شعار الموقع

شرح الرسالة الشخصية_26

00:00
00:00
تحميل
7

بسم الله الرحمن الرحيم

 (المتن)

قال الشيخ رحمه الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

من مُحمَّد بن عبد الوهَّاب إلى من يصِلُ إليه من عُلماء المسلمين، آنس الله بهم غُربة الدِّين، وأحيى بهم سُنَّةَ إمام المُتقين، ورسول ربِّ العالمين، سلامٌ عليكم معشر الإخوان ورحمة الله وبركاته، أمَّا بعد: فإنَّه قد جرى عندنا فتنةٌ عظيمة، بسبب أشياءَ نهيت عنها بعض العوام، من العادات الَّتِي نشئوا عليها وأخذها الصَّغيرُ عن الكبير، مثلُ عبادة غير الله، وتوابعِ ذَلِكَ من تعظيم المشاهد وبناء القباب عَلَى القبور وعبادتها واتِّخاذها مساجد، وغير ذَلِكَ مما بيَّنه الله ورسوله غاية البيان، وأقام الْحُجَّة وقطع المعذرة، وَلَـكِن الأَمْر كما قال r:«بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ», فلما عظَّم العوام قطع عاداتهم.

(الشرح)

يعني لمَّا عظُم عليهم أن يتركون العادة التي عرفوها، العادات الشّركية من دعاء غير الله، وتوقير غير الله، ثُمَّ نهاهم، عظم عليهم أن يتركوا هذه العادة التي نشئوا عليها، والواجب على المُسلم أن يترك العادات المُخالفة للشرع، ولاسيما إذا كانت عادة شركية، فالواجب تركه والعمل بالشَّرع، وإخلاص الدِّين لله عز وجل ولا يجوز تقليد الآباء والأجداد في العادات الباطلة، لأن هذه طريقة المشركين، أخبر الله عنهم أنهم قالوا: (ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰅ) [الزخرف:22]؛ أي: على دين، (ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ) [الزخرف:22], فالواجب على المُسلم أن يخضع للحق أينما كان، ويترك عادات الآباء والأجداد، المُخالفة لشرع الله ودينه.

(المتن)

 وساعدهم على إنكار دين الله بعض من يدعي العلم وهو من أبعد الناس عنه، إذ العالم من يخشى الله؛ فأرضى الناس بسخط الله.

(الشرح)

نعم العالم هو من يخشي الله كما قال الله: (ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯩ) [فاطر:28].

أمَّا الذي يدَّعي أنَّه عالم وهو لا يخشى الله ولا يدعوا إلى الله ولا يخلص في عبادة الله هذا ليس بعالم هَذَا جاهل، لأنَّ ثمرة العلم العمل، ولهذا قال الأئمة: كلٌ من أطاع الله فهو عالم، وكُلُّ من عصى الله فهو جاهل.

(المتن)

 وفتح للعوام باب الشرك بالله، وزين لهم وصدهم عن إخلاص الدين لله؛ وأوهمهم أنه من تنقيص الأنبياء والصالحين.

(الشرح)

أوهمهم أنَّ التوحيد فيه تنقُص للصَّالحين، أن يقول لهم: لا تدعوا بغير الله لا تدعوا الأولياء ، لا تذبحوا لهم لا تنذروا لهم، قال: أنقصت الصَّالحين، ما أعطيت لهم حقوقهم، هذه محبة لهم ليست شرك، محبه تعبدهم من دون الله؟! أن تصرف لهم عبادة من دون الله؟! محبتهم إتباعهم في الأعمال الطَّيبة، والاقتداء بهم في أعمالهم الصَّالحة، لا أن تعبدهم من دون الله، تصرف لهم العبادة التي هِيَ حق الله، إذا كان الشيطان أظهر لهم عبادة غير الله في قالب تعظيم الصَّالحين، وأظهر لهم النهي عن الشرك بأنَّه تنقُّصُ من الصَّالحين.

(المتن)

 وهذا بعينيه هو الذي جرى على رسول الله r لما ذكر أن عيسى عليه السلام عبد مربوب، ليس له من الأمر شيء، قالت النصارى : إنه سب المسيح وأمه، وهكذا قالت الرافضة لمن عرف حقوق أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وأحبهم، ولم يغل فيهم، رموه ببغض أهل بيت رسول الله r.

(الشرح)

نعم، النَّصارى لمَّا قال لهم النبي: إنَّ عيسى عبد الله ورسوله، وليس ابن الله، قالوا: تنقص عيسى وأُمَّه.

والرافضة لما ترضى أهل السنة عن الصَّحابة ووالوهم وأنزلوهم منازلهم، قالوا: تنقصتم آل البيت، نقصت من علي؛ لأنه الرّافضه عندهم، (لا ولاء إلا ببراء)، لا ولاء لعلي إلا بالبراء من أبي بكرٍ وعمر، هَذَا من أبطل الباطل من يقول هذا! نحن نتولى عُمر ونتولى علي نتولَّى جميع الصَّحابة، يقولون: (لا ولاء إلا ببراء)، لا يمكن أن تتولى علي إلا إذا تبرأت من أبي بكرٍ وعمر، هَذَا باطل ، ولهذا يقول العلماء البراءة بدعة، ( لا ولاء إلا ببراء) الولاية بدعة والبراءة بدعة, القول بأنه لا يتولى علي إلا من تبرأ من أبي بكر وعمر هَذَا باطل, ربطوا هَذَا بهذا حتى ينفروا الناس عن موالاة الصحابة ومحبتهم.

 (المتن)

وهكذا هؤلاء، لما ذكرت لهم ما ذكره الله ورسوله، وما ذكره أهل العلم من جميع الطوائف، من الأمر بإخلاص الدِّين لله، والنهي عن مشابهة أهل الكتاب من قبلنا من اتخاذ الأحبار والرهبان أربابًا من دون الله، قالوا لنا تنقصتم الأنبياء والصالحين والأولياء، والله تعالى ناصر لدينه ولو كره المشركون، وها أنا أذكر مستندي في ذلك، من كلام أهل العلم من جميع الطوائف فرحم الله من تدبرها بعين البصيرة، ثم نصر الله ورسوله وكتابه ودينه، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم.

فأما كلام الحنابلة فقال الشيخ تقي الدين رحمة الله لما ذكر حديث الخوارج: فإذا كان في زمن النبي r وخلفائه ممن قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة، فيُعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة قد يمرق أيضًا؛ وذلك بأمور منها: الغلو الذي ذمه الله تعالى كالغلو في بعض المشائخ كالشيخ: عَدِيّ بل الغلو في علي بن أبي طالب بل الغلو في المسيح ونحوه.

(الشرح)

شيخ الإسلام رحمه الله يقول: إذا كان في وقت الصَّحابة من هم معروفون بالعِبادة مرقوا من الدِّين بسبب العقيدة الخبيثة، فإنَّه في هذه الأزمان يمرُق، فإن النبي r قال في الخوارج: «يمرقون من الدِّين، كما يمرق السهم من الرَّمية»، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهم الخوارج عُبَّاد بالليل أسودٌ بالنَّهار، ومع ذلك مرقوا من الدين بسبب العقيدة، وتكفير الصَّحابة وتكفير النَّاس، الخوارج يُكفِّروا الناس بالعاصي، يقول الشيخ: فإذا كان في عهد الصَّحابة، من يمرُق من الدِّين مع كونه معه العبادة، فإنَّه في هذه الأزمان يمرُقُ من الدِّين بأمور: منها الغُلو في الصَّالحين والغلو في بعض الأشخاص يغلوا فيهم ويسألهم وينذر لهم ويذبح لهم.

 

(المتن)

فكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل فيه نوع من الإلهية، مثل أن يدعوه من دون الله بأن يقول: يا سيدي فلان أغثني أو أجرني، أو أنت حسبي، أو أنا في حسبك؛ فكل هذا شرك وضلال، يُستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قُتل فإن الله أرسل الرسل ليُعبد وحده لا يُجعل معه إله آخر.

والذين يجعلون مع الله آلهة أخرى مثل الملائكة أو المسيح أو العزيز أو الصالحين أو غيرهم، لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق وترزق، وإنما كانوا يدعونهم يقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) فبعث الله الرسل تنهى أن يدعى أحد من دون الله، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة انتهى، وقال في (الإقناع) في أول باب حكم المرتد: أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم فهو كافر إجماعًا.

وأما كلام الحنفية فقال الشيخ قاسم: في شرح (درر البحار) النذر الذي يقع من أكثر العوام بأن يأتي إلى قبر بعض الصُلحاء قائلاً: يا سيدي إن رُدَّ غائبي، أو عوفي مريضي، أو قضيت حاجتي فلك من الذهب أو الطعام أو الشمع كذا وكذا باطل إجماعًا.

(الشرح)

نعم، هو شِرك أيضًا يكون صاحبه مشركًا؛ لأنَّه صرف العبادة لغير الله.

(المتن)

 بوجوه منها: أن النذر للمخلوق لا يجوز، ومنها: أنه ظن الميت يتصرف في الأمر، واعتقاد هذا كفر إلى أن قال: وقد ابتلى الناس بذلك ولاسيما في مولد الشيخ أحمد البدوي، وقال الإمام البزازي في (فتاويه): إذا رأى رَقص صوفية زماننا هذا في المساجد مختلطا بهم جهال العوام الذين لا يعرفون القرآن والحلال والحرام، بل لا يعرفون الإسلام والإيمان، لهم نهيق يشبه نهيق الحمير يقول: هؤلاء لا محالة اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، فويل للقضاة والحكام حيث لا يغيرون هذا مع قدرتهم.

(الشرح)

نعم إذا رأي رقص، يعني الصُّوفية يتعبدون بالغناء والرَّقص يجعلونها دينًا لهم، ومن هنا تأتي الأناشيد الآن، التسجيلات الآن تُشبه أناشيد الصوفية، الأناشيد التي انتشرت في التَّسجيلات الآن، الأناشيد الجماعية، أولًا كون في أناشيد الجماعية، ليس هناك أناشيد جماعية، لأنَّ الأناشيد الجماعية، لا يُستفاد منها، ما يُستفاد منها إلا الطَّرب، والإنسان ما يستفاد منها، ينظر متى يطلع الصُّوت، ومتى ينزل الصُّوت، فإذا كانت القصيدة مفيدة يقرأها واحد يقول بصوتٍ واحد بدون تأثير ولا تأوهات، هذه الأناشيد, أصل الأناشيد نشأت من الصوفية يتعبَّدون بها ويرقصون، (إذا رأى رقص صوفية).

السائل: يا شيخ أناشيد سواء جماعية أو فردية الآن الموجودة في الساحة؟.

الشيخ: إذا كان فرد ما يسمى نشيد تصير قصيدة يقرأها أحد, إذا لحنها تلحين الغناء هَذَا ما يجوز يقرأها بصوت عالي إذا كانت مفيدة, مثل القرآن يقرأ واحد والباقي يستمعون, يقرأ حديث والباقي يستمعون.

مثل الآن أنت تقرأ ونحن نستمع نستفيد, لكن لو كان ثلاثة أو أربعة يقرؤون صار (..) متى يرفعون الصوت ومتى ينزلون الصوت, صوت مثل الطرب, والآن انتشرت الأناشيد هذه وصاروا الآن يضعونها في الأشرطة، قبل أَن تبدأ المحاضرة يسوون أناشيد في آخر الشريط ويضع الوقت في لهو, استحوذ عليهم الشيطان جاءهم من هذه الناحية, لما منعوا من الغناء جاؤوا من الجهة هذه صارت أناشيد إسلامية, الإسلام ما فيه أناشيد.

السائل: (..)؟.

الشيخ: حجتهم داحرة (..) أناشيد جماعية (..) وقت العمل شخص واحد.

(المتن)

وقال الإمام البزازي في (فتاويه): إذا رأى رفض صوفية زماننا هذا في المساجد مختلطا بهم جهال العوام الذين لا يعرفون القرآن والحلال والحرام، بل لا يعرفون الإسلام والإيمان، لهم نهيق يشبه نهيق الحمير.

(الشرح)

 

الصوفية برقصهم يرقصون في المساجد، لهم نهيق مثل نهيق الحمير، مُختلطٌ بهم عوام النَّاس، والعوام هواه ليس عندهم علماء يرجعون إليهم، الصُّوفية يرقصون بين العوام، لكن إذا جاءهم عالِم ما فعلوا هذا، العالم أشد عليهم من المئات، ولهذا الموحد لو كان موحد حتى لو كان موحد عامِّي اللي يفهم، لكن العالِم، ولذلك الفقيه الواحد أشد الشيطان من ألف عابد، والعامِّي من الموحدين يغلب ألفًا من المشركين.

 (المتن)

يقول: هؤلاء لا محالة اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا.

(الشرح)

 يعني يقول من رآهم, من يراهم يقول: هؤلاء اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا.

(المتن)  

فويل للقضاة والحكام حيث لا يغيرون هذا مع قدرتهم.

(الشرح)

لأنهم لا يغيرون هذا المنكر، القضاة والحُكَّام لأنَّ بيدهم السُلطة.

(المتن)

وأما كلام الشافعية: فقال الإمام محدث الشام أبو شامة: وهو في زمن الشارح وابن حمدان في كتاب (الباعث على إنكار البدع والحوادث): لكن نُبين من هذا ما وقع فيه جماعة من جهال العوام، النابذين لشريعة الإسلام، وهو ما يفعله الطوائف من المنتسبين إلى الفقر الذي حقيقته الافتقار من الإيمان.

(الشرح)

الطّوائف، المنتسبين إِلَى الصُّوفيَّة يُسمُّون أنفُسهم فُقراء، يسمى فقير أو سالك الشيخ يقول: والحقيقة أنَّهم افتقروا من الإيمان، نعم هم الفُقراء من الإيمان، سُمُّوا فُقراء, الصوفي يسمى الفقير صوفي سالك.

(المتن)

حقيقته الافتقار من الإيمان من مؤاخاة النساء الأجانب، واعتقادهم في مشائخ لهم، وأطال رحمه الله الكلام.

(الشرح)

يعني هم يختلطون بالنِّساء الأجانب.

(المتن)

 إلى أن قال: وبهذه الطرق وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها، ومن هذا ما قد عمَّ الابتلاء به من تزين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد.

(الشرح)

 

(تخليق الحيطان والعُمُد)، يعني: صبغها بالخلوق، رشَّها بالخلوق، والخلوق نوع من الطيب حتى تعظم الحيطان والعمد والأضرحة يرشونها بالأطياب والخلوق, والخلوق نوعٌ من الطيب مجموع من أخلاط، حتى يُغرى النَّاس بالشرك ويحُثُّوهم على الشرك، رأوه مُعظَّم ورأوا القبر والجدار أو العمود مخلق معلَّق، مرشوش بالخلوق أو الطيب وعليه الرايحين ويسرج بالأنوار فهي دعوة للشرك وعلى القباب أيضًا وعلى القبور كل هذه دعوة للشرك، نوع من البدع، من مسائل الشرك.

 (المتن)

ومن هذا ما قد عمَّ الابتلاء به من تزين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد، يحكى لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحدًا ممن شهر بالصلاح، ثم يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم، ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لها وهي ما بين عيون وشجر وحائط.

وفي مدينة دمشق صانها الله من ذلك مواضع متعددة، ثم ذكر رحمه الله الحديث الصحيح عن رسول الله r لما قال له بعض من معه: اجعل لنا ذات أنواط قال: «الله أكبر قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة» انتهى كلامه رحمة الله، وقال: في (اقتضاء الصراط المستقيم) إذا كان هذا كلامه r في مُجرد قصد شجرة لتعليق الأسلحة والعكوف عندها فكيف بما هو أعظم منها الشرك بعينه بالقبور ونحوها ؟.

وأما كلام المالكية: فقال أبو بكر الطرطوشي في كتاب (الحوادث والبدع) لما ذكر حديث الشجرة ذات أنواط فانظروا رحمكم الله أين ما وجدتم سدرة أو شجرة، يقصدها الناس ويعظمون من شأنها، ويرجون البرء والشفاء لمرضاهم من قبلها، فهي ذات أنواط فاقطعوها.

وذكر حديث العرباض بن سارية الصحيح وفيه قوله r: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة».

قال في البخاري: عن أبي الدرداء أنه قال: والله ما أعرف من أمر محمدٍ شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا.

(الشرح)

وهذا قاله أبو الدَّرداء في زمانه، في القرن الأول فكيف لو رأي القرن الخامس عشر. ما يعرف من أمر النَّاس إلا أنهم يُصلُّون جميعًا، هذا ما عليه النَّاس من عهد النبي r إلى الآن، يُصلُّون جميعً، صلاة الجماعة يعني .

(المتن)

وروى مالك في الموطأ عن بعض الصحابة أنه قال: ما أعرف شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة.

قال الزهري: دخلت على أنس بدمشق وهو يبكي... فقال: ما أعرف شيئًا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت.

(الشرح)

 يبكي تألُّمًا وتحزُّنًا على المُسلمين وتغيرهم في دينهم، لا يعرف مما عليه النبي rإلا الصلاة، والصَّلاة الآن قد ضُيِّعت.

(المتن)

قال الطَرطُوشي رحمه الله: فانظروا رحمكم الله إذا كان في ذلك الزمن طمس الحق، وظهر الباطل، حتى ما يُعرف من الأمر القديم إلا القبلة، فما ظنك بزمنك هذا والله المستعان.

وليعلم الواقف على هذا الكلام من أهل العلم أعزهم الله، أن الكلام في مسألتين:

الأولى: أن الله سبحانه بعث محمدا r لإخلاص الدين لله لا يجعل معه أحد في العبادة والتألُّه، لا ملك ولا نبي ولا قبر ولا حجر ولا شجر ولا غير ذلك، وأن من عظم الصالحين بالشرك بالله فهو يشبه النصارى وعيسي عليه السلام برئ منهم.

 والثانية: وجوب اتباع سنة رسول الله r وترك البدع، وإن اشتهرت بين أكثر العوام، وليُعلم أن العوام محتاجون إلى كلام أهل العلم من تحقيق هذه المسائل، ونقل كلام العلماء، فرحم الله من نصر الله ورسوله ودينه ولم تأخذه في الله لومة لائم، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

(الشرح)

اللهم صل وسلَّم على نبينا محمد.

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد