بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف شيخ الإِسْلَامِ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في رسالته "مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد", قال رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل.
مما قال الشيخ الإمام وعلم الهداة الأعلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، لما ارتاب بعض من يدعي العلم من أهل العيينة، لما ارتد أهل حريملا، فسئل الشيخ أن يكتب كلاما ينفعه الله به، فقال رحمه الله تعالى:
روى مسلم في صحيحه عن عمر بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان. قال: فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه, فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيًا جراء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: وما أنت؟ قال: أنا نبي، قلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله، فقلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء.
(الشرح)
صلة الأرحام وكسر الأوثان, وأن يعبد الله ولا يشرك به شيئًا هذا التوحيد هو أن يعبد الله, عبادة الله والبعد عن الشرك هذا معنى لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ معناها لا معبود بحق إلا الله نفي وإثبات, إثبات التوحيد لله وإثبات العبادة لله ونفيها عما سواه, ولهذا قال: (أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء) وهذه دعوة الأنبياء والرسل من أولهم إلى أخرهم كلهم يدعون إلى توحيد الله.
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/59], {اعْبُدُوا اللَّهَ}[الأعراف/59], هذا الإثبات, {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/59], هذا النفي.
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/65].
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/73].
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/85].
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل/36].
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء/25], هذه دعوة الرسل اعبدوا الله وإخلاص الدين له, والبعد عن الشرك وأهله.
(المتن)
فقلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد, قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال, ممن آمن معه.
(الشرح)
هؤلاء اللي سبقوا إلى الإِسْلَامِ, (حر وعبد) الحر (أبو بكر) والعبد (بلال) ومن النساء خديجة سبقت إلى الإِسْلَامِ, ومن الصبيان علي بن أبي طالب t.
(المتن)
فقلت: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هَذَا, ألا ترى حالي وحال الناس؟.
(الشرح)
(حالي وحال الناس) لأنه لازال مستخفي وأتباعه قلة والكفار أقوياء.
(المتن)
ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت, فأتني قال: فذهبت إلى أهلي, وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم نفر من أهل يثرب من أهل المدينة.
(الشرح)
(أهل يثرب) يثرب اسم المدينة قديمًا وهو اسم جاهلي قدره الله U للمدينة وطابا طيبة كانت تُسمى يثرب, وأما قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ}[الأحزاب/13], هذا قول على المنافقين: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}[الأحزاب/13].
(المتن)
فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك, فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم, أنت الذي لقيتني بمكة, قال: قلت بلى، فقلت: يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهلُه.
(الشرح)
علمني ما علمك الله وأنا أجهله, يعني الشيء الذي علمك الله إياه وأنا أجهله.
الطالب: (...)؟.
الشيخ: ظاهره أنه آمن لكن قال له: ما تستطيع, الكفار يعذبونه ويتوعدنه, ولهذا قال: «ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت, فأتني», ولهذا لما أتاه عرفه النبي r.
(المتن)
أخبرني عن الصلاة, قال: «صلِّ صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة».
(الشرح)
«ثم أقصر عن الصلاة», يعني أمسك عن الصلاة وقت نهي.
(المتن)
ثم أقصر عن الصلاة, حتى تطلع الشمس وحتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار.
(الشرح)
هذا هو الحكم النهي؛ لأنها إذا طلعت يسجد لها الكفار والنهي عن الصلاة قبل الفجر كناية؛ لأنه وسيلة لمشابهة الكفار وكذلك بعد العصر (تغرب بين قرني شيطان وحينئذٍ يشبه الكفار).
(المتن)
ثم صل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح.
(الشرح)
يعني حتى يقف, فَإِذاْ زالت الشمس جهة الغروب دخل وقت الظهر.
(المتن)
ثم أقصر عن الصلاة فإنها حينئذ تُسجر جهنم.
(الشرح)
«تسجر جهنم» يَعْنِي: وقت زوال الشمس وقت وقوف الشمس قبل الظهر وهو وقت قصير من أوقات النهي الخمس وقت قليل قبيل الظهر.
(المتن)
فإذا أقبل الفيء فصل, فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر, ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس, فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار, وذكر الحديث.
(الشرح)
هذا الحديث طويل, حديث مسلم ذكره واختصره المؤلف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وبه بيان ما بعث الله به نبيه وأنه بعثه بالتوحيد والنهي عن الشرك, وبعثه به بكسر الأصنام وصلة الأرحام وفيه بيان أوقات صلوات النهي.
(المتن)
قال أبو العباس رحمه الله تعالى.
(الشرح)
وهو كنيته أبو العباس ولقبه تقي الدين.
الطالب: ...
الشيخ: لا مثل أبو سعيد, أبو محمد معروف بشيخ الإِسْلَامِ تقي الدين لقب كُلف به أبو العباس ولقبه شيخ الإِسْلَامِ وتقي الدين كل هذه من ألقابه.
(المتن)
قال أبو العباس رحمه الله تعالى: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت الغروب، معللًا ذلك النهي بأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان، وأنه حينئذ يسجد لها الكفار، ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان، ولا أن الكفار تسجد لها, ثم إنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسمًا لمادة المشابهة.
(الشرح)
يَعْنِي: الرسول r نهى عن الصلاة بعد الفجر وبعد العصر لِمَاذَا؟ لأنها إذا طلعت سجد لها الكفار وإذا غربت سجدوا لها الكفار, فنُهي المسلم عن الصلاة حتى من باب الاستفادة وكثيرًا من الناس لا يعلمون, بعض الناس ما يعلمون أنه يشبه بها الكفار ومع ذلك نُهي (حسمًا لمادة المشابهة) قطعًا لوسائل الشرك.
مثل ما سبق أنه لا يُذبح لله بمكان يُذبح فيه لغير الله, لأن هذا من وسائل الشرك فلا يُذبح بمكان يُذبح فيه لغير الله وكما نهى الله نَبِيُّنَا (...) حسمًا لمادة المشابهة ودفعًا لوسائل الشرك فكذلك هنا.
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, قال المؤلف شيخ الإِسْلَامِ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: في رسالته مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد.
قال أبو العباس رحمه الله تعالى: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها، معللًا ذلك النهي بأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان، وأنه حينئذ يسجد لها الكفار، ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان، ولا أن الكفار تسجد لها, ثم إنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسمًا لمادة المشابهة.
ومن هذا الباب أنه كان إذا صلى إلى عود أو عمود جعله على حاجبه الأيمن, ولم يصمد له صمدًا.
(الشرح)
لئن لا يُشابه عباد الأصنام والـأوثان, (أنه كان إذا صلى إلى عمود أو عود ما يصمد له صمدًا) وإنما يجعله على حاجبه الأيمن وحاجبه الأيسر يميل على العمود هكذا, هذا قرره شيخ الإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وتبعه فِيه محمد بن عبد الوهاب في رسالته, ولكن هذا الحديث في هذا ضعيف والصواب أنه يسجد وهو يصلي يسجد للعمود ولا يميل على يمينه ولا على يساره لأن الحديث في هذا ضعيف.
(المتن)
ولهذا يُنهى عن الصلاة إلى ما عبد من دون الله في الجملة.
(الشرح)
يَعْنِي: حتى لا يُشابه عباد الأصنام والأوثان, والحديث في هذا ضعيف هذا فيه مشابهة لمسلم إنما هذه فطرة يضعها حتى تكون فطرة لنا فيما يمر به.
(المتن)
ولهذا نُهى عن السجود لله بين يدي الرجل، لما فيه من مشابهة السجود لغير الله, انتهى كلامه.
(الشرح)
راجع الحديث في هذا, الحديث: «ولم يصمد له صمدًا» يُراجع الحديث.
الطالب: (...)؟.
الشيخ: حديث البخاري, وحديث أبي سعيد أراد أن يدفع, حديث في صحيح مسلم: «يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَآخِرَةِ الرَّحْلِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ» هذا في صحيح مسلم.
الطالب: (...)؟.
الشيخ: ذكره غلطة ما هو مجمع أصلًا, هذا صاحب الموسوعة.
(المتن)
فليتأمل المؤمن الناصح لنفسه ما في هذا الحديث من العبر؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقص علينا أخبار الأنبياء وأتباعَهم ليكون للمؤمن من المستأخرين عبرة فيقيس حاله بحالهم.
(الشرح)
ولهذا قَالَ: (يقص علينا أخبار الأنبياء) أن يقيس حاله بحالهم.
(المتن)
وقص قصص الكفار والمنافقين.
(الشرح)
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف/3].
(المتن)
لتُجتنب من تلبس بها أيضًا, فمما فيه من الاعتبار أن هذا الأعرابي الجاهلي لما ذُكر له رجلًا بمكة يتكلم في الدين بما يخالف الناس، لم يصبر حتى ركب راحلته فقدم عليه، وعلم ما عنده، لما في قلبه من محبة الدين والخير, وهذا فُسر به قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ}[الأنفال/23], أي: حرصًا على تعلم الدين لأسمعهم أي لأفهمهم.
فهذا يدل على أن عدم الفَهم في أكثر الناس اليوم عدل منه سبحانه، لما يعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين.
(الشرح)
يَعْنِي: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[الأنفال/23].
يَعْنِي: هذا عمرو بن عبسة بما في قلبه من يقين ما صبر, (لما ذُكر له رجلًا بمكة), يأتي بأخبار حتى (ركب راحلته), حتى جاء وسأل النبيr, (لما في قلبه من محبة الدين والخير).
(المتن)
فتبين أن من أعظم الأسباب الموجبة لكون الإنسان من شر الدواب هو عدم الحرص على تعلم الدين.
(الشرح)
{إِن شَرّ الدَّوَابّ عِنْد الله الصم الْبكم الَّذين لَا يعْقلُونَ}[الأنفال/22]؛ شر ما يُدبُ على الأرض.
(المتن)
فإذا كان هذا الجاهلي يطلب هذا الطلب، فما عذر من ادعى إتباع الأنبياء وبلغه عنهم ما بلغه، وعنده من يعرض عليه التعليم، ولا يرفع بذلك رأسا؟ فإن حضر أو استمع فكما قال تعالى:{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}[الأنبياء/2].
(الشرح)
يَعْنِي: بعض الناس يدعون أنهم من أتباع الأنبياء ومع ذلك لا يقبل الحق, انظر الفرق بين هذه الحالة وحالة هذا الرجل الجاهلي الذي لما سمع رجلًا يخبر بمكة, ركب حتى يستخبر الخبر بنفسه ينظر ما هذه الأخبار التي يخبر به, هل هو صادق أو غير صادق.
(المتن)
فتبين أن من أعظم الأسباب الموجبة لكون الإنسان من شر الدواب هو عدم الحرص على تعلم الدين, فإذا كان هذا الجاهلي يطلب هذا المطلب، فما عذر من ادعى إتباع الأنبياء وبلغه عنهم ما بلغه، وعنده من يعرض عليه التعليم، ولا يرفع بذلك رأسًا؟ فإن حضر أو استمع فكما قال تعالى:{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}[الأنبياء/2].
(الشرح)
هذا فيه حث على طلب العلم وتعلم علم والتفقه في الدين وهذا من علامات الخير, وقد ثبت في الصَّحِيْحَيْنِ من حديث معاوية بن أبي سفيانt, أن النبي r قال: «من يُردِ اللهُ به خيرًا يفقهه في الدين وَإِنَّمَا أَنا قاسمٌ وَيُعْطِي الله» التفقه في الدين والحرص على طلب العلم, حتى يتفقه الإنسان في دينه ويرد الله به خيرًا وهذه من علامات الخير.
(الشرح)
الشيخ: السند؟.
الطالب: كالمقداد, وقال ابن حجر (...) من أهل حمص البجلي, قال: حدثنا المهلب بن حجر البهراني عن ضباعة بنت المقدام بن الأسود عن أبيها قال: ما رأيت رسول الله r طل إلى عمود ولا عود ولا (...).
بسندٍ آخر: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه, قال: حدثنا بقية, قال: حدثني الوليد بن كامل عن الحجري أو أبي الحجر بن المهلب البهراني قال: حدثتني ضبيعة بن المقدام عن أيها أن رسول الله كان إذا صلى إلى عمود أو خشبة أو شبه ذلك لا يجعلها نصب عينيه.
عن ابن عياش (...) ثقة وقال الإدريس ثقة وقال الدار قطني ثقة حجة وذكره ابن حبان في الثقات, (...) وقال النسائي في الكني: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب أخبرنا علي بن عياض حدثنا أبو عبيدة الوليد بن كامل وكان من علية الناس ثقة وأصحابه يخبرون عنه, قال أبو الحاتم: (...) وذكر ابن حبان في الثقات, وقال الأزدي: ضعيف, وقال ابن القطان: لا تثبت عدالته, وقال الذهبي: ضعيف, وقال المنذري: فيه مقال.
المهلب بن حُجر بضم المهملة وسكون الجيم البهراني بفتح الموحدة مجهول من الثابتة وذكره ابن حبان في الثقات, (...) وقال الذهبي: مجهول, ضباعة بن المقدام بن الأسود ويُقال: ضبيعة بنت المقدام (...) وقال الذهبي: مجهولة.
ويزيد بن عبد ربه الزُبيدي يقال له (...) ثقة, (...) وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبر عنه فهو ثقة, وإذا قال: عن فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لا يُدرى عمن أخذه, وقال ابن عدي: يخالف في بعض رواياته عن الثقات, وإذا روى عن (...).
الشيخ: على هذا يكون الحديث ضعيف
الطالب: (...) قال رسول الله r ذكر الحديث, أخرج هذا الحديث أبو داود من رواية علي بن عياش عن الوليد بن كامل فغير إسناده ومتنه, فإنه عن ضباعة بن المقدام بن الأسود عن أبيها وهذا الذي رواه بقية فهو عن ضبيعة بن المقدام عن أبيها وذاك فعلٌ وهذا قول, قال ابن القطان: سمع اختلاطهما في النقل بقية يقول: ضبيعة بنت المقدام وابن عياش يقول: ضباعة بن المقدام, قال: (...) ولما ذكر ابن أبي الحاتم المهلب بن حجر ذكره برواية الوليد بن كامل وأنه يروي عن ضباعة بنت المقدام, وأن ضبيعة قد يعرفوها بأمرٍ ثالث وذلك كله دليل على اضطراب الرواة.
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
قال شيخ الإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في رسالته: مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد, قال رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى وفيه من العبر أيضًا أنه لما قال: أرسلني الله، قال: بأي شيء أرسلك؟ قال: بكذا وكذا.
(الشرح)
يَعْنِي: في حديث عمرو بن عبسة الطويل في صحيح مسلم, لما قال: «ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت, فأتني».
(المتن)
وفيه من العبر أيضًا أنه لما قال: أرسلني الله، قال: بأي شيء أرسلك؟ قال: بكذا وكذا, فتبين أن زبدة الرسالة الإلهية والدعوة النبوية هي توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له.
(الشرح)
قال: («أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأصنام») كسر الأصنام يعني إزالة الشرك والدعوة للتوحيد والنهي عن الشرك هذه هي, (زبدة الرسالة الإلهية) توحيد الله ما من نبي إلا دعا قومه بالتوحيد ما يأمرهم بشيء آخر, كل نبي يدعو للتوحيد: {فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/59].
هذه نفي وإثبات: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/59], نفي للشرك كل نبي:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/59].
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/65].
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/73].
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف/85].
هذه رسالات الأنبياء, الرسالات الإلهية توحيد الله وإخلاص الدين له والتحذير من الشرك, ولهذا قال عمرو بن عبسة لما جاء في المدينة قال: «بما أرسلك؟ قال: بكسر الأصنام وصلة الأرحام» كسر الأصنام يَعْنِي: إزالة الشرك, وإذا زال الشرك حصل التوحيد, إذا زال الشرك وحد ربه أما مع وجود الشرك لا يوجد توحيد.
(المتن)
وكسر الأوثان؛ ومعلوم أن كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة، وتجريد السيف, فتأمل زبدة الرسالة, وفيه أيضا أنه فهم المراد من التوحيد, وفهم أنه أمر كبير غريب, ولأجل هذا قال: من معك على هذا؟ قال: حر وعبد.
(الشرح)
قال: «قال: أُرسلت بكسر الأوثان وصلة الأرحام, من معك على التوحيد هذا؟ قال: حر وعبد», فكان معه أبو بكر وبلال رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهم.
(المتن)
فأجابه: إن جميع العلماء والعباد والملوك والعامة مخالفون له، ولم يتبعه على ذلك إلا من ذكر؛ فهذا أوضح دليل على أن الحق قد يكون مع أقل القليل، وأن الباطل قد يملأ الأرض.
(الشرح)
صحيح, الحق ليس بالكثرة بل في الغالب الكثرة هذه باطلة: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام/116].
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف/103].
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}[غافر/61].
{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ/13], فكثرة الباطل هذه.
(المتن)
ولله در الفضيل بن عياض رحمه الله حيث يقول: لا تستوحش، من الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين.
(الشرح)
العبرة بالحق, الحق حقٌ أن يُتبع ولو كَانَ معه القليل مهما كان: (لا تستوحش, من الحق لقلة السالكين, ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين).
(المتن)
وأحسن منه قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[سبأ/20].
(الشرح)
يَعْنِي: أكثر الناس اتبعوا إبليس, وقال الله عن إبليس أنه قال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص/82-83].
فهو قال هذا بظنه, قال: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف/17]؛ قال هذا بظنه ثم صدق عليهم إغواءه فاتبعوه.
قال هذا بالظن في الأول, ثم بعد ذلك صدق عليهم ظنه: {فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[سبأ/20].
(المتن)
وفي الصحيحين: أن بعث النار من كل ألف تسعةٌ وتسعون وتسعمائة، وفي الجنة واحد من كل ألف.
(الشرح)
هذا بعث النار, يعني أهل النار كما في الصحيح: «ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه فيقول: يا آدم, يَقُولُ: لبيك وسعديك, يَقُولُ: اخرج بعث النار. فيقول: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين في النار، وواحد في الجنة» هذا ما فيه من أدلة في كتاب الله وأنه سوف يتكلم وينادي: يا آدم حرف وصوت هذا كلام الله.
خلافًا للمعتزلة والأشاعرة الذين يقولون: كلام الله ليس بحرف ولا صوت, هذا بعث النار, بعث النار من كل ألف, ألف إلا واحد من الجنة.
وقال اِبْن القيم: (...)
الطالب: يا شيخ ما في حديث على أن معظم التسعة والتسعين من الألف هم يأجوج ومأجوج؟
الشيخ: نعم, لما شق هذا على الصحابة قال: «ابشروا والذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، ومن هلك من بني آدم وبني إبليس».
(المتن)
ولما بكوا من هذا لما سمعوه, قال صلى الله عليه وسلم: إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، فيؤخذ العدد من الجاهلية، فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين, قال الترمذي حسن صحيح.
(الشرح)
الصحيح من هذا ما وُجد في الصحيح, أنهم لما شقا عليهم, قال: «ابشروا فإن من يأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد, ومن مأجوج ألف ومنكم واحد».
الطالب: أم يصح في الصحيح, إذا صحابي يقول وفي الصَّحِيْحَيْنِ هذا خاص بالنار.
الشيخ: نعم.
(المتن)
ولما بكوا من هذا لما سمعوه, قال صلى الله عليه وسلم: «إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية، فيؤخذ العدد من الجاهلية، فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين», قال الترمذي حسن صحيح.
(الشرح)
كأن الإِمَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى غاب عنه ما جاء في الصحيح أنهم لما بكوا من هذا, قال: «ابشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم واحد» وهو أصح من الترمذي, ولعله رحمه الله غاب عنه هَذَا الحديث.
(المتن)
فإذا تأمل الإنسان ما في هذا الحديث من صفة بدء الإسلام, ومن اتبع الرسولَ صلى الله عليه وسلم إذ ذاك, ثم ضم إليه الحديث الآخر الذي في صحيح مسلم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ» تبين له الأمر إن هداه الله وانزاحت عنه الحجة الفرعونية {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}[طه/51].
والحجة القرشية: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ}[ص/7].
(الشرح)
(الحجة الفرعونية) هي إتباع الأكثر على الباطل, يَعْنِي: إذا تبين له أن النبي r في أول الكلام, قال: «من معك على هذا, بمن معك على الحق؟ قال: حر وعبد», وفي الحديث الآخر: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ».
بين له أن الحق لا يُعرف بالرجال وإنما يُعرف الرجال بالحق, الحق أحق أن يُتبع ولو كان معه قليل, ولا يلزم الكثرة ويتبين له أن الواجب إتباع الحق ولو كان أتباعه قلة هذا إذا انزاحت عنه (الحجة الفرعونية والحجة القرشية) حجة فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}[طه/51], ما كانوا على ما كنت عليه.
وكذلك الحجة القرشية حجة قريش قالوا: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ}[ص/7], يَعْنِي: أرادوا أن يحتجوا بالكثرة السابقة عن هذا القول, فرعون يحتج بالقرون الأولى وهؤلاء احتجوا بما مضى, فليست العبرة بفعل الناس ولا بفعل النَّاس ولا الأكثر وإنما العبرة الحق أحق أن يُتبع.
إذا انزاحت عن الإنسان الحجة الفرعونية والحجة القرشية وهي إتباع الباطل وإتباع الأكثر على الباطل عرف أن الحق أحق أن يُتبع ولو كان أتباعه قلة.
(المتن)
وقال أبو العباس رحمه الله تعالى: في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم في الكلام على قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ}[البقرة/173], ظاهره أنه ما ذبح لغير الله سواء لُفظ به أو لم يُلفظ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبحه النصراني للحم وقال فيه بسم المسيح وغيره.
(الشرح)
يَعْنِي؛ إذا ذبح لغير الله, فإن الذبيح تكون شرك ويكون مشرك ولو لَمْ يقل: (بسم المسيح) أو بسم كذا, لأن العبرة بالقصد إذا ذبح متقربًا إلى صنم أو الولي أو القمر صار مشركًا في هذا المقصد, لو لم يقل: بسم المسيح أو بغيره, حتى لو قال: بسم الله لأن العبرة بالقصد, سواء لفظ أو لم يلفظ, يعني سواءً قال بسم المسيح أو لم يقل.
لكن إذا قال: بسم المسيح وقصد, فإن الذبيحة فِيهَا مانعان كفريان:
الكفر الأول: أنه أهل به لغير الله.
والكفر الثاني: أنه استعان بغير اسم الله, كما أن الإنسان إذا ذبح الأضحية أو هدي التمتع متقربًا لله أوسع مما ذبحه للحد, وقال فيه: بسم الله.
هو ذبح ذبيحة, ذبيحة لحم وقال: بسم الله ما فيها تقرب لله ففي هذه الحالة مباح, لكن استعان بسم الله, لكن إذا ذبحت الأضحية أو العقيقة أو هدي المتع والقران في الحج هذا تقرب لله, يعني هذا ذبحته متقربًا بها إلى الله واستعنت بسم الله.
أَمَّا ذبيحة اللحم ما فيها تقرب ذبيحة عادية لكن تستعين بسم الله, وكذلك إذا تقرب للصنم يكون الشرك أعظم مما لو قال: بسم المسيح وهو لم يتقرب به, إذا قال بسم المسيح وهو ما نوى به التقرب, لأنه لا يكون الذبح لغير الله, وإذا نواه للصنم قال: ولو لم يقل بسمه فَإِذاْ قال: بسم يكون الشرك أعظم وأعظم.
(المتن)
كما أن ما ذبحناه نحن متقربين به إلى الله سبحانه كان أزكى مما ذبحناه للحم وقلنا عليه بسم الله؛ فإن عبادة الله سبحانه بالصلاة له والنسك له أعظم من الاستعانة باسمه في فواتح الأمور.
(الشرح)
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام/162], هنا الآية توضح كل شيء.
الطالب: لو سمى باسم المسيح وتقرب إلى الله.
الشيخ: فِيهَا أمران: مانعة أنه أُهل به لغير الله واستعان بغير اسم الله.
الطالب: لكن هو تقرب لله؟
الشيخ: التقرب لله وقال: بسم المسيح, هذا شرك لأنه استعان بغير الله, لكن إذا تقرب لغير الله تكون أشد.
(المتن)
والعبادة لغير الله أعظم كفرًا من الاستعانة بغير الله.
(الشرح)
إذا قال: بسم المسيح إذا نوى تقربه يكون أشد مما إذا استعان بغير اسم الله, وإذا جمع بين الأمرين جمع بين مانعان.
(المتن)
فإن عبادة الله سبحانه بالصلاة له والنسك له أعظم من الاستعانة باسمه في فواتح الأمور, والعبادة لغير الله أعظم كفرًا من الاستعانة بغير الله.
(الشرح)
وإن كان كله من الكفر, حيث أن كل أهما أشد من الآخر.
(المتن)
فلو ذبح لغير الله متقربًا به إليه لحرم وإن قال فيه بسم الله.
(الشرح)
لأن العبرة بالقصد, هو ذبح للصنم وقال: بسم الله ما يحل هذا لأن العبرة بالقصد, وإذا ذبح لله وقال: بسم المسيح هذا شرك في الدين لِأَنَّه استعان بغير اسم الله ولا تأكل ما ليس به اسم الله.
(المتن)
كما قد يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة.
(الشرح)
يَعْنِي: بعض المنافقين يتقرب إلى الصنم ويقول: باسم الله.
(المتن)
فلو ذبح لغير الله متقربًا إليه لحرم وإن قال فيه بسم الله, كما قد يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة.
(الشرح)
بعض المنافقين الذين يسجدون للصنم والقبور يذبح لغير الله, لكن من نفاقه يقول: بسم الله أمام الناس وهو قاصد لغير الله.
(المتن)
وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبائحهم بحال، لكن يجتمع في الذبيحة مانعان.
(الشرح)
لا يجوز لهم ذبائح, وللمنافق الذي يذبح لغير الله ويقول: بسم الله ما تصلح ذبائحهم هذا شرك وكونه قاصد التقرب لغير الله ويكون أَيْضًا التقرب لغير الله, كونه ذبيحة مشرك وكونه أنه ذبح لغير الله.
(المتن)
ومن هذا ما يفعل بمكة وغيرها من الذبح للجن, انتهى كلام الشيخ، وهو الذي ينسب إليه بعض أعداء الدين أنه لا يكفر المعين.
(الشرح)
إِذًاْ من (أعداء الدين) من ينتقد الإِسْلَامِ, (أنه لا يكفر المعين) كفر هؤلاء بأعيانهم.
(المتن)
وهو الذي ينسب إليه بعض أعداء الدين أنه لا يكفر المعين, فانظر أرشدك الله إلى تكفيره من ذبح لغير الله من هذه الأمة وتصريحه أن المنافق يصير مرتدًا بذلك, وهذا في المعين إذ لا يتصور أن تحرم إلا ذبيحة معين.
(الشرح)
إذا قامت الحُجة وقال في أمر معين من الدين بالضرورة ومعروف هذا لفظ معين, لكن إذا كان..لابد أن تُقيم عليه الحجة.
(المتن)
قال شيخ الإِسْلَامِ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في رسالته مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد: وقال أيضًا في الكتاب المذكور: وكانت الطواغيت الكبار, التي تشد إليها الرحال ثلاثة: اللات، والعزى، ومناة, وكل واحد منها لمصر من أمصار العرب.
(الشرح)
وهذه (الطواغيت الكبار) وإلا كل قبيلة لها صنم, لكن هذه الكبار وذكرها الله في القُرْآنَ الكريم: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}[النجم/19-20], وهبل كان في الكبار أَيْضًا من أصنام أهل مكة وأصنام أخرى لكن هذه الأصنام طواغيت كبار.
(المتن)
فكانت اللات لأهل الطائف، ذكروا أنه كان في الأصل رجلًا صالحا يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره.
(الشرح)
كان هذا رجل صالح يطعمه السويق, (فلما مات عكفوا على قبره) وكان اللات اسم يُطلق على الصخرة, يُقال: اللات اسم للصخرة التي يلت عليها السويق, يبله بالماء ويطعمه, (فلما عكفوا على قبره) وغلوا فعبدوه.
(المتن)
وأما العزى فكانت لأهل مكة قريبًا من عرفات، وكانت هناك شجرة يذبحون عندها ويدعون, وأما مناة فكانت لأهل المدينة، وكانت حذو قديد من ناحية الساحل, ومن أراد أن يعلم كيف كانت أحوال المشركين في عبادتهم الأوثان، ويعرف حقيقة الشرك الذي ذمه الله وأنواعه حتى يتبين له تأويل القرآن، فلينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحوال العرب في زمانه، وما ذكره الأزرقي في أخبار مكة وغيره من العلماء.
ولما كان للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم. ويسمونها ذات أنواط. فقال بعض الناس: «يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال: الله أكبر؛ إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم».
(الشرح)
(الله أكبر) ذُكرت للتعجب, إتباع الطرق وارتباط ما فعله بنو إسرائيل.
(المتن)
فأنكر صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم للكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها أسلحتهم، فكيف بما هو أعظم من ذلك من الشرك بعينه, إلى أن قال: فمن ذلك عدة أمكنة بدمشق، مثل مسجد يقال له مسجد الكف, فيه تمثال كف يقال إنه كف علي بن أبي طالب، حتى هدم الله ذلك الوثن, وهذه الأمكنة كثيرة موجودة في البلاد وفي الحجاز، منها مواضع.
ثم ذكر كلامًا طويلًا في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند القبور, فقال: العلة لما يفضي إليه ذلك من الشرك، ذكر ذلك الشافعي وغيره وكذلك الأئمة من أصحاب مالك وأحمد كأبي بكر الأثرم، وعللوا بهذه العلة وقد قال تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح/23].
ذكر ابن عباس وغيره من السلف أن هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم. ثم صورا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم. ذكر هذا البخاري في صحيحه وأهل التفسير كابن جرير وغيره, ومما يبين صحة هذه العلة.
(الشرح)
(ومما يبين صحة هذه العلة) وأن العلة إنما هي خطأ يوقع في الشرك, وسيلة للشرك أن النهي الصلاة في القبور خطأ يوقع في الشرك, خلافًا لما قرره بعض الفُقَهَاءِ المتأخرين خوف النجاسة, يقول: النجاسة القبر بعيد بينك وبينه مسافة تحت الأرض, ويُراد النجاسة لأن..إذا كان القبر بعيد ما في نجاسة, الأرض طاهرة ما في نجاسة, وإنما نجاسة الشِّرْك.
(المتن)
ومما يبين صحة هذه العلة, أنه لعن من يتخذ قبور الأنبياء مساجد, ومعلوم أن قبور الأنبياء لا يكون ترابها نجسًا. وقال عن نفسه: «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد»، فعلم أن نهيه عن ذلك كنهيه عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها سدًا للذريعة، لئلا يصلي في هذه الساعة، وإن كان المصلي لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلا الله، لئلا يفضي ذلك إلى دعائها والصلاة لها.
وكلا الأمرين قد وقع, فإن من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعوها بأنواع الأدعية, وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين، حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام, وصنف بعض المشهورين فيه كتابًا على مذهب المشركين، مثل أبي معشر البلخي، وثابت بن قرة، وأمثالهما ممن دخل في الشرك وآمن بالطاغوت والجبت.
(الشرح)
هؤلاء دخلوا في عبادة الأصنام وعبادة الكواكب.
(المتن)
وهم ينتسبون إلى الكتاب كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}[النساء/51], انتهى كلام الشيخ رحمه الله, فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام الذي ينسب عنه من أزاغ الله قلبه عدم تكفير المعين كيف ذكر عن مثل الفخر الرازي وهو من أكابر أئمة الشافعية، ومثل أبي معشر وهو من أكابر المشهورين من المصنفين، وغيرهما، أنهم كفروا وارتدوا عن الإسلام، والفخر هو الذي ذكره الشيخ في الرد على المتكلمين.
(الشرح)
فخر الرازي هو صاحب كتاب مفاتيح الغيب الذي قال فيه, كل شيء في(...), وألف في عبادة الكواكب والنجوم مؤلف, وهو أشعري ولكنه أَيْضًا حول إلى الجهمية, ينكرون ذات الله كلها وإن كانوا في الأول أشاعرة, لكنه تاب وترحم عليه في كتابه ذات الدنيا تاب وكتب وصيته هذا.
وكان له مؤلفات أول, اقرأ الكلام الأول.
(المتن)
في كتاب على مذهب المشركين مثل أبي معشر البلقي وثابت بن قرة وأمثالهم ومن دخل في الشرك.
(الشرح)
ما ذكر الرازي, لكن ذكر الرازي في مكان آخر.
(المتن)
فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام الذي ينسب عنه من أزاغ الله قلبه عدم تكفير المعين كيف ذكر عن مثل الفخر الرازي، وهو من أكابر أئمة الشافعية، ومثل أبي معشر وهو من أكابر المشهورين من المصنفين، وغيرهما، أنهم كفروا وارتدوا عن الإسلام، والفخر هو الذي ذكره الشيخ في الرد على المتكلمين لما ذكر تصنيفه الذي ذُكر هنا قال: وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين، وسيأتي كلامه إن شاء الله تعالى.
وتأمل أيضًا ما ذكره في اللات والعزى ومناة، وجعله فعل المشركين معها هو بعينه الذي يُفعل بدمشق وغيرها, وتأمل قوله على حديث ذات أنواط، هذا قوله في مجرد مشابهتهم في اتخاذ شجرة، فكيف بما هو أطم من ذلك من الشرك بعينه؟ فهل للزائغ بعد هذا متعلق بشيء من كلام هذا الإمام؟ وأنا أذكر لفظه الذي احتجوا به على زيغهم.
(الشرح)
يَعْنِي: أن بعض الناس تقول شيخ الإِسْلَامِ: ما يكفر المعين, نقول: لا انظر نكفره هذه ردة صريحة للرازي, أن يكفر معين إذا قامت عليه الحجة كفر, وليس له شبهة ما يكفر ذلك.
(المتن)
قال رحمه الله تعالى: أنا من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير أو تبديع أو تفسيق أو معصية، إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرًا تارة وفاسقا أخرى وعاصيًا أخرى, انتهى كلامه.
وهذه صفة كلامه في المسألة في كل موضع وقفنا عليه من كلامه، لا يذكر عدم تكفير المعين إلا ويصله بما يزيل الإشكال أن المراد بالتوقف عن تكفيره قبل أن تبلغه الحجة، وإذا بلغته حكم عليه بما تقتضيه تلك المسألة من تكفير أو تفسيق أو معصية, وصرح رضي الله عنه أيضًا أن كلامه أيضًا في غير المسائل الظاهرة.
فقال في الرد على المتكلمين، لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيرا, قال: وهذا إن كان في المقالات الخفية، فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال.
(الشرح)
يَعْنِي: الشيء الخفي هو الذي يُضل فيه, أما الشيء الواضح وإن كان أنكر تحريم الربا وهو بين المسلمين ما يُعذر فِيهَا؛ لأن هذا في الأمور الدقيقة الخفية أمثال هذا.
(المتن)
وصرح رضي الله عنه أيضًا أن كلامه أيضًا في غير المسائل الظاهرة.
فقال في الرد على المتكلمين، لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيرا, قال: وهذا إن كان في المقالات الخفية، فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال, لم تقم عليه الحجة التي يكفر تاركها، لكن هذا يصدر عنهم في أمور يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر من خالفها، مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه من الملائكة والنبيين وغيرهم؛ فإنَّ هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل إيجاب الصلوات الخمس وتعظيم شأنها، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر، ثم تجد كثيرًا من رؤوسهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين.
(الشرح)
وهذه الأمور واضحة تحريم الفواحش والمنكرات وجوب الصلاة وجوب الزكاة هذه أمور واضحة ما أنكرها كفر ولا يُقال: تقام عليه الحجة وبينه مسلمين؛ لأن الحجة هي أمور ظاهرة إنما يحتاج قيام الحجة في الأمور الخفية الدقيقة.
الطالب: (...)؟.
الشيخ: نعم يكون في الأمور الظاهرة الواضحة التي يعلمها, أما الأشياء الدقيقة نعم.
الطالب: الدليل على التفريق بين الأمور الخفية والأمور الواضحة.
الشيخ: لأنه أنكرها متعمد؛ لأنها حجة قائمة عليه.
(المتن)
وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في دين المشركين، كما فعل أبو عبد الله الرازي يعني الفخر الرازي, قال: وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين, انتهى كلامه.
(الشرح)
صنف ابن الرازي في عبادة الكواكب والنجوم وهو صاحب التخطيط.
(المتن)
فتأمل هذا، وتأمل ما فيه من تفصيل الشبهة.
(الشرح)
وأنه يكفر إذا أنكر أمر معلوم من الدين بالضرورة, ولا يكفر إذا أنكر أمرًا خفيًا حتى تقوم عليه الحجة؛ هَذَا التفصيل.
(المتن)
فتأمل هذا، وتأمل ما فيه من تفصيل الشبهة, التي يذكرها أعداء الله، لكن من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا على أن الذي نعتقده وندين الله به ونرجو أن يثبتنا عليه، أنه لو غلط هو أو أجل منه في هذه المسألة، وهي مسألة المسلم إذا أشرك بالله بعد بلوغ الحجة، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين أو يزعم أنه على حق، أو غير ذلك من الكفر الصريح الظاهر الذي بينه الله ورسوله وبينه علماء الأمة.
أنا نؤمن بما جاءنا عن الله وعن رسوله من تكفيره، ولو غلط من غلط فكيف والحمد لله ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء خلافًا في هذه المسألة؟ وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}[طه/51].
أو حجة قريش: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ}[ص/7].
(الشرح)
في أشياء جُعل الأقدمية من بعضها, يعني هذا يدل على أن المؤلف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما مقلد, بعض الناس يقولون: أنه يقلد من شيخ الإِسْلَامِ, نقول: عما يدين الله على أن لو غلط شيخ الإِسْلَامِ ولو غلط من هو أفضل ما نتبع مصنفاته.
لكن الحمد لله الأئمة كلهم على بصيرة ولم يغلطوا, هذا يدل على أن الشيخ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ليس مقلد وإنما بصيرة, بعض الناس يقولون: تابع لشيخ الإِسْلَامِ تابع لشيخ ابن القيم ولا يأخذ إلا أقوالهم حتى لو غلط شيخ الإِسْلَامِ ومن هو أكبر منه.
(المتن)
أن الذي نعتقده وندين الله به ونرجو أن يثبتنا عليه، أنه لو غلط هو أو أجل منه في هذه المسألة، وهي مسألة المسلم إذا أشرك بالله بعد بلوغ الحجة، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين أو يزعم أنه على حق، أو غير ذلك من الكفر الصريح الظاهر الذي بينه الله ورسوله وبينه علماء الأمة.
أنا نؤمن بما جاءنا عن الله وعن رسوله من تكفيره، ولو غلط من غلط فكيف والحمد لله ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء خلافًا في هذه المسألة؟ وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}[طه/51], أو حجة قريش: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ}[ص/7].
(الشرح)
هذا يعني إتباع الآخرين في الباطل هذه حجة فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}[طه/51], حجة قريش: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ}[ص/7], إتباع الآباء والأجداد والأقدمين في الباطل هذه حجة الكفرة, ما يُتبع الآباء ولا الأجداد والأقدمين في الباطل, الواجب إتباع الحق والعمل بالحق والعمل بالدليل.
فإن عمل به الأقدمين والآباء والأجداد في الباطل تركته ما هو بحجة قول الأقدمين, كما قال تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف/22].
يَعْنِي: عَلَى دين, إتباع الآباء والأجداد في الباطل هذا جنون, والواجب إتباع الدليل والعمل بالحق, والنظر فيما عمل الآباء والأقدمين إن كان موافق للدليل هو حق أخذناه, وإلا يُطرح ويُرد للحياة ويُؤخذ بالدليل, ويٌؤخذ بالحق وما أخذناه عن رسول الله r.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.