شرح الأسماء الحسنى (3)
طالب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، اللهم اغفر لشيخنا والمستمعين، نقرأ في كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني في شرح كتاب "أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"، يقول حفظه الله:
(المبحث الثامن: أسماء الله تعالى منها ما يطلق عليه مفردًا ومقترنًا بغيره، ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده، بل مقرونًا بمقابله:
إنَّ أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردًا ومقترنًا بغيره، وهو غالب الأسماء، فالقدير، والسميع، والبصير، والعزيز، والحكيم، وهذا يسوغ أن يدعى به مفردًا).
الشيخ:
إيش؟ والعزيز إيش؟ قبل؟
طالب:
(إنَّ أسماء الله تعالى منها ما يطلق عليه مفردًا ومقترنًا بغيره، وهو غالب الأسماء، فالقدير، والسميع، والبصير، والعزيز، والحكيم، وهذا يسوغ أن يدعى به مفردًا).
الشيخ:
ومقترنًا بغيره، يا سميع يا بصير، أو يا عليم وحدها أو يا عليم يا قدير.
طالب:
أحسن الله إليك، (فتقول: يا عزيز يا حليم، يا غفور يا رحيم، وأن يفرد كل اسم، وكذلك في الثناء عليه، والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع، ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده، بل مقرونًا بمقابله كالمانع، والضار، والمنتقم، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله، فإنه مقرون بالمعطي).
الشيخ:
كالمانع والضار، والمعطي والمانع.
طالب:
نعم، أحسن الله إليك، (والنافع، والعفو، فهو المعطي المانع، الضار النافع، المنتقم العفو، المعز المذل، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله؛ لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية، وتدبير الخلق، والتصرف فيهم عطاءً، ومنعًا، ونفعًا، وضرًّا، وعفوًا، وانتقامًا، وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع، والانتقام، والإضرار، فلا يسوغ، فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد، الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض، فهي -وإن تعددت- جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك لم تجئ مفردة، ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه، فلو قلت: يا مذل، يا ضار، يا نافع، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيًا عليه ولا حامدًا له حتى تذكر مقابلها).
الشيخ:
نعم، يا ضار يا نافع، يا معطي يا مانع، أما يقول: يا ضار هكذا، أو يا نافع وحدها يفصلها، أو يا مانع، لا، ليس له ذلك، نعم، لأن الكمال في اقترانها.
طالب:
أحسن الله إليك، (المبحث التاسع من أسماء الله الحسنى ما يكون دالاً على عدة صفات:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: من أسمائه الحسنى ما يكون دالاً على عدة صفات، ويكون ذلك الاسم متناولًا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها، كاسمه العظيم، والمجيد، والصمد، كما قال ابن عباس فيما رواه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره: "الصمد السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع شرفه وسؤدده، وهو الله سبحانه، وهذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفواً أحد، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار، هذا لفظه، وهذا مما خفي على كثير ممن تعاطى الكلام في تفسير الأسماء الحسنى، ففسر الاسم بدون معناه، ونقصه من حيث لا يعلم، فمن لم يحط بهذا علمًا بخس الاسم الأعظم حقه، وهضمه معناه، فتدبره).
أحسن الله إليك.
الشيخ:
نعم.
طالب:
(المبحث العاشر: الأسماء الحسنى التي ترجع إليها جميع الأسماء والصفات:
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في تفسير سورة الفاتحة: اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن، فاشتملت على التعريف بالمعبود - تبارك وتعالى - بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى، والصفات العليا إليها، ومدارها عليها، وهي: الله، والرب، والرحمن).
الشيخ:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:2-3]، الآية الأولى فيها الله والرب، والثانية الرحمن، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:2-3]، وهي الله والرب والرحمن، نعم، والمراد الرب بالتعريف، الرب هكذا، أما رب بدون تعريف هذا اسم، رب الدار، تطلق، تضاف إلى غيره، وهكذا، أما الرب بأل فلا تطلق إلا على الله، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، والحين شيخنا لفظ الرحمن أنطقها كذا بالترقيق؟
الشيخ:
الرحمن، اللام هنا ما تظهر لأنها لام شمسية.
طالب:
أقصد في القراءة يا شيخ، الرحمن؟
الشيخ:
نعم، الرحمن، لام القمرية ولام الشمسية، الكتاب هنا تظهر، لأنها لام إيش؟ لام قمرية، الرحمن هذه لام شمسية، ما تظهر، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، (وبنيت السورة على الإلهية، والربوبية، والرحمة، فـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} مبني على الإلهية، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:5] على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة، والحمد يتضمن الأمور الثلاثة: فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته، والثناء والمجد كمالان لجده).
الشيخ:
جده يعني عظمته، لأن الجد يطلق على معاني، يطلق على الجد أبو الأب، يطلق عليه، ويطلق الجد على العظمة، تبارك اسمك، وتعالى جدك، يعني تعالت عظمتك، ويطلق الجد على الحظ، مثل (ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، يعني لا ينفع صاحب الحظ الحظ، فهنا إيش؟ أعد العبارة، الجملة الأخيرة.
طالب:
أحسن الله إليك، (والحمد يتضمن الأمور الثلاثة: فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته، والثناء والمجد كمالان لجده).
الشيخ:
لعظمته، نعم.
طالب:
(وتضمنت - يعني سورة الفاتحة - إثبات النبوات من جهات عديدة:
- كون الله رب العالمين، فلا يليق به أن يترك عباده سدى هملاً لا يعرِّفهم ما ينفعهم في معاشهم، ومعادهم، وما يضرهم فيهما، فهذا هضم للربوبية، ونسبة الرب تعالى إلى ما لا يليق به، وما قدره حق قدره من نسبه إليه).
الشيخ:
إيش ما قبلها؟
طالب:
(وما يضرهم فيهما، فهذا هضم للربوبية، ونسبة الرب تعالى إلى ما لا يليق به، وما قدره حق قدره من نسبته إليه).
الشيخ:
من نسبه؟
طالب:
من نسبته إليه.
الشيخ:
وما قدر الله حق قدره من نسبه إليه، من نسب هذا الشيء إليه، نسبته؟
طالب:
ما أدري، نعم، مكتوب: وما قدره حق قدره من نسبته إليه، خطأ يا شيخ؟ هكذا مكتوبة يا شيخ.
الشيخ:
تراجع، وما قدره حق قدره من نسبه إليه، أو من نسبته إليه، تراجع.
طالب:
وما قدره حق قدره من نسبته إليه.
الشيخ:
ما يصح هو (ما قدره حق قدره من نسبه إليه)، نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، (وما قدره حق قدره من نسبه إليه.
- من اسم (الله) وهو المألوه المعبود، ولا سبيل للعباد..).
الشيخ:
تابع للكلام السابق هذا؟
طالب:
نعم، هذا لأنه فصلها واحد، اثنين، لأنه قال: إثبات النبوات من جهات عديدة، نعم.
الشيخ:
كأن يكون الله رب العالمين هذا من اسم الله، ثالثًا من اسم الرحمن، ثالثًا؟
طالب:
أحسن الله إليك، (الثاني: من اسم الله وهو المألوه).
الشيخ:
من إثبات إيش؟ إثبات النبوة من جهات عديدة، كونه ب العالمين، نعم، من اسم الله من اسم الرحمن، نعم.
طالب:
(- من اسم "الله" وهو المألوه المعبود، ولا سبيل للعباد إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله عليهم الصلاة والسلام.
- من اسمه "الرحمن" فإن رحمته تمنع إهمال عباده، وعدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم، فمن أعطى اسم "الرحمن" حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل، وإنزال الكتب، أعظم من تضمنه إنزال الغيث، وإنبات الكلأ، وإخراج الحب، فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح، لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظ البهائم والدواب، وأدرك منه أولو الألباب أمرًا وراء ذلك.
واشتملت سورة الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة التي اتفقت عليها الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- وهي:
* التوحيد العلمي: سمي بذلك لتعلقه بالأخبار والمعرفة، ويسمى أيضًا بتوحيد الأسماء والصفات.
* التوحيد القصدي الإرادي).
الشيخ:
والتوحيد، هذا الثاني، الأول التوحيد العلمي القولي الاعتقادي، هذا يشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
طالب:
يشمل الاثنين، أحسن الله إليك.
الشيخ:
نعم، يقال التوحيد العلمي ويقال التوحيد القولي العلمي لأنه علم واعتقاد، يقال له التوحيد الخبري أيضًا، كل هذه من أسمائه، الثاني: التوحيد الإرادي الطلبي، هذا توحيد الألوهية.
طالب:
أحسن الله إليك، توحيد الألوهية، (سمي بذلك لتعلقه بالقصد والإرادة، وهذا الثاني نوعان: توحيد في الربوبية، وتوحيد في الألوهية، فهذه ثلاثة أنواع).
الشيخ:
وهذا الثاني إيش؟
طالب:
(وهذا الثاني نوعان: توحيد في الألوهية، وتوحيد في الربوبية، فهذه ثلاثة أنواع، فأما التوحيد العلمي -توحيد الأسماء والصفات- فمداره على إثبات صفات الكمال، وعلى نفي التشبيه، والمثال، والتنزيه عن العيوب والنقائص، وقد دل على هذا شيئان: مجمل، ومفصل.
أما المجمل فإثبات الحمد لله سبحانه، وأما المفصل فذكر صفة الألوهية، والربوبية، والرحمة، والملك، وعلى هذه الأربعة مدار الأسماء والصفات).
الشيخ:
وأما إيش؟ أما الأول؟
طالب:
(أما المجمل فإثبات الحمد لله سبحانه، وأما المفصل فذكر صفة الألوهية، والربوبية، والرحمة، والملك، وعلى هذه الأربعة مدار الأسماء والصفات).
الشيخ:
الربوبية والملك؟
طالب:
نعم، الربوبية والرحمة والملك.
الشيخ:
نعم، وعلى هذه الأربع؟
طالب:
(وعلى هذه الأربع مدار الأسماء والصفات، فأما تضمن الحمد لذلك، فإن الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله، ونعوت جلاله، مع محبته والرضا عنه، والخضوع له، فلا يكون حامدًا من جحد صفات المحمود، ولا من أعرض عن محبته والخضوع له، وكلما كانت صفات المحمود أكثر، كان حمده أكمل، وكلما نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها.
ولهذا كان الحمد كله لله حمدًا لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها، لأجل هذا لا يحصي أحد من خلقه ثناءً عليه، لما له من صفات الكمال ونعوت الجلال التي لا يحصيها سواه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»، فهذه دلالة على توحيد الأسماء والصفات.
وأما دلالة الأسماء الخمسة عليها -أي على الأسماء والصفات- وهي: الله، والرب، والرحمن، والرحيم، والْمَلِك، فمبني على أصلين:
الأصل الأول: أسماء الرب -تبارك وتعالى- دالة على صفات كماله، فهي مشتقة من صفات، فهي أسماء، وهي أوصاف، وبذلك كانت حسنى، إذ لو كانت ألفاظًا لا معاني فيها لم تكن حسنى، ولا كانت دالة على مدح ولا كمال، ولساغ وقوع أسماء الانتقام والغضب في مقام الرحمة والإحسان، وبالعكس، فيقال: اللهم إني ظلمت نفسي، فاغفر إنك أنت المنتقم، واللهم أعطني فإنك أنت الضار المانع، ونحو ذلك، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا)، نقف هنا يا شيخ؟
الشيخ:
إيش بعدها؟
طالب:
بعدها: ونفي معاني الأسماء الحسنى.
الشيخ:
اقرأ ومدارج السالكين، المرجع؟ مدارج السالكين.
طالب:
المرجع هنا يا شيخ أخرجه مسلم في كتاب الصلاة.
الشيخ:
لا، مرجع البحث، مدارج السالكين، الجزء الأول.
طالب:
مدارج السالكين نعم يا شيخ.
الشيخ:
هو قال رحمه الله، ونفي معاني إيش؟
طالب:
(ونفي معاني الأسماء الحسنى من أعظم الإلحاد فيها، قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأعراف:180]، ولأنها لو لم تدل على معانٍ وأوصافٍ لم يجز أن يخبر عنها بمصادرها ويوصف بها، لكن الله أخبر عن نفسه بمصدرها، وأثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات:58]، فعلم أنَّ "القوي" من أسمائه ومعناه: الموصوف بالقوة، وكذلك قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}[فاطر: 10]، فالعزيز من له العزة، فلولا ثبوت القوة والعزة لم يسمَّ قويًّا ولا عزيزًا، وكذلك قوله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ}[النساء: 166]، وأجمع المسلمون أنه لو حلف بحياة الله، أو سمعه، أو بصره، أو قوته، أو عزته، أو عظمته، انعقدت يمنيه، وكانت مكفرة؛ لأن هذه صفات كماله التي اشتقت منها أسماؤه، وأيضًا لو لم تكن أسماؤه مشتملة على معان وصفات لم يسغ أن يخبر عنه بأفعالها، فلا يقال: يسمع، ويرى، ويعلم، ويقدر، ويريد، فإن ثبوت أحكام الصفات فرع ثبوتها، فإذا انتفى أصل الصفة استحال ثبوت حكمها، فنفي معاني أسمائه سبحانه من أعظم الإلحاد فيها، والإلحاد فيها أنواع هذا أحدها.
الشيخ:
رحمه الله تعالى، نعم، الاسم من أسمائه تبارك وتعالى.
طالب:
الأصل الثاني نبدأ فيه الدرس القادم، أحسن الله إليك يا شيخ.
الشيخ:
نعم.
طالب:
أحسن الله إليك، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لشيخنا وللمستمعين، نقرأ في كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني في شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، يقول حفظه الله تعالى، أقرأ الأصل القاني يا شيخ، وقفنا على الأصل الثاني.
الشيخ:
نعم، دلالة الأسماء الخمسة اللي هي؟
طالب:
الأسماء الخمسة -أحسن الله إليك- الله والرب والرحمن والرحيم، والملك.
الشيخ:
نعم، الله والرب والرحمن والرحيم، ذكر الرحيم؟
طالب:
نعم، والرحيم والملك.
الشيخ:
نعم، خمسة، نعم.
طالب:
خمسة، يقول حفظه الله: (الأصل الثاني: الاسم من أسمائه -تبارك وتعالى- كما يدل على الذات والصفة التي اشتق منها بالمطابقة، فإنه يدل عليه دلالتين أخريين بالتضمن واللزوم، فيدل على الصفة بمفردها بالتضمن، وكذلك على الذات المجردة عن الصفة، ويدل على الصفة الأخرى باللزوم..).
الشيخ:
مثلًا الرحمن يدل على الذات بالتضمن، ويدل على الرحمة بالتضمن، ويدل عليهما على الذات والرحمة بالمطابقة، ويدل على العلم باللزوم، يلزم من الرحمن لا يكون إلا عن علم، نعم، فصارت هذه الدلالات كلها التضمن والمطابقة واللزوم.
طالب:
أحسن الله إليك، (فإن اسم "السميع" يدل على ذات الرب وسمعه بالمطابقة، وعلى الذات وحدها وعلى السمع وحده بالتضمن، ويدل على اسم "الحي" وصفة الحياة بالالتزام، وكذلك سائر أسمائه وصفاته، ولكن يتفاوت الناس في معرفة اللزوم وعدمه.
إذا تقرر هذان الأصلان فاسم "الله" دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث: المطابقة، والتضمن، واللزوم.).
الشيخ:
اسم الله، يعني اسم الله؟ إذا تقرر هذا أعد.
طالب:
إذا تقرر هذان الأصلان..
الشيخ:
ما هما الأصلان؟ عناوينهما؟
طالب:
هذان الأصلان عناوينهما يا شيخ: الأصل الأول أسماء الرب - تبارك وتعالى- دالة على صفات كماله، فهي مشتقة من الصفات، والأصل الثاني: الاسم من أسمائه - تبارك وتعالى - كما يدل على الذات والصفة التي اشتق منها بالمطابقة، أكمل؟
الشيخ:
نعم.
طالب:
(إذا تقرر هذان الأصلان، فاسم "الله" دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث: المطابقة، والتضمن، واللزوم، فإنه دال على الهيئة المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له مع نفي أضدادها عنه).
الشيخ:
فإنه دال على؟
طالب:
(فإنه دال على الهيئة المتضمنة لثبوت الإلهية له مع نفي أضدادها عنه، وصفات الإلهية يعني أن الله الإله الحق، وحده لا شريك له سبحانه وتعالى، هي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه والتمثيل، وعن العيوب والنقائص، ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم كقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]، ويقال: "الرحمن، والرحيم، والقدوس، والسلام، والعزيز، والحكيم" من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز، ونحو ذلك).
الشيخ:
الله علم على الذات الإلهية، على الرب نفسه - سبحانه وتعالى - وجميع الأسماء كلها تضاف إليه، نعم.
طالب:
كل الأسماء ترجع إليه، أحسن الله إليك، (فعلم أن اسمه "الله" مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دال عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل، وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم "الله"، واسم "الله" دال على كونه مألوهًا معبودًا، تألهه الخلائق محبة).
الشيخ:
نعم، الإله هو المألوه الذي تألهه الخلائق محبة وإجلالًا، لأن الإله على وزن فِعال بمعنى مفعول، مألوه، الإله هو المألوه، المعبود الذي تألهه القلوب محبة وإجلالًا وخوفًا ورجاءً.
طالب:
أحسن الله إليك، (تألهه الخلائق محبة وتعظيمًا، خضوعًا وفزعًا إليه في الحوائج والنوائب، وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته، المتضمنين لكمال الملك والحمد، وإلهيته، وربوبيته، ورحمانيته، وملكه).
الشيخ:
وذلك متضمن إيش؟
طالب:
(ورحمته المتضمنين لكمال الملك والحمد، وإلهيته، وربوبيته، ورحمانيته، وملكه، مستلزم لجميع صفات كماله، إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي، ولا سميع، ولا بصير، ولا قادر، ولا متكلم، ولا فعال لما يريد، ولا حكيم في أفعاله.
وصفات الجلال والجمال: أخص باسم "الله"، وصفات الفعل، والقدرة، والتفرد بالضر والنفع، والعطاء والمنع، ونفوذ المشيئة..).
الشيخ:
وصفات إيش؟ وصفات الجلال والجمال؟
طالب:
(وصفات الجلال والجمال: أخص باسم "الله"، وصفات الفعل، والقدرة، والتفرد بالضر والنفع، والعطاء والمنع، ونفوذ المشيئة، وكمال القوة، وتدبير أمر الخليقة أخص باسم "الرب"، وصفات الإحسان والجود والبر والحنان والمنة والرأفة واللطف، أخص باسم "الرحمن".
وكرر إيذانًا بثبوت الوصف، وحصول أثره.)
الشيخ:
وكرر؟ وين التكرير؟ فيه تكرير؟
طالب:
ما شفته، (وكرر إيذانًا بثبوت الوصف، وحصول أثره، وتعلقه بمتعلقاته، فالرحمن الذي الرحمة وصفه، والرحيم: الراحم لعباده، ولهذا يقول تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب:43]، ولم يجئ رحمان بعباده، ولا رحمان بالمؤمنين، مع ما في اسم "الرحمن" الذي هو على وزن فعلان من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه الموصوف به، فبناء فَعْلَان للسعة والشمول، ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرًا كقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:5]، لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها، والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف:156]، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده موضوع على العرش إن رحمتي تغلب غضبي» وفي لفظ: «فهو عنده على العرش»، فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة، ووضعه عنده على العرش).
الشيخ:
نعم، عندك السؤال والا لا؟
طالب:
لا، ما عندي سؤال، معكم في الدرس، ما عندي سؤال، جزاك الله خير، بارك الله فيك.
طالب:
(فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة، ووضعه عنده على العرش، وطابق بين ذلك وبين قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:5]، وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان:59]، ينفتح لك باب عظيم..).
الشيخ:
فتأمل إيش؟
طالب:
(فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة، ووضعه عنده على العرش، وطابق بين ذلك وبين قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:5]، وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان:59]، ينفتح لك باب عظيم من معرفة الرب تبارك وتعالى، إن لم يغلقه عنك التعطيل والتجهيم).
الشيخ:
وصفة التجهم، عندك التجهيم؟
طالب:
والتجهيم أحسن الله إليك.
الشيخ:
ماشي.
طالب:
(وصفات العدل، والقبض والبسط، والخفض والرفع، والعطاء والمنع، والإعزاز والإذلال، والقهر، والحكم..).
الشيخ:
وصفات إيش؟
طالب:
(وصفات العدل، والقبض والبسط، والخفض والرفع، والعطاء والمنع، والإعزاز والإذلال، والقهر، والحكم، ونحوها أخص باسم "الملك").
الشيخ:
وصفات؟
طالب:
(وصفات العدل، والقبض والبسط، والخفض والرفع، والعطاء والمنع، والإعزاز والإذلال، والقهر، والحكم، ونحوها أخص باسم "الملك"، وخصه بيوم الدين وهو الجزاء بالعدل لتفرده بالحكم فيه وحده، ولأنه اليوم الحق، وما قبله كساعة..).
الشيخ:
وخصه؟
طالب:
(وخصه بيوم الدين، وهو الجزاء بالعدل لتفرده بالحكم فيه وحده، ولأنه اليوم الحق، وما قبله كساعة..).
الشيخ:
كساعة؟
طالب:
نعم، (كساعة، ولأنه الغاية، وأيام الدنيا مراحل إليه، وفي ذكر هذه الأسماء بعد الحمد في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:2-4]، وإيقاع الحمد على مضمونها ومقتضاها ما يدل على أنه محمود في إلهيته، محمود في ربوبيته، محمود في رحمانيته، محمود في ملكه، وأنه إله محمود، ورب محمود، ومَلِكٌ محمود، فله بذلك جميع أقسام الكمال، كمال من هذا الاسم بمفرده، وكمال من الآخَرِ بمفرده، وكمال من اقتران أحدهما بالآخر، مثال ذلك قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}[التغابن:6]، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء:26]، {وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الممتحنة:7]، فالغنى صفة كمال، والحمد صفة كمال، واقتران غناه بحمده كمال أيضًا، وعلمه كمال، وحكمته كمال، واقتران العلم بالحكمة كمال أيضًا، وقدرته كمال، ومغفرته كمال، واقتران القدرة بالمغفرة كمال، وكذلك العفو بعد القدرة: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}[النساء:149].
فما كل من قدر عفا، ولا كل من عفا يعفو عن قدرة، ولا كل من علم يكون حليمًا، ولا كل حليم عالِمًا في قرن شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم).
الشيخ:
إيش في قرن إيش؟
طالب:
يقول: (ولا كل حليم عالم في قرن شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة، ومن مللك إلى حمد، ومن عزة إلى رحمة، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الشعراء:9]، وفي هذا أظهر دلالة على أن أسماء الرب -تبارك وتعالى- مشتقة من أوصاف ومعان قامت به، وإن كل اسم يناسب ما ذكر معه واقترن به)..
الشيخ:
إيش؟ وفي هذا إيش؟
طالب:
(وفي هذا أظهر دلالة على أن أسماء الرب -تبارك وتعالى- مشتقة من أوصاف ومعان قامت به، وإن كل اسم يناسب ما ذكر معه واقترن به من فعله وأمره والله الموفق للصواب).
الشيخ:
نعم، قف على هذا.
طالب:
أحسن الله إليك.
الشيخ:
الأخ، اسم الكريم؟
طالب:
أخوكم عبد الرحمن.
الشيخ:
هل تحضر معنا كل يوم؟ والا بس اليوم؟
طالب:
والله أحيانًا، لكن إن شاء الله نحضر، إن شاء الله.
الشيخ:
حياك الله، طيب.
طالب:
أحسن الله إليك، جزاك الله خيرًا.
طالب:
أحسن الله إليك، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لشيخنا وللمستمعين، نقرأ في كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"، يقول حفظه الله:
(إذا قال السائل: "اللهم إني أسألك" كأنه قال: أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى بأسمائه وصفاته، فأتى بالميم المؤذنة بالجمع في آخر هذا الاسم..).
الشيخ:
إيش؟ إذا أتى إيش؟
طالب:
فأتى بالميم المؤذنة..
الشيخ:
طيب وإذا دعا الله؟
طالب:
(إذا قال السائل: اللهم إني أسألك، كأنه قال: أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا بأسمائه وصفاته، فأتى بالميم المؤذنة بالجمع في آخر هذا الاسم إيذانًا بسؤاله تعالى بأسمائه كلها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «ما أصاب عبدًا هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرحًا»، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهن؟ قال: «بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ».
فالداعي مندوب إلى أن يسأل الله..).
الشيخ:
فيه تخريج عليه؟
طالب:
فيه تخريج للشيخ: أخرجه الإمام أحمد، وأبو يعلى والحاكم وابن السني في عمل اليوم والليلة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (فالداعي مندوب إلى أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته كما في الاسم الأعظم: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم».
والدعاء ثلاثة أقسام:
- أن تسأل الله بأسمائه وصفاته.
- أن تسأله بحاجتك وفقرك وذُلِّك، فتقول: أنا العبد الفقير المسكين الذليل المستجير ونحو ذلك.
- أن تسأل حاجتك ولا تذكر واحدًا من الأمرين.
فالأول أكمل من الثاني، والثاني أكمل من الثالث، فإذا جمع الدعاء الأمور الثلاثة كان أكمل، وهذه عامة أدعية النبي صلى الله عليه وسلم.).
الشيخ:
إيش؟ الأمر الأول الدعاء بأسماء الله وصفاته، الثاني: بفقره وحاجته، والثالث؟
طالب:
والثالث أن تسأل حاجتك وما تذكر.
الشيخ:
ما يتوسل بشيء؟
طالب:
نعم.
الشيخ:
قال: إن الدعاء ثلاثة أنواع، هذا كلام من؟ كلام ابن القيم؟
طالب:
أحسن الله إليك، نعم، يا شيخ، من كلام الشيخ ابن القيم.
الشيخ:
الأول التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، والثاني، التوسل بفقره وحاجته، مثل قول الله تعالى على لسان موسى: {إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}[القصص:24]، والثالث أن تسأل الله أيضًا، أن تتوسل إلى الله بعملك الصالح، مثل قصة الثلاثة من بني إسرائيل الذين انطبقت عليهم صخرة، الأول توسل بإيش؟ ببره لوالديه، والثاني توسل بعفته عن الزنا، والثالث توسل بأمانته وأدائه أجرة الأجير، هذه ما ذكرها.
طالب:
نعم.
الشيخ:
فيه غيره شيء؟
طالب:
فيه غيره، يقول: (فالدعاء الذي علَّمه صديق الأمة -رضي الله عنه- ذكر الأقسام الثلاثة: فإنه قال في أوله...).
الشيخ:
فالدعاء الذي علمه إيش؟
طالب:
(الدعاء الذي علمه صديق الأمة ذكر الأقسام الثلاثة، فإنه قال في أوله: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا"، وهذا حال السائل، ثم قال: "وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، وهذا حال المسؤول، ثم قال: "فاغفر لي"، فذكر حاجته، وختم الدعاء باسمين من الأسماء الحسنى تناسب المطلوب وتقتضيه، ثم قال ابن القيم رحمه الله: وهذا القول الذي اخترناه قد جاء عن غير واحد من السلف، قال الحسن البصري..).
الشيخ:
فهذا القول، أي قول؟
طالب:
وهذا القول، الظاهر يا شيخ اللي ذكرها أن تسأل الله بأسمائه وصفاته، وأن تسأله بحاجتك.
الشيخ:
وهذا القول إيش؟ يعني يجمع الثلاثة كلها، وهذا القول هو إيش؟
طالب:
(وهذا القول الذي اخترناه قد جاء عن غير واحد من السلف، قال الحسن البصري: "اللهم" مجمع الدعاء، وقال أبو رجاء العطاردي: إن الميم في قوله "اللهم" فيها تسعة وتسعون اسمًا من أسماء الله تعالى).
الشيخ:
هذا غريب، وينها؟ قال: اللهم؟ يعني الميم بس؟
طالب:
نعم، الميم فقط يقول، يقول: الميم، إن الميم في قوله اللهم فيها تسعة وتسعون اسمًا من أسماء الله تعالى.
الشيخ:
ما هي التسعة وتسعون؟ وما الدليل؟ نعم.
طالب:
(وقال النضر بن شُميل: من قال "اللهم" فقد دعا الله بجميع أسمائه).
الشيخ:
هذه تؤيد كلام أبو رجاء العطاردي، نعم.
طالب:
(المبحث الحادي عشر: أسماء الله وصفاته مختصة به، واتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: سمّى الله نفسه بأسماء وسمّى صفاته بأسماء).
الشيخ:
أسماء الله وصفاته مختصة به؟
طالب:
مختصة به، أحسن الله إليك، نعم، (واتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: سمّى الله نفسه بأسماء وسمّى صفاته بأسماء، فكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره).
الشيخ:
لا يشْرَكه، هنا نقل عن ابن القيم؟
طالب:
نعم.
الشيخ:
وإيش اللي نقل عن شيخ الإسلام؟ مثلًا ابن القيم اللي نقل، والا اللي سعيد؟
طالب:
الشيخ سعيد نقل عن ابن تيمية، نعم، (لا يشركه فيها غيره، وسمّى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم، توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص، ولم يلزم من اتفاق الاسمين تماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص، لا اتفاقهما..).
الشيخ:
هذا في التدمرية، هذا نقله في التدمرية.
طالب:
لا أدري، أحسن الله إليك، لا أدري، ما أحالها.
الشيخ:
ما أحالها؟ لا، في التدمرية موجود هذا، نقف على المبحث هذا.
طالب:
أحسن الله إليك يا شيخ.