شعار الموقع

رسالة في إعتقاد الشافعي 1

00:00
00:00
تحميل
147

المتن:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد فهذه ترجمة للإمام الزاهد أبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري قام بإعدادها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن صالح البراك قال : بسم الله الرحمن الرحيم

اسمه ونسبه:

هو الشيخ العالم الزاهد شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف السفياني الهكاري ولد سنة تسع وأربعمائة للهجرة وينتهي نسبه إلى عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب الهكاري نسبة إلى هكارية ولاية تشتمل على حصون وقرى من أعمال الموصل وقال ابن خلكان هذه النسبة إلى قبيلة من الأكراد قال السمعاني تفرد مدة بطاعة الله في الجبال واقتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والصالحون وكان كثير الخير والعبادة مقبولا وقورا انتهى كلامه.

وذكر جملة من شيوخه الأمصار ممن رحل إليهم وقال يحيى بن مندة قدم علينا وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد من كبراء الصوفية وقال ابن النجار سمع الكثير وسافر في طلبه وجمع كتبًا في السنة إلى أن قال وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ولم يكن حديثه يشبه حديث أهل الصدق وفي حديثه متون موضوعة مركبة على أسانيد صحيحة. 

وقال ابن عساكر وحدثنا عنه أبو عبد الله بن البنا وليس عندي من حديثه شيء ولم يكن موثقا.

وقال الذهبي هو الشيخ العالم الزاهد وقال أيضا وقد كان صالحا زاهدا ربانيا ذا وقار وهيبة وقال أيضا عاش سبعا وسبعين سنة وله تواريخ و عناية بالأثر انتهى كلامه رحمه الله.

مات سنة ست وثمانين وأربعمائة للهجرة والظاهر أن الحديث يقول المحقق والظاهر أن الحديث لم يكن صناعته ولذا شدد العلماء على عدم قبول روايته وإنما اشتهر بالزهد والعبادة وفي الكتاب الذي بين أيدينا بعض الأوهام في الأسانيد والأسماء المشهورة.

وكما قال الذهبي كان زاهدًا صالحًا ربانيًا.

الشرح:

على كل حال يعني هذه ترجمة الذي جمع عقيدة الإمام الشافعي وإن كان لم يكن من صناع الحديث صناعة له إلا أن هذه الأسانيد التي نقلها كما ذكرها المحقق صحيحة ولها شواهد وليست العمدة على نقله وعلى هذا تكون الأسانيد التي نقلها كلها ثابتة ليس العمدة عليه كما ذكر المحقق هو لكن العمدة على غيره في هذا وعلى هذا فتكون العقيدة التي نقلها سليمة وثابتة وصحيحة. نعم اسم الكتاب.

المتن:

اسم الكتاب :

اعتقاد الإمام أبي عبد الله أحمد بن إدريس الشافعي المطلبي .

موضوعه :

جمع المؤلف فيه أقوال الإمام الشافعي رحمه الله في أصول الدين ونحوه كما تراه في فهرس موضوعات الرسالة ولقد استفاد ممن سبقه ممن ألف في مناقب الشافعي فذكر جملة من الأقوال عن طريقهم كما تراه في أسانيد المؤلف.

توثيق نسبته للمؤلف:

وتوثيق نسبة الكتاب حاصل من وجوه:

أولًا: أن الكتاب مروي بالسند إلى مؤلفه كما في السباعات وأكثرهم من أئمة الحنابلة المقادسة وغيرهم.

ثانيًا: نقل أهل العلم عن الكتاب ومنهم ابن قدامة في إثبات صفة العلو والذهبي في كتاب العلو وفي السير وسماه عقيدة الشافعي وفي كتابه مناقب الشافعي وهو مطلوب والسبكي في الطبقات والروداني في سند الخلف وساقه بالسند والسيوطي في الأمر بالاتباع.

الشرح:

وعلى هذا يتبين أن الرسالة ثابتة للمؤلف لأن الكتاب مروي بالسند إلى المؤلف وهناك جمع من العلم سبق سمعوا الكتاب بالسند إلى مؤلفه وعلى هذا ما يضر كون المؤلف ليس من أهل الصناعة وكون بعض الأسانيد التي يرويها فيها ضعف لا يضر هذا لأنه ليست العمدة عليه سمع الكتاب بالسند وجمع من أهل العلم ونقل ولأن نقل أهل العلم عن الكتاب أهل العلم والموثوقين  كما ذكر محقق ابن قدامة في إثبات صفة العلو والذهبي في كتاب العلو وفي السير في كتاب مناقب الشافعي والسبكي والروداني والسيوطي كل هؤلاء نقلوا وكل هذا يدل على أن العقيدة نقلت في حق الإمام الشافعي ثابتة وليس فيها شك نعم.

المتن:

موارده :

الكتب التي استقى منها المؤلف مادته يمكن أن تقسم إلى قسمين:

أ : ما ظهر من خلال الإسناد الذي ساقه المؤلف عن طريق بعض أهل العلم الذين اشتهرت مصنفاتهم وظهر لي يقول المحقق ذلك من خلال التدريج وهي كتاب الشريعة للآجري وأصول اعتقاد أهل السنة، وآداب الشافعي للإمام ابن أبي حاتم وذم الكلام للإمام المقرئ وكذلك ذم الكلام للهرمي.

ب: ما ظهر لي يقول المحقق من خلال الكتب التي نقل منها لأن الإسناد الذي ساقه فيه ذكر عالم المصنف لذا أفردت هذا القسم بالذكر والله أعلم وهم كتاب أبو زكرية السادي وكتاب  للنيسابوري

الشرح:

وكل هذا يؤكد أن الرسالة أو العقيدة الإمام الشافعي ثابتة؛ لأن المؤلف ساق بالسند ونقل عن الأئمة المعروفين نقلها وكتب معتمدة ككتاب الشريعة للآجري وسنن الاعتقاد الإمام اللكائي وآداب الشافعي وذم الكلام كل هذه ثابتة فبهذا يطمئن طالب العلم  إلى أن هذه العقيدة التي نقلت عن الإمام الشافعي ثابتة وصحيحة ويدل على ذلك أن هذه العقيدة موافقة لنصوص الكتاب والسنة ولا تخالف موافقة لاعتقاد الأئمة وعقيدة أهل السنة والجماعة نعم نبدأ بالرسالة.

المتن:

بسم الله الرحمن الرحيم، أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العامل شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العالم العامل عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي أبقاه الله قال أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قراءة عليه ونحن نسمع قال أخبرنا الشيخ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي إجازة قال أنبأنا الإمام شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري رحمه الله قال حدثنا أبو نصر أحمد بن مهدي بن سليمان المقري قال أنبانا قال حدثنا قال أنبانا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري في دمشق قال أنبانا القاضي أبو القاسم يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق قال قرأت على الحسين بن محمد بن المأمون وأبي بكر الحميدي وأحمد بن علي قلت حدثكم الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي في رسالته المصرية إلى عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: الحمد لله الذي لا يُؤدى شُكر نعمة من نِعَمِهِ ؛ إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بآدابها نعمةً حادثةً ، تجب عليه شكره بها ، ولا يبلغ الواصفون كُنه عظمته. الذي هو كما وصف نفسه ، و فوق ما يصفه به خلقه، أحمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعِز جلاله. وأستعينه استعانةَ من لا حول له ولا قوة إلا به. وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه، وأستغفره لما أَزلفت وَأَخرت : استغفار من يُقر بعبوديته ، ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ﷺ.

الشرح:

نعم هذا نقل بالسند تحميد الإمام الشافعي رحمه الله وخطبته أنه حمد الله وأثنى عليه وشهد لله تعالى بالوحدانية وشهد لنبيه محمد ﷺ بالرسالة فقال الحمد لله ال للاستغراق والحمد هو الثناء على المحمود بصفاته الجميلة الاختيارية مع حبه وإجلاله وتعظيمه والحمد أبلغ من المدح لأن المدح يكون على الصفات الاختيارية والصفات الاضطرارية قد يمدح الشيء بصفاته التي ليست اختيارية مثلًا الأسد له صفات لكنها صفات خلقية ليس له اختيار فيها كونه قوي العضلات كونه مفتول الساعدين فتثني على الأسد تمدحه هذا مدح لكن ما يكون معه حب بخلاف الحمد فإن الحمد مدح وثناء على المحمود بصفاته الاختيارية التي صدرت منه باختياره مع حبه وإجلاله وتعظيمه.

أما الصفات الخلقية كون الإنسان طويل كون الإنسان أبيض كون الإنسان نشيط كون الإنسان قوي هذه صفات اضطرارية يمدح الإنسان بها يسمى مدح أما الحمد فيكون على الصفات الاختيارية التي يفعلها الإنسان باختياره مع حبه وتعظيمه ومن هنا كان الحمد أبلغ من المدح ولهذا فإن الله سبحانه قد حمد نفسه  فقال: الحمد لله رب العالمين، ولم يقل أمدح الله الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، الحمد لله فاطر السماوات والأرض، هو سبحانه حمد نفسه لأنه أهل للحمد وهو مستحق لجميع أنواع المحامد جميع أنواع المحامد كلها ملك لله وكلها مستحقة لله ولهذا قال المؤلف الحمد لله يعني جميع أنواع المحامد كلها ملك لله واستحقاقه  الله هو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين الله هو المألوه أصل الله الإله سهلت الهمزة واجتمع اللامان التقى لامين وشددت لله الله هو الإله وهو المألوه فعال الإله فعال بمعنى مفعول هو إله بمعنى المألوه وهو الذي تألهه القلوب وهو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالًا وتعظيمًا وخوفاً ورجاءا هذا الإله الإله هو المألوه الله هو أصله الإله هو المألوه الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا وتعظيما والله هو أعرف المعارف أعرف المعارف الله ولا يسمى به غيره وكل أسمائه والأسماء التي تأتي أسماء الرب سبحانه التي تأتي بعده تكون بعده فتكون صفات لله كقوله سبحانه : هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ۝ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ۝ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى، فلفظ الجلالة الله يأتي أولًا ثم تأتي الأسماء بعده كالصفات له فالله أعرف المعارف  ولا يسمى به غيره وأسماء الله مشتقة ليست جامدة مشتملة على معاني مشتملة على صفات كل اسم هو مشتق مشتمل على صفات الله هذا اسم الله مشتمل على الألوهية صفة الألوهية الرحمن مشتمل على صفة الرحمة العليم مشتق من صفة العلم الحكيم صفة الحكمة الخبير صفة الخبرة وهكذا القدير صفة القدرة الله صفة الألوهية الله هذا اسم والصفة مأخوذة منه وهي صفة، فالله مشتق مشتق من صفة الألوهية ولهذا قال ابن عباس : الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين الحمد لله يعني جميع أنواع المحامد مستغرقة ومستحقة لله الحمد لله الذي لا يُؤدى شُكر نعمة من نِعَمِهِ؛ إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بآدابها نعمةً حادثةً، تجب عليه شكره بها.

الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه يعني لا يستطيع أحد من الخلق أن يؤدي شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه أخرى هي يعني الذي يشكر الله هو ما استطاع أن يشكر الله إلا بالتوفيق حيث وفقه الله فلما شكر نعمة الله شكرها بنعمة,  بنعمة أخرى وهي توفيقه للشكر لولا أن الله وفقه وهداه لما استطاع أن يشكر الله فهو لا يؤدي شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بآدابها نعمة حادثة تجب عليه شكره بها وهذا خاص بالله بخلاف غيره فإن الإنسان يؤدي شكر نعمة من أحسن إليه من الخلق  إذا أحسن الإنسان إلى غيره فإنه ينبغي له أن يشكره ولهذا جاء في الحديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإذا أحسن إليك الإنسان فإنك تشكره ومن شكره أن تدعو له فكونك تدعو له الآن أديت شكره شكر هذه النعمة.

أما الرب فإنك لا تؤدي شكر النعمة إلى بنعمة أخرى حيث وفقك الله لذلك لكن المخلوق لا المخلوق تؤدي شكر نعمته لكن المخلوق ليس له طريق إلى أن يوفقك في شكر النعمة شكرت النعمة الآن لا بنعمة أخرى منه.

أما الرب فلا يستطيع أحدا أن يؤدي شكر نعمته من نعمه إلا بنعمة منه حيث وفقه الله وهداه فإذا شكرت نعمة الله فإنه يجب عليك أيضًا أن تشكر شكر النعمة إذا شكرت الله شكرت نعمة الله هذا الشكر يوجب عليك يوجب عليك نعمة أخرى تشكرها حيث وفقك وهكذا ولهذا قال المؤلف رحمه الله: الحمد لله الذي لا يُؤدى شُكر نعمة من نِعَمِهِ؛ إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه وتوجب على الشخص الذي أدى النعمة الماضية نعمةً حادثةً، تجب عليه شكره بها يعني حيث وفقه الله لذلك.

ثم قال المؤلف رحمه الله ولا يبلغ الواصفون كُنه عظمته لا يبلغ الواصفون من الخلق كنه عظمته يعني حقيقة عظمته لا يعلم حقيقة عظمته إلا هو, هو سبحانه كما أثنى على نفسه كما قال النبي ﷺ لا أحصي ثناء عليك ولا يستطيع أحد أن يعلم كنه ذاته ولا كنه صفاته ولا كنه عظمته وعظمته صفة من صفاته العظمة صفة من صفات الله ولهذا يقول الرب  في الحديث القدسي: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته، فالعظمة صفة من صفات الله ولا يستطيع الإنسان أن يبلغ حقيقة صفة من صفات الله ولا حقيقة ذاته حقيقة الذات وحقيقة الصفات لا يعلمها إلا هو هذه مما استأثر الله بعلمه مما استأثر الله بعلمه حقيقة الذات وحقيقة الصفات فهو لا يبلغ الواصفون من الخلق كنه عظمته والكنه هو الكيفية والحقيقة على ما هي عليه ثم قال الذي هو كما وصف نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه يعني هو سبحانه كما وصف نفسه كما أثنى على نفسه وكما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه هو فوق ما يصف به خلقة وهو كما أثنى على نفسه وكما وصف نفسه أما ما يصف به الخلق فالله تعالى فوق ما يصف به الخلق بل هو سبحانه كما وصف نفسه والعباد يصفونه بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ ثم قال: أحمده حمدا كرر الحمد يعني أثني عليه وأذكر صفاته الاختيارية مع حبه وإجلاله وتعظيمه حمدا مصدرا للتأكيد حمدا موصوف بأنه كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله يعني أحمده حمدًا يناسب ويوافق كرم وجهه وعز جلاله أحمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ثم قال:  وأستعينه استعانةَ من لا حول له ولا قوة له إلا به يعني أستعين الله يعني أطلب العون من الله الهمزه والسن والتاء للطلب أطلب العون من الله إعانة , إعانة شخص تعلق بالله ولا قوة له ولا قدرة له على شيء إلا بالله ولهذا قال:  وأستعينه استعانةَ من لا حول له ولا قوة إلا به هذا المؤمن, المؤمن الذي يعلق رجاءه بالله واستعانته بالله وخوفه ورجاءه فهو يقول أنا أستعين بالله استعانةً من يعلم أنه لا حول ولا قوة له إلا بالله فلا يستطيع التحول من حال إلى حال ولا قوة له على شيء إلا بالله لا حول يعني لا تحول من حال إلى حال لا يتحول الإنسان من المرض إلى الصحة ومن الفقر إلى الغنى ومن الذل إلى العز إلا بالله ولا قوة للإنسان على أي عمل إلا بالله ولهذا شرع لمن يجيب المؤذن حينما ينادي للصلاة يقول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح شرع له أن يقول عند الحيعلتين لا حول ولا قوة إلا بالله المؤذن حينما يؤذن تجيبه فإذا قال الله أكبر تجيبه الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا اله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله فإذا قال حي على الصلاة تقول لا حول ولا قوة إلا بالله حي على الفلاح لا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن المؤذن يدعو إلى إقامة الصلاة يدعوك حي على الصلاة يعني أقبل إلى الصلاة تعال أدي الفريضة وقال حي على الفلاح أقبل على الفلاح هذا الثواب أقبل على الصلاة أقبل على الفلاح الذي هو ثمرة ونتيجة الصلاة من أداها فقد أفلح أقبل على الصلاة أقبل على الفلاح الذي هو ثواب الصلاة ثوابها الفلاح ,الفلاح وهو الفوز برضا الله وكرامته وجنته فأنت تقول تجيبه علمنا النبي ﷺ أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله يعني أنا يا الله لا أستطيع التحول من حال إلى حال ولا قوة لي على إجابة المؤذن إلا بإعانتك إلا بك يا الله إن أعنتني فإني أستطيع إن أعنتني ووفقتني فإني أجيب المؤذن وأؤدي هذه الفريضة لا حول ولا قوة إلا بالله هذه براءة من الحول والقوة إلا بالله استعانة بالله الالتجاء إلى الله ولهذا قال وأستعين استعانة من لا حول ولا قوة إلا به قال وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه أولا قال أحمد الله وقال الحمد لله حمدًا كما ينبغي لكرم وجهه وعزيز جلاله ثم استعان بالله فقال أستعين بالله ثم قال وأستهديه بهداه أستهديه يعني أطلب منه الهداية الهمزه والسين والتاء للطلب أطلب منه الهداية من الله يعني أن يهديني بهداه الذي ليس بعده ضلال ولهذا قال أستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه من أنعم الله عليه بالهداية فإنه لا يضل كل هذا دعاء.

ثم قال وأستغفره بما أزلفت وأخرت يعني أستغفره الهمزه والسين والتاء للطلب يعني أطلب منه المغفرة أطلب منه المغفرة مغفرة الذنوب التي أزلفت وأخرت يعني أستغفر الله للذنوب التي سبقت مني أزلفتها وقدمتها أزلفت وأخرت يعني الزلوف الذنوب التي أزلفتها يعني سبقت مني وأخرتها يعني جئت بعدها حينما فعلت الذنب سبق الذنب فصرت أنا متأخرا بعدها أستغفر الله يعني أطلب من الله أن يغفر لي ذنوبي التي سبقت مني استغفار شخص يقر بعبودية الله ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا يجلي همومه إلا هو هذا لجوء إلى الله وأنا أستغفر الله وأطلب منه المغفرة استغفار العبد الذليل المقر المعترف بعبوديته الذي يعلم أنه عبد لله وأنه ضعيف ويتشرف في عبودية الله يشرف بعبوديته لربه فهو يقر بربوبية الله ويقر بعبوديته هو لله ويعلم من قلبه أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو يعلم أنه لا يغفر الذنب إلا الله ولا ينجيه من شر هذا الذنب في الدنيا و الآخرة إلا الله هذه أمور أربعة أولًا حمد الله ثم استعان بالله ثم استهدى الله ثم استغفره أربعة أمور ثم بعد ذلك شهد لله تعالى بالوحدانية وشهد للنبي محمد ﷺ بالرسالة وقال وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له أشهد يعني أقر وأعترف أن لا إله إلا الله هذه كلمة التوحيد أشهد أقر وأعترف أنه لا معبود بحق إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله الإله هو المعبود هذه كلمة التوحيد لا إله إلا الله وهي أصل الدين وأساس الملة والتي بعث الله بها الرسل وأنزل بها الكتب والتي خلق من أجلها الثقلين الجن والإنس خلق الجنة والنار وقسم الناس إلى شقي وسعيد أشهد أن لا إله إلا الله أقر وأعترف بأنه لا معبود بحق إلا الله لا إله إلا الله يعني لا معبود بحق إلا الله. لا نافيه للجنس من أخوات إن تنصب الاسم وترفع الخبر إله اسمها والخبر محذوف والتقدير أشهد أن لا إله حق إلا الله والاسم الشريف بدأ و كلمة التوحيد فيها نفي وإثبات ولا يصح التوحيد إلا بالأمرين بالنفي والإثبات ما يكون الإنسان موحد إلا بأمرين بالنفي والإثبات فالنفي في قولك لا إله والإثبات في قولك إلا الله فلا إله هذا براءة من كل معبود سوى الله وهذا هو الكفر بالطاغوت إلا الله هذا هو الإيمان بالله قال الله تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم، فهذه الكلمة فيها كفر بالطاغوت وإيمان بالله كفر بالطاغوت لا إله هذه براءة من كل معبود سوى الله ونفي لكل عبادة سوى عبادة الله والكفر بالطاغوت معناه البراءة من كل معبود سوى الله وإنكارها ونفيها إنكار كل عبادة لغير الله نفيها وإنكارها والبراءة منها ومن أهلها وبغض أهلها ومعاداتها ثم الإيمان بالله أولًا التخلية ثم التحلية التخلية البراءة من كل معبود سوى الله هذه تخلية تبرأت من كل معبود سوى الله ثم بعد ذلك التحلية وهو الإيمان بالله بعد البراءة من كل معبود سوى الله ولا إيمان إلا بالأمرين نفي وإثبات ولهذا لو قال شخص أنا أعبد الله أو قال الله معبود ما يكفي للتوحيد تقول أنت تعبد الله لكن قد تعبد غيره معه أن تعبد الله لكن قد تعبد غيره فلا تكون موحد المشركون يعبدون الله ويعبدون غيره فلا بد أن تعبد الله وتنفي عبادة ما سواه لا بد من الأمرين ما يكفي كونك تعبد الله لابد أن تعبد الله وتتبرأ من كل معبود سوى الله تتبرأ من عبادة كل ما سوى الله لأن كل معبود سوى الله فهو معبود بالباطل المعبودات كثيرة الأصنام عبدت والأشجار عبدت والشمس عبدت والقمر عبد والنجوم عبدت والأشخاص عبدوا لكنهم معبودون بالباطل والعبادة بالحق هي عبادة الله كما قال الله : ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير، ولا يكفي مجرد نطق بهذه الكلمة وليس المراد النطق فقط بل لابد أن ينطق الإنسان بها بلسانه ويعتقد معناها بقلبه يعتقد أن لا معبود بحق إلا الله يقولها عن صدق يمنع من النفاق لأن المنافقين يقولونها ولكن قلوبهم مكذبة وهو في الدرك الأسفل من النار ما تنفعه كما قال الله : ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر بألسنتهم وما هم بمؤمنين بقلوبهم قال : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، لابد أن يقولها عن يقين لا يكون معه شك ولا ريب ولا بد أن يقولها عن علم ينافي الجهل تعرف أنها مشتملة على نفي وإثبات ولا بد أن يقولها عن إخلاص ينافي الشرك لأن من قالها ثم فعل الشرك انتقضت هذه الكلمة ولا بد أن يقولها عن محبة لهذه الكلمة ولأهلها ولا بد أن يقولها عن انقياد من حقوق هذه الكلمة وهي الأعمال الواجبة يفعلها ابتغاء مرضات الله ويترك النواهي ولا بد أن يقولها عن قبول مناف للترك والرد قد يقولها بعض الناس لكن لا يقولها من يدعوه إليها كفر وتعصب هذه الشروط لا بد منها العلم المنافي للجهل.

ثانيًا: اليقين المنافي للشك والريب.

ثالثًا: الإخلاص المنافي للشرك.

رابعًا: الصدق المانع من النفاق.

خامسًا: المحبة لهذه الكلمة ولأهلها  بذلك.

سادسًا: الانقياد لحقوقها وهي الأعمال الواجبة ابتغاء مرضاة الله وإخلاصًا له.

سابعًا: القبول المنافي للرد ، وزاد بعضهم  شرطا الكفر بما يعبد من دون الله هذه الكلمة من حقق شروطها وعمل بمقتضاها و ابتعد عما يناقضها فإنها تنجيه من عذاب الله ويكون مؤمنا وموحدا ولهذا قال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده تأكيد لا شريك له يعني ليس له شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته ولا في عبادته وإلاهيته ولهذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم قال وأن محمدا عبده ورسوله ﷺ يعني وأشهد أن محمد عبده رسوله هذه الشهادة الثانية الشهادة لمحمد ﷺ بالرسالة بالنبوة والرسالة ولا تصح إحداهما بدون الأخرى لابد من الشهادتين من اقتصر على إحداهما فلا تنفعه من شهد أن لا إله إلا الله ولم يشهد أن محمد رسول الله لم تقبل منه ومن شهد أن محمد رسول الله ولم شهد أن لا إله إلا الله لم تقبل منه وإذا أطلقت إحداهما دخلت فيها الأخرى يقول فلان يشهد أن لا إله إلا الله يعني ويشهد أن محمد رسول الله وإذا قيل فلان يشهد أن محمد رسول الله يعني يشهد أن لا إله إلا الله فهما شهادتان وكل شهادة منهما مرتبطة بالأخرى ولا تصح بدونها وإذا أطلقت إحداهما دخلت فيها الأخرى وأشهد أن محمدًا وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشم القرشي العربي المكي ثم المدني أشهد أنه عبد الله ورسوله أشهد أنه عبد الله ورسوله أشهد أنه عبد ليس ربًا ولا إلها يعبد وليس ملكًا ولكنه عبد ،عبد لله عليه الصلاة والسلام وهذا أشرف خصاله العبودية والرسالة قال أشهد أن محمدا عبده ورسوله يعني عبد لله ورسول أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس لهدايتهم وإنقاذهم من الظلمات إلى النور والله تعالى وصف نبيه بالعبودية والرسالة في أشرف المقامات في مقام التحدي قال: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وفي مقام الإسراء سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفي مقام الدعوة: وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا، هذه أشرف  مقاماته عليه السلام العبودية والرسالة ولهذا قال عليه الصلاة في الحديث الصحيح: أنا عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي، قال عليه الصلاة والسلام: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله، لا تطروني نهي والإطراء هو مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه وفي هذا الرد على من غلا في الرسول عليه السلام وعبده من دون الله كمن يزعم أنه جزء من الله وأنه نور جزء من الله والعياذ بالله وهذا كفر وضلال بعض الناس بعض الطغاة يزعمون أن محمدا جزء من الله وأنه ليس بشرًا ولكنه نور جزء من النور جزء من الله وهذا باطل هذا كفر وضلال محمد ﷺ بشر مخلوق من لحم ودم مخلوق من أب وأم من ماء أبيه وأمه كغيره من البشر أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه آمنة بنت وهب وهو مخلوق من أبيه وأمه من ماء أبيه وأمه ماء أبيه وماء أمه وهو من لحم ودم عليه السلام كغيره ليس نورا وليس جزء من الله هذا كفر وضلال بل هو عبد ورسول لا يعبد ونبي كريم يطاع ويتبع لكن لا يعبد فالعبادة حق الله.

الله تعالى له حق وهو العبودية العبادة وهو العبادة والألوهية والرسول له حق وهو المحبة والتعظيم والتوقير والإجلال والاتباع التصديق لأخباره والتنفيذ لأوامره والتعبد لله بما شرعه في كتابه وعلى سنة رسوله فلا يخلط الإنسان بين الحقوق حق الله هو العبادة الله هو المعبود الحق , فلا يعبد إلا الله ولا يخاف ولا يطيع إلا الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يرد إلا إلى الله ولا يوهب إلا من الله والرسول حقه المحبة والتعظيم هناك حقوق مشتركة مثل المحبة لله وللرسول والطاعة لله وللرسول أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، والإيتاء يكون لله وللرسول ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله، والحسب خاص بالله قالوا حسبنا الله وما تقول حسبي الله وحسبي الرسول لا الحسب والكفاية والتوكل والدعاء والذبح والنذر والصلاة والزكاة والعبادة هذه حق ,حق الله والرسول حقه المحبة والطاعة والاتباع والتصديق لأخباره والتنفيذ لأوامره والتعبد لله لما شرع في كتابة.

ولهذا قال المؤلف رحمه الله وأن محمدا عبده ورسوله وفيه رد كذلك على من زعم أن الرسول يعلم الغيب كما يزعمه بعض الطوائف طائفة في الهند تسمى البيريوية يزعمون أن الرسول ﷺ يعلم الغيب وهذا كفر وضلال لأن علم الغيب من اختصاص الله لا يعلم الغيب أحدا إلا من أطلعه الله على شيء منه من الأنبياء والرسل كما قال الله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ۝ إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ، قل لا يعلم من في السماوات وما في الأرض الغيب إلا الله، وقال ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون، فالواجب على كل مسلم أن يشهد لله تعالى بالوحدانية والألوهية ويشهد لنبيه محمدا ﷺ بالعبودية والرسالة وأنه عبد الله ورسوله ﷺ صلاة الله على عبده أصح ما قيل فيها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي العالية قل صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى فأنت تسأل الله أن يثني على نبيه محمد ﷺ في الملأ الأعلى وقال بعضهم الرحمة وهي تشمل الصلاة تشمل الرحمة وتشمل الثناء وإذا جمع بينهما صار الصلاة هي الثناء كما في قوله تعالى: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، يعني ثناء ورحمة، صلى الله عليه يعني فأنت تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى .

صلى الله عليه وعلى آله , آله المراد بهم أتباعه وعلى دينه وقيل المراد بهم أقاربه من المؤمنون والصواب أنه يشمل أقاربه المؤمنون ويشمل أزواجه ويشمل أتباعه على دينه ويشمل الصحابة ذلك الصحابة دخول الأولين فإذا قلت صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه فآله يدخل فيه أتباعه على دينه يدخل فيه الصحابة وزوجاته عليه الصلاة والسلام وأقاربه المؤمنون علي وفاطمة وحسن والحسين والعباس وكذلك حمزة عمه حمزة وغيرهم يدخلون في ذلك دخولا أوليا والصحابة يدخلون فإذا عطف الصحابة عليهم من عطف الخاص على العام وعلى آله وأصحابه وعلى آله وأصحابه وسلم بعد ذلك وتسأل الله أن يسلمه عليه الصلاة والسلام كما في السلام أو كما في التشهد السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله السلام والبركة دعاء بالسلامة والبركة أن تسأل الله أن يسلمه من شرور الدنيا والآخرة والأكمل أن تجمع بين الصلاة والسلام تقول ﷺ تجمع بينهما وإن زدت تبريك وبارك على محمد وعل آل محمد وكذلك على أيضا فيه زيادة الخير ولهذا شرع للمسلم في التشهد في الصلاة أن يجمع بين السلام والصلاة والتبريك وفي أول التشهد السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته ثم بعد ذلك اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أتباعه على دينه ويدخل في ذلك الصحابة وأقاربه وزوجاته ثم قال وبارك على محمد دعاء بالبركة فجمع في التشهد السلام على النبي ﷺ والصلاة عليه والبركة دعاء بالبركة.

المتن:

قال أخبرنا الزاهد أبو طاهر أحمد بن عاصم الموصلي قال أنبانا أبو الحسن علي بن القاسم المقرئ بالموصل قال كتبت من كتاب ابن هاشم البلدي رحمه الله، بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما وصى به محمد بن إدريس الشافعي ح وأخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة بن الصباح البلدي قال حدثني جدي محمد بن الحسن بن خليفة قال أنبانا حدثنا أبو علي الحسين بن هشام بن عمر البلدي قال هذه وصية محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبد ورسوله وأنه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وأن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأن الله يبعث من في القبور وأن الجنة حق وأن النار حق وأن عذاب القبر والحساب والميزان والصراط حق وأن الله يجزي العباد بأعمالهم عليه أحيا و أموت وعليه أبعث إن شاء الله.

الشرح:

هذه وصية , وصية الإمام الشافعي رحمه الله نقلها الجامع وبالسند قال أخبرنا الزاهد أبو طاهر أحمد بن عاصم الموصلي أنبأنا أبو الحسن علي بن قاسم المقرئ بن موصل قال كتبت من كتاب ابن هشام البلدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما وصى به محمد بن إدريس الشافعي ذكر المحشي أن أخرج ابن قدامة في إثبات صفة العلو وذكر الذهبي في العلو وقال إن الإسناد لا يعرفه وقال إن في السير أن الوصية عن طريق الحسين ابن هشام البلدي  غير صحيحة وذكر السيوطي الأمر بالاتباع ثم قال المحقق أن الوصية ثابتة من غير هذا الطريق وعلى هذا فيكون ثبوت هذه الوصية ليس العمدة على هذا السند هذا السند فيه ضعف ولكن العمدة على غيره العمدة على غيره لذلك الأسانيد الأخرى الطرق الأخرى التي تثبتها هذه الوصية وتكون الوصية ثابتة الوصية يقول قال هذه وصية محمد بن إدريس الشافعي أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أوصى أنه يشهد يعني يقر ويعترف أنه لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له ويشهد أن محمد عبد الله ورسوله كما سبق في تفصيل في معنى الشهادة لله تعالى بالوحدانية والشهادة للنبي محمد ﷺ بالرسالة ثم قال وأنه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله هذه من أصول الإيمان يعني أوصى أن يؤمن بالله ربا وإلها ومعبودا بالحق يؤمن بالله ربًا وإلها ومعبودا بالحق يعني يؤمن بأسمائه وصفاته التي جاءت في الكتاب والسنة لأن أسماءه وصفاته داخلة في مسمى اسمه الأسماء والصفات ليست مفصلة والله تعالى في ذاته وفي أسمائه وصفاته وهو الله هو الخالق الرب لا يجرد عن الصفات بل كل موجود كل شيء في هذا الوجود له صفات وله أسماء فلا يمكن أن يجرد عن أسمائه وصفاته الذي يجرد عن الأسماء والصفات لا وجود له إلا في الذهن ومن هنا يتبين أن المعطلة الذين عطلوا أسماء الله وصفاته لم يثبتوا وجودًا لله من المعتزلة و الجهمية وغيرهم نفاة الصفات حتى إن بعضهم ينفي النقيضين والعياذ بالله يقول لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مباين له ولا محايد له ولا متصل به ولا منفصل عنه وش يكون هذا العدم بل أشد من العدم هذا ممتنع لا وجود لشيء إلا بالأسماء والصفات لو تقول أنا أثبت إنسان من بني آدم ولكن هذا الإنسان لا يوجد له طول ولا عرض ولا عمق وليس مركبا من لحم ولا دم ولا يأكل ولا يشرب وليس له شخص ولا يرى ولا يسمع وليس تحت الأرض ولا فوق الأرض ولا داخل العالم ولا خارجه وش يكون معدوم بل ممتنع الوجود هذا وصف الملاحدة لربهم يصفون الله بصفات العدم ينفون أسماء الله وصفاته كلها ليس له علم ولا سمع ولا بصر ولا قدرة وليس فوق ولا تحت ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم وش يكون هذا الامتناع نعوذ بالله و الملاحدة فلا بد من الإيمان بالأسماء والصفات وإثبات الأسماء والصفات من لم يثبت أسماء الله وصفاته لم يثبت وجودا لله إلا في الذهن والذهن يفرض المحال ويتخيله أن تتخيل في ذهنك شيئا لكن لا وجود له في الخارج تتخيل أن هناك بحر بين السماء والأرض و في وسط البحر قصور وفي وسط القصور كذا وكذا لكن هل هذا له وجود في الخارج ؟ ماله وجود خيال يسبح الإنسان في خياله فهؤلاء الملاحدة يسبحون في الخيال يزعمون أن لهم ربا لا أسماء له ولا صفات هذا باطل هذا لا وجود له فالشافعي رحمه الله يقول وأنه يؤمن بالله يعني يؤمن بالله ربا وإلها ومعبودا بالحق وموصوفا بالصفات التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله والأسماء التي سمى الله بها نفسه أو سماه بها رسوله ﷺ لا بد من هذا وأن يؤمن بالله وملائكته هذا أيضا الأصل الثاني من أصول الإيمان , الإيمان بالملائكة وأنهم من عالم الغيب وأنهم أشخاص وذوات محسوسة تصعد وتنزل وترى وتذهب وتجيء وتخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام وأن الله خلقهم من نور وأن لهم وظائف ولهم مكانة عند الله شرفهم الله ولهم أعمال ووظائف وظفهم الله بها منهم الموكل بالقطر والنبات ومنهم الموكل بالوحي وهو جبريل عليه السلام ومنهم الموكل ببني آدم بحفظ بني آدم ومنهم من هو موكل بكتابة الحسنات والسيئات ومهم من هو موكل بأمر النطفة يدبر أمرها حتى يتم خلقها ومنهم من هو موكل بالجنة وإعداد الكرامة لأهلها ومنهم من هو موكل بالنار وإعداد العذاب لأهلها ومنهم من هو موكل بالجبال وكل حركة في السماوات والأرض فهي ناشئة عن الملائكة بأمر الله الكوني القدري ومنهم المرسلات عرفا والعاصفات عصفا والناشرات نشرا و الفارقات فرقا والملقيات ذكرا والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا والسابقات سبقا هم الملائكة لا بد من الإيمان بهم وأنهم مخلوقون من نور كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت "خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف له " يعني من طين من تراب أما الفلاسفة و الملاحدة الذين لا يثبتون الملائكة ولا يؤمنون بأنهم أشخاص محسوسة وذوات محسوسة بل يقولون أنهم أشكال وأشباح نورانية ليست ذوات ولا أشخاص فهؤلاء ملاحدة كفرة أنكروا وجود الملائكة وأنكروا قبل ذلك وجود الله فلا عبرة بهم فلا بد من الإيمان بالملائكة من أنكر الملائكة ولم يؤمن بالملائكة فهو كافر من أركان الإيمان الإيمان بالملائكة وكتبه هذا الأصل الأصل الثالث يقول المؤلف رحمه الله تعالى وأنه يؤمن بالله وملائكته وكتبه هذا الأصل الثالث من أصول الإيمان من لم يؤمن بالكتب المنزلة وأن الله أنزل كتبا على أنبيائه ورسله لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور نؤمن بما سمى الله منها في كتابه وهي التوراة التي أنزلها الله على موسى و الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى و الزبور الذي أنزله الله على داوود ثم القرآن أعظمها وخاتمها والمهيمن عليها وهو كتاب الله العظيم الذي أنزله على محمد ﷺ وصحف إبراهيم وصحف موسى ونؤمن بما لم يسم إجمالا نؤمن بأن لله كتبا أنزلها على أنبيائه ورسله لا يعلم أسماءها وعددها إلا الله والقرآن العظيم هو خاتمها وهو المهيمن عليها والحاكم عليها ثم الأصل الرابع هو الإيمان بالرسل قال ورسله أن يؤمن بأن الله تعالى أرسل رسلا إلى عباده لهداية الخلق وإنقاذهم من الظلمات إلى النور وإرشادهم إلى ما خلقوا له وبيان ويبينوا للناس ما يحبه الله ويرضاه وما يكرهه ويأباه ونؤمن بالرسل الذين أرسلهم الله إلى الخلق إجمالا وتفصيلا تفصيلا لمن سمى الله منهم نؤمن بهم بأعيانهم كما ذكر الله في سورة الأنعام لما ذكر إبراهيم قال: ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ۝ وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ۝ وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين وكذلك في سورة النساء: إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا ثم قال سبحانه: ورسلا قد قصصنها عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما، فالذين قصهم الله علينا نؤمن بهم بأعيانهم هود وصالح وشعيب ولوط كل من سماهم الله وسمي في السنة المطهرة نؤمن بهم بأعيانهم وما لم يسم نؤمن بهم إجمالا نعلم أن لله رسلا أرسلهم الله إلى الخلق لهدايتهم لا يعلم أسماءهم وعددهم إلا الله ثم قال المؤلف لا نفرق بين أحد من رسله يعني نؤمن بهم كلهم ولا نفرق بين أحد من رسله نؤمن ببعضهم ونكفر بالبعض كما فعل اليهود الذين يقولون نؤمن ببعضهم ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا لابد من الإيمان بالجميع من آمن بالبعض دون البعض فهو كافر بالجميع لأن الرسل متضامنون فالمتقدم بشر بالمتأخر والمتأخر صدق المتقدم فمن كفر بواحد فقد كفر بالجميع ولهذا لما كفرت الأمم بنبيها جعل الله ذلك كفرا بجميع المرسلين كما قال سبحانه: كذبت قوم نوح المرسلين، وهم كذبوا واحد كذبوا نوح لكن جعل الله تكذيبهم لنوح تكذيبا لجميع الرسل لأن الرسل دعوتهم واحدة متضامنون فمن كفر بواحد كفر بالجميع وقال عن عاد: كذبت عاد المرسلين، وهم كذبوا نبيا واحدا وهو هود ولكن تكذيبهم لهود تكذيب لجميع الرسل وقال عن قوم صالح: كذبت ثمود المرسلين، وهم كذبوا نبيهم صالح وقال عن قوم لوط: كذبت قوم لوط المرسلين، وهم كذبوا نبيهم لوط وقال عن قوم شعيب: كذب أصحاب الأيكة المرسلين، وهم كذبوا نبيا واحدا وهو شعيب لكن التكذيب بالواحد تكذيب للجميع لأن الرسل متضامنون دعوتهم واحدة فمن كذب بواحد أو كفر بواحد فقد كفر بالجميع ولهذا قال المؤلف لا نفرق بين أحد من رسله هذه أصول الإيمان إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بقي الإيمان باليوم الآخر وهو الخامس والإيمان بالقدر وهو السادس يأتي ويذكره المؤلف رحمه الله في العقيدة ....

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد