شعار الموقع

شرح كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد_3

00:00
00:00
تحميل
11

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, قال شيخ الإِسْلَامِ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في رسالته مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد, قال رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

(المتن)

وقال الإمام أبو الوفاء بن عقيل: لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام, عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع: مثل تعظيم القبور، وخطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى. انتهى كلامه.

(الشرح)

حتى يُقال: (وهم عندي كفار بهذه الأوضاع) وكفر هذا تكفير المعين ويرد على من قال: أنه لا يُكفر المعين, يكفرهم, قال: (هم عندي كفار بهذه الأوضاع).

(المتن)

 والمراد منه قوله: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع, وقال أيضًا في كتاب الفنون.

(الشرح)

ابن عقيل, والكتاب يُسمى كتاب الفنون يُقال: أنه بلغ سبعمائة مجلد الآن موجود طُبع منها ثلاثة أو أربعة,في كل الأقسام, في النحو, في اللغة, في الحديث, في التفسير, في كل شيء, في تاريخ.

(المتن)

وقال أَيْضًا في كتاب الفنون: لقد عظم الله الحيوان لاسيما ابن آدم حيث أباحه الشرك عند الإكراه.

(الشرح)

{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}[النحل/106].

(المتن)

فمن قدم حرمة نفسك على حرمته حتى أباحك أن تتوقى عن نفسك بذكره بما لا ينبغي له سبحانه، لحقيق أن تعظم شعائره وتوقر أوامره وزواجره، وعصم عرضك بإيجاب الحد بقذفك، وعصم مالك بقطع يد مسلم في سرقته، وأسقط شطر الصلاة في السفر لأجل مشقتك، وأقام مسح الخف مقام غسل الرجل إشفاقا عليك من مشقة الخلع واللبس وأباحك الميتة سدًا لرمقك وحفظًا لصحتك، وزجرك عن مضارك بحد عاجل ووعيد آجل.

 وخرق العوائد لأجلك وأنزل الكتب إليك، أيحسن لك مع هذا الإكرام أن يراك على ما نهاك عنه منهمكًا ولما أمرك تاركًا؟ وعلى ما زجرك مرتكبًا؟ وعن داعيه معرضا ولداعي عدوه فيك مطيعًا، يعظمك وهو هو، وتهمل أمره وأنت أنت؟

(الشرح)

(يعظمك وهو هو) يعني الرب, يعني الله U أباح لك أن تتكلم بكلمة الشرك عند الإكراه, قدم حرمة نفسك على حرمته, وكذلك أَيْضًا أباح قطع اليد حرمة لمالك, وأمر بجلد من سرق, (وأسقط شطر الصلاة في السفر لأجل مشقتك) وجعل مسح الخف مقام الغسل.

فبعد هذا ترتكب النواهي وتترك الأوامر! فهو سبحانه وتعالى عظمك وهو هو وأنت أنت, يعني أنت عبد مخلوق ومع ذلك الله تعالى كرمك, فالله تعالى هو الرب المعظم, فكيف بك أن تترك الأوامر وترتكب النواهي والواجب عليك ألا يراك الله حيث نهاك ولا يقصدك حيث أمرك.

(المتن)

    إشفاقًا عليك من مشقة الخلع واللبس وأباحك الميتة سدا لرمقك وحفظا لصحتك، وزجرك عن مضارك بحد عاجل ووعيد هو حط رتبة عباده لأجلك، وأهبط إلى الأرض من امتنع من سجدة يسجدها لأبيك، هل عاديت خادمًا طالت خدمته لك لترك صلاة؟ هل نفيته من دارك للإخلال بفرض أو لارتكاب نهي؟ فإن لم تعترف اعتراف العبد للمولى فلا أقل أن تقتضي نفسك إلى الحق سبحانه اقتضاء المساوي المكافي.

 ما أفحش ما تلاعب الشيطان بالإنسان, بينا هو بحضرة الحق سبحانه وملائكة السماء سجود له ترامى به الأحوال والجهات إلى أن يوجد ساجدًا لصورة في حجر أو لشجرة من الشجر أو لشمس أو لقمر أو لصورة ثور خار أو لطائر صفر.

 ما أوحش زوال النعم وتغير الأحوال والحور بعد الكور! لا يليق بهذا الحي الكريم الفاضل على جميع الحيوانات أن يرى إلا عابدا لله في دار التكليف، أو مجاورًا لله في دار الجزاء والتشريف، وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير موضعها انتهى, كلامه.

والمراد منه أنه جعل أقبح حال و أفحشها من أحوال الإنسان أن يشرك بالله ومثله بأنواع, منها السجود للشمس أو للقمر ومنها السجود للصورة كما في الصور التي في القباب على القبور؛ والسجود قد يكون بالجبهة على الأرض وقد يكون بالانحناء من غير وصول إلى الأرض، كما فسر به قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً}[البقرة/58].

قال ابن عباس أي: ركعا, وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان في إنكار تعظيم القبور: وقد آل الأمر بهؤلاء المشركين إلى أن صنف بعض غلاتهم في ذلك كتابًا سماه مناسك المشاهد.

 ولا يخفى أن هذا مفارقة لدين الإسلام ودخول في دين عباد الأصنام, انتهى, وهذا الذي ذكره ابن القيم رجل من المصنفين يقال له ابن المفيد.

(الشرح)

النعمان بن المفيد من الشيعة ألف كتاب سماه مناسك المشاهد, جعل مناسك القبور, فقال: إذا أتيت القبر فطوف به, ثم تصلي ركعتان ثم بعد ذلك تذبح ثم تحلق رأسك وهكذا.

(المتن)

     وأما كلام سائر أتباع الأئمة في التكفير, فذكر منه قليلًا من كثير, أما كلام الحنفية، فكلامهم في هذا الباب من أغلظ الكلام، حتى إنهم يكفرون المعين إذا قال مصيحف، أو مسيجد، وصلى صلاة بلا وضوء، ونحو ذلك.

(الشرح)

الحنفية من أشد المذاهب في التكفير, (حتى إنهم يكفرون المعين إذا قال: مصيحف أو مسيجد), أو صلى بغير وضوء قالوا: يكفر لأنه مستهزأ بربه, فصلى بغير وضوء متعمدًا قالوا: يُكفر أو قال مصيحف ومسيجد.

(المتن)

وأما كلام سائر أتباع الأئمة في التكفير, فذكر منه قليلًا من كثير, أما كلام الحنفية، فكلامهم في هذا الباب من أغلظ الكلام، حتى إنهم يكفرون المعين إذا قال مصيحف، أو مسيجد، وصلى صلاة بلا وضوء، ونحو ذلك.

(الشرح)

لأنه مستهزأ بربه.

الطالب: هل يحتمل على قولهم الذي يقول هذا: من باب الاحتقار؟

الشيخ: نعم.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: للتكفير, أو مسيجد أو مصيحف من باب الاحتقار.

(المتن)

   وقال في النهر الفائق: واعلم أن الشيخ قاسما قال في شرح درر البحار: إن النذر الذي يقع من أكثر العوام، بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلًا: يا سيدي فلان، إن رد غائبي، أو عوفي مريضي، فلك من الذهب أو الفضة أو الشمع أو الزيت كذا، باطل إجماعا لوجوه  إلى أن قال: ومنها ظن أن الميت يتصرف في الْأَمْرِ واعتقاده هذا كفر.

(الشرح)

إذا رأى أن الميت يتصرف هَذَا كفر, كفر المعين بعينه.

(المتن)

إلى أن قال: وقد ابتلي الناس بذلك، لاسيما في مولد الشيخ أحمد البدوي انتهى كلامه, فانظر إلى تصريحه أن هذا كفر مع قوله إنه يقع من أكثر العوام، وأن أهل العلم قد ابتلوا بما لا قدرة لهم على إزالته.

(الشرح)

يَعْنِي: ما استطاعوا أن يزيلوه, قد لا يستطيعون ما كل أحد يستطيع, علماء كبار ما استطاعوا, لكن هو رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قام بالجهاد والدعوة ووافق جميع العُلَمَاءِ الأمصار وفي مصر هذا هو التوحيد, لَكِنْ ما نستطيع في بلادنا أن نعمل مثل ما عمل.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: ما يستطيع.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: إذا كان يستطيع فيجب عليه, مثل ما قال النبي: «من رأى منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

(المتن)

 وقال القرطبي: رحمه الله لما ذكر سماع النقر أو صورته قال: هذا حرام بالإجماع، وقد رأيت فتوى شيخ الإسلام جمال الملة أن مستحل هذا كافر، ولما عُلم أن حرمته بالإجماع لزم أن يكفر مستحله.

(الشرح)

لِأَنَّه عُلم من الدين بالضرورة, من ينكر المحرم بالإجماع مثل شرب الخمر هذا حرمه الله, من أنكره كفر, لكن شرب الدخان هذا فيه شبهة قد لا يكفر.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: ما يُسمى بالإجماع.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: قد يقال له شبهة وهو يعرف مثل هذا رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى, قد يُقال له: شبهة في مثل هذا وإن كان له حديث واضح, ولكن في كل شبهة وفي حديث: «ليكوننَّ من أُمَّتي أقوام يَستحلُّونَ الْحِرَ والحَريرَ والخمر والمعازِف»، ابن حزم طعن فيه, قال إن هذا, رواه البخاري صحيح, رد عليه ابن القيم.

الطالب: هل قد يكون في شبهة مقبولة؟.

الشيخ: قد يُدرى عن التدخين ما يكفر وقد يكون فيه شبهة.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: إذا كان جاحد لوجوبها هذا كافر بالإجماع.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: لكن هو معترف بالوجوب ولا هو غير معترف؟

الطالب: غير معترف.

الشيخ: إذا أنكر وجوبها بالإجماع كفر, لكن بخلاف إذا كان يعترف بالوجوب لكن تركها فقط كفر.

(المتن)

    فقد رأيت كلام القرطبي وكلام الشيخ الذي نقل عنه في كفر من استحل السماع والرقص مع كونه دون ما نحن فيه بالإجماع بكثير.

(الشرح)

(ما نحن فيه) يَعْنِي: الشرك, إذا كان الذي يستحل الرقص والغناء يكفر فالذي يستحل الشرك وينكر التوحيد أولى.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: لا, كلام القرطبي ما ذكر أحد آخر تعليق.

(المتن)

وقال أبو العباس رحمه الله: حدثني ابن الخضيري عن والده الشيخ الخضيري إمام الحنفية في زمانه قال: كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا كان كافرًا ذكيًا, فهذا إمام الحنفية في زمنه حكى عن فقهاء بخارى جملة كفر ابن سينا وهو رجل معين مصنف، يتظاهر بالإسلام.

(الشرح)

له مصنف هذا, له رسالة أنكر فيها البعث والميعاد وأبو علي ابن سينا هذا هو المعلم الثالث يسمونه والمعلم الثاني الفارابي والمعلم الأول أرسطو وكان أول من ابتدع القول بقدم العالم هو أرسطو وكان من قبلهم من الفلاسفة يعظمون الإلهية.

ثم جاء الفارابي ثم جاء ابن سينا وحاول أن يقرب الفلسفة من الإِسْلَامِ يجمع بينهما, وفي محاولته الشديدة ما وصل إلى منصة الجهمية وهذا يجعل بعض الناس يقول: لو الفيلسوف أبو علي ابن سينا يُسمى في اسم المدارس وهذا يتبع الجهم, وبعض الكُتاب وبعض الصحافيين يتغنون بابن سينا وهو كافر ملحد.

كما قال ابن القيم نقل عن ابن القيم أنه قال: أنا بدعوة الحاكم العبيدي, والحاكم العبيدي لا يؤمن بالله ولا ملائكته ولا الكتب ولا الرسل ولا اليوم الآخر  ولا بالقدر خيره وشره, أنكر بعث الأرواح يقول: إن الجهم هو الذي فتح له الباب في إنكار البعث لما قال الجهم: إن الجسد يبلى وإنه يُبعث جسد آخر ويُعذب, قال: خلاص الجسد ما يُبعث, ما يُبعث إلا الروح.

(المتن)

  وأما كلام المالكية في هذا، فهو أكثر من أن يحصر؛ وقد اشتهر عن فقهائهم سرعة الفتوى والقضاء بقتل الرجل عند الكلمة التي لا يفطن لها أكثر النَّاس, وقد ذكر القاضي عياض في آخر كتاب الشفاء من ذلك طرفًا, ومما ذكر: أن من حلف بغير الله على وجه التعظيم كفر.

(الشرح)

هذا يكفر فيه المعين, فمن حلف بغير الله تعظيم للمخلوق فإنه يكفر, فإذا كان التعظيم لغير الله كفر, أما إذا لم يكن بالقصد فهذا في تفصيل كفر المعين.

(المتن)

 كل هذا دون ما نحن فيه بما لا نسبة بينه وبينه, وأما كلام الشافعية فقال صاحب الروضة رحمه الله: إن المسلم إذا ذبح للنبي صلى الله عليه وسلم كفر.

(الشرح)

يَعْنِي: يكفر بالكلام إذا ذبح لغير الله.

الطالب: معنى إذا قال: أنه يريد أن يذبح للنبي r كفر؟.

الشيخ: إذا قال هذا كفر, المراد النية والقصد إذا قصد بالذبيحة النَّبِيِّ r كفر.

(المتن)

وقال أيضًا: من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر وكل  هذا دون ما نحن فيه.

(الشرح)

 (من شك في كفر ابن عربي) ابن عربي يقول: أنه رئيس وحدة الوجود, وأن الخالق والمخلوق من شك في كفره فهو كافر, يعني الكفر هذا من أعظم الكفر ومن شك في كفره فهو كافر هذا تكفير المعين, أراد المؤلف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أن بعض الناس يقول: ما يكفر المعين.

(المتن)

 وقال ابن حجر في شرح الأربعين على حديث ابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله» وما معناه أن من دعا غير الله فهو كافر، وصنف في هذا النوع كتابًا مستقلًا سماه "الإعلام بقواطع الإسلام"، ذكر فيه أنواعًا كثيرة من الأقوال والأفعال كل واحد منها ذكر أنه يخرج من الإسلام، ويكفر به المعين، وغالبه لا يساوي عشير معشار ما نحن فيه.

(الشرح)

يتكلم على الشافعي الآن.

الطالب: من شرح الأربعين.

الشيخ: يعني يقول: إن هذا دون ما نحن فيه, ما يساوي عشر ما نحن فيه لأن التوحيد بعض الناس ينكر التوحيد, فَإِذاْ هذا الذي يكفر لمجرد هذا الفعل, فقال؟

(المتن)

  وقال ابن حجر في شرح الأربعين على حديث ابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله» ما معناه أن من دعا غير الله فهو كافر، وصنف في هذا النوع كتابًا مستقلًا سماه "الإعلام بقواطع الإسلام"، ذكر فيه أنواعًا كثيرة من الأقوال والأفعال كل واحد منها ذكر أنه يخرج من الإسلام، ويكفر به المعين، وغالبه لا يساوي عشير معشار ما نحن فيه.

(الشرح)

(معشار ما نحن فيه) لأنه يتكلم في التوحيد وهم كفروا بأقوال وأفعال, فكيف بالذي يترك التوحيد أو الذي يشرك بالله في التوحيد وفي العبادة من باب أولى.

(المتن)

   وتمام الكلام في هذا أن يقال الكلام هنا في مسألتين:

الأولى: أن يقال هذا الذي يفعله كثير من العوام عند قبور الصالحين ومع كثير من الأحياء والأموات والجن، من التوجه إليهم ودعائهم لكشف الضر، والنذر لهم لأجل ذلك، هل هو الشرك الأكبر الذي فعله قوم نوح ومن بعدهم إلى أن انتهى الأمر إلى قوم خاتم الرسل قريش وغيرهم.

 فبعث الله الرسول وأنزل الكتب ينكر عليهم ذلك ويكفرهم ويأمر بقتالهم حتى يكون الدين كله لله؟ أم هذا شرك أصغر وشرك المتقدمين نوع غير هذا؟ فاعلم أن الكلام في هذه المسألة سهل على من يسره الله عليه بسبب أن علماء المشركين اليوم يقرون أنه الشرك الأكبر ولا ينكرونه، إلا ما كان من مسيلمة الكذاب وأصحابه كابن إسماعيل وابن خالد مع تناقضهم في ذلك واضطرابهم.

 فأكثر أحوالهم يقرون أنه الشرك الأكبر, ولكن يعتذرون بأن أهله لم تبلغهم الدعوة، وتارة يقولون لا يكفر إلا من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة يقولون: إنه شرك أصغر وينسبونه لابن القيم رحمه الله في المدارج كما تقدم، وتارة لا يذكرون شيئًا من ذلك، بل يعظمون أهله وطريقتهم في الجملة.

 وأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم العُلَمَاءِ الذين يجب رد الأمر عند التنازع إليهم، وغير ذلك من الأقاويل المضطربة, وجواب هؤلاء كثير في الكتاب والسنة والإجماع، ومن أصرح ما يجاوبون به إقرارهم في غالب الأوقات أن هذا هو الشرك الأكبر، وأيضًا إقرار غيرهم من علماء الأقطار، مع أن أكثرهم قد دخل في الشرك، وجاهد أهل التوحيد، لكن لم يجدوا بدًا من الإقرار به لوضوحه.

(الشرح)

 

الطالب: معنى بدًا؟.

الشيخ: يعني شيئًا لابد منه, يعني قاتلوا المشركين ثم بعد ذلك لم يجدوا بدًا من إقرارهم.

(المتن)

بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد, قال شيخ الإِسْلَامِ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في رسالته مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد, قال رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وتمام الكلام في هذا أن يقال الكلام هنا في مسألتين:

الأولى: أن يقال هذا الذي يفعله كثير من العوام عند قبور الصالحين ومع كثير من الأحياء والأموات والجن، من التوجه إليهم ودعائهم لكشف الضر، والنذر لهم لأجل ذلك، هل هو الشرك الأكبر الذي فعله قوم نوح ومن بعدهم إلى أن انتهى الأمر إلى قوم خاتم الرسل قريش وغيرهم.

 فبعث الله الرسول وأنزل الكتب ينكر عليهم ذلك ويكفرهم ويأمر بقتالهم حتى يكون الدين كله لله؟ أم هذا شرك أصغر وشرك المتقدمين نوع غير هذا؟ فاعلم أن الكلام في هذه المسألة سهل على من يسره الله عليه بسبب أن علماء المشركين اليوم يقرون أنه الشرك الأكبر ولا ينكرونه، إلا ما كان من مسيلمة الكذاب وأصحابه كابن إسماعيل وابن خالد مع تناقضهم في ذلك واضطرابهم.

 فأكثر أحوالهم يقرون أنه الشرك الأكبر, ولكن يعتذرون بأن أهله لم تبلغهم الدعوة، وتارة يقولون لا يكفر إلا من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة يقولون: إنه شرك أصغر وينسبونه لابن القيم رحمه الله في المدارج كما تقدم، وتارة لا يذكرون شيئًا من ذلك، بل يعظمون أهله وطريقتهم في الجملة.

 وأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم العُلَمَاءِ الذين يجب رد الأمر عند التنازع إليهم، وغير ذلك من الأقاويل المضطربة, وجواب هؤلاء كثير في الكتاب والسنة والإجماع، ومن أصرح ما يجاوبون به إقرارهم في غالب الأوقات أن هذا هو الشرك الأكبر.

(الشرح)

يَعْنِي: يرد عليهم بإقرارهم واعترافهم أن هذا الشرك الأكبر.

(المتن)

  وأيضًا إقرار غيرهم من علماء الأقطار، مع أن أكثرهم قد دخل في الشرك، وجاهد أهل التوحيد، لكن لم يجدوا بدًا من الإقرار به لوضوحه.     

المسألة الثانية: الإقرار بأن هذا هو الشرك الأكبر، ولكن لا يكفر به إلا من أنكر الإسلام جملة، وكذب الرسول والقرآن، واتبع يهودية أو نصرانية أو غيرهما، وهذا هو الذي يجادل به أهل الشرك والعناد في هذه الأوقات؛ وإلا المسألة الأولى قل الجدال فيها ولله الحمد لما وقع من إقرار علماء الشرك  بها.

(الشرح)

يَعْنِي: مقروهم بأن هذا الشرك الأكبر, ولكن لا يكفر حتى يترك الإِسْلَامِ جملة, ما يكفر حتى تقوم عليه الحجة.

الطالب: قولهم: وقامت الحجة؟

الشيخ: أقروا بأن الشرك قامت عليه الحجة, لكن يقول: ما يكفر حتى يكون من أهل الأوثان أو يكون من أهل اليهودية أو يترك الإِسْلَامِ جملة.

(المتن)

فاعلم أن تصور هذه المسألة تصورا حسنا يكفي في إبطالها من غير دليل خاص لوجهين.

الأول: أن مقتضى قولهم أن الشرك بالله وعبادة الأصنام لا تأثير لها في التكفير لأن الإنسان إن انتقل عن الملة إلى غيرها وكذب الرسول والقرآن فهو كافر.

 وإن لم يعبد الأوثان كاليهود؛ فإذا كان من انتسب إلى الإسلام لا يكفر إذا أشرك الشرك الأكبر لأنه مسلم يقول لا إله إلا الله ويصلي ويفعل كذا وكذا، لم يكن للشرك وعبادة الأوثان تأثير، بل يكون ذلك كالسواد في الخلقة أو العمى أو العرج، فإن كان صاحبها يدعي الإسلام فهو مسلم وإن ادعى ملة غيرها فهو كافر، وهذه فضيحة عظيمة كافية في رد هذا القول الفظيع.

الوجه الثاني: أن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الشرك وعبادة الأوثان بعد بلوغ العلم كفر صريح بالفطر والعقول والعلوم الضرورية، فلا يتصور أنك تقول لرجل ولو من أجهل الناس وأبلدهم: ما تقول فيمن عصى الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينقد له في ترك عبادة الأوثان والشرك مع أنه يدعي أنه مسلم متبع؟ إلا ويبادر بالفطرة الضرورية إلى القول بأن هذا كافر من غير نظر في الأدلة أو سؤال أحد من العُلَمَاءِ.

(الشرح)

هذا مرض, يعني ما يخفى على أي أحد ما اتبع الرسول وترك عبادة الأصنام والأوثان.

الطالب: (...)؟.

الشيخ: لا, تقوم عليه الحجة المهم يبلغك لو من الكتاب ولا من غير الكتاب, قال: فَإِذَا قرأه أو بلغه كفر

الطالب: (...)؟.

الشيخ: لابد أنه يُبلغ.

(المتن)

   ولكن لغلبة الجهل وغرابة العلم وكثرة من يتكلم بهذه المسألة من الملحدين، اشتبه الأمر فيها على بعض العوام من المسلمين الذين يحبون الحق، فلا تحقرها وأمعن النظر في الأدلة التفصيلية، لعل الله أن يمن عليك بالإيمان الثابت، ويجعلك أيضًا من الأئمة الذين يهدون بأمره.

 فمن أحسن ما يزيل الإشكال فيها ويزيد المؤمن يقينًا ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء بعدهم فيمن انتسب إلى الإسلام كما ذكر أنه صلى الله عليه وسلم بعث البراء ومعه الراية إلى رجل تزوج امرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله.

(الشرح)

هذا استحل نكاح امرأة الأب فكان مرتدًا, أرسل البراء ومعه الراية ليقتله ويأخذ ماله لبيت مال المسلمين.

(المتن)

 كما ذكر أنه صلى الله عليه وسلم بعث البراء ومعه الراية إلى رجل تزوج امرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله, ومثل همه بغزو بني المصطلق لما قيل إنهم منعوا الزكاة, ومثل قتال الصديق وأصحابه لمانعي الزكاة وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وتسميتهم مرتدين, ومثل إجماع الصحابة في زمن عمر على تكفير قدامة بن مظعون وأصحابه إن لم يتوبوا لما فهموا من قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا}[المائدة/93].

(الشرح)

لما شربوا الخمر وفهموا أن الإنسان إذا شرب الخمر فلا يضره إذا كان مؤمنًا مستقيم.

(المتن)

 ومثل إجماع الصحابة في زمن عمر على تكفير قدامة بن مظعون وأصحابه إن لم يتوبوا لما فهموا من قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا}[المائدة/93]

 حِل الخمر لبعض الخواص.

(الشرح)

لما فهموا (حِل الخمر لبعض الخواص).

(المتن)

  ومثل إجماع الصحابة في زمن عثمان رضي الله عنه على تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوة مسيلمة مع أنهم لم يتبعوه، وإنما اختلف الصحابة في قبول توبتهم، ومثل تحريق علي رضي الله عنه أصحابه لما غلوا فيه، ومثل إجماع التابعين مع بقية الصحابة على كفر المختار بن أبي عبيد ومن اتبعه مع أنه يدعي أنه يطلب بدم الحسين وأهل البيت، ومثل إجماع التابعين ومن بعدهم على قتل الجعد بن درهم وهو مشهور بالعلم والدين.

 وهلم جرا من وقائع لا تعد ولا تحصى, ولم يقل أحد من الأولين والآخرين لأبي بكر الصديق وغيره: كيف تقاتل بني حنيفة وهم يقولون لا إله إلا الله ويصلون ويزكون؟ وكذلك لم يستشكل أحد تكفير قدامة وأصحابه لو لم يتوبوا، وهلم جرا إلى زمن بني عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر والشام وغيرها مع تظاهرهم بالإسلام.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, قال شيخ الإِسْلَامِ محمد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: في رسالته مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد, قال رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وكذلك لم يستشكل أحد تكفير قدامة.

(الشرح)

قدامة .. لما شربوا هو وجماعته الخمر وتأولوا قال الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا}[المائدة/93], فتأولوا أنهم لا جناح عليهم إذا كانوا مؤمنين, وكانوا مخطئين في هذا التأويل, فلهذا أنكر عليهم الصحابة وأنكر عليهم عمر, فأجمعوا الصحابة على أنهم إن استحلوه كفروا وإن تأولوا كُذبوا.

(المتن)

 وكذلك لم يستشكل أحد تكفير قدامة وأصحابه.

(الشرح)

يَعْنِي: لو استحلوا.

(المتن)

 لو لم يتوبوا، وهلم جرا إلى زمن بني عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر والشام وغيرها مع تظاهرهم بالإسلام, وصلاة الجمعة والجماعة ونصب القضاة والمفتين لما أظهروا من الأقوال والأفعال ما أظهروا.

(الشرح)

يَعْنِي: لما أظهروا الأقوال والأفعال الكفرية وهم ولاة أمور لكن هم من الشيعة الرافضة, ملكوا الشام ومصر والمغرب وهم على هذا الدين, نصبوا القضاة ونصبوا الأئمة ومع ذلك لما صارت عندهم هذه العقيدة الكفرية ولما أظهروا الأقوال الكفرية والغلو في أهل البيت كفرهم العُلَمَاءِ.

المصنف قصده الرد على من يقول: إن من قال لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فهو مسلم, والمؤلف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يقول: إذا نقدوا هذا, هذا ابن عبيد كانوا ملوك وكانوا كذا ونصبوا القضاة والمفتين يخطبون الجمعة ويقولون لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, ومع ذلك لما أظهروا أقوالًا وأفعالًا كفرهم العُلَمَاءِ, لما أظهروا الأقوال والأفعال الكفرية لما غلوا في أهل البيت.

(المتن)

 إلى زمن بني عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر والشام وغيرها مع تظاهرهم بالإسلام, وصلاة الجمعة والجماعة ونصب القضاة والمفتين لما أظهروا من الأقوال والأفعال ما أظهروا, لم يستشكل أحد من أهل العلم والدين قتالهم، ولم يتوقفوا فيه وهم في زمن ابن الجوزي والموفق, وصنف ابن الجوزي كتابًا لما أُخذت مصر منهم سماه النصر عَلَى فتح مصر.

 ولم يسمع أحد من الأولين والآخرين أن أحدًا أنكر شيئًا من ذلك أو استشكله لأجل ادعائهم الملة أو لأجل قول لا إله إلا الله أو لأجل إظهار شيء من أركان الإسلام، إلا ما سمعناه من هؤلاء الملاعين.

(الشرح)

يَقُولُ: إن من فعل ناقض الإسلام لا يفيده, من فعل ناقض من نواقض الإِسْلَامِ ما يفيده قول لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, هؤلاء الفاطميون الآن يصلون يوم الجمعة والجماعة لما فعلوا ناقض الإِسْلَامِ كفرهم العُلَمَاءِ.

(المتن)

ولم يسمع أحد من الأولين والآخرين أن أحدا أنكر شيئًا من ذلك أو استشكله لأجل ادعائهم الملة أو لأجل قول لا إله إلا الله أو لأجل إظهار شيء من أركان الإسلام، إلا ما سمعناه من هؤلاء الملاعين, في هذه الأزمان من إقرارهم أن هذا هو الشرك ولكن من فعله أو حسنه أو كان مع أهله أو ذم التوحيد أو حارب أهله لأجله أو أبغضهم لأجله أنه لا يكفر لأنه يقول لا إله إلا الله.

 أو لأنه يؤدي أركان الإسلام الخمسة, ويستدلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها الإسلام هذا لم يسمع قط إلا من هؤلاء الملحدين الجاهلين. الظالمين فإن ظفروا بحرف واحد عن أهل العلم أو أحد منهم يستدلون به على قولهم الفاحش الأحمق فليذكروه.

(الشرح)

يعني يقول: أن هؤلاء في زمانه إذ يقولون: إن البدو إذا قالوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ما تفيدهم, ولا يكون مع أنصار أهل الإِسْلَامِ, مجرد يقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ولا فعل الشرك فهذا ما يقوم عليه بهذا, ولا قال أحد من أهل العلم, إن فعل ناقض من نواقض الإِسْلَامِ ما يفيده قول لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.

(المتن)

ولم يسمع أحد من الأولين والآخرين أن أحدا أنكر شيئا من ذلك أو استشكله لأجل ادعائهم الملة أو لأجل قول لا إله إلا الله أو لأجل إظهار شيء من أركان الإسلام، إلا ما سمعناه من هؤلاء الملاعين, في هذه الأزمان من إقرارهم أن هذا هو الشرك ولكن من فعله أو حسنه أو كان مع أهله أو ذم التوحيد أو حارب أهله لأجله أو أبغضهم لأجله أنه لا يكفر لأنه يقول لا إله إلا الله.

 أو لأنه يؤدي أركان الإسلام الخمسة, ويستدلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها الإسلام هذا لم يُسمع قط إلا من هؤلاء الملحدين الجاهلين, الظالمين فإن ظفروا بحرف واحد عن أهل العلم أو أحد منهم يستدلون به على قولهم الفاحش الأحمق فليذكروه.

ولكن الأمر كما قال اليمني  في قصيدته:

أقاويل لا تعزى إلى عالم فلا
 




 

 

تساوي فلسًا إن رجعت إلى النقد



 

 

ولنختم الكلام في هذا النوع بما ذكره البخاري في صحيحه حيث قال: باب يتغير الزمان حتى تعبد الأوثان ثم ذكر بإسناد قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة، وذو الخلصة صنم لدوس يعبدونه، فقال صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد الله: ألا تُريحني من ذي الخلصة؟ فركب إليه بمن معه فأحرقه وهدمه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره, قال: فبرك على خيل أحمس ورجالها خمسًا».

(الشرح)

جرير, لأنه في بلده وأرسل إليه لهدمه وإحراقه, فذب إليه وأحرقه وفي اللفظ الآخر: «ما جئت إليك حتى ترقد كالجمل الأجرب» فدعا رسول اله اللهم بارك في الجاري أحمد.

(المتن)

 وعادة البخاري رحمه الله إذا لم يكن الحديث على شرطه ذكره في الترجمة ثم أتى بما يدل على معناه مما هو على شرطه ولفظ الترجمة وهو قوله: يتغير الزمان حتى تعبد الأوثان، لفظ حديث أخرجه غيره من الأئمة والله سبحانه وتعالى أعلم, ولنذكر من كلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام أئمة العلم جملًا في جهاد القلب واللسان.

(الشرح)

هذه أدلة يقصدها المؤلف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى من كلام الله ورسوله وكلام أهل العلم.

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد