شعار الموقع

شرح الأسماء الحسنى_5

00:00
00:00
تحميل
15

شرح الأسماء الحسنى (5)

طالب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين والمستمعين، نقرأ في كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني - حفظه الله - شرح كتاب "أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"، ما زال الحديث متصلًا بالمبحث الثاني عشر، أمور ينبغي أن تعلم، السابع من الأمور التي ينبغي أن تعلم:

(أنَّ الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل، فيخبر به عنه فعلًا ومصدرًا نحو السميع، البصير، القدير)..

الشيخ:

أن الاسم إذا؟

طالب:

(أنَّ الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل، فيخبر به عنه فعلًا ومصدرًا نحو السميع، البصير، القدير، يطلق عليه منه السمع، والبصر، والقدرة، ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [المجادلة: 1]، و{قَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23]، هذا إن كان الفعل متعديًا.

فإن كان لازمًا لم يخبر عنه به، نحو الحي، بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل، فلا يقال حَيِيَ.

الثامن: أن أفعال الرب -تبارك وتعالى- صادرة عن أسمائه وصفاته، وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم، فالرب -تبارك وتعالى- فعاله عن كماله، والمخلوق كماله عن فعاله).

الشيخ:

يعني المخلوق ما يقوم إلا بالفعل، والله تعالى أفعاله صادرة عن كماله، فهو كامل - سبحانه- كامل في ذاته، والمخلوق ما يصل إلى الكمال إلا بالفعل، نعم.

طالب:

(فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، فالرب لم يزل كاملاً، فحصلت أفعاله عن كماله؛ لأنه كامل بذاته وصفاته، فأفعاله صادرة عن كماله، كَمُلَ ففَعَلَ، والمخلوق فَعَل فَكَمُلَ الكمال اللائق به.

التاسع: أن الصفات ثلاثة أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي كمالًا ولا نقصًا، وإن كانت القسمة التقديرية تقتضي قسمًا رابعًا، وهو ما يكون كمالًا ونقصًا باعتبارين، والرب تعالى منزه عن الأقسام الثلاثة، وموصوف بالقسم الأول، وصفاته كلها صفات كمال محضٍ، فهو موصوف من الصفات بأكملها، وله من الكمال أكمله، وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها، فليس في الأسماء أحسن منها، ولا يقوم غيرها مقامها، ولا يؤدي معناها، وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرًا بمرادف محض).

الشيخ:

تفسير إيش؟

طالب:

(وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرًا بمرادف محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم، وإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم، وأكمله، وأتمّه معنى، وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص، فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير، دون العاقل الفقيه، والسميع البصير، دون السامع والباصر والناظر، ومن صفات الإحسان: البر، الرحيم، الودود، دون الشفوق ونحوه، وكذلك العلي العظيم دون الرفيع الشريف، وكذلك الكريم دون السخي، والخالق البارئ المصور دون الفاعل الصانع المشكل، والغفور العفو دون الصفوح الساتر.

وكذلك سائر أسمائه -تعالى- يُجْرِي على نفسه منها أكملها وأحسنها، ومالا يقوم غيره مقامه، فتأمل ذلك، فأسماؤه أحسن الأسماء، كما أن صفاته أكمل الصفات، فلا تعدل عما سمى به نفسه إلى غيره، كما لا تتجاوز ما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله إلى ما وصفه به المبطلون والمعطلون.

المبحث الثالث عشر: مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة

هذا بيان مراتب..

الشيخ:

مراتب إيش؟

طالب:

المبحث الثالث عشر: مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة

هذا بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح.

المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.

المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]، وهو مرتبتان: إحداهما: ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكذلك لا يسأل إلا بها، فلا يقال: يا موجود، أو يا شيء، أو يا ذات، اغفر لي وارحمني).

الشيخ:

فلا يقال يا شيء، أو يا؟

طالب:

(فلا يقال: يا موجود، أو يا شيء، أو يا ذات، اغفر لي وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب).

الشيخ:

بل يسأل بكل؟

طالب:

بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلًا إليه بذلك الاسم، ومن تأمل أدعية الرسل -ولاسيما خاتمهم وإمامهم- وجدها مطابقة لهذا، وهذه العبارة أولى من عبارة من قال: "يتخلق بأسماء الله" فإنها ليست بعبارة سديدة، وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله قدر الطاقة، وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد، وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن، وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال، فمراتبها أربعة، أشدها إنكارًا عبارة الفلاسفة وهي التشبه، وأحسن منها عبارة من قال التخلُّق، وأحسن منها عبارة من قال التعبد، وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن).

نقف على هذا يا شيخ؟

الشيخ:

نعم.

طالب:

نؤجل المبحث الرابع عشر.

الشيخ:

وهو؟

طالب:

المبحث الرابع عشر.

الشيخ:

وعلى هذا يكون إحصاؤها يكون على هذه المراتب، إحصاء ألفاظها وعدها وجب من النصوص، الثاني فهم معانيها ومدلولاتها، ثالثًا دعاء الله بها، ودعاء الله بها نوعان: دعاء ثناء على الله تعالى، وتعبد، والثاني دعاء مسألة، فيه غير الأنواع هذه الثلاثة؟

طالب:

أحسن الله إليك يا شيخ، فقط هذه، نعم.

الشيخ:

إحصاء ألفاظها.

طالب:

فهم معانيها ومدلولاتها.

الشيخ:

فهم معانيها ومدلولاتها، ودعاء الله بها، ودعاء الله نوعان: دعاء ثناء وعبادة، ودعاء مسألة، يسأل بكل ما يناسب، يا رزاق ارزقني، يسأل المغفرة يا غفار اغفر لي، وهكذا، يا جبار انتقم لي ممن ظلمني، وهكذا، تفضلوا.

طالب:

أحسن الله إليك، نقف على المبحث الرابع عشر.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد