بسم الله في حديث عمر قوله "إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر (إذ وإذا) ظرفان أصلهما غير متمكنين مضافان إلى الجمل إلا إن (إذ) لما مضى، وتضاف إلى الجملتين الاسمية والفعلية وإذا لما يستقبل
الشيخ: وإذا؟
(إذ وإذا) ظرفان أصلهما غير متمكنين يضافان إلى الجمل إلا إن (إذ) لما مضى وتضاف إلى الجملتين الاسمية والفعلية وإذا لما يستقبل ولا تضاف إلا إلى الفعلية
الشيخ: إذ لما مضى
وتضاف إلى الجملة الاسمية والفعلية
الشيخ: وإذا
(إذا) لما يستقبل ولا تضاف إلا إلى الفعلية وفيها معنى الشرط، وليس ذلك في (إذ) إلا إذا دخلت عليها (ما) كقولهم: إذ ما أتيت على الرسول فقل له، وقد تقعان للمفاجأة كما وقعت (إذ) هنا. وأما (إذا) للمفاجأة كقوله تعالى: فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون. ف (إذا) الأولى ظرفية والثانية للمفاجأة ونحوه في القرآن كثير، وفيه دليل على تحسين الثياب والهيئة والنظافة عند الدخول على العلماء والفضلاء والملوك، فإن جبريل صلى الله عليه وسلم أتى معلما
الشيخ: شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر يعني دخل على النبي استنبط من هذا يقول صاحب الأربعين هذا في الشرح
الإشبيلي (شهاب الدين أحمد ابن فرج الإشبيلي 699) - رحمه الله -
الشيخ: هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر لما رأى حلة تباع، قال لو اشتريتها للجمعة وللوفد؟ فقال إنما هذا يلبسه من لا خلاق له، أنكر عليه شراء الحرير ولكن ما أنكر قوله للوفد، دل على أن مقابلة الوفود ينبغي للإنسان أن يتهيأ ويلبس الثياب الجميلة لمقابلة الوفود والعلماء والأمراء وما شابه ذلك
أحسن الله إليك فإن جبريل صلى الله عليه وسلم أتى معلما للناس بحاله ومقاله
الشيخ: في دليل على المعلم هل تقوله أم لا؟
فيه دليل على تحسين الثياب والهيئة والنظافة عند الدخول على العلماء والفضلاء والملوك، فإن جبريل أتى معلما للناس بحاله ومقاله
وقوله لا يرى عليه أثر السفر
الشيخ: بحاله كونه جاء بثياب شديد البياض ومقاله حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال أتاكم جبريل يعلمكم دينكم
وقوله لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد هكذا مشهور رواية هذا اللفظ مبينا لم لم يسم فاعله بالياء باثنتين من تحتها
الشيخ: الياء
قد روى أبو العباس العذري لا نرى عليه أثر السفر ولا نعرفه مبينا لفعل الجماعة وكلاهما صحيح واضح المعنى وقوله حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخديه وقال يا محمد، هكذا مشهور هذا الحديث في الصحيحين من حديث ابن عمر، وقد روى النسائي هذا الحديث برواية أبي هريرة وأبي ذر معا وزاد فيه فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل
الشيخ: لأنه غير متميز صلى الله عليه وسلم لا بلباس ولا بثياب ولا بشيء من جنسهم بينهم عليه الصلاة والسلام
وطلبنا للرسول صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين يجلس عليه، وبينما نحن جلوس عنده إذ أقبل رجل
الشيخ: يعني مكان مرتفع مثل الكرسي، شيء مرتفع من طين بنوه يجلس عليه حتى يكون متميزا يعرفه الغريب النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله
إذ أقبل رجل من أحسن الناس وجها، وأطيب الناس ريحا، كأن ثيابه لم يمسها دنس حتى سلم من طرف السماط
الشيخ: واستغربوا هذا الصحابة، رجل غريب ثيابه كأنها خرجت من غسالة مكوية ومغسولة أسفارهم ليست مثل أسفارنا يأتي بطائرة أو بقطار وثيابه نظيفة المسافر على الإبل وعلى الغبار ينزل على الأرض فيلزم من السفر تكون ثيابه متسخة هذا غريب نظيفة شعلاه أسود ولا فيه ورائحته طيبة وثوبه طيب كأنه خرج من بيته وجاء مباشرة وهم لا يعرفونه ليس من أهل المدينة استغربوا هذا
حتى سلم من طرف السماط، قال السلام عليكم يا محمد، فرد عليه السلام
الشيخ: السماط من طرف المسجد تكلم عليه السماط؟
السماط الجماعة من الناس والنخل والمراد بهذا الحديث الجماعة الذين كانوا جلوسا على جانبيه
الشيخ: نعم، من طرف جاء من طرف المجلس وسلم
قال السلام عليكم يا محمد فرد عليه السلام فقال أدنو يا محمد؟ فقال ادن
الشيخ: أدنو؟ يستأذن، يعني هل أدنو؟ أأدنو استئذان يعني أقترب آتي عندك؟
فقال له ادن، لأنه كان بعيد
فما زال يقول ادن مرارا حتى أدان يقول ادن مرارا، ويقول ادن حتى وضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر نحو حديث مسلم ففيه من الفقه ابتداء الداخل بالسلام على جميع من دخل عليه
الشيخ: ابتداء الداخل بالسلام
بالسلام على جميع من دخل عليه
الشيخ: نعم، يقول السلام عليكم وهذا في حالة أنهم مسلمين، وكذلك إذا كانوا أخلاط مسلمين وغير مسلمين يسلم أما غير المسلمين فلا يبدأهم بالسلام إذا كانوا كلهم غير مسلمين
طالب: وإذا بدأوا هم بالسلام؟
الشيخ: يرد عليهم يقول وعليكم يرد عليه تحيته يعني عليكم تحيتكم ولا يكمل تحية الإسلام يعني وعليكم تحيتكم، ولهذا اليهود يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم يقولون السام عليكم أي الموت بدلا من السلام عليكم، وكان يرد على تحيتهم، فسمعتهم عائشة فغضبت فقالت: وعليكم السام واللعنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش فقالت أو لم تسمع ما قالوا؟ قالوا السام عليك فقال لها ألم تسمعي ما قلت؟ قلت وعليكم، فإنها تقبل منا ولا تقبل منهم رددت عليهم تحيتهم رددت عليهم تحيتهم إذا سلم عليكم كافر فقولوا وعليكم، يعني وعليكم تحيتكم فإن كانت حق فله، وإن كانت باطل فعليه
طالب: ولو كانت السلام عليكم واضحة؟
الشيخ: ولو يرد عليه تحيته يقول وعليكم إذا قال السلام عليكم قولوا وعليكم عام
وإقباله على رأس القوم، فإنه قال السلام عليكم فعم، ثم قال يا محمد فخص وفيه الاستئذان في القرب من الإمام مرارا وإن كان الإمام في موضع مأذون في دخوله. وفيه ترك الاكتفاء بالاستئذان مرة أو مرتين على جهة التعظيم والاحترام.
وفيه جواز اختصاص العالم بموضع مرتفع من المسجد إذا دعت إلى ذلك ضرورة تعليم أو غيره.
وارتفع الاحتمال الذي في لفظ مسلم
الشيخ: وهو؟؟
فإنه قال فوضع كفيه على فخديه وهو محتمل، وفي رواية فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم فارتفع الاحتمال الذي في لفظ مسلم وإنما فعل جبريل ذلك تنبيها
الشيخ الرواية الثانية وضع كفيه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم لا على فخذي نفسه
وإنما فعل جبريل ذلك تنبيها على ما ينبغي للسائل من قوة النفس عند السؤال وعدم المبالاة بما يقطع عليه خاطره، وإن كان المسئول ممن يحترم ويهاب وعلى ما ينبغي للمسئول من التواضع والصفح عن السائل وإن تعدى ما ينبغي من الاحترام والأدب. ولقد نادى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم كما تناديه الأعراب: يا محمد تعمية على حاله
الشيخ يعني لو قال يا رسول الله يقولون هذا عارف فقال يا محمد مثل ما يقول الأعراب صاروا ما يدرون هذا الرجل غريب من الأعراب يناديه يا محمد لو قال يا رسول الله هذا عنده علم مسبق
الإسلام في اللغة هو الاستسلام والانقياد ومنه قوله تعالى (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا)
الشيخ أي انقدنا
وهو في الشرع الانقياد بالأفعال الظاهرة الشرعية ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس عنه الإسلام علانية والإيمان في القلب استخرجه ابن أبي شيبه في مسنده.
الشيخ فيه ضعف هذا الحديث
والإيمان في اللغة هو التصديق مطلقا، وفي الشرع التصديق بالقواعد الشرعية كما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس هذا، فقد تناقش علماء الأصول في هذه الأسماء الشرعية تناقشا لا طائل له، إذ تحقق الأمر فيه وذلك انهم متفقون على أنها استفادوا منها في الشرع زيادة على أصل الوضع
الشيخ: نعم الإيمان في اللغة التصديق هو الأقوال والأفعال والاعتقادات
وهل ذلك المعنى يصير تلك الأسماء موضوعة كالوضع الابتدائي من قبل الشرع أوهي ملقاة على الوضع اللغوي والشرع إنما تصرف بشروطها وأحكامها، هذا تناقشهم والأمر قريب والحاصل أن الشرع تصرف في هذه الأسماء في حال وضعها فخصص عاما كالحال في الإسلام والإيمان فإنهما بحكم الوضع يعمان كل انقياد وكل تصديق ولكن قصرهما الشرع على تصديق مخصوص وانقياد مخصوص
الشيخ الإيمان بالله وكتبه ورسله انقياد للشرع
وكذا فعلت العرب في لغتها في الأسماء العرفية كالدابة فإنها في الأصل كل ما يدب، ثم عرفهم خصصها ببعض ما يدب، فالأسماء الشرعية كالأسماء العرفية في هذا التصرف والله أعلم
وقد استفدنا من هذا الحديث أن الإيمان والإسلام حقيقتان متباينتان.