شعار الموقع

شرح كتاب الأجرومية_3

00:00
00:00
تحميل
14

الأجرومية 3

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

باب الفاعل

الفاعل: هو الاسم المرفوعُ المذكورُ قبلَهُ فِعلَهُ، وهو على قسمين: ظاهِر ومُضمَر.

فالظاهر نحو قولِك: قام زيدٌ، ويقوم زيدٌ، وقام الزَّيدانِ، ويقومُ الزَّيدانِ، وقامَ الزَّيدونَ، ويقوم الزَّيدون، وقام الرجالُ، ويقومُ الرجالُ، وقامَت هِندُ، وتقومُ هندُ، وقامَتِ الهِندانِ، وتقوم الهندان، وقامت الهِنداتُ، وتقومُ الهنداتُ، وقامَت الهُنُودُ، ويقوم الهُنُودُ، وقامَ أخوكَ، ويقوم أخوك، وقامَ غُلامي، ويقومُ غُلامي، وما أشبَهَ ذلك.

لأن جمع التكسير: قام الرجال وقامت الرجال، -- ((@ كلمة غير مفهومة- 01:13)) – نعم والمضمر؟

والمُضمَر اثنا عشر، نحو قولك: ضَربْتُ، وضربْنَا، وضَرَبْتَ، وضَرَبْتِ، وضربْتُمَا، وضربْتُم، وضرَبْتُنَّ، وضَرَبَ، وضَرَبَتْ، وضَرَبَا، وضَرَبُوا، وضَرَبْنَ.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أمّا بعد:

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (الفاعل: هو الاسم المرفوعُ المذكورُ قبلَهُ فِعلَهُ) هذا هو تعريف الفاعل، أن يكون اسمًا مرفوعًا يتقدمه الفعل، فإن تأخر عنه الفعل فإنه لا يكون فاعل وإنما يكون مبتدأ مثاله: قام زيدٌ، فزيدٌ اسم مرفوع فاعل لأنه تقدمه فعل وهو قام، فإن تقدم على الفعل لم يكن فاعل، مثل: زيدٌ قام وإنما يكون مبتدئ، لهذا شرط لا بد أن يتقدمه فعله.

فالفاعل: الاسم المرفوع الذي يتقدم الفعل، وهو ينقسم إلى قسمين: ظاهر ومضمر، فالظاهر: مثل المؤلف رحمه الله به بأمثلة متعددة (قام زيدٌ) هذا الفاعل إذا كان مفرد، إذا كان مفرد قام زيدٌ، مثاله: قام، والمثال الثاني: يقوم، قام: الفعل المضارع، إسناده الفعل الماضي والفعل المضارع، قام ويقوم واحد هذا إذا كان مفردًا، وكذلك أيضًا إذا كان مثنى، قام الزيدان ويقوم الزيدان مثال للماضي ومثال للمضارع، مثال الماضي: قام الزيدان، قام ويقوم الزيدان، ومثل أيضًا للجمع، قام ويقوم قام الزيدون ويقوم الزيدون مثل الماضي والمضارع، ثم مثل لجمع التكثير: قام الرجال ويقوم الرجال الماضي والمضارع، ثم مثل للمؤنث المفرد، قام هندٌ وتقوم هندٌ، ثم مثل للمؤنث يعني الماضي والمضارع، ثم مثل للمثنى المؤنث المثنى، قام الهندان ويقوم الهندان الماضي والمضارع، ثم مثل للجمع جمع المؤنث قامت الهندات وتقوم الهندات الماضي والمضارع، ثم مثل أيضًا للجمع قال: قام الهنود وتقوم الهنود، ثم مثل للأسماء الخمسة قام أخوك ويقوم أخوك، ثم مثل للمضاف إلى الضمير المستتر قام غلام ويقوم غلام، وكل هذه قام زيدٌ ويقوم زيدٌ حركة ظاهرة، لكن المثنى الزيدان يكون بعلامة رفعه الألف، والزيدون علامة رفعه الواو، وأخوك علامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وقام غلامٌ هذا مرفوع لأنه مرفوع بضمة مُنع من ظهورها الاشتغال بحركة مناسبة للمضاف إلى المتكلم.

ثم ذكر المضمر فقال: اثنا عشر، وضابطه أنَّ الضمير إمّا أن يكون للمتكلم، للمتكلم الواحد أو للمتكلم ومعه غيره، للمتكلم الواحد ضربت هذا المتكلم الواحد، والمتكلم ومعه غيره ضربت.

أو يكون متجه إلى ضمير المخاطب، سواء كان مفردًا مذكرًا أو مؤنثًا، أو مثنى أو مجموع أو جمع مؤنث، ضربت هذا للمخاطب الواحد المذكر، (وضَرَبْتِ) للمخاطبة الأنثى، وضربْتُمَا للمثنى،  وضربْتُم لجمع الذكور، وضرَبْتُنَّ لجمع الإناث.

ثم يأتي خطابه إلى ضمير الغائب:  وضَرَبَ الغائب المفرد، وضَرَبَتْ الغائبة المفردة، وضَرَبَا المثنى الغائبين، وضَرَبُوا ضمير الجمع الغائبين، وضَرَبْنَ ضمير النسوة الغائبات، وفي كل هذه المواضع اسم فاعل مبني في محل رفع فاعل، ضربت، ضربتُ هنا التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل، ضربنا نا ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل، ضربتَ تاء المخاطب فاعل، ضربتِ كذلك التاء فاعل، ضربتما الألف فاعل، ضربتم التاء فاعل ضمير الجمع، ضربتن كذلك متجه إلى الغائبات النسوة الغائبات، كذلك أيضًا الضمير في هذه المواضع كلها يكون فاعل، لكنه مبني على السكون.. ضربتُ مبني على الضم، ضربت مبني على الفتح، ضربتما الألف مبني على السكون في محل رفع فاعل، كذلك ضربتم مبني على الضم وعلامة الجمع ممكن تقرأ أيضًا، تقرأ الكلام الأجرومية.

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.

الشيخ: كما تحفظون نائب الفاعل لم يُسمى فاعله كما تحفظون، نعم.

قوله: وأقول: الفاعل له معنيان: أحدهما لغوي والآخر اصطلاحي.

أما معناه في اللغة فهو عبارة عمن أوجد الفعل.

وأما معناه في الاصطلاح فهو: الاسم المرفوع المذكور قبله فعله، كما قال المؤلف.

وقولنا:" الاسم" لا يشمل الفعل ولا الحرف،

وأقول: ينقسم الفاعل إلى قسمين: الأول الظاهر، والثاني المضمر.

فأما الظاهر فهو: ما يدل على معناه بدون حاجة إلى قرينة، وأما المضمر فهو: ما لا يدل على المراد منه إلا بقرينة تَكَلُّمٍ أو خطابِ غيبة.

والظاهر على أنواع: لأنه إما أن يكون مفردًا أو مثنى أو مجموعًا جمعًا سالمًا أو جمع تكسير، وكل من هذه الأنواع الأربعة إما أن يكون مذكرًا وإما أن يكون مؤنثًا.

ثمانية، ولهذا مثل أمثلة كثيرة، نعم.

فهذه ثمانية أنواع، وأيضًا فإما أن يكون إعرابه بضمة ظاهرة أو مقدرة، وإما أن يكون إعرابه بالحروف نيابة عن الضمة، وعلى كل هذه الأحوال إما أن يكون الفعل ماضيًا، وإما أن يكون مضارعًا.

ولهذا -- ((@ كلمة غير مفهومة- 09:50)) – مضمر.

وأقول: قد عرفت فيما تقدم المضمر ما هو، والآن نعرفك أنه على اثْنَيْ عَشَرَ نوعًا، وذلك لأنه إما أن يدل على متكلم، وإما أن يدل على مخاطب، وإما أن يدل على غائب.

والذي يدل على متكلم يتنوع إلى نوعين: لأنه إما أن يكون المتكلم واحدًا، وإما أن يكون أكثر من واحد.

والذي يدل على مخاطب أو غائب يتنوع كل منهما إلى خمسة أنواع؛ لأنه إما أن يدل على مفرد مُذكر، وإما أن يدل على مفردة مؤنثة، وإما أن يدل على مثنى مطلقًا، وإما أن يدل على جمع مذكر، وإما أن يدل على جمع مؤنث، فيكون المجموع اثْنَيْ عَشَرَ.

فمثال ضمير المتكلم الواحد مذكرًا كان أو مؤنثًا: "ضَرَبْتُ، وحَفِظْتُ، واجْتَهَدْتَ ".

ومثال ضمير المتكلم المتعدد أو الواحد الذي يعظم نفسه وينزلها منزلة الجماعة:" ضَرَبْنَا، حَفِظْنَا، اجْتَهَدْنَا ".

نتكلم عن الإعراب، الإعراب المبني على السكون ومبني على ضربتُ مبني على الضم في محل، وضربَ مبني -- ((@ كلمة غير مفهومة- 11:05)) –

قال ابن آجروم رحمه الله تعالى:

بَابُ الْمَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُوَ: الْاسْمُ، الْمَرْفُوعُ، الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ فَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ مَاضِيًا ضُمَّ أَوَّلُهُ، وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ، وَإِنْ كَانَ مُضَارِعًا ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: ظَاهِرٌ، وَمُضْمَرٌ، فَالظَّاهِرُ نَحْوُ قَوْلِكَ " ضُرِبَ زَيْدٌ "، " يُضْرَبُ زَيْدٌ "، " أُكْرِمَ عَمْرٌو "، " يُكْرَمُ عَمْرٌو ". وَالْمُضْمَرُ اثَنْا عَشْرَ، نَحْوُ قَوْلِكَ:" ضُرِبْتِ "، " ضُرِبْنَا "، " وضُرِبْتُ "، " وَضُرِبْتَ "، " وَضُرِبْتُمَا "، " وَضُرِبْتُمْ "، وَضُرِبْتُمْ، " ضُرِبْتُنَّ"، وَضُرِبَ "، " وَضُرِبَتْ "، " وَضُرِبَا "، " وَضُرِبُوا "، " وَضُرِبْنَ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال المؤلف رحمه الله، قال: (بَابُ الْمَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ) ويقال: أنه نائب الفاعل، (وَهُوَ: الْاسْمُ، الْمَرْفُوعُ، الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ) اسم مرفوع، اسم الفاعل هو قام مقامه، يُقال: نائب فاعل، ويُقال: المفعول الذي لم يُسم فاعله.

(فَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ مَاضِيًا ضُمَّ أَوَّلُهُ، وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ، وَإِنْ كَانَ مُضَارِعًا ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: ظَاهِرٌ، وَمُضْمَرٌ، فَالظَّاهِرُ نَحْوُ قَوْلِكَ "ضُرِبَ زَيْدٌ"، " يُضْرَبُ زَيْدٌ ") ضُرِب: هذا ماضي ضُمَّ أوله وهو الضاد، وكُسر ما قبل الآخر وهو الراء ضُرِب زيدٌ، وفي المضارع: يُضرَب زيد، ضم أوله وهو الياء ويُفتح ما قبل الآخر وهو الراء، هذا بسبب اختلافهم، ومثل للرباعي وقال: "أُكْرِمَ عَمْرٌو" هذا مثال للرباعي أُكرِم ضُمَّ أوله وهو الهمزة وكُسِر ما قبل الآخر وهو الراء.

وفي المضارع: "ويُكْرَمُ عَمْرٌو" ضُمَّ أوله وهو الياء، وفُتح ما قبل الآخر وهي الراء، مثال للثلاثي ماضي ومضارع، ومثال للرباعي ماضي ومضارع.

قال: (وَالْمُضْمَرُ اثَنْا عَشْرَ) للمتكلم اثنان، وللمخاطب خمسة، وللغائب خمسة، للمتكلم: "ضُرِبْتُ"، "ضُرِبْنَا " ضُربتُ هذا للمتكلم وحده، وضُربنا للمتكلم ومعه غيره اثنان، وللمخاطب خمسة" "وضُرِبْتَ" هذا للمخاطب الواحد المفرد، "وَضُرِبْتِ" الواحدة المخاطبة المفردة،  "وَضُرِبْتُمَا" هذا للمثنى مذكر أو مؤنثر، "وَضُرِبْتُن" لجماعة الذكور، وَضُرِبْتُمْ، لجماعة الإناث، هذا خمسة للمخاطب، وخمسة للغائب: وَضُرِبَ هذا للغائب المذكر، وَضُرِبَتْ للغائبة المؤنثة، "وَضُرِبَا للمثنى الغائب،  وَضُرِبُوا للجماعة الغائبين،   وَضُرِبْنَ للجماعة الغائبات، وفي هذه الأحوال يكون الضمير نائب فاعل.

ضُربت: التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل.

وضُربنا: نا ضمير مبني على السكون  في محل رفع نائب فاعل.

وكذلك ضُربتَ: التاء ضمير مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل.

ضُربتِ: التاء ضمير مبني على الكسر في محل رفع نائب فاعل.

وضربتما: الضمير مبني على الضم أو على السكون في محل رفع نائب فاعل.

وضربتم: الضمير مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.

وكذلك للغائب ضُرِبَ: فعل ماض مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو محذوف.

ضُرِبت: هذا التاء -- ((@ كلمة غير مفهومة- 16:29)) – والضمير محذوف للغائب.

ضُربا: الألف مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.

ضربوا: الواو ضمير مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.

ضُربنَ: النون مبنية على الفتح في محل رفع نائب فاعل.

وهكذا فيكون ظاهر ومُضمر، والمفعول ينوب عن الفعل إذا حُذف الفاعل، ولهذا قال: الاسم المرفوع الذي لم يُذكر معه فاعله، فيأتي المفعول ويحل محله ويُسمى نائب فاعل، وعلى هذا يكون مضى الفاعل، ومضى نائب الفاعل من المرفوعات ويأتي إن شاء الله المبتدأ والخبر.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد، قال ابن آجروم رحمه الله تعالى:

قَالَ: "بَابُ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ " الْمُبْتَدَأُ: هُوَ الْاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْعَارِي عَنِ الْعَوَامِلِ الْلَفْظِيَّةِ، وَالْخَبَرُ: هُوَ الْاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ، نَحْوُ قَوْلِكَ "زَيْدٌ قَائِمٌ"، "الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ"، "الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ"

وَالْمُبْتَدَأُ قِسْمَانِ: ظَاهِرٌ وَمُضْمَرٌ

فَالظَّاهِرُ: مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.

وَالْمُضْمَرُ: اثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ: أَنَا، نَحْنُ، أَنْتَ، أَنْتِ، أَنْتُمَا، أَنْتُمْ، أَنْتُنَّ، هُوَ، هِيَ، هُمَا، هُمْ، هُنَّ، نَحْوُ قَوْلِكَ: "أَنَا قَائِمٌ"، "نَحْنُ قَائِمُونَ" وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

قَالَ: وَالْخَبَرُ قِسْمَانِ: مُفْرَدٌ وَغَيْرُ مُفْرَدٍ فَالْمُفْرَدُ نَحْوُ: "زَيْدٌ قَائِمٌ" وَغَيْرُ الْمُفْرَدُ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: الْجَارُ وَالْمَجْرُورُ، وَالظَّرْفُ، وَالْفِعْلُ مَعَ فَاعِلِهِ، وَالْمُبْتَدَأُ مَعِ خَبَرِهِ، نَحْوُ قَوْلِكَ: "زَيْدٌ فِي الدَّارِ، وَزَيْدٌ عِنْدَكَ، وَزَيْدٌ قَائِمٌ أَبُوهُ، وَزَيْدٌ جَارِيَتُهُ ذَاهِبَةٌ.

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المؤلف –رحمه الله تعالى-:

قَالَ: "بَابُ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ؛ وهذا هو الاسم الثالث والرابع من الأسماء المرفوعة، سبق المرفوع الأول وهو الفاعل، والثاني: نائب الفاعل، والثالث: المبتدأ، والرابع: الخبر.

فالمبتدأ قال في تعريفه: (الْاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْعَارِي عَنِ الْعَوَامِلِ الْلَفْظِيَّةِ) -- ((@ كلمة غير مفهومة- 19:35)) – باختلاف الفاعل فإنه سبقه الفعل فعمل فيه، مثل قام زيدٌ، باختلاف نائب الفاعل فسبقه فعل يُضرب زيدٌ، وبخلاف اسم كان لأن سبقها كان وأخواتها عمل فيه، باختلاف اسم إن وأخواتها وخبرها فإنه عمل فهي، اسم كان مرفوع لكن سبقه عامل مرفوع، وخبر إن مرفوع لكن سبقه عامل لفظي وهو إن، بخلاف أيضًا مفعول ظن وأخواتها، فكون الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية يخرج الفاعل ويخرج المفعول ونائب الفاعل، يخرج اسم كان، يخرج خبر إن، يخرج مفعول ظن وأخواتها.

فالمبتدأ: اسم مرفوع عاري عن العوامل اللفظية.

وأمّا الْخَبَرُ: فهُوَ الْاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْمُسْنَدُ إِلَيْهِ يعني المسند إلى الابتداء، الذي يُحمل على الابتداء ويتم به الكلام؛ فإذًا المبتدأ هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية، والخبر: هو الاسم المرفوع المسند إليه، الذي يُحمل على الابتداء ويتم به الكلام.

ومثل له المؤلف قال: "زَيْدٌ قَائِمٌ" زيد: مبتدأ، وقائم: خبر، فالمبتدأ مفرد والخبر مفرد، ومثل للمثنى فقال:  "الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ" الزيدان: مبتدأ، وقائمان: خبر، "الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ زيدون مبتدأ، وقائمون خبر، فالأول مرفوع بالضمة، والثاني مرفوع بالألف، والثالث مرفوع بالواو.

وهو قسمان (وَالْمُبْتَدَأُ قِسْمَانِ: ظَاهِرٌ وَمُضْمَرٌ، فَالظَّاهِرُ: مَا تَقَدَّمَ سبق بالأمثلة.

وَالْمُضْمَرُ: اثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ: أَنَا، نَحْنُ، أَنْتَ، أَنْتِ، أَنْتُمَا، أَنْتُمْ، أَنْتُنَّ، هُوَ، هِيَ، هُمَا، هُمْ، هُنَّ) تقول: "أَنَا قَائِمٌ" أنا: مبتدأ، "نَحْنُ قَائِمُونَ" مبتدأ، أنت قائم، أنتِ قائمة، هو قائم، هي قائمة؛ ولهذا مثل وقال: نحو أنا قائمٌ، ونحن قائمون وما أشبه ذلك.

وأمّا الخبر فهو ينقسم إلى قسمين: مُفْرَدٌ وَغَيْرُ مُفْرَدٍ فَالْمُفْرَدُ نَحْوُ: "زَيْدٌ قَائِمٌ" زيدٌ: مبتدأ، وقائم: خبر، وَغَيْرُ الْمُفْرَدُ أَرْبَعَةُ: الْجَارُ وَالْمَجْرُورُ، وَالظَّرْفُ، وَالْفِعْلُ مَعَ فَاعِلِهِ، وَالْمُبْتَدَأُ مَعِ خَبَرِهِ، وإن شئت فقل: الخبر جُملة أو شبه جُملة، الجملة إما فعلية أو اسمية، وشبه الجُملة إمّا ظرف أو جار ومجرور، فهي جمع خبر إما مفرد أو غير مفرد، والمراد بالمفرد: ما ليس بجملة ولا شبه جُملة، إذا قيل في باب الخبر: الخبر مفرد، الخبر مفرد أو غير مفرد، والمراد بالمفرد ما ليس بجملة ولا شبه جملة، والمفرد هو الجملة أو شبه الجملة، والجُملة وشبه الجُملة نوعان:

جار ومجرور مثل قولك: زيدٌ في الدار، كما قال المؤلف، والظرف والثاني: الظرف كقولك: زيدٍ عندك، في الدار زيد: مبتدأ، وفي الدار: جار ومجرور متعلق محذوف، خبر زيدٌ عندك: عندك: ظرف، عند مضاف، والكاف مضاف إليه، والظرف متعلق بالمحذوف خبر.

أو جملة وهي نوعان: جملة فعلية، كقولك: زيدٌ قام أبوه، زيدٌ: مبتدأ مرفوع ، وقام: فعلٌ ماض، وأبو: فاعل، والهاء: مضاف إليه، والجملة من الفعل وفاعل في محل رفع خبر، ولا بد من ضمير، إذا كان خبر جُملة لا بد من ضمير يربطها -- ((@ كلمة غير مفهومة- 23:48)) – فالضمير هنا أبوه، وقد يكون جملة اسمية كقوله ذكر المؤلف: زيدٌ جاريته ذاهبة، جاريته: مبتدأ، والهاء مضاف إليه، وذاهبة: خبر، والجملة من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ الأول، والرابط الضمير: جاريته ذاهبة، لا بد إذا كان الخبر جُملة من رابط يربط به.

كـ زيدٌ قام أبوه، زيدٌ جاريته ذاهبة، زيدٌ هذا حسن الخلق، زيدٌ هذا الرجل الكريم، هذا: يحتاج إلى رابط، لا بد من رابط يربطه.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

باب العواملِ الداخلةِ على المبتدأ والخبر

وهي ثلاثة أشياء: كان وأخواتها، واِنَّ وأخواتها، وظَنَنْتُ وأخواتها.

فأما كان وأخواتها فإنها ترفَعُ الاسمَ وتَنصِبُ الخَبَرَ، نحو: كان، وأمسى، وأصبحَ، وأضحى، وظَلَّ ، وباتَ، وصار، وليس، وما زال، وما انفَكَّ، وما فَتِيءَ، وما بَرِحَ، وما دام، وما تَصَرَّفَ منها، نحو: كان ويكون وكُن، وأصبَحَ ويُصبِحُ وأَصبِحْ، نحو: كان زيدٌ قائماً، وليس عمرٌو شاخِصَاً، وما أشبه ذلك.

قال رحمه الله تعالى: نواسخ المبتدأ والخبر، باب العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر، وهي ثلاثة أشياء: كان وأخواتها، وإن وأخواتها، وظننت وأخواتها، هذه العوامل التي تدخل على المبتدأ والخبر فتغيرها، فكان وأخواتها تغير المبتدأ وينتقل من كونه من الابتداء إلى كونه مرفوعًا لأنه اسم كان، والخبر يتغير من كونه خبر المبتدأ إلى كونه خبرًا لكان، وإن كذلك  إذا دخلت وأخواتها على المبتدأ والخبر تنصب الأول على أنه اسمًا لها، تنصب المبتدأ فيكون اسمًا لها، وترفع الخبر على أنه خبر لها، يتغير من كونه اسمها ومن كونه مبتدأ إلى كونه اسم لها، ويتغير الخبر من كونه خبر المبتدأ إلى كونه خبرًا لإن، وظننت وأخواتها إذا دخلت على الخبر تغيره فيُنصب المبتدأ على أنه مفعول أول، ويُنصب الخبر على أنه مفعول ثاني.

ولهذا قال: باب العواملِ الداخلةِ على المبتدأ والخبر

وهي ثلاثة أشياء: كان وأخواتها، واِنَّ وأخواتها، وظَنَنْتُ وأخواتها.

فأما كان وأخواتها فإنها ترفَعُ الاسمَ وتَنصِبُ الخَبَرَ، وهي ثلاثة عشر فعل كلها أفعال، فهي: كان، وأمسى، وأصبحَ، وأضحى، وظَلَّ ، وباتَ، وصار، وليس، وما زال، وما انفَكَّ، وما فَتِيءَ، وما بَرِحَ، وما دام، وما تَصَرَّفَ منها يعني ما تصرف منها الفعل الماضي والمضارع والأمر تكون واحد، وما تصرف منها: نحو: كان ويكون وكُن، وأصبَحَ ويُصبِحُ وأَصبِحْ، مثل: كان زيدٌ قائماً، وليس عمرٌو شاخِصَاً، وما أشبه ذلك.

كقوله تعالى: ﴿وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾[هود:118] ولا يزالون: فعل مضارع، الواو اسمها، مختلفين خبرها.

﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾[البينة:1]؛ ولم يكونوا من المهتدين مثلًا، فيكن فعل مضارع تعمل عمل الماضي، ترفع الأول وتنصب الثاني، وهذه الأفعال من جهة العلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم يعمل بدون شرط وهي ثمانية: كان وأصبح وأضحى وظل وبات وصار -- ((@ كلمة غير مفهومة- 28:35)) – هذه الثمانية تعمل بدون شرط، وأربعة تعمل بشرط أن يتقدمها نفي أو نهي أو استفهام، وهي: زال، وبرح، وفتئ، وانفك، لم يتقدمها نفي أو نهي أو شرط.

ما زال، وما برح، وما فتئ، وما انفك، والثالث: دام لا بد أن يتقدمها ما المصدرية كقوله تعالى: ﴿مَا دُمْتُ حَيًّا﴾[مريم:31]؛ دام: فعل مصدر ترفع الاسم وتنصب الخبر، دمتُ التاء: ضمير مبني على الضم في محل رفع اسم فاعل، حيًا: خبرها، هذا من جهة العمل.

أمّا من جهة التصرف فهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم يتصرف تصرفًا كاملًا فيأتي منه الماضي، والمضارع، والأمر، فهو سبعة وهي: كان، وأمسى، وأصبح، وأضحى، وظل، وبات، وصار، هذه تتصرف تصرفًا كاملًا، هذه السبعة يأتي منها الماضي والمضارع والأمر، وأربعة تتصرف تصرفًا ناقصًا، فيأتي منها الماضي والمضارع ولا يأتي منها الأمر وهي أربعة، وهي: زال، فتئ، انفك، برح.

واثنان لا تتصرف مطلقًا، لا يأتي منها إلا الماضي، واحد منها متفق عليه وواحد على الأصح، المتفق عليه ليس، والذي هو على الأصح دام، فهذان الفعلان لا يتصرفان مطلقًا، ويتحول الاسم إلى الخبر على حسب المعنى، أمسى زيدٌ قائمًا، يعني كان في وقت المساء، أضحى في وقت الضحى، أصبح في وقت الصباح، بات في البيتوتة، صار: انتقل تحول من حال إلى حال، وهكذا على حسب المعنى.

كان: يعني تحول الخبر إلى الماضي، كان زيدٌ قائمًا يعني في الماضي، قد يكون انقطع وقد لا ينقطع، كان ربك قديرًا هذا -- ((@ كلمة غير مفهومة- 31:45)) – كان زيدٌ قائمًا هذا في الماضي، وقد كان قبل ذلك ليس قائمًا، وهكذا، نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، قال ابن آجروم رحمه الله تعالى:

وأما إنَّ وأخواتُها

فإنها تَنصِبُ الاسمَ وتَرفَعُ الخَبَرَ، وهي: إنَّ، وأَنَّ، ولَكِنَّ، وكَأَنَّ، وليتَ، ولَعَلَّ، تقول: إنَّ زيداً قائمٌ، وليت عَمْراً شاخصٌ، وما أشبه ذلك.

وإنَّ وأَنَّ للتوكيد، ولَكِنَّ للاستِدراك، وكَأَنَّ للتشبيه، وليت للتمَنِّي، ولَعَلَّ للتَّرَجِّي والتَّوَقُّع.

قال –رحمه الله تعالى-: هذا الناسخ الثاني إن وأخواتها، سبق الكلام على نواسخ المبتدأ والخبر وأنها أنواع: كان وأخواتها، وإن وأخواتها، وظن وأخواتها، سبق الكلام على كان وأخواتها وأنها ترفع الاسم وتنصب الخبر، وأن كان وأخواتها أفعال، وأمّا الناسخ التالي فهو: إن وأخواتها، ولهذا قال المؤلف رحمه الله:

وأما إنَّ وأخواتُها فإنها تَنصِبُ الاسمَ وتَرفَعُ الخَبَرَ عكس كان وأخواتها، كان ترفع الاسم وتنصب الخبر، وإن بالعكس إن وأخواتها تنصب الاسم وترفع الخبر، وإن وأخواتها كلها حروف وهي ستة: إنَّ، وأَنَّ، ولَكِنَّ، وكَأَنَّ، وليتَ، ولَعَلَّ كلها حروف، أمّا كان وأخواتها فإنها أفعال، تقول: إنَّ زيداً قائمٌ إن: حرف توكيد ونصب، زيدًا: اسم إنَّ منصوب بالفتحة الظاهرة، قائمٌ: خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة، "وليت عَمْراً شاخصٌ ليت: حرف تمني ورفع، عمروًا اسمها منصوب، شاخصٌ خبرها، وكذلك البقية.

هذه الحروف تنصب الاسم الذي كان مبتدأً تحدث له نصبًا تغيره، وترفع الخبر الذي كان خبرًا لكن تحدث له حدثًا جديدًا غير الحدث السابق؛ لأنه كان خبرًا لمبتدأ، فلما دخل عليه إن صار خبرًا لها، انتقل من كونه خبر وأحدثت فيه حدثًا جديدًا، إلى كونه خبرًا لـ إنَّ.

بين المؤلف رحمه الله معناها وقال: "وإنَّ وأَنَّ للتوكيد" إن وأن للتوكيد ولهذا تُعرب حرف توكيد ونصب، توكيد نسبة الخبر للمبتدأ، إن زيدًا قائمًا، فأنت تؤكد نسبة القيام لزيد، إن زيدًا قائمًا، ومثلها أن إن وأن، وكأن,...

 ولَكِنَّ للاستِدراك وهو تعقيب الكلام لإثبات ما يتوهم نفيه، أو نفي ما يتوهم إثباته، كما تقول: إن زيدًا شجاع لكن صديقه جبان، أو تقول: إن زيدًا كريمٌ، لكنه جبان، فـ لكن للاستدراك تستدرك نفي شيء يتوهمه المخاطب، فإذا قلت: إن زيدًا كريم، توهم المخاطب أنه شجاع فأنت نفيت هذا، استدركت لكن صديقه جبان، فهي تأتي للاستدراك بعد الكلام عقب الكلام تثبت ما يتوهم نفيه، أو تنفي ما يتوهم إثباته.

فإن زيدًا كريمٌ، قد يتوهم الإنسان أنه ليس بشجاع، تقول: لكنه شجاع، لكن تُعرف لكن حرف استدراك ونصب، زيدًا أو صديقًا اسمها، والهاء: مضاف إليه، وجبان أو شجاع خبرها.

 وكَأَنَّ للتشبيه كأن زيدًا قمرٌ، أنت شهبت، تشبه زيد بالقمر، كأن: حرف تشبيه ونصب، وزيدًا اسمها، وقمر: خبرها، "وليت للتمَنِّي تمني المستحيل، أو تمني ما فيه عسر ومشقة، وحصوله فيه عسر ومشقة، فالمستحيل أن نقول: ليت الشباب عائدٌ، هذا لا يمكن أو مستحيل، ما يمكن يعود، ليت الشباب عائد، ليت: حرف تمني ونصب، والشباب: اسمها منصوب، وعائد: خبرها، أو ما فيه عسر: ليت البليد ينجح، هذا فيه عسر ومشقة قد ينجح لكن فيه مشقة.

ليت: حرف تمني ونصب، والبليد اسمها وينجح خبرها، نجاح: خبرها،

 ولَعَلَّ للتَّرَجِّي والتَّوَقُّع الترجي: طلب حصول المحبوب، وهذا يكون في الممكن؛ كأن يقول: لعل الله يرحمنا، لعل: ترجي ونصب، والاسم الشريف اسمها، ويرحمنا جملة خبر هذه للترجي.

والتوقع هو توقع حصول المكروه لذاته، كأن يقول قائل: لعل العدو قريبٌ منا، هذا الترجي طلب حصول ومحبوب، أمّا التوقع يتوقع المكروه في ذاته.

ولم يذكر المؤلف رحمه الله لا النافية للجنس، كقولك: لا رجل في الدار، لأنها حكم خاص، لا نافية للجنس، ورجل: اسمها مبنية على الفتح، الدار: خبر.

طالب: -- ((@ كلمة غير مفهومة- 39:21)) –

الشيخ: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾[الكهف:6] الكاف اسمها، وباخع خبرها، الكاف ضمير مبني على الفتح في محل نصب اسم لعل، باخعٌ: خبرها مرفوع.

الطالب: للترجي أو التوقع؟

الشيخ: لأحد الأمرين، وهنا التوقع، الأقرب أنه التوقع، لأنه يكاد يهلك من شدة حرصه على هدايتهم.

الطالب: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾[الشعراء:40].

الشيخ: الترجي. الآية ظاهرها الترجي، نتبع السحرة لأنهم يرون انهم على حق، ولعل هنا للتعليل ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[البقرة:189] هنا تعليل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[آل عمران:200]؛ للترجي -- ((@ كلمة غير مفهومة- 40:52)) – نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، قال المؤلف رحمه الله تعالى: وأما ظَنَنتُ وأخواتُها فإنها تَنصِبُ المبتدأَ والخبَرَ على أنهما مفعولان لها، وهي: ظَنَنتُ، وحَسِبتُ، وخِلتُ، وزَعمتُ، ورأيتُ، وعَلِمتُ، ووجَدتُ، واتَّخذتُ، وجَعَلتُ، وسَمعتُ، تقول: ظننتُ زيداً مُنطَلِقَاً، وخِلتُ عَمْرَاً شاخِصَاً، وما أشبه ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، قال المؤلف رحمه الله تعالى: وأما ظَنَنتُ وأخواتُها هذا هو الناسخ الثالث من نواسخ المبتدأ والخبر، وأمّا ظننت وأخواتها فإنها تَنصِبُ المبتدأَ والخبَرَ على أنهما مفعولان لها، وهي: ظَنَنتُ، وحَسِبتُ، وخِلتُ، وزَعمتُ، ورأيتُ، وعَلِمتُ، ووجَدتُ، واتَّخذتُ، وجَعَلتُ، وسَمعتُ، تقول: ظننتُ زيداً مُنطَلِقَاً، وخِلتُ عَمْرَاً شاخِصَاً، وما أشبه ذلك.

 هذه الناسخ الثالث من نواسخ المبتدأ والخبر؛ لأن نواسخ المبتدأ والخبر ثلاث نواسخ:

الناسخ الأول: كان وأخواتها، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، يعني تحدث في المبتدأ رفعًا غير الرفع الأول، رفعه قبل دخول كان على الابتداء، فإذا دخلت هذه كان تحدث له رفعًا آخر وهو: الاسمية، وأمّا خبره فهو مرفوع.

والناسخ الثاني: إنَّ وأخواتها، وهي حروف، تنصب الاسم وترفع الخبر، عكس الثاني، فهي دخلت على المبتدأ أحدثت له النصب على أنه اسمها، والخبر تحدث له رفعًا آخر قبل دخول إن، على أنه خبرٌ لها، وأمّا ظن وأخواتها فإنهما تنصب الاسم والخبر على أنهما مرفوعان لها، يكون المبتدأ مفعول أول، والخبر مفعول ثاني.

ظننت زيدًا قائمًا، ظننت ظن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء ضمير الفاعل، والتاء: ضمير فاعل مبني على الرفع في محل رفع فاعل ظننت.

زيدًا: مفعول أول ل ظن منصوب.

قائمًا: مفعول ثاني.

وهكذا، وهي كلها أفعال، بخلاف إن وأخواتها كلها حروف، وكان وأخواتها أفعال، وظن وأخواتها أفعال، وهي تنقسم إلى أربعة أقسام: 

والقسم الأول: ما يفيد ترجيح وقوع الخبر وهي أربعة: ظن، وحسب، وزعم، وخال، ظننت وحسبت وزعمت وخلت.

الثاني: ما يفيد اليقين، وتحقيق وقوع الخبر، وهي ثلاثة أفعال: رأيت وعلمت ووجدت.

الثالث: تفيد التفصيل والانتقال وهي فعلًان: اتخذت وجعلت,

الرابع: تفيد السمع وهي سمعت.

هذه الأفعال وهذه معانيها، وهي كلها تنصب الاسم وترفع الخبر، والمؤلف أتى بها لأنها من النواسخ، وإلّا فالمؤلف يتكلم على المرفوعات، المرفوعات ذكر الفاعل، ثم نائب الفاعل، ثم المبتدأ، ثم الخبر، ثم اسم كان، وخبر إن، ستة.. ظن ما تدخل في المرفوعات ظن وأخواتها ما ترفع المبتدأ، تنصب المبتدأ على أنه مفعول أول، وتنصب الخبر على أنه مفعول ثاني، لكن أتى بها من باب أنها من النواسخ، لأن النواسخ ثلاثة، بعدها نقف على النعت وهو من المرفوعات.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

باب النَّعتِ

والنَّعتُ تابِعٌ للمنعوت في رَفعِهِ، ونصبِهِ، وخفضِهِ، وتعريفِهِ، وتنكيرِهِ، وتذكيره وتأنيثه، تقول: قام زيدٌ العاقلُ، ورأيتُ زيداً العاقلَ، ومررتُ بزيدٍ العاقلِ.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فهذا الباب عقده المؤلف –رحمه الله- النعت، باب النعت وهو: أحد المرفوعات السبعة، سبق أن مرفوعات سبعة: الفاعل، ونائب الفاعل، وهو المفعول به الذي لم يُسمَّ فاعله، والثالث: المبتدأ، والرابع: الخبر، والخامس: اسم كان، والسادس: خبر إن، والسابع: التابع.

والتابع أربعة أنواع: النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل.

وهذا هو الأول من التوابع، تكون المرفوعات أصلًا سبعة سبق الكلام عنها، سبق قراءة ستة مرفوعات من المرفوعات، والكلام عليها:

المرفوع الأول: الفاعل.

المرفوع الثاني: نائب الفاعل.

ويُقال له: المفعول الذي لم يُسم فاعله.

المرفوع الثالث: المبتدأ.

المرفوع الرابع: الخبر.

المرفوع الخامس: اسم كان.

المرفوع السادس: اسم إن.

المرفوع السابع: التابع.

وهو أربعة أنواع: النعت، والعطف، والتوكيد والبدل.

وهذا هو الأول وهو: النعت.

قال المؤلف رحمه الله: والنَّعتُ تابِعٌ لمتبوعه في رَفعِهِ، ونصبِهِ، وخفضِهِ، وتعريفِهِ، وتنكيرِهِ، ثم مثل قال: جاء زيدٌ العاقلُ جاء: فعل ماض، وزيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والعاقل: نعت تبعه في الرفع، لما رُفع زيد هذا المتبوع رُفع التابع فتبعه في الرفع.

 ورأيتُ زيداً العاقلَ رأيت: فعل وفاعل، وزيدًا: مفعول به منصوب، والعاقل: نعت تابع لمنعوته، لما نُصب المتبوع نُصب التابع.

 ومررتُ بزيدٍ العاقلِ مررت: فعل وفاعل. بزيد: جار ومجرور، والعاقل: مجرور هذا لأنه نعت لزيد تبعه في الجر.

إذًا النعت تابع يتبع منعوته في الرفع والنصب والخفض، والتعريف والتنكير أيضًا، فالتعريف كما جاء زيدٌ العاقل، ورأيت  زيدًا العاقل، ومررت بزيدٍ العاقلِ، فزيد معرفة والعاقل معرفته، تبعه في التعريف.

وكذلك يتبعه في التنكير تقول: جاء رجلٌ عاقلٌ، فرجلٌ نكرة وعاقل نكرة، ورأيت رجلًا عاقلًا، تبعه في التنكير، ومررت برجلٍ عاقل كذلك تبعه.

والنعت ينقسم إلى قسمين: نعتٌ حقيقي، ونعت سببي، فالنعت الحقيقي هو الذي فيه ضميرٌ، هو مستتر يرجع إلى المتبوع، كالمثال السابق، جاء زيدٌ العاقل، فالعاقل فيه ضمير يعود إلى زيد المرفوع، تقديره: جاء زيدٌ العاقل هو، هو يعود إلى زيد، رأيت زيدًا العاقلَ هو.

والنعت السببي: هو المضاف إلى اسمٍ متصلٌ بضمير، ضمير ظاهر يعود إلى المتبوع، النعت الحقيقي ليس هناك ضمير ظاهر فإنه مستتر، أمّا النعت السببي هو مضاف إلى ضمير يعود إلى المتبوع.

مثاله: جاء زيدٌ العاقل أبوه، جاء: فعل ماض، وزيد: فاعل، والعاقل: نعت، العاقل أبوه، العاقل مضاف وأبوه مضاف إليه، والهاء ضمير يعود إلى أبوه، فهذا نعتٌ سببي لأنه أُضيف إلى اسمٍ متصل بضمير يعود إلى المتبوع.

والنعت الحقيقي يتبع أيضًا متبوعه في التذكير والتأنيث أيضًا، فإذا كان المتبوع مذكر صار النعت مذكر، إذا كان مؤنث صار النعت مؤنث، مذكر مثلًا: جاء زيدٌ العاقل، مؤنث: رأيت هندًا العاقلةَ، تبعه في التأنيث.

وكذلك أيضًا يتبعه في الإفراد والتثنية والجمع، الإفراد: جاء زيدٌ العاقل.

والتثنية: جاء الزيدان العاقلان التثنية.

والجمع: جاء الزيدون العاقلون.

فإذًا النعت إذا كان حقيقي فإنه النعت الحقيقي يتبع منعوته في الرفع والنصب والخفض، والتعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع، عشرة أحكام، إذا كان نعت حقيقي يتبعه في كم حكم؟ عشرة أحكام، يتبعه في الرفع والنصب والخفض، والتعريف والتنكير، والتذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع.

أمّا إذا كان النعت سببي، فإنه لا يتبعه في التذكير والتأنيث، ولا يتبعه في الإفراد والتثنية والجمع، قد يكون مناسبًا الإفراد، فتقول: "جاء الزيدانِ العاقل أبوهما" العاقل ما تبعه، زيدان تثنية والعاقل بقي مفرد، لأنه نعت سببي، فلا يتبعه في الإفراد ولا التثنية والجمع، وإنما يلازم الجمع.

وكذلك أيضًا لا يتبعه في التذكير والتأنيث، قد يخالفه في التذكير والتأنيث تقول: جاء الزيدان العاقلة أمهما، الزيدان الآن مثنى، والعاقلة مفرد، وأيضًا الزيدان مذكر والعاقبة مؤنث، فلا يتبعه في التذكير والتأنيث، ولا يتبعه في إيش؟ في الإفراد والتثنية والجمع، فيكون ملازمًا لحالة واحدة هو الإفراد.

وتبين بهذا أن النعت ينقسم إلى قسمين: حقيقي وسببي، فإذا كان حقيقي فإن النعت يتبع المنعوت في جميع الأحوال، في الرفع، والنصب، والخفض، والتذكير والتأنيث والتعريف والتنكير والإفراد والتثنية والجمع.

أمّا إذا كان النعت سببي، فإنه يتبعه في الرفع والخفض والنصب، والتعريف والتنكير، هذه الأحكام، أما الأخرى فلا.

فلا يتبعه في الإفراد والتثنية والجمع وإنما يجب الإفراد، ولا يتبعه في التذكير والتأنيث، والنعت: هو الوصف، وفي اصطلاح النحويين: هو المشتق أو المؤول بمشتق، الموضح له في المعارف والمخفف له في النكرات.

إذا كان معرفة وضح، جاء زيدًا العاقل، وإذا كان نكرة خفف، رأيت رجلًا عاقل، خفف النكرة، رأيت رجلًا، رجلًا هذه تشمل العاقل وغير العاقل، والطويل والقصير، كل هذا، فإذا ما خصصها قال: رأيت رجلًا عاقلًا، خففها بالعقلاء خفف بدل ما كانت مبهمة، فإذا كان معرفة فإنه يوضح.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، قال ابن آجروم رحمه الله تعالى:

والمَعرِفة خمسة أشياء: الاسم المُضمَرُ، نحو: أنا، وأنتَ، والاسم العَلَمُ، نحو: زيدٌ ومَكَّةَ، والاسم المُبْهَمُ، نحو: هذا وهذه وهؤلاء، والاسم المعرف باللام، نحو: الرجُلُ والغلامُ، وما أُضِيفَ إلى واحد من هذه الأربعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

قال المؤلف رحمه الله تعالى:

والمَعرِفة خمسة أشياء: الاسم المُضمَرُ، نحو: أنا، وأنتَ، والاسم العَلَمُ، نحو: زيدٌ ومَكَّةَ، والاسم المُبْهَمُ، نحو: هذا وهذه وهؤلاء، والاسم الذي فيه الألف واللام، نحو: الرجُلُ والغلامُ، وما أُضِيفَ إلى واحد من هذه الأربعة.

الاسم ينقسم إلى قسمين: نكرة ومعرفة، يتكلم عن المعرفة ثم يتكلم بعد ذلك عن النكرة، فالاسم المعرفة هو الذي يدل على شيء معين، بخلاف النكرة.

فإنه هو يدل على شيء مبهم، الاسم المبهم النكرة يدل على شيء مبهم، رجل أي رجل، أمّا المعرفة فإنه يدل على شيء معين، وهو خمسة أشياء كما ذكر المؤلف رحمه الله: الاسم المضمر أو الضمير، والاسم العلم، والاسم المبهم، والاسم المحلى بالألف واللام، وما أضيف إلى واحد من هذه -- ((@ كلمة غير مفهومة- 57:59)) – يكون هو الخامس.

والضمير ينقسم إلى ثلاثة أقسام: ضمير المتكلم، وضمير المخاطب، وضمير الغائب، فالأول: المعرفة الاسم الضمير أو المضمر، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: ضمير المتكلم، ضمير المخاطب، ضمير الغائب.

ضمير المتكلم اسمان وهو: أنا، للمتكلم لوحده، ونحن: للمتكلم يعظم نفسه أو للجماعة، أو متكلم مع الغائب ونحن.

وأما أنت ضمير المخاطب، وأما ضمير المخاطب فهو ينقسم إلى خمسة أقسام: أنت للمفرد المخاطب، أنتِ للمفردة المخاطبة، أنتما للمثنى المخاطب، سواء كان ذكرين أو أنثيين، أنتم لجماعة مخاطبين، أنتن الخطاب لجماعة الإناث، وكذلك الغائب ينقسم إلى خمسة أقسام: هو للمفرد، وهي للمفردة، وهما للمثنى، وهم للجمع جمع الذكور، وهن لجمع الإناث.

وأمّا النوع الثاني من المعرفة فهو: الاسم العلم، والعلم هو الذي........

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد