعم.
طالب:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اعفر لشيخنا والمستمعين، نقرأ في كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني - حفظه الله - "في شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"، يقول حفظه الله:
(المبحث السادس: إحصاء الأسماء الحسنى أصل للعلم، إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم؛ فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا، إما علم بما كوّنه، أو علم بما شرعه، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه، فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى، وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد، والرأفة، والرحمة بهم، والإحسان إليهم، بتكميلهم بما أمرهم به، ونهاهم عنه، فأمره كله مصلحة، وحكمة، ورحمة، ولطف، وإحسان، إذ مصدره أسماؤه الحسنى، وفعله كله لا يخرج عن العدل، والحكمة، والمصلحة والرحمة، إذ مصدره أسماؤه الحسنى، فلا تفاوت في خلقه، ولا عبث، ولم يخلق خلقه باطلاً، ولا سدىً، ولا عبثًا، وكما أن كل الموجودات سواه فبإيجاده).
الشيخ:
كما في الآية الكريمة: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران:191]، نعم.
طالب:
(وكما أن كل موجود سواه فبإيجاده، فوجود من سواه تابع لوجوده تبع المفعول المخلوق لخالقه، فكذلك العلم بها أصل للعلم بكل ما سواه، فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي للمخلوق، أحصى جميع العلوم، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم، لأن المعلومات هي من مقتضاه ومرتبطة بها، وتأمل..)
الشيخ:
من مقتضاها يعني الأسماء.
طالب:
أحسن الله إليك، (هي من مقتضاها ومرتبطة بها، وتأمل صدور الخلق والأمر عن علمه وحكمته تعالى، ولهذا لا تجد فيها خللًا ولا تفاوتًا، لأن الخلل الواقع فيما يأمر به العبد أو يفعله إما أن يكون لجهله به، أو لعدم حكمته).
الشيخ:
نعم، {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}[الملك:3]، الخلل إما الإنسان الآدمي حين يفعل شيء يصير فيه خلل، إما صادر عن جهله، ما عنده علم، أو صادر عن عدم الحكمة، والله تعالى الخالق والعلم صادر عن علم وحكمة، فلا يكون في خلقه تفاوت، {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}[الملك:3]، نعم.
طالب:
(وأما الرب تعالى فهو العليم الحكيم، فلا يلحق فعله ولا أمره خلل، ولا تفاوت، ولا تناقض.
المبحث السابع: أسماء الله كلها حسنى.
أسماء الله كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك أصلًا، وقد تقدم أن من أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل نحو الخالق، والرازق، والمحيي، والمميت، وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها، لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى، وهذا باطل، فالشر ليس إليه، فكما لا يدخل في صفاته، ولا يلحق ذاته).
الشيخ:
يعني الشر لا يدخل في صفاته، ولا يلحق ذاته، كما في الحديث يقول النبي: «والشر ليس إليك»، نعم.
طالب:
(لا يدخل في أفعاله، فالشر ليس إليه، لا يضاف إليه فعلًا ولا وصفًا، وإنما يدخل في مفعولاته).
الشيخ:
يقول: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}[الفلق:2]، فأضيف إلى الخلق، أو يبنى للمجهول، كما في قول الله عن الجن: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ}[الجن:10]، فلما جاء الشر قال أريد المبني للمجهول، ولما جاء الخير قال: {أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}[الجن:10]، أضيف إلى الله، من أدب الجن، قالوا الشر ما أضافوه إلى الله، قالوا: أُريد، والخير أضافه إلى الله، {أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}[الجن:10]، نعم.
طالب:
(وفرق بين الفعل والمفعول، فالشر قائم بمفعوله المباين له).
الشيخ:
يعني المخلوق، الشر في ذوات المخلوقات، نعم.
طالب:
(المباين له، لا بفعله الذي هو فعله، فتأمل هذا، فإنه خفي على كثير من المتكلمين، وزلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام، وهدى الله أهل الحق لما اختلفوا فيه بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).
الشيخ:
الحمد لله، قال؟
طالب:
يبدأ المبحث الثامن، أحسن الله إليك يا شيخ.
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لشيخنا وللمستمعين، نقرأ في كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني - حفظه الله- "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"، يقول حفظه الله:
(المبحث السادس: إحصاء الأسماء الحسنى أصل للعلم: إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم؛ فإن المعلومات سواها إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا، إما علم بما كوّنه).
الشيخ:
هذا الأمر علم، الخلق إما أمر، وإما خلق، فالمكون هو الخلق، والمعلوم هو الأمر، فإن إيش؟
طالب:
(فإن المعلومات سواه).
الشيخ:
سوى الله يعني، أعد من الأول.
طالب:
(إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم؛ فإن المعلومات سواه).
الشيخ:
يعني سوى الله، نعم.
طالب:
سوى الله، أحسن الله إليك، (إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا).
الشيخ:
لا تخرج عن هذين الأمرين، إما خلق له مثل السماوات والأرضين، والشمس والقمر، هذه خلق، وإما أمر هذا المعلومات مثل الكتب المنزلة هذه أمر، نعم، والله تعالى فرق بينهما قال: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}[الأعراف:54].
طالب:
أحسن الله إليك، (إما علم بما كوّنه، أو علم بما شرعه).
الشيخ:
نعم، العلم ينقسم إلى قسمين، العلم والأمر، علم بما كونه، وإما إيش؟ علم بما شرعه، العلم بما كونه يفيد العلم بأن الله كون السماوات والأرض، والعلم بما شرعه العلم بالكتب المنزلة، بما أنزل الله، العلم بالكتاب والسنة، والعلم بالتوراة والإنجيل في الأمم السابقة، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، (ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه).
الشيخ:
مصدر الأمر والخلق عن إيش؟ صادر عن الأسماء الحسنى، نعم، ومصدر؟
طالب:
(ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه).
الشيخ:
يعن الخلق والأمر صادر عن إيش؟ عن أسماء الله الحسنى، والخلق والأمر مرتبطان بالأسماء الحسنى ارتباط السبب بالمسبب، فأسماء الله الحسنى هي سبب في الحلق، وسبب في الأمر، هذه الأسماء العظيمة الحسنى هي سبب في المخلوقات، وسبب في إيش؟ الأوامر والنواهي، لأن أسماء الله الحسنى تقتضي أن يخلق المخلوقات، تقتضي أن يشرع الشرائع، وأن يأمر الناس بما فيه صلاحهم، وأن يعني هذه الأسماء الحسنى تقتضي خلقهم، تقتضي خلقهم لعبادته وتوحيده وطاعته، فهي مرتبطة الخلق والأمر بالأسماء الحسنى ارتباط السبب بالمسبب، فالأسماء الحسنى سبب، والخلق والأمر مسبب عنه، يعني ما خلق الله الخلق، وما أمر وشرع الشرائع إلا من آثار أسمائه الحسنى، نعم، اقرأ.
طالب:
أحسن الله إليك، (فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى، وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد، والرأفة، والرحمة بهم، والإحسان إليهم، بتكميلهم بما أمرهم به، ونهاهم عنه، فأمره كله مصلحة، وحكمة، ورحمة).
الشيخ:
جميع الأوامر الآن، جميع الأوامر، أمر الله بالصلاة والزكاة والصيام والحج، وكلها صادرة عن مصلحة ورحمة وحكمة، مصلحة للعباد، ففيها صلاحهم ونجاتهم، وفلاحهم، وهي رحمة وحكمة، الله تعالى تقتضي حكمته ذلك، نعم.
طالب:
(حكمة، ورحمة، ولطف، وإحسان، إذ مصدره أسماؤه الحسنى، وفعله كله لا يخرج عن العدل، والحكمة، والمصلحة والرحمة).
الشيخ:
نعم، فعله - سبحانه - لا يخرج عن هذين الأمرين، إما مصلحة ورحمة كما أمر العباد بالأوامر والنواهي، وأثابهم على ذلك، وإما عدل كتعذيبه الكفار، هذا عدل، وإما مصلحة ورحمة كإثابته للمطيعين، والأمر الثالث الظلم هذا لا يوجد، هذا مو مستحيل، المستحيل يقدر عليه، لكن الله حرمه على نفسه، الممتنع هو المستحيل، ما يقال أنه مستحيل، يقال إن الظلم حرمه الله على نفسه، فجعله بين عباده محرمًا، قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا»، قال: {لا ظُلْمَ الْيَوْمَ}[غافر:17]، {فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا}[طه:112]، لو كان مستحيل وممتنع، كيف يخاف الإنسان المستحيل والممتنع؟ ولذلك الجبرية قالوا: الظلم مستحيل على الله، ممتنع، الجبرية من الجهمية والمعتزلة قالوا: الظلم مستحيل، لا يقدر عليه الرب، كالجمع بين نقيضين، وهذا باطل، ما هي شبهتهم؟ يقول: كل ما يفعله الله، كل ما يدخل تحت القدرة فهو عدل، لماذا؟ قالوا: لأن المخلوقات خلقها الله تعالى، ملكها، وكل شيء يملكه الله يتصرف في ملكه، فيكون عدل، والظلم عندهم هو تصرف المالك في غير ملكه، أو مخالفة الآمر، وهل هناك شيء خارج عن ملك الله؟ لا، قالوا: خلاص، لله، شوف والعياذ بالله وصلوا إلى قول: لله أن يقلب التشريعات والجزاءات، قالوا: فله أن يجعل العفة واجبًا، والعفة حرامًا، والزنا واجبًا، وله أن يقلب التشريعات والجزاءات، وله أن يبطل حسنات الأنبياء والأبرار، ويحملهم سيئات الفجار، ولا يكون هذا ظلم، لأنه يتصرف في ملكه، واستدلوا بحديث: لو عذب أهل السماوات والأرض لو عذبهم غير الله لملهم، وقابلهم القدرية قالوا: الظلم والقبيح، كل ما كان ظلمًا وقبيحًا من المخلوق لو فعله فهو ظلم من الله، مثل الظلم من العباد، الظلم من الله مثل الظلم من العباد، شبهوا الله بخلقه، أما أهل السنة توسطوا، قالوا: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، كأن يحمل أحدًا أوزار غيره، أو يمنعه من حسناته لو عملها، وهذا الظلم هو الذي حرمه الله على نفسه، وهو مقدور لله، لكن الله حرمه على نفسه، وجعله بين عباده محرمًا، وهذه مسألة مهمة لكل إنسان.
طالب:
مهمة، إذًا لفظ الاستحالة غير صحيح.
الشيخ:
ما يقال: مستحيل، هذا قول الجبرية.
طالب:
يقال محرم.
الشيخ:
يعني يقال أن الله حرمه على نفسه، وتنزه عنه وهو قادر عليه، حرمه على نفسه سبحانه.
طالب:
أحسن الله إليك يا شيخ، صيغة بعض الأسماء يا شيخ، تكمل بعضها بعضها، مثلًا الجبار يقاصده العدل، يقابله العدل؟
الشيخ:
نعم، هذه من الأسماء المتقابلة، الجبار في مقابل الغفور، وفي مقابل الرحيم، لها هذه آثار، ولها آثار، هذا إيش؟
طالب:
نحن وقفنا هنا، أنكمل؟ (فلا تفاوت في خلقه، ولا عبث، ولم يخلق خلقه باطلاً، ولا سدىً، ولا عبثًا).
الشيخ:
سبحان الله.
طالب:
أحسن الله إليك يا شيخ.