شعار الموقع

كتاب الإيمان (27) باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب - باب قوله يقول الله لآدم أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين

00:00
00:00
تحميل
64

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صبحه أجمعين , أما بعد :
( متن )
 

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَيَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ،

 
( شرح )
و هذا من الآداب الحسنة قوله سبقك بها عكاشة فإن الثاني الذي قال ادع الله أن يدخلني الجنة يحتمل أن يكون منهم و يحتمل أن لا يكون منهم لكن النبي صلى الله عليه و سلم سد الباب لأنه لو قال للثاني أنت منهم قام ثالث ثم قام رابع و هكذا يتتابع الناس فيحتمل أن يقوم من ليس منهم فالنبي صلى الله عليه و سلم سد الباب فهذا من الآداب الحسنة و قال سبقك بها عكاشة  فيه الأدب من غير أن يقول له أنت ليس منهم لأنه لو قال ذلك تكدر خاطره و صار في ذلك جرح لشعوره لكن النبي صلى الله عليه و سلم سد الباب بأسلوب مناسب و قال سبقك بها عكاشة حتى صار هذا مثلا من الأمثال يقال سبقك بها عكاشة  يقال لمن أتى بعد الأول يقال سبقك بها عكاشة  و فيه الشهادة على عكاشة بن المحصن بأنه من أهل الجنة و أنه من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة من غير حساب و على عذاب أما الثاني الذي قام فهذا محتمل أن يكون منهم و محتمل أن لا يكون منهم لكن النبي صلى الله عليه و سلم سد الباب حتى لا يتتابع الناس .
 
( متن )
 

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بِمِثْلِ حَدِيثِ الرَّبِيعِ .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ

 
( شرح )
النمرة قطعة من القماش مخططة فيها خطوط و هذا فيه بيان أن من هذه الأئمة يدخل الجنة منها سبعون ألفا و أنهم أول زمرة يدخلون الجنة و أن وجوههم كالقمر على صورة القمر ليلة البدر في الإضاءة و جاء في حديث آخر في غير الصحيح سنده لا بأس به أنه يدخل الجن مع كل ألف سبعون ألفا و ثلاث حثيات من حثيات ربه , قال إن الله زادني جاء في حديث من غير الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله زادني مع كل ألف سبعون ألف و ثلاث حثيات من حثيات ربي ثلاث حثيات لا يعلم عددها إلا الله في ذلك فضل عظيم فيه دليل على أن من يدخل الجنة بغير حساب ليسوا قليل سبعون ألف و مع كل ألف سبعون ألف و ثلاث حثيات من حثيات ربي سيكون مع كل ألف سبعون ألف فإذا ضربت ألف مع سبعون ألف كم يكون ! سبعون في سبعون مائة و أربعون و ثلاث حثيات من حثيات الله عز و جل , و جاء في حديث آخر أنه مع كل واحد سبعون ألف لكن هذا حديث ضعيف لا تقوم به الحجة أنه مع كل واحد سبعون ألف لكن الحديث الصحيح أنه مع كل ألف سبعون ألفا و ثلاث حثيات من حثيات ربي و هذا من فضله و إحسانه سبحانه و تعالى , سبعون ألف في سبعون ألف مئة و أربعون ألف .
 
( متن )
 

 وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا زُمْرَةٌ وَاحِدَةٌ، مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ.
 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ»، قَالُوا: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: أَنْتَ مِنْهُمْ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

 
( شرح )
لا يكتوون و لا يسترقون و على ربهم يتوكلون
 هذا في الحديث الآخر و لا يتطيرون أعمالهم أربعة كا سيأتي , لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون هذه أعمال السبعين ألف لا يسترقون لا يطلبون أحدا يرقيهم الرقية القراءة لأن الرقية فيها ميل إلى الغير و التفات القلب إلى المخلوق و إن كان هذا جائزا لكن هؤلاء لا يفعلون الذي هو خلاف الأولى لا يطلبون من أحد أن يرقيهم و الهمزة و السين و التاء للطلب يسترقون يعني لا يطلبون أحد يرقيهم و لكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس لأن النبي صلى الله عليه و سلم رقى و رُقي , هذا عند عدم الحاجة و إذا اشتدت الحاجة إلى الرقية فلا بأس لأن النبي صلى الله عليه و سلم رقى و رُقي رقاه جبريل و أمر أسماء بنت عميس أن تسترقي لأولاد جعفر من العين , و لا يكتوون الكي فيه تعذيب بالنار فهم يجعلون الكي آخر الأمر إذا لم يجد غيره في الطب يستعمل لما يه من التعذيب بالنار كما يقال " آخر الطب الكي " إذا لم تجد غيره فلا بأس و إذا لم تحتاج إليه فلا بأس لما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الشفاء بثلاث شرطة محجم و شرب عسل و كية من نار و ما أحب أن أكتوي فإذا دعت الحاجة إليه بأن تعين للعلاج فلا بأس لكن كون الإنسان أول شيء يبدأ بالكي لا يجب أن يؤخره , و لا يتطيرون هذا من الأعمال الشركية لا يتطيرون و التطير هو التشاؤم بالمرئيات أو المسموعات بأن يتطير بشيء من المسموعات فيرده عن حاجته أو يمضيه في حاجة بعد عدوله عنها هذا التطير يريد أن يسافر فيتطير و يترك السفر أو عدل عن السفر ثم مضى فيه من أجل التطير كما في الحديث إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك تشاؤم المرء بشيء من المرئيات أو المسموعات فترده عن حاجته بعد عزمه عليها أو تمضيه فيها بعد عدوله عنها إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك و الطيرة شرك أصغر و قد تكون شركا أكبر إذا اعتقد أن لها تأثير في الأشياء أو ن له تصرف للكون أو صرف إليه شيء من أنواع العبادة صار شركا أكبر و إلا فالأصل أن الطيرة شرك أصغر لكن إذا اعتقد أن لها تأثير في الأشياء أو أن لها تصرف في الكون هذا الشيء الذي تطير به يؤثر في الكون يتصرف في الكون أو له تأثير في الأشياء أو أنه يستحق شيئا من العبادة هذا يكون شرك أكبر و إلا الأصل أنه شرك أصغر , وعلى ربهم يتوكلون هذا ختام أعمالهم أنه يتوكلون على الله و يفوضون أمورهم إليه مع فعل الأسباب النافعة فالتوكل يشمل أمرين فعل الأسباب المشروعة و المباحة و تفويض الأمر إلى الله في حصول النتيجة .
 
( متن )
 

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ»، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.

 
( شرح )
هذه أعمالهم الأربعة , لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون .
 
( متن )
 

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ - لَا يَدْرِي أَبُو حَازِمٍ أَيَّهُمَا قَالَ - مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ.

 
( شرح )
و لكن الروايات الأخرى بينت أنهم سبعون .
 
( متن )
 

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ، وَلَكِنِّي لُدِغْتُ، قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ ..

( شرح )
و هذا في قوله إلا إنني لم أكن في صلاة و لكني لدغت أراد أن ينفي عن نفسه اتهام العبادة و أنه سهر لأجل الصلاة و التهجد في الليل و قال حصين بن عبد الرحمن أنا لم أكن في صلاة قال أيكم رأى الكوكب الذي انقض في الليل في وسط الليل قال أنا ثم خشي أن يتهم بأنه يصلي فأراد أن يبعد عن نفسه تهمة العبادة فقال أنا لست أصلي و لكن الذي جعلني استيقظ في منتصف الليل أني لدغت لدغتني عقرب فهذا هو السبب فأراد أن ينفس عن نفسه اتهام العبادة فيه بعد السلف عن الرياء و حذرهم من أن يتزين الإنسان بما ليس فيه قال أنا لم أكن أصلي و لكنني لدغت لدغتني عقرب و اللدغ هو لدغ ذوات السموم الحيات و العقرب فقال الذي جعلني أرى الكوكب الذي انقض ليس لأني أصلي بل لأني ملدوغ لدغت فسهرت لأجل لدغة العقرب .
 
( متن )
 

، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ، وَلَكِنِّي لُدِغْتُ، قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ، أَوْ حُمَةٍ، فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ....

 
 
( شرح )
يعني يقول ماذا عملت لما لدغت ! قال استرقيت الهمزة و السين  و التاء للطلب يعني طلبت أحدا يرقيني يقرأ علي الرقية قال ما الذي حملك على ذلك ! فيه مطالبة الإنسان بالدليل فيما يعمله هات الدليل عندك دليل لماذا استرقيت ! قال نعم حديث حدثنا له الشعبي قال ماذا حدثك ذكر الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا رقية إلا من عين أو حمى قال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع يعني من بلغه الدليل فعمل به فقد أحسن لكن عندنا دليل آخر سأورده عليك و معنى لا رقية إلا من عين أو حمى معناه لا رقية أشفى و أولى من الرقية في العين و الحمى و العين إصابة العائن غيره بعينه أن يصيبه بعينه و العائن هو الذي تتكيف نفسه فيخرج من نفسه شيء فتساعده الأرواح الشيطانية فيصاب المعين يصاب بالعين , يعني ينظر إلى شخص فيصيبه بعينه هذا الرقية طيبة له من أحسن ما يكون , و كذلك الحُمى ذوات السموم من العقرب و الحية فهذا النوعان من الألم الرقية فيهما من أحسن ما يكون لا رقية إلا من عين أو حمى و ليس معناه أن الرقية لا تكون إلا في هذين النوعين بل المعنى أن الرقية في هذين النوعين أولى و أشفى من غيرها و أما ما عداها من الأمراض فلا بأس في الرقية لقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا فالرقية في كل شيء جائزة ما لم يكن فيها شرك لكن في هذين النوعيين من المرض الرقية أولى و أشفى ما تكون , الرقية أشفى و أولى في العين و الحُمى فقال أنت بما أنك لديك دليل أحسنت و لكن سأورد لك دليل آخر يبين لك أن ترك الرقية أفضل و أن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب و لا عذاب لا يسترقون و لا يطلبون من أحد أن يرقيهم .
 
( متن )
 

، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي، فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ "، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ ..

 
( شرح )
و هذا فيه بيان عرض الأمم و أنهم عرضوا على النبي صلى الله عليه و سلم و هذا في ليلة الإسراء عرضوا عليه الأمم و أتباعهم و أن بعضهم عرض عليه و معه الرهيط جمع رهط من الثلاثة إلى العشرة و بعضهم عرض عليه بعض الأنبياء ليس معه إلا رجلان و بعضهم ليس معه إلا رجل و بعضهم ليس معه أحد , هم يتفاوتون و مع ذلك بلغوا رسالة ربهم و أدوا ما عليهم ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء ثم رفع للنبي عليه الصلاة و السلام سواد عظيم حتى ظن أنها أمته فقيل له هذا موسى و قومه فيه دليل على أن أتباع موسى كثيرين ثم قيل له انظر إلى الأفق من هنا و انظر إلى الأفق من هنا فقيل هذه أمتك و معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و لا عذاب و فيه دليل على كثرة أتباع نبينا صلى الله عليه و سلم و أنه أكثر الأنبياء تبعا كما قال عليه الصلاة و السلام و إنما الذي أوتيته ما من نبي بعثه الله إلا أعطاه من الآيات ما آمنت عليه البشر و إنما كان الذي أوتيته وحي أوحاه الله إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا و هذا الذي حصل فهو أكثر الأنبياء أتباع , هذا الحديث الذي ساقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد باب من حقق التوحيد دخل الجنة من غير حساب أخذ هذا الحديث من هنا .
 
( متن )
 

ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: " ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنْهُمْ؟ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

 
( شرح )
و هذا فيه حرص الصحابة على الخير خاضوا الناس يقولون من هم الذين يدخلون الجنة من غير حساب ! لحرصهم فيخوضون حتى ذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرهم بصفاتهم و في ذلك حرص الصحابة على الخير خاضوا و جعلوا حتى بحثوا عن هؤلاء السبعين ألفا حتى يعلموا صفاتهم و يعملوا بها فبين لهم النبي صلى الله عليه و سلم الصفات كون هذه الرواية فيها زيادة قال هم الذين لا يرقون و لا يسترقون و لا يتطيرون و على ربهم يتوكلون الأحاديث السابقة فيها أربع صفات لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون هنا فيه زيادة لا يرقون و لا يسترقون و هذه اللفظة و هي لفظة لا يرقون ذهب بعض المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه وهم من الرواة قالوا هذه ولا يرقون وهم و في دليل أنه خلا منها أكثر الأحاديث و قال لأن المسترقي يختلف عن الراقي فالمسترقي طالب للغير يطلب غيره أن يرقيه فهز ملتفت للغير قد التفت قلبه للمخلوق بخلاف الراقي فإنه محسن الراقي الذي يقرأ هذا محسن فكيف يكون الراقي مثل المسترقي فقوله لا يرقون يعني لا يقرؤون على أحد و لا يطلبون من غيرهم أن يقرأ عليهم الرقية الشرعية فرق بينهم , المسترقي طالب للغير ملتفت قلبه للمخلوق و الراقي محسن جاء و أحسن و رقى هذا الشخص فكيف يكون هذا مثل هذا فذهب شيخ الإسلام و جماعة إلى أنه وهم من بعض الرواة و ذلك لأن الراوي يختلف عن المسترقي , المسترقي طالب للرقية و الراقي محسن فكيف يكون مثله و ذهب بعضهم إلى أنها ليس وهما و قال أن الأصل أن لا يغلط الحفاظ فكيف يغلط الحفاظ في مثل هذا و يمكن توجيه الراقي كما وجه المسترقي ذهب إلى هذا الحافظ بن حجر في فتح الباري في صفة الجنة و النار في الجزء الحادي عشر قال إن تغليط الحفاظ كان يرد على شيخ الإسلام ابن تيمية فقال إن تغليط الحفاظ ليس بالأمر الهين فلا يغلط الحفاظ و يقال هذا وهم و غلط من الحفاظ و كما يقال أن المسترقي ليس له أن يطلب أحد أن يرقيه فكذلك الراقي ليس له أن يمكن أحد طلبه من الرقية فكما أن المسترقي لا يطلب أحد يرقيه فكذلك الراقي لا يمكن أحد يرقيه هذا توجيه الحافظ لكن الأقرب ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية الأقرب أنها وهم كما دار بين أئمة الدعوة الأقرب ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و المحققون من هذا لأن المعنى الذي ذكر واضح فرق بين الراقي و بين المسترقي و لأنه خلا منها أكثر الأحاديث خلا من هذه الفظة لا يرقون فالأقرب ما ذهب إليه أما الحافظ فله اعتراضات كثيرة يعترض على شيخ الإسلام بعض الأحيان يوجه و لا شك أن شيخ الإسلام محقق في التوحيد و العقائد أكثر من الحافظ بن حجر و إن كان الحافظ ابن حجر له تحقيقات حديثية إلا أن شيخ الإسلام رحمه الله يفوقه في هذا الباب شيخ الإسلام إمام من أئمة أهل السنة و الجماعة .
 
( متن )
 

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ نَحْوَ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ حَدِيثِهِ .
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ ..

 
( شرح )
و الشطر النصف .
 
( متن )
 

وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ

 
( شرح )
و هذا فيه فضل هذه الأمة و أن هذه الأمة نصف أهل الجنة قال أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبر الصحابة ثم قتال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا ثم قال والذي نفسي بيده إني لأرجوا أن تكونوا شطر أهل الجنة يعني نصف أهل الجنة و فيه مشروعية التكبير عند رؤية ما يسر تكبر , و كما في حديث أبو وافد الليثي لما مروا من المشركين و عندهم شجرة يعكفون لها قال يا رسول الله اجعل لنا مثل متا لهم ثلاثة أنواق فقال الله أكبر كبر فالسنة إذا رأى الإنسان ما يعجبه يكبر أو يسبح كما في حديث الأطيط قال " إنا نستشفع بالله عليه " قال  سبحان الله سبحان الله شأن الله أعظم من ذلك  إذا رأى ما يعجبه كبر و سبح و لا يفعل ما يفعله بعض الناس من التصفيق التصفيق من أخلاق الكفار و من أخلاق النساء لذلك قال الله  وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً المكاء الصفير و التصدية التصفيق يتعبدون بهذا فلا ينبغي للمسلم أن يشاركهم فإذا رأى ما يعجبه قال الله أكبر كما كان النبي يفعل فهي من السنن كما كبر الصحابة قال أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبر الصحابة قتال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة الله أكبر , يكبر و يسبح و قال عليه الصلاة و السلام إنما التصفيق للنساء التصفيق للنساء و هو من أخلاق الكفار و للنساء يعني في الصلاة إذا كانت النساء تصلي مع الرجال ثم حصل للإمام شيء تصفق المرأة هكذا تنبيه و الرجل يسبح و هذا فيه بيان أن هذه الأئمة نصف أهل الجنة و بين النبي صلى الله عليه و سلم قال مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ و جاء في غير الصحيح أن هذه الأئمة ثلث أهل الجنة جاء أن أهل الجنة مائة و عشرون صفا و أن هذه الأمة ثمانون صفا فتكون ثلثا أهل الجنة رواه الإمام أحمد و ابن ماجة و الترمذي من حديث سلمان بن بريدة عن أبيه و له شواهد أيضا من حديث ابن مسعود و أبي هريرة و ابن عباس كما ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في القصية النورية و ذكره أيضا في هادي الأرواح و له شواهد يتقوى بها و سنده لا بأس به رواه الترمذي و الإمام أحد أن أهل الجنة مائة و عشرون صفا و أن هذه الأمة ثمانون صفا فتكون هذه الأمة ثلثا أهل الجنة لكن في غير الصحيحين أما في الصحيحين هنا نصف أهل الجنة و لا منافاة بين حديث أن هذه الأمة شطر أهل الجنة و بين حديث أنهم ثلثا أهل الجنة يكون النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أولا أن هذه الأمة نصف أهل الجنة ثم زاده الله خيرا فأخبر أنهم ثلثا أهل الجنة فلا منافاة .
 
( متن )
 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ ..

 
( شرح )
هذا عبد الله بن مسعود يعرف بتلاميذه عمرو بن ميمون من تلاميذ ابن مسعود الصحابة يعرفون بتلاميذهم لهم تلاميذ عبد الله بن مسعود له تلاميذ عبد الله بن عباس له تلاميذ عبد الله بن عمرو له تلاميذ عبد الله بن عمر له تلاميذ عبد الله بن الزبير له تلاميذ إذا قيل عبد الله و لم يذكر يعرف بتلاميذه .
 
( متن )

عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ.

 
( شرح )
قوله " أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة " فيه أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن و هذا مجمع عليه من أهل العلم هذا أمر مجمع عليه أن الجنة لا يدخلها إلا المؤمنون إلا نفس مسلمة فهذا إجماع , النار يدخلها عصاة موحدين ثم يخرجون منها طائفة من العصاة ليس كلهم .
 
( متن )
 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَهُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةِ أَدَمٍ، فَقَالَ: أَلَا لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهُمَّ اشْهَدْ، أَتُحِبُّونَ أَنَّكُمْ رُبُعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ ..

 
( شرح )
قبة من أدم يعني من جلد .
 
( متن )

 أَتُحِبُّونَ أَنَّكُمْ رُبُعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، مَا أَنْتُمْ فِي سِوَاكُمْ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا آدَمُ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، قَالَ يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَالَ: فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ  قَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا، وَمِنْكُمْ رَجُلٌ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللهَ وَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الْأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُمَا قَالَا: مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ وَلَمْ يَذْكُرَا أَوِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ .


 
( شرح )
و هذا فيه إثبات الكلام لله عز و جل و أن الله تعالى تكلم بحرف و صوت يسمع و هذا أن الله سبحانه و تعالى ينادي يوم القيامة  يا آدم  يسمع بصوت يقول لبيك و سعديك فيقول الله أخرج بعثا من النار  يعني اللذين مهيئون و موجهون إلى النار فيقول ممن فيقول من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعين إلى النار و واحد في الجنة فاشتد ذلك على الصحابة فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الواحد ألف واحد ناجي و تسعمائة و تسعة و تسعين في النار أينا ذلك الواحد فقال النبي صلى الله عليه و سلم أبشروا فإن من يأجوج و مأجوج ألف و منكم واحد يأجوج و مأجوج أمتان كافرتان من ولد آدم من بني آدم أمتان يقال لهما يأجوج و الأمة الثانية يقال لها مأجوج يأجوج من الأجيج و اختلاط الأصوات و اللغط لكثرتهم قال منهم ألف و منكم واحد ألف من يأجوج و مأجوج و واحد من هذه الأمة و هذا يأجوج و مأجوج هم الذين بنى ذا القرنين السد بينهم و بين الناس ( هم من الصين الشعبية وما حولها من الشرق  يبلغون في الإحصائيات مائة مليون أو يبلغون ألف مليون قريب من هذا كلهم من الكثرة الكافرة فمن تركهم خارج السد سموا الترك و هم منهم و من كان داخل السد هم يأجوج و مأجوج و من تركهم خارج السد و هو منهم سموا الترك لأنهم تركوا خارج السد فهذا الأمتان الكافرتان منهم ألف و من هذه الأمة واحد و هم من ولد آدم الصواب أنهم من ولد آدم و حواء قيل أنهم من ولد ابن نوح أما ما ذكر النووي عن كعب الأحبار أنهم ليسوا من حواء و أن آدم احتلم و أنه اختلطت حلمته بالتراب فخلق الله يأجوج و مأجوج هذا من أخبار بني إسرائيل لا وجه له و هذا قول باطل و الصواب أن يأجوج و مأجوج من ولد آدم و حواء كل الناس من آدم و حواء و هما أمتان كافرتان و لهذا منهم ألف و من هذه الأمة واحد و لهذا بشرهم النبي صلى الله عليه و سلم قال أبشروا فإن من يأجوج و مأجوج ألف و منكم واحد إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الْأُمَمِ إلا كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض أو كالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَار الرقمة و هما الأثران في عضدي أو في باطن ذراعيه .
 
( مداخلة )
هِيَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَإِسْكَانِ الْقَافِ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ الرَّقْمَتَانِ فِي الْحِمَارِ هُمَا الْأَثَرَانِ فِي بَاطِنِ عَضُدَيْهِ وَقِيلَ هِيَ الدَّائِرَةُ فِي ذِرَاعَيْهِ وَقِيلَ هِيَ الْهَنَةُ النَّاتِئَةُ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ مِنْ دَاخِلٍ وَاللَّهُ أعلم بالصواب .
(فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ وَمِنْكُمْ رَجُلٌ) هَكَذَا هُوَ فِي الْأُصُولِ وَالرِّوَايَاتِ أَلْفٌ وَرَجُلٌ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا وَهُوَ صَحِيحٌ وَتَقْدِيرُهُ أَنَّهُ بِالْهَاءِ الَّتِي هِيَ ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَأَمَّا يَاجُوجُ وَمَاجُوجُ فَهُمَا غَيْرُ مَهْمُوزَيْنِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْقُرَّاءِ وَأَهْلِ اللُّغَةِ وَقَرَأَ عَاصِمٌ بِالْهَمْزِ فِيهِمَا وَأَصْلُهُ مِنْ أَجِيجِ النَّارِ وَهُوَ صَوْتُهَا وَشَرَرُهَا شُبِّهُوا بِهِ لِكَثْرَتِهِمْ وَشِدَّتِهِمْ وَاضْطِرَابِهِمْ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ .
قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ هُمْ مِنْ وَلَدِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ وَقَالَ الضَّحَّاكُ هُمْ جِيلٌ مِنَ التُّرْكِ وَقَالَ كَعْبٌ هُمْ بَادِرَةٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ مِنْ غَيْرِ حَوَّاءَ قَالَ وَذَلِكَ أَنَّ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَلَمَ فَامْتَزَجَتْ نُطْفَتُهُ بِالتُّرَابِ فَخَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
 
( شرح )
هذا قول كعب قول باطل كعب الأحبار هذا من بني إسرائيل و الصواب أنهم من آدم و حواء و ليس هناك أحد من الناس إلا من آدم و حواء .
 
( مداخلة )
يأجوج و مأجوج خلق كفار وراء سد ذا القرنين و يراد بهم في الحديث و هم و من كان على ذكرهم كما أن المراد بقوله منكم أصحابه و ما كان على إيمان لأن المقصود من الحديث إثبات قلة أهل الجنة من هذه الأمة بالنسبة إلى كثرة أهل النار من غيرهم من الأمم ألا ترى أن قوله عليه الصلاة و السلام إنما مثل الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار  يدل على ذلك مقصده و أما نسبة هذه الأمة إلى من يدخل الجنة من الأمم فهذه الأمة شطر أهل الجنة كما نص عليه .
 
( شرح )
و الصواب أنهم ثلثا أهل الجنة خفي عليه الحديث الذي فيه أن هذه الأمة ثلثا أهل الجنة .
 
( مداخلة )
قوله " لبيك " معناه إجابة لك بعد إجابة و سعديك مساعدة لك بعد مساعدة و كلاهما منصوب على المصدر و لم تستعمل العرب له فعلا .
 
( شرح )
المقصود أن هذه الأئمة بالنسبة لأهل الجنة ثلثا أهل الجنة و بالنسبة لأهل الشرك و أهل الكفر ألف من الكفار و واحد من هذه الأمة .
 
( مداخلة )
قال : و قوله " و الخير في يديك " أي تملكه أنت و لا يملكه غيرك و هو كقوله تعالى بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أي بيدك الخير و الشر لكن سكت عن نسبة الشر إليه تعالى و لم ينسب الله تعالى لنفسه الشر تعليما لنا مراعاة .
 
( شرح )
و هذا معروف و لكن مع ذلك فيه إثبات اليدين لله عز و جل .
 
( مداخلة )
و اكتفى بقوله إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قد استغرق كل الموجودات يوم القيامة .
 
( شرح )
معروف كل شيء بيد الله تعالى و إن الله مالك الخير و الشر لكن الشر لا ينسب إلى الله ....
 
 
 
 
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد