شعار الموقع

شرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة_4

00:00
00:00
تحميل
8

  (المتن)

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: اللهم أغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-: فصل: ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس أحياء للبقاء، إما في دار النعيم وإما في دار العذاب الأليم.

فنؤمن بالبعث، وهو: إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلاّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلاً بلا ختان: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.

(الشرح)

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد, فهذا الفصل في الإيمان باليوم بالآخر وهو الركن الخامس والأصل الخامس من أصول الدين وأركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر  وهو يوم القيامة, سُمي اليوم الآخر لأنه لا يوم بعده, ولأن الدنيا هي اليوم الأول فإذا كان اليوم ليس بعده شيء  فالأخِر, بكسر الخاء, أما الآخر فهو الثاني ويكون بعده ثالث, فَإِذاْ كان  يقابل الأول فُيقال اليوم الآخر.

فهما يومان, اليوم الأول وهي الدنيا كلها يوم من أولها إلى آخره يوم,  واليوم الآخر وهي الآخرة, فالإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة أصل من أصول الدين, وركن من الأركان الستة التي أوضحها الله تعالى في كتابه وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وكما قال الله تعالي في أية البر: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } [البقرة: 177].

وفي حديث جبريل, الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل جبريل النبي صلي الله عليه وسلم عن الإيمان قال: "أن تؤمن بالله وملائكة وكتبة ورسوله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره",  فيجب الإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة, وما فيه من البعث والنشور والحساب والجزاء والحوض والميزان والصراط والجنة والنار.

 بل لم يؤمن باليوم الآخر فهو كافر وأهل الحق آمنوا باليوم الآخر, أهل الحق, أهل الإيمان آمنوا باليوم الآخر, وذلك حينما ينفخ إسرافيل في الصور بأمر لله, فأنه يصعق الناس فيموتون حينما بعد خروج أشراط الساعة الكبار التي أخرها النار التي يُحشر الناس.

كما قال آدم: تحشر الناس, وبعد أن تأتي ريح طيبة تطرد أرواح المؤمنين والمؤمنات فلا يبقى إلا الكفرة, فعلى ذلك تقم الساعة, ويأتي اليوم الآخر تقوم الساعة والكفرة, فيخرب هذا الكون وتنكدر النجوم, وتُكور الشمس, وتنفطر السماء وتُفجر البحار وتُسجر وتُسير الجبال ويخرب هذا الكون.

 لخلوه من التوحيد والإيمان وهذا الكون لا يخرب فلا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول: الله, الله إذا خلَّا من التوحيد والإيمان قامت القيامة على الكفرة وهم مشهورين بأعمالهم تقوم عليهم وهم مشهورون بأعمالهم الدنيوية,  وهم في ذلك حسن رزقهم ضارًا عيشهم, فيتمثل لهم الشيطان ويأمرهم بعبادة الأوثان.

  تقوم الساعة عليهم, تقوم الساعة وهذا ينيط الحوض لأِبله وذاك يغرس الفسيلة من النخل وهذان يتبايعان القماش وهذا يطعم اللقمة إلى فيه, فتقوم عليهم الساعة وهما على هذا الحال.

وذلك بنفخ الصور بنفخ إسرفيل في الصور المَلك وهو إسرافيل مُوكل بالنفخ في الصور يأمره الله, فينفخ في الصور نفخة الصعق والموت, فيفزع الناس حينما يبدأ بالنفخ في الصور فلا يسمعه أحد (.....) يلتفت يمين وشمال إذا سمع الصوت.

فلا يزال الصوت يقوى, يقوى حتى يموت الناس, فهي نفخةً طويلة يطولها إسرافيل, أولها فزع وآخرها صعق وموت, أرأيتم أو سمعتم صفارات الإنذار, هذا الصوت الذي يفزع الناس.

فَإِذاْ زاد الصوت مثله مائة مرة ماذا تكون حال الناس؟ يفزع الناس ويموتون,  قال الله تعالى: {{ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل: 87], ثم نفخة البعث.

كما قال الله تعالى في سورة الزمر: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلاّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}, فهما نفختان على الصحيح, وقال بعض أهل العلم أنها ثلاث نفخات.

النفخة الأولى: نفخة الفزع.

النفخة الثانية: نفخة الصعق.

النفخة الثالثة: نفخة الموت.

وجاء في حديث بسنده إسماعيل بن رافع وهو ضعيف عند أهل العلم, من الصواب أنهما نفختان, النفخة الأولى: نفخة طويلة أولها فزع وآخرها صعق وموت, ثم النفخة الثانية نفختين البعث, كما قال الله في سورة الزمر ذكر الله نفختان فقال: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلاّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}.

فيموت الناس ولا يبقى إلا من استثنى الله إلا من شاء الله.

كالولدان في الجنة والحور العين والأرواح باقية الأرواح لا تموت, تخرج الروح من الجسد, والمؤمن تُنقل روحه إلى الجنة ولا صلة بالجسد, والكافر تُنقل روحه إلى النار ولها صلة بالجسد .

ثم يمكث الناس أربعين فينزل الله مطرًا تنبت منه أجساد الناس, ويُنشئ الله الناس تنشئةً قوية, (.....) وبعد الشباب يبقى جسده مدة طويلة, فيعيد الله الذرات التي استحالت لأنه عليم قادر, كل جسد يبلى إلا عجب الذنب, فهو العصعص وهي آخر فقرة في العمود الفقري كما في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم.

«كل ابْن آدم يبلى إلا عظم الذَّنب، مِنْهُ خلق ابن آدم وَفِيه يركب», فَإِذاْ نبتت أجساد الناس وأنشئهم الله خلقًا جديدًا أمر الله إسرافيل فنفخ في الصور النفخة الثانية: وهي نفخة البعث فحين إذٍا تتطاير الأرواح والأجساد, وتدخل كل روحٍ في جسدها, فيقوم الناس من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم, "حفاةً لا نعال لهم عراةً لا ثياب عليهم غرلًا",  غير مختونين.

  الجلدة التي تُقطع من الإنسان, وهو صغير الختان تعود غرلًا غير مختونين: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104], فيقف الناس على هذه الحالة حفاة, عراة, غرلًا, قالت عائشة يا رسول الله: «قَالَت يَا رَسُول الله الرِّجَال وَالنِّسَاء جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض قَالَ يَا عَائِشَة الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض», كل مشغولٌا بنفسه لا يدري أحد بأحد.

   {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 33 - 37], الأمر عظيم وأنت إذا كنت مذهول  في الدنيا ما ترى أمامك.

بعض الناس يكون مهموم فتمر من عنده وتسلم عليه ولا يرد عليك السلام فإذا سلمت عليه ولا ترد عليه السلام, قال: ما سمعت ولا علمت لأني مهموم مشغول فكيف بهم الآخرة, كيف بالأهوال العظيمة؟ لا ينظر أحد إلى أحد  أول من يُكسا في موقف القيامة إبراهيم عليه السلام يُكسا ثيابًا وهذه منقبة لإبراهيم عليه السلام, فيقف الناس على هذا الحالة حفاةً عراةً وغرلًا في المحشر بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ, وتدنو الشمس من الرؤوس وتزداد حرارتها, وتُبدل الأرض غير الأرض يعني تُمد الأرض تبدل تبديل صفات, فتُمد مد الأديم ويُزال ما عليها من الأشجار  والتلال والجبال  وتُسير الجبال والسماء انشقت والشمس والقمر كُورت وكُدرت النجوم.

 فيقف الناس على هذه الحالة وتدنو الشمس من الرؤوس وتزداد في حرارتها ويلجمهم العرق على حسب الأعمال, فتدنو الشمس من الرؤوس ويُزاد في حرارتها, ويشدد الكرب بالناس,  ويموج الناس بعضهم ببعض, ويقول بعضهم: انظروا من يشفع لنا إلى ربنا, حتى يحاسبنا ونستريح من هذا الموقف من هذه الشدة يوم عظيم وله أسماء سماه الله الصاخة والقارعة والغاشية والناقور: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر: 8 - 10].

ويفزع الناس إلى الأنبياء ويأتون آدم أولًا, ويسألونه الشفاعة ذُكر في الحديث الطويل, يقول: يا آدم, أنت آدم أبو البشر, خلقك الله بيده , ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا ويحاسبنا فيعتذر ويقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني أكلت من الشجرة التي نهيت عنها, نفسي, نفسي, نفسي  اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح فيقولون: يا نوح, أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض, فاشفع لنا إلى ربك, ألا ترى إلى ما نحن فيه؟

فيقول: إن ربي - عز وجل - قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني دعوت على أهل الأرض دعوة أغرقتهم اذهبوا إلى غيري نفسي , نفسي , نفسي , اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم (فإنه خليل الرحمن) فيذهبون إلى إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت خليل الرحمن, اشفع لنا إلى ربك, ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله, ولن يغضب بعده مثله، نفسي, نفسي, نفسي.

 اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى فيقولون: يا موسى، أنت كليم الله اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،, نفسي, نفسي, نفسي، وإني قد قتلت نفسًا لم أؤمر بقتلها وإبراهيم يعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله, وروح الله وكلمته.

 فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت روح الله وكلمته اشفع لنا إلى ربك, ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما بلغنا؟، فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله نفسي, نفسي, نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد فإنه خاتم النبيين , فيأتون إلى نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فيسألونه الشفاعة: فيقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا لها, أنا لها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فيذهب فيسجد تحت العرش, ثم يفتح الله من محامد، في ذلك المقام لا يحسنه في دار الدنيا ولا يبدأ بالشفاعة ما يستطيع يشفع ما أحد يستطيع يشفع عند الله حتى يأتيه الإذن أو لا يأتي الإذن: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255],  فلا يزال ساجدًا حتى يأتيه الإذن من رب العزة والجلالة فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ: يا محمد، ارفع رأسك، وسل تُعطى، اشفع تشفع، فيقول: يا ربي أسألك أن تقضي بين عبادك فيشفعه الله, فيأتي الله لفصل القضاء فيحاسب الخلائق.

 هذه الشفاعة عامة لكل مؤمن وكافر, وهذه الشفاعة العظمى وهي المقام المحمود الذي يغبطُ نبينا عليه الصلاة والسلام من الأولون  والآخرون, مقامًا محمود شرفًا عظيم لا يصل إليه أحد  يغبطه الأولون والآخرون, فُيحاسب الله الخلائق جميعًا في وقت واحد كلهم أولهم وأخرهم في وقت واحد كما أنه يرزقهم ويعافيهم في وقت واحد كذلك يحاسبهم في وقت واحد.

 لكن المخلوق ضعيف ما يستطيع التكلم مع اثنان في وقت واحد, لو تكلم اثنين أو ثلاثة ما استطاع يقول انتظر حتى يتكلم فلان ثم أجيبك أما الله فأنه يحاسب الخلائق كلهم في وقت واحد لا يلهيه شأن عن شأن,  كما أنه يرزقهم ويعافيهم فيفرغ منهم في مقدار منتصف النهار, فإذا جاء وقت القيلولة دخل أهل الجنة في الجنة في وقت القيلولة قال الله تعالى:  {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: 24].

بعد الحساب تطاير الصحف: منهم من يُؤتى كتابه صحيفة عمله بيده اليمنى, وهم المؤمنون, وأما الفجار فيؤتى أحدهم صحيفة عمله بيده اليسرى ملوية وراء ظهره أعوذ بالله.

 فالمؤمن يفرح سار مسرور, كل من أتاه يريه كتابه ويقول: {فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 19 - 24], وأما الفاجر: { فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)} [الحاقة: 25 - 29].

هذا من آتى كتابه بشماله, وقال في رواية أخرى: وأما من أُوتي كتابه وراء ظهره.

ثم يرد الناس على الحوض حوض نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وهو حوض عظيم في موقف القيامة فيه مذبان من نهر الكوثر في الجنة, «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، مَجْرَاهُ عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ الثَّلْجِ», وطوله مسافة شهر وعرضه مسافة شهر وأوانيه الكيزان يُشرب فيها عدد نجوم السماء.

   من شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبدًا حتى يدخل الجنة نسال الله أن يجعلنا وإياكم من الواردين عليه, ويُترك أُناس ويبُاد أناس غيروا وبدلوا, كما تُبادل الإبل العطاش ثم تُوزن الأعمال ويُوزن الأشخاص, فمن ثقلت موازينه نجا, ومن خفت موازينه هلك ويوزن الشخص ويخف فيثقل على حسب العمل ويخف على حسب العمل, والحديث: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة, لا يزن عند الله جناح بعوضة», ولما كشفت الريح  عن ساق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ضحك الصحابة من  دقة ساقيه, فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مما تضحكون, فقالوا الصحابة: من دقة ساقية يا رسول الله.

 فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والذي نفسي بيده لهما في الميزان يوم القيامة أثقل من جبل أُحد», ثم يمر الناس على الصراط المنصوب على متن جهنم صراط حِسي أدق من الشعر وأحر من الجمر وأحد من السيف الأبتر, يمر الناس على حسب الأعمال, فالزمرة الأولى يمرون كالبرق ثم كالريح, ثم كالطير, ثم كأجاود الخيل.

 ثم رجل يعدو عدوًا, ثم رجل يمشي مشية, ثم رجلًا يزحف زحفَ وعلى الصراط كلالايب, تخطف من أُمرت بخطفه وتلقيه في النار, ثم إذا تجاوز الصراط وصل إلى الجنة فهناك يُوقف المؤمنون على صراط آخر أو هي طرف الصراط فيتقصون, فيما بينهم المظالم التي بينهم.

 كلٌ يأخذ حقه مما ظلمه, فإذا تقصوا فيما بينهم, نزع الله الغل من نفوسهم من صدورهم, فدخلوا الجنة في غاية من الصفاء وسلامة الصدر, قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر:47], والعصاة يسقطون في النار.

ثم يخرجهم الله أصبحوا موحدين بعد غسلهم بالنار وشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين, منهم من يطول مكثه إذا كثرت جرائمه أو فُحشت, وأما الكفرة فإنها تُغلق عليهم النار وتُطبق بعد خروج عصاة الموحدين, فلا يدخلونها أبدًا أبدًا أعوذ بالله, المؤمنون أهل الحق أمنوا باليوم الآخر وأمنوا بالجنة والنار, والصراط والميزان والحوض.

 وأما الفلاسفة؛ أرسطو و أتباعه وأبو نصر الفارابي و ابن سينا, فإنهم لم يؤمنوا باليوم الآخر, وقالوا: إن ما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر من الحساب والجنة والنار كل هذا لا حقيقة له, وإنما هذا من سياسة الأنبياء, فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا عبقري يسوس الناس ويخبرهم بأن هناك جنة ونار وبعث وحساب حتى يتعايش الناس في سلام وحتى تستقيم أحوالهم في الدنيا وأن ما في جنة ولا نار كل هذا خيال, أمور خيالية تُخيل بها الأنبياء على الناس من باب السياسة هؤلاء كفرة ملاحدة.

 الفلاسفة أنكروا اليوم الآخر وأنكروا البعث وأنكروا الحساب والميزان والجنة والنار, ومن أنكر البعث فهو كافر بنص القرآن وبإجماع المسلمين, وقد أمر الله نبيه أن يقسم على البعث في ثلاث مواضع في كتابه في التغابن: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [التغابن: 7].

في سورة يونس: {ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق}, وفي سورة سبأ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ} [سبأ: 3], فمن أنكر البعث فهو كافر بنص القرآن بإجماع المسلمين, كذلك من أنكر الجنة أو النار أو الحساب أو الجزاء الصراط والميزان.

 هذا هو اليوم الآخر, والآخرة كلها يوم  والدنيا كلها يوم, والآخر يقابل الأول  فإذا كانوا يومان ليس هناك ثالث فُيقال: الآخِر بكسر الخاء, وإذا كان هناك ثالث أو رابع, يُقال: الآخر, تُقال: هذا واحد والآخر كذا, والآخر كذا, قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-: "فصل ٌ ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده", حين يُبعث الناس أحياءً للبقاء.

 إما في دار النعيم, وإما في دار العذاب الأليم, فنؤمن بالبعث ما هو البعث؟ هو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية.

 {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}[الزمر:68], فيقوم الناس من قبورهم إلى رب العالمين حفاة بلا نعال عراةً بلا ثياب غرلًا بلا ختان: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً}، وقوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}.

(الشرح)

نعم، هذا الإيمان بصحائف الأعمال سواء باليمن أو بالشمال, فالمؤمن يُعطى كتابه بيمينه والكافر من وراء ظهره بالشمال, وقوله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}، المراد بالحساب اليسير العرض, وأما من نوقش الحساب فهو يُعذب, قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذبَ», فاستشكلت عائشة -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْها-لما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذبَ», استشكلت عائشة الجمع بين الحديث والآية.

فقالت يا رسول الله, ألم يقل الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}, قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما ذلك العرض, «مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذبَ», فالمؤمن تُعرض أعماله ولا يُناقش الحساب, أما: «مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذبَ», {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً}, طائره عمله.

{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ}, هذا كتاب صحائف الأعمال, يُقال له: اقرأ كتابك, {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}، قوله تعالى {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}، وقوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}.

(الشرح)

نعم، الإيمان بالموازين حق, يجب على المؤمن أن يؤمن بالموازين التي تُوزن فيها الأعمال بالميزان فهو ميزان حسي لهو كفتان الكفة أعظم من أطباق السموات والأرض وله لسان وميزان حسي تُوضع الحسنات في كِفة وتُوضع السيئات في كِفة, فمن ثقلت موازينه نجا ومن خفت خسر, واختلف العلماء هل هو ميزان واحد أم موازين؟ فقيل: أنه موازين لقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } [الأنبياء: 47].

 وقيل أنه ميزان واحد وجُمع باعتبار موزون موازين, فلابد من الإيمان  بالميزان وأنه ميزان حسي وأنكرت المعتزلة أن يكون الميزان حِسي, قالوا: الميزان المراد به معنوي المراد به العدل, وقالوا: إن الله لا يحتاج لوزن, الذي يحتاج إلى وزن البقال والفوال, وأما الله فلا يحتاج إلى الميزان.

وتأولوا الموازين بأنها العدل, قالوا: إن الله عادل يعدل بين عباده, لكن ما في الميزان تُوزن فيه الأعمال الحسنات والسيئات,  الله ما يحتاج إلى هذا اللي يحتاج إلى الميزان الحسي البقال والفوال, هذا من جهلهم وضلالهم, يعتمدون على أقوالهم ويتركون النصوص وراءهم ظهرية هذا ضلال وانحراف.

الصواب أنه ميزان حسي له كفتان كل كِفة أعظم من أطباق السموات والأرض  توزن فيها الحسنات والسيئات, والآيات واضحة وصريحة بين الموازين, وأن الأعمال تُوزن من ثقلت موازينه نجا ومن خفت موازينه هلك. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب مالا يطيقون، فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى، حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(الشرح)

نعم، وهذه هي الشفاعة العظمى وهي المقام المحمود الذي يغبط فيه الأولون والآخرون, وهي عامة للمؤمن والكافر شفاعة حتى يُحاسب الناس, وهي خاصةً بنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهناك شفاعات أخرى خاصة بنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي الشفاعة لأهل الجنة إذن في دخولها, إذا وصل أهل الجنة إلى الجنة يحتاجون إلى شفاعة في الإذن لهم في دخول الجنة, فيشفع لهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للإذن في دخولها, وهناك شفاعة خاصة بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي الشفاعة في عمه أبي طالب حتى يخفف عنه العذاب, ولكن لا يخرج من النار شفاعة تخفيف.

لأن أبا طالب خف كفره حيث أنه كان يحمي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويدافع عنه فلما خف كفره شُفع له شفاعة تخفيف فيكون أهون أهل النار عذابًا, لكنه خالد في النار وفي الحديث الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل له يا رسول: إن أبا طالب يحميك ويدافع عنك, فهل نفعته؟ قال: نعم, وجدته في غمرات من نار وأخرجته إلى ضحضاح منها يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه، وفي لفظ إنه أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة أبو طالب وإنه في ضحضاح من نار يغلي منهما دماغه وفي لفظ: وفي لفظ إنه أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وفي لفظ: إن أهون أهل النار عذابًا رجلا في أخمصيه جمرتان يغلي منهما دماغه نعوذ بالله أخمصيه باطن الرجل نسأل الله السلامة والعافية.

هذه ثلاث شفاعات خاصة بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهناك شفاعات مشتركة, شفاعة لبعض أهل الجنة في أن تُرفع درجاتهم هذه عامة وشفاعة فيمن يستحق دخول النار من العصاة الموحدين يُشفع فيها بأن لا يدخلها, وشفاعة فيمن دخل النار من العصاة بأن يخرج منها هذه مشتركة بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين غيره والشفاعة في العصاة الأحاديث فيها متواترة ولقد حدد تواتر ومع ذلك أنكرها المعتزلة والخوارج.

فقالوا: إنه لا يُشفع في العصاة من دخل النار لا يخرج منها, لأنهم يقولون: من فعل المعصية كفر ويُخلد في النار فأنكروا الشفاعة في العصاة مع أنها متواترة فأنكروا على أهل السنة وبدعوهم وضللهم. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين ليخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة. وبأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته.

(الشرح)

نعم، وهذه الشفاعة كما بينّ المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ-مشتركة بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين غيره, الشفاعة فيمن دخل النار بأن يخرج منها, ولكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشفع أربع شفاعات كل مرة يحد الله له حدًا فيخرجهم من النار بالعلامة, بعضهم يُقال: أخرج من النار ما في قلبه ذرة من إيمان, ما في قلبه مثقال حبةً من خردل من إيمان, أخرج ما في قلبه أدنى مثقال حبةً من خردلٍ من إيمان, أخرج ما في قلبه أدنى أدنى مثقال حبةً من خردل من إيمان والملائكة يشفعون والأنبياء يشفعون والأسباط يشفعون والشهداء يشفعون والصالحين يشفعون وتبقى شفاعة وتبقى بقية لا تنالهم الشفاعة فيخرجهم رب العالمين برحمته.

ولا يبقى في النار أحد من الموحدين, وإذا تكامل أُخرجوا العصاة الموحدين ولا يبقى أحد أُطبقت النار على الكفرة بجميع أصنافهم اليهود والنصارى والوثنيين والملاحدة, والمنافقون في الدرك الأسود منها نعوذ بالله, فلا يخرجوا أبدًا أبدا.

كما قال الله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } [الهمزة: 8], قال سبحانه وتعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة: 37], وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167], وقوله: { كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97], أعوذ بالله. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر، وعرضه شهر، وآنيته عقيدة أهل السنة

كنجوم السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.

(الشرح)

نعم، هذه حق لابد أن نؤمن بحوض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما ذكر المؤلف في أوصافه « ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر، وعرضه شهر، يرده المؤمنون», ولا يحق لأقوام غيروا وبدلوا.

قد ثبت في الصَّحِيْحَيْنِ, قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَرِدَنَّ عَلَيّ أقْوَامٌ أعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفوني، فيختلى دوني», وفي اللفظ فيُبادون كما تُباد الإبل العطاش, فيقول: يا ربي أصحابي, أصحابي وفي لفظ أصيحابي أصيحابي فُيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم, فأقول: سحقًا, سحقًا لمن غير بعدي.

ويدل على أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعرف الغيب, ولا يعلم أحوال أمته, ويدل على ضعف الحديث الذي فيه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعرض عليه أعمال أمته, فيستبشر بحسبها ويستقبل مسيئها, هذا ضعيف, الصواب؛ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يعلم أحوال أمته وجاء في حديث أن لكل نبي حوضًا, ولكن حوض نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظمهم وأوسعها وأكثرها واردًا وأحلاها جعلنا الله وإياكم منهم. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كشد الرحال، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: "يارب سَلِّم سَلِّم" حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف. وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكردس في النار.

ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله أعاننا الله عليها ويسرها علينا بمنه وكرمه.

(الشرح)

نعم، الإيمان بالصراط حق ولابد من أن نؤمن بالصراط وهو صراط حسي منصوب على متن جهنم ويمر الناس فيه على حسب الأعمال خلافًا للمعتزلة الذين أنكروا الصراط الحسي وقالوا: إنه صراط معنوي.

وقولهم هذا باطل وضلال, هو صراط حسي وتأويله تـأويلًا باطلًا وأهل المعتزلة يعتمدون على عقولهم, "ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله أعاننا الله عليها ويسرها علينا بمنه وكرمه". نعم

(المتن)

   أحسن الله إليكم

ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. 

(الشرح)

نعم، هذه شفاعة خاصة, أهل الجنة يحتاجون إلى شفاعة حتى يدخلوها كما أن الشفاعة الأولى خاصة به والشفاعة لعمه أبي طالب, وأما الشفاعات الأخرى فهي مشتركة. نعم

(المتن)

ونؤمن بالجنة والنار، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً}.

وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً}، {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا}.

(الشرح)

نعم، الإيمان بأن الجنة والنار حق, فلابد للمسلم الإيمان بالجنة والنار, فمن لم يؤمن بالجنة والنار فهو كافر لأنه مُكذب لله ومن كذب الله كفر, فالجنة أعدها للمؤمنين والنار أعدها الله للكافرين وهما موجودتان الآن, كما أخبر  الله في كتابه, الجنة أُعدت للمتقين والنار أُعدت للكافرين.

وقالت المعتزلة: إن الجنة والنار معدومتان الآن وتُخلقان يوم القيامة وشبهتهم قالوا: لو قلنا: إنها موجودتان الآن لكانت عبث وجود الجنة والنار عبث, لأنها وُجدت مدة طويلة لا فائدة فيهم وليس فيهم أحد.

فالعبث محال على الله وإنما يخلقهم يوم القيامة, هذا كلام المعتزلة والمعتزلة (.....) يعتمدون على عقلهم وهذه شبهة باطلة, الصواب أنهما موجودتان مخلوقتان النصوص دلت على أنه موجودتان الآن, قال الله تعالى: { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133], وقال عن النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة: 24].

وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى الجنة والنار, فقال: رأيت الجنة والنار, كيف رأى وفي صلاة الاستسقاء في صلاة الكسوف والنبي يصلي قال: «عُرضت عليّ الجنة والنار في عرض هذا الحائط», ورأى وقُربت له الجنة حتى قُرب له نقود من العنب فتناوله, قال: يتناول شيء, وعُرض عليه النار فتكعكع وتكعكت الصفوف تأخر هذا يدل على الجنة وأنها موجودة الآن.

ثم أَيْضًا نقول للمعتزلة من قال لكم : أنهما معطلتان الآن؟ الجنة فيها الحور وفيها الولدان وأرواح المُؤْمِنِيْنَ تُنقل إلى الجنة روح المؤمن تتنعم, كما في الحديث: «إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجع إلى جسده يوم يبعث», ولها صلة بالجسد, وروح الشهيد تُنعم كما في الحديث: «أرواح الشهداء عند الله يوم القيامة في حواصل طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في أي الجنة شاءوا، ثم ترجع إلى قناديلها فيشرف عليهم ربهم فيقول: ألكم حاجة؟ تريدون شيئا؟ فيقولون: لا, إلا أن نرجع إلى الدنيا فنقتل مرة أخرى».

والمؤمن إذا مات فُتح له باب من أبواب الجنة ويأتي من روحها وطيبها, من قال لكم: أنها معطلة, والنار فيها أرواح الكفرة تُعذب, قال الله تعالى عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46].

والكافر إذا مات نُقلت روحه إلى النار تُعذب والعياذ بالله ولها صلة له بالجسد, ولما يموت الكافر فُتح له باب إلى النار فيأتي من حربها وسمومها أعوذ بالله.

فليست الجنة والنار معطلتان لكنَّ المعتزلة ضلال يعتمدون على عقولهم الفاسدة وأرائهم الفاسدة, فيجب على المؤمن أن يؤمن بالجنة والنار وأنهما مخلوقتان الآن دائمتان لا تفنيان أبدًا, خلافًا للجهمية الجهمية يقولون: الجنة والنار تفنيان يوم القيامة, من بعد مدة تفنى الجنة وتفنى النار.

وهذا مُنكر وضلال الذين أنكروا على أنفسهم وبدعوها ناقشهم أبو القيم في النونية قال: كيف تقولون بفناء النار.

والنصوص واضحة في بقاءهم هذا كفر وضلال, وقال أبو الفضيل العلاف من المعتزلة شيخ المعتزلة في القرن الثالث: إن النار تفنى حركات أهل النار ويكونوا كالحجارة, وهذا كله ضلال والعياذ بالله والصواب أن الجنة والنار دائمتان باقيتان لا تفنيان هذا هو الحق الذي دلت عليه النصوص الذي يعتقده أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ, ولهذا قال المؤلف: "وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين" ثم ذكر الآيات. نعم

 (المتن)

   أحسن الله إليك

ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف، فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ونحوهم ممن عيّنهم النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي.

ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف: فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخز اعي ونحوهما, ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق.

(الشرح)

نعم هذا حق, "ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة", كل من شهدت له النصوص بالجنة نشهد له بالجنة, "بالعين أو بالوصف"، يعني بالعين بعينه, فمن الشهادة بالعين الشهادة للعشرة المبشرين بالجنة, والشهادة لأهل الرضوان لا يرد النار أحد بايع تحت الشجرة.

والشهادة من شهد بدرًا:  إن الله عز وجل اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم, والشهادة لجماعة عبد الله بن سلام في الجنة, ثابت بن قيس في الجنة, عكاشة المحصن في الجنة, ابن عمر وجمعَ بلال مؤذن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

هذا نشهد لهم بعينهم, وما عداهم نشهد له بالوصف, وما معنى بالوصف؟ كل مؤمن في الجنة, هذا شهادة بالوصف, لكن فلان بن فلان أتشهد بمكان في الجنة؟ ما أشهد إلا ما شُهدت له النصوص, من تشهد النصوص نشهد به.

وكذلك نشهد بالنار وكل من شهدت له النصوص بالعين أو بالوصف, بالعين من دل النص على أنه في النار, كأبي لهب نشهد بأنه في النار: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 1 - 2], والشهادة لأبي جهل,        

والشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي (.....) , وما عدا نشهد بالوصف نقول: كل كافر في النار, كل كافر مات على الكفر فهو في النار. نعم

(المتن)

أحسن الله إليك

ونؤمن بفتنة القبر، وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه، { فيُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}, فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد,   

وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدرى، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.

ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}, ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}.

والأحاديث في هذا كثيرة ومعلومة, فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية، وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينها. والله المستعان.  

(الشرح)

نعم، "ونؤمن بفتنة القبر"، وفتنة القبر هي سؤال الميت في قبره من قِبل الملكين عن ربه وعن دينه ونبيه كما جاءت في الأحاديث, ثبت في الأحاديث أن الإنسان إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه لا يسمع إلا قرع نعالهم , الرأي الآخر: يأتيه مالكان يُقال: لأحِدهم المنكر ويُقال: للآخر النكير, فيسألنه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟

فالمؤمن يثبته الله, يقول: "ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد", وأما الكافر أو الفاجر فيقول: "لا أدرى", فَإِذاْ قيل له: من ربك؟ كما ثبت في الحديث الصحيح, ها, ها, لا أدري ويقول: من نبيك؟ ها, ها, لا أدري, فُيضرب به المُلك بملزمة من حديد, فيصيح صيحة يسمعها كل ما خلق إلا الإنسان  هذه فتنة القبر السؤال والفتنة هو السؤال في القبر.

لابد من الإيمان بفتنة القبر: { فيُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ }, نَسأَلُ اللهَ أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت. 

"ونؤمن بنعيم القبر", وعذابه فالمؤمن مُنعم في قبره تُنقل روحه للجنة وتُنعم ولا صلة بالجسد ويُفسح له في قبره مد البصر, ويُفتح له بابٌ إلى الجنة يأتي من روحها وطيبها, والفاجر والكافر يُعذب وتُنقل روحه إلى النار ولا صلة بالجسد ويُضيق عليه في القبر حتى تُخلع أعضاءه ويُفتح له باب إلى النار فيأتي من حرها وسمومها نعوذ بالله, كل هذا يجب الإيمان به اللي دلت عليه النصوص كما ذكر المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ- .

قال: "فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية، وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا"، ما يقيس أحوال الآخرة على أحوال الدنيا, ولهذا قال: "فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينها, والله المستعان".

وفق الله الجميع وثبت الله جميعنا على الهدى وصلى الله على نبينا محمد. 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد