شعار الموقع

شرح كتاب أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب_1

00:00
00:00
تحميل
19

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

نقرأ المقدمة مقدمة المراجعة, طيب, سم.

القارئ:-

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين والمستمعين يا رب العالمين.

قال المعتني الشيخ أحمد الطويان في كتاب أصول الإيمان في المقدمة: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, وتكتمل المكرمات, فضل من شاء من عباده بعلم وخص خيرهم بالفهم, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المعلمين وسيد الرسل أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين, أما بعد:

فإننا نحمد الله تعالى على ما من به من قبول هذه السلسلة المباركة, وما لقيت من اهتمام بالغ من العلم وطلابه ممن يحرصون على التأصيل والبناء في تحصيل العلم منذ انطلاقتها قبل عقد ونصف ××× لا يزال الحرص ×××

يا شيخ في مقدمة الوزير ××× مقدمة الوزير الشرح.

الشيخ: كمل ×××

القارئ: -

لا يزال الحرص على اقتناء ××× مما يؤكد حرص الراغبين في سلوك طريق التأصيل والتدرج في طلب العلم في وقت ضلت فيه أفهام وزلت فيه أقدام نتيجة التخبط ××× الطلب والتحصيل في حين وفق من سلك الطريق الصحيح للعلم النافع والعمل الصالح, فمن تعلم المتون حاز الفنون, ومن حرم الأصول حرم الوصول, لأن العلم درجات ورتب لا يدركها إلا من بدأ بأولها فلا يدرك العلم من أراد أخذه جملة.

قال الإمام أبو عمر بن عبد البر رحمه الله يرحمه الله: طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعديه ومن تعداه جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله تعالى, ومن تعدى سبيلهم عمدا ضل, ومن تعداهم مجتهدا زل, فهذه المتون العلمية حوت جوهر العلم ولبابه, وفيها من النفائس العلمية ما لا يوجد في المطولات من الكتب, وهي مدخل لتعليم وهي مدخل لتعلم فنون العلم وليست الغاية وهي النهاية بل هي الأساس والبداية, وهي تؤخذ عن أهل العلم الراسخين الربانيين الذين يربون بصغار العلم قبل كباره.

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: من دخل في العلم وحده خرج وحده.

وقال: من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام.

وكان بعضهم يقول: من أعظم البلية تشيخ الصحيفة, أي الذين تعلموا من الصحف.

وقال ××× الجماعة يرحمه الله: ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم له, ويكتسب حسن الأخلاق والأداء منه, وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته, وتحققت شفقته, وظهرت مروءته وعرفت عفته, واشتهرت صيانته, وكان أحسن تعليما وأجود تفهيما, وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الأخذ عن الخامرين, فإذا كان الخامر ممن ترجى بركته كان النفع به أعم والتحصيل من جهته أتم, وإذا تصورت أحوال السلف والخلف لم ××× يحصل غالبا والفلاح يدرك طالبا إلا إذا كان للشيخ من التقوى نصيبا وافر, وعلى شفقته ونصحه للطلبة هي دليل ظاهر, وهذه السلسلة سلسلة متون طالب العلم سلسلة متنوعة في جميع فنون علم الطالب على التقييد والكتابة والمتابعة وضبط ما يسمعه من الدرس في الدرس, فتقييد العلم بالكتابة فالعلم صيد والكتابة قيده, وحضور الطالب بكتابه للدرس دليل اجتهاد دليل اجتهاده وجديته واهتمامه.

قال الإمام الزهري رحمه الله: حضور المجلس بلا نسخة ذل, وهي نافعة للمعلم في كتابة الفوائد واللطائف والشواهد وتحضير الدرس ينقل فيها ما يطلع عليه من الشروح وما في من المطولات من كلام أهل العلم, ولا تزال دار ××× للنشر والتوزيع مهتمة بنشر هذه السلسلة وتوفير الراغبين فشكر الله سعيهم ونفع الله بجهودهم وكتب ذلك في ميزان حسناتهم.

ومن المعلوم لكل مهتم ××× اختلاف النسخ من المتن الواحد مما قد يوجد تغاير في نسخ مطبوعة وليس المجال في مثل هذه السلسلة إثبات الفروق بين النسخ, ×××× عملا وجهدا بشريا يعتريه النقص والخلل, فأما إذا وجد خللا أو نقصا فليحسن الظن بنا, وليلتمس عذرا لنا, وليتقدم لنا بالتصحيح, ولقد استفدنا من تصحيح كثيرا من الإخوة ××× من الدعاة ×××

وفي الختام أشكر أصحاب الفضيلة من العلماء والمشايخ, وطلبة العلم الذين خصونا بالتشجيع ××× وهذه السلسلة فأسأل الله أن لا يحرمهم أجرها, وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه, ويجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم يوم لا ينفع مال ولا بنون, ويجعله من العمل النافع والصدقة الجارية التي تنفع بعد الممات, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه أحمد الطويان.

(شرح الشيخ):-

 اللهم صلي وسلم على رسول الله, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذه الرسالة أصول الإيمان من مؤلفات الإمام المجدد الشيخ محمد رحمه الله تعالى, وسوف نمر عليها إن شاء الله في هاتين الليلتين, لأن الدورة الشهرية تنتهي هذه الليلة والليلة القابلة إن شاء الله نهاية الدورة إن شاء الله, نسأل الله أن ييسر إن شاء الله الدورات في المستقبل.

نريد أن نقسمها الآن قسمين الآن قسم لهذه الليلة, وقسم لليلة الثانية, نقسمها بعدد الصفحات أو بعدد الأحاديث كم عدد الأحاديث الآن الصفحات ×××

القارئ: ×××

الشيخ: نعم الأبواب تختلف بعضها أكثر حديث من بعض, بعضها مائة وتسعة من صفحة ثمانية أو تسعة يعني خمسين ×××

الآن الصفحات الصفحة ثمانية وخمسين قال الحافظ ابن كثير هذا بالنسبة لباب الوصية بكتاب الله عز وجل.

القارئ: أي نعم, نعم يا شيخ.

الشيخ: نعم هذا هو النصف الآن كم مضى.

القارئ: ×××

الشيخ: كم من حديث إلى باب الوصية وكم من حديث إلى باب الوصية إلى آخره ××× الأحاديث ولا في فهرس ما وضع لها فهرس.

القارئ: الفهرس في الشرح.

الشيخ: الفهرس في الشرح في شرح المتن, الأحاديث الآن من أولها إلى باب الوصية بكتاب الله كم حديث ثلاثة وسبعين, ومن باب الوصية إلى ×××

القارئ: ×××

الشيخ: ××× يعني اثنين وستين ×××

القارئ: أي نعم يا شيخ.

الشيخ: سبعين حديث ××× طيب بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, بسم الله الرحمن الرحيم.

القارئ: -

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه أصول الإيمان: بسم الله الرحمن الرحيم, وبه أستعين, باب معرفة الله عز وجل والإيمان به.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله r: قال الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه». رواه مسلم.

 

 

 

(شرح الشيخ): -

 قال الإمام رحمه الله تعالى: باب معرفة الله عز وجل والإيمان به.

معرفة الله عز وجل والإيمان به أفضل المعارف, وأهم المعارف, ومعرفة الله عز وجل هي الواجب الأول يجب على الإنسان أن يعرف ربه, ويعرف ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله, وأنه سبحانه وتعالى موجود فوق السموات السبع فوق العرش, وأنه سبحانه وتعالى واجد الوجود ذاته, وأنه سبحانه الرب وغير المربوب وأنه الخالق وغير الخالق وأنه المالك غير المملوك وأنه المدبر وغير المدبر, وأن له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلا, وهو سبحانه العزيز الحكيم الغفور الودود سبحانه فهو سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة وهو الرحمن وهو الرحيم, وهو الملك وهو القدوس وهو السلام وهو المؤمن وهو المهيمن وهو العزيز وهو الجبار وهو المتكبر وهو الخالق وهو البارئ وهو المصور وهو العظيم وهو الكبير وهو الغفور وهو التواب.

له سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى والصفات العلا, التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه سبحانه وتعالى, فالأسماء والصفات توقيفية وليس للناس أن يخترعوا أسماء وصفات لله من عند أنفسهم, بل أسماء الله وصفاته توقيفية, لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه, أو وصف به رسوله r, ولا يسمى إلا بما سمى نفسه وسمى به رسوله r, ولهذا من أسماء الله الأول, وليس من صفات الله القديم, القديم ليس من أسماء الله, لأنه ما من قديم إلا وهناك ما هو أقدم منه.

ولما قال الطحاوي رحمه الله: قديم, أنكر عليه قالوا لكنه ××× قال قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء, ولأن القديم ××× بالقدم والبلاء والتغير, فجاء جاء القرآن الكريم بتسمية الله بالأول الأول الذي يشعر بأن كل شيء آيل إليه, فهو سبحانه وتعالى الأول كما أنه الآخر وهو الظاهر كما أنه الباطن, وجاء تفسير هذه الأسماء الأربعة من أسماء الله من حديث الاستفتاح قال الله سبحانه وتعالى في تسمية نفسه بهذه الأسماء في سورة الحديد {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الحديد:3].

هذه الأسماء الأربعة متقابلات اسمان لأوله لأوليته وآخريته هو الأول والآخر, واسمان متقابلان لفوقيته وعدم حجب شيء من المخلوقات له, وفسر النبي r هذه الأسماء الأربعة في الحديث الصحيح في حديث الاستفتاح, قال عليه الصلاة والسلام: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء, وأنت الآخر فليس بعدك شيء, وأنت الظاهر فليس فوقك شيء, وأنت الباطن فليس دونك شيء, اقض عنا الدين وأغننا من الفقر».

فالأول معناه الذي ليس قبله شيء, والآخر معناه الذي ليس بعده شيء, والظاهر معناه الذي ليس فوقه شيء, والباطن معناه الذي ليس دونه شيء لا يحجبه أحد من خلقه, ومعرفة الله عز وجل هو أول الواجبات هو التوحيد الأول, وهو معرفة المعبود سبحانه وتعالى لابد أن تعرف معبودتك بأسمائه وصفاته وأفعاله.

ثم تنتقل بعد ذلك على النوع الثاني وهذا هو التوحيد, التوحيد الأول معرفة الله بأسمائه وصفاته وتوحيده بأسمائه وصفاته, واعتقاد أنه سبحانه هو واجد الوجود ذاته, وأنه الرب, وغير المربوب, وأنه الخالق وغير المخلوق, وأنه المالك وغير المملوك, وأنه المدبر وغير المدبر تعتقد هذا وتؤمن بأسمائه وصفاته وأفعاله, بهذا تكون وحدت الله في ربوبيته.

ثم تنتقل إلى النوع الثاني وهو توحيد الله في إلوهيته وعبادته, بعد أن تعرف ربك وتعرف معبودتك تنتقل إلى النوع الثاني من العبادة وهو توحيده بإلوهيته, وهو توحيد الله بأفعالك أنت أيها العبادة صلاة, وصيام, وزكاة, وحج, لأن الله خلقك لهذا خلقك الله لهذا لعبادته وتوحيده يقول الله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56].

ثم توحيد الله بمعرفة الجزاء لمن وحد الله, وأن الله تعالى وعده بالثواب العظيم والجزيل الثواب الجزيل, وهي دخول الجنة والتمتع في دار كرامته والنظر إلى وجهه الكريم, وجزاء من ترك التوحيد وهو الشرك وما عد الله له من النكال والعذاب السرمدي ××× نسأل الله السلامة والعافية.

استفتح المؤلف رحمه الله في هذا الباب باب معرفة الله عز وجل والإيمان به بحديث أبي هريرة, الذي رواه الإمام مسلم في الصحيح وهو حديث قدسي من كلام الله عز وجل, الحديث القدسي من كلام الله عز وجل تكلم به لفظا ومعنى كلام الله لفظا ومعنى مثل القرآن, إلا أن كلام الله يتفاوت وبعضه أفضل من بعض {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن, وآية الكرسي أفضل آية في القرآن, والفاتحة أفضل سورة في القرآن, {وإذا زلزلت} تعدل ربع القرآن, يتفاوت, وكذلك الحديث القدسي من كلام الله لكن له أحكام تختلف عن أحكام القرآن, فالقرآن يتعبد بتلاوته, والحديث لا يتعبد بتلاوته, القرآن لا يمسه إلا متوضأ, والحديث القدسي يمسه غير المتوضأ, القرآن معجز بألفاظه, والحديث القدسي ليس معجزًا بألفاظه, وهكذا, أحكام.

ظن الأشاعرة أن الحديث القدسي كلام الله معنى معناه وأنه لفظا من النبي r وهذا خطأ, لأن أحاديث النبي r كلها من الله معنى, ومن الرسول لفظا, حديث: «إنما الأعمال بالنيات».

هذا لفظه من الرسول r ومعناه من الله من الله تبارك وتعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم:3]^

{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:4]^

لكن الحديث القدسي أضافه الله النبي r إلى ربه قال: قال الله عز وجل, هذا من كلامه لفظا في حديث أبي ذر يقول الله: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا».

يا عبادي؛ من الذي يقول هذا؟ الله لفظا ومعنى, فالحديث القدسي لفظه ومعناه من الله خلافا للأشاعرة, الأشاعرة يظنون أن عندهم يرون أن الكلام معنى قائم بالنفس, وأن اللفظ ليس من الله, وهذا من أغلاطهم هذا من غلطهم وجهلهم.

الكلام يشمل اللفظ والمعنى, كما أن الإنسان يشمل الروح والجسد, وهم يقولون الكلام هو المعنى وأما اللفظ فهو مخلوق, ××× هذا باطل, ولذلك قالوا إن القرآن الآن معنى قائم بالنفس كلام الله ما تكلم بحرف وصوت ولا سمع جبريل من الله حرفا واحدا, طيب كيف بلغنا هذا القرآن؟ قالوا إن الله اضطر جبريل اضطرار ففهم المعنى القائم بنفسه وعبر بهذا القرآن, جعل الرب لا يتكلم مثل الأبكم والعياذ بالله نسأل الله السلامة والعافية, وهذا من جهلم وضلالهم, بعضهم وقالت طائفة من الأشاعرة أن جبريل أخذ من اللوح المحفوظ, وليس من الله كلمة, وهذا باطل, الله تبارك وتعالى تكلم بهذا القرآن بلفظه ومعناه لفظا ومعنى حروف وأصوات.

والمعتزلة أحسن من الأشاعرة قالوا الكلام لفظ المعنى لكن ××× فقالوا كله مخلوق قالوا نوافق أهل السنة أن الكلام لفظ ومعنى لكن نقول مخلوق اللفظ مخلوق والمعنى مخلوق, وهذا باطل كفر وضلال, وأهل السنة قالوا الكلام لفظا ومعنى وهو منزل غير مخلوق, كما قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}[الزمر:1].

ولكن ××× مني, {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ}[النحل:102].

عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: من عمل عملا ××× قال, قال رسول الله قال الله, انظر الرسول أضافه إلى الله, إنما الأعمال بالنيات ما قال, قال الله قال إنما الأعمال بالنيات, هنا قال عن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله r: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» رواه مسلم.

وهذا الحديث فيه إخلاص العمل لله عز وجل, ومن عرف الله وآمن به حق الإيمان أخلص العبادة له, وهذا هو  المناسبة للترجمة المناسب للترجمة أن من عرف الله حق المعرفة, وآمن به حق الإيمان لابد أن يخلص العمل له سبحانه وتعالى, ولا يكون فيه شرك لغيره, ولهذا قال الرب سبحانه في هذا الحديث: «من عمل عملا أشرك فيه معي غير تركته وشركه».

الله تعالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف:110].

××× {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}[لقمان:22]؛ إسلام الوجه إخلاص العمل لله.

قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}[البقرة:112].

قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى». نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله r بخمس كلمات فقال: «إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه». رواه مسلم.

(شرح الشيخ): -

نعم هذا حديث أبي موسى وهذا الحديث ليس قدسيا, فهو من الله معنى ومن النبي r لفظا لفظه من النبي r, ولهذا النبي r الراوي أضافه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام, قال: فقال, قال الرسول, بخلاف الحديث الأول فإنه أضافه إلى الله النبي r أضافه إلى الله قال: قال الله, وهنا قال قام فينا رسول الله فقال, يعني فقال يعني رسول الله فهذا ليس حديثا قدسيا حديث أبي موسى, وهو حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه, قال: «قام فينا رسول الله r بخمس كلمات, فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام, يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحانه وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه».

خمس كلمات: -

الكلمة الأولى: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.

الكلمة الثانية: يخفض القسط ويرفعه.

الكلمة الثالثة: يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل.

والرابعة: حجابه النور.

والخامسة: لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.

خمس كلمات قام فينا رسول الله r بخمس كلمات: الكلمة الأولى فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.

وهذا فيه أن الله سبحانه وتعالى منزه عن النوم لأن النوم ضعف, ضعف يعتري الحياة, والمخلوق ينام وهذا ضعف ايش ضعف في حياته, والله تعالى حياته كاملة, ولهذا قال سبحانه وتعالى في آية الكرسي: {لا تأخذه سنة ولا نوم}, والسنة هي المبادئ النعاس, والنوم النوم المستغرق, فالله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم لأن حياته كاملة فهو الحي القيوم, وأما المخلوق فحياته ناقصة, ومن النقص النوم فإن النوم موتة صغرى تعتري الإنسان في كل يوم ينام نقص في حياته, نقص في حياته, وقد يموت وقد تعود روحه {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الزمر:42].

الله تعالى لا ينام إذًا الحكم الأول المأخوذ من هذا الحديث أن الله لا ينام, فيه إثبات الحياة لله تعالى إثبات الحياة لله وأن حياته كاملة لا يعتريه النوم, بخلاف المخلوق فإنه يعتريه ولا ينبغي له أن ينام لا ينبغي لا يليق ولا ينبغي له أن ينام, لأنه منزن عن هذا لا ينبغي, ويستحيل النوم عليه لأنه نقص النوم نقص, نقص في الحياة والله تعالى حياته كاملة, والنقص مستحيل على الله النقص في صفات الله وصفاته كاملة, حياته كاملة, وعلمه كامل, ورحمته كاملة, وحكمه كامل, وعزته كاملة, وهكذا جميع الصفات كلها كاملة, الله تعالى حياته كاملة لا ينام ولا ينبغي له أن ينام لا ينبغي, ولا يمكن أن يعتريه النوم مستحيل على الله النوم, ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه والقسط العدل يخفضه ويرفعه.

ثم الكلمة الثانية فسر معناها قال يخفض القسط العدل ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, الأعمال ترفع إلى الله عز وجل, جاء في الحديث أن الأعمال ترفع إلى الله, والأعمال تعرض على الله يوم الاثنين والخميس, وتعرض الأعمال على الله في شعبان, وتعرض الأعمال على الله في ليلة القدر, وكل يوم هو في شأن, يخفض ويرفع, ويعز ويذل, ويحيي ويميت, ويتوب على من تاب سبحانه وتعالى يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, والله قادر على كل شيء, وهو سبحانه وتعالى وكل الملائكة ببني آدم, كتبة يرفعون أعمال العباد إلى الله يرفعون عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل, ولهذا الملائكة يجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر.

أربعة أملاك ملكان حافظان؛ أحدهما أمامه والآخر خلفه, وملكان كاتبان أحدهما عن اليمين يكتب الحسنات, والثاني عن الشمال يكتب السيئات أربعة بالليل وأربعة بالنهار ××× ويجتمعان في صلاة الصبح ينزل الملائكة النهار ويصعد ملائكة الليل, وفي صلاة العصر ينزل ملائكة الليل ويصعد ملائكة النهار.

في الحديث الصحيح يقول النبي r: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار».

والله تعالى يقول في كتابه: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[الرعد:11].

وفي الحديث: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون».

لكن غير المصلين ماذا يقولون؟ أتوا إليهم وهم لا يصلون وصعدوا وهم لا يصلون, نسأل الله السلامة والعافية, ×××× يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, حجابه النور ××× حجابه النور فيه أن الله تعالى احتجب من خلقه بالنور, وهذا الحجاب غير النور الذي هو وصف سبحانه وتعالى, حجاب النور حجاب مخلوق, وأما النور الذي هو وصف الله هذا صفة من صفاته.

{اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}[النور:35].

وقال عليه الصلاة والسلام: «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات».

هذا النور الذي هو وصفه سبحانه وتعالى «أعوذ بنور وجهك» هذا النور الذي هو ووصف الله, وأما الحجاب فهذا حجابه النور, فهذا نور المخلوق, النور نوعان:

نور مخلوق, مثل نور الشمس, ونور النهار, ونور السراج, والنور الذي هو الحجاب, ونور غير مخلوق الذي هو وصف الله.

«حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه».

لو كشفه لاحترق الخلق, لكن في يوم القيامة ينظر الناس إلى الله تعالى ويكشف الحجاب لأن الله تعالى يعطيهم من القوة ما يتحملون البقاء والصمود, لكن في الدنيا لا يستطيعون.

«حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحانه وجهه» يعني أنوار بصره «ما انتهى إليه بصره من خلقه».

كلمة: «من خلقه» عام.

ولما سأل موسى عليه الصلاة والسلام رؤية الله موسى كليم الله, وهو يلي إبراهيم الخليل في الأفضلية أفضل أولي العزم نبينا r ثم جده إبراهيم ثم موسى الكليم, سمع كلام الله, يعني كلمه الله {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى}[الشعراء:10].

قال الله: {إني أنا ربك}.

فلما سمع كلام الله طمع في رؤيته فقال: {ربي أرني أنظر إليك}, قال الله تعالى: «لن تراني» ما تستطيع ××× الضعيفة في الدنيا, ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكاني فسوف تراني, فلما تجلى ربه جعله دكا وخر موسى صعقا.

خر موسى صعقا, جاء في التفسير في الأثر أن الله تعالى كشف الحجاب عن الجبل بمقدار الخنصر بمقدار الخنصر الصغير فاندك الجبل ××× وخر موسى صعقا, فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين.

لأنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات ولا جبل إلا ×××

وسؤال موسى عليه الصلاة والسلام ربه الرؤية دليل على أن الرؤية جائزة عقلا, وليست مستحيلة كما يقوله المعتزلة, المعتزلة يقولون مستحيل ××× مستحيل, لو كانت مستحيلة ما سأل موسى ربه الرؤية, ولم يقل له إني لا أراك.

كما قال نوح لما قال نوح قال نوح {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} [هود:45].

ماذا قال الله له؟ {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[هود:46].

ولم يقل لموسى إني لا أرى أو لا تجب رؤيتي بل الرؤية جائزة عقلا, ولكنها غير واقعة شرعا, لكنها غير واقعة شرعا, فهي غير واقعة شرعا ولكن في الآخرة جائزة عقلا وواقعة شرعا.

وفي هذا أيضا في الحديث دليل على أن نبينا r لم يرى ربه ليلة المعراج.

وجه الدلالة: أنه قال من خلقه لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه, والنبي r من خلقه أو ليس من خلقه؟ من خلقه, وهذا هو القول الراجح لأن المسألة فيها قولان في رؤية النبي لربه ليلة المعرج.

قال بعض العلماء: إن النبي رأى ربه ××× ذهب إلى هذا النووي والقاضي عياض وجماعة.

والقول الثاني لجماهير الصحابة وأهل العلم أنه لم يرى ربه بعين رأسه, وإنما رآه بعين قلبه.

والنووي وجماعة قالوا أنه رآه بعين رأسه, والصواب أنه رآه بعين قلبه.

ولذلك قالت عائشة لما سألها مسروق: هل رأى محمدا ربه؟ قالت: لقد قف شعري مما قلت, ثم قالت: من حدثك أن محمدا رأى ربه ففقد كذب.

والإمام أحمد روي عنه أنه رآه وروي عنه أنه لن يراه, وابن عباس روي عنه أنه رآه وأنه لم يراه, فنفي الرؤية عند الإمام أحمد وعند ابن عباس محمولة على رؤية البصر.

وإثبات الرؤية محمولة على رؤية الفؤاد, وبهذا تجتمع الأدلة ولا تختلف كما حكى ذلك أبو العباس بن تيمية وغيره وهو الذي عليه جماهير الصحابة أن النبي رأى ربه ليلة المعراج بعين رأسه ولم يراه بعين قلبه, فمن قال إنه رآه يحمل على أنه رآه بقلبه, ومن قال إنه لم يره يحمل على أنه لم يره برأسه ××× والله أعلم وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ×××

 

قبل أن نبدأ في الأسئلة التي سأل عنها الإخوان السؤال عن الذهب, والسؤال عن المسح على الخمار, وايش غير وفي سؤال ثالث.

طالب: وعن رواية.

الشيخ: وعن رواية هذه أنا ما ذكرتها سأذكرها إن شاء الله.

طالب: النور حجابه النور.

الشيخ: نعم حجابه النور هذا ثابت في الصحيح.

كذلك في مسألة كان سأل عنها الشيخ عمر في مسألة تصبح الصائم بسبع ثمرات ××× كان سؤال داخل, وقلت إن ××× وسألت سماحة الشيخ: الشيخ ××× رحمه الله ××× قلت هذا الصائم ××× يصبح قبل السحور وهذا قبل الصبح, ولكن بدا لي الآن لما قال الشيخ عمر أن بعض الإخوان المتخصصين يرى أن الصائم يكون عند الإفطار يتصبح, إذا تأملت وجدت أن الصائم الآن صام قبل طلوع الصبح ولا يأكل شيئا ولا يشرب إلا عند الغروب, قد يقال إنه عند الإفطار يتصبح ××× بحث المسألة هذا كان ×××

فهذه مسألة مهمة لأنه لو كان أعرف في الكمبيوتر بحثتها الليلة بس أنا ما أعرف الكمبيوتر ولا الجوال الجديد, لهذا ما تأخذ وقت بحث المسألة.

فأنا عند التأمل أقول إن الصائم الآن صام الآن قبل طلوع الصبح, وأمسى قبل طلوع الصبح, تسحر قبل طلوع الصبح, فقد يقال إن الصائم الآن لم يأكل شيئا ولم يشرب شيئا قبل طلوع الصبح, وإنما يأكل بعد غروب الشمس ويشرب بعد غروب الشمس, فهل يعني يقال إن عليه أن ××× يتصبح بسبع ثمرات, أو يفطر بسبع ثمرات ××× تبحث عن هذه المسألة.

تسجل ومن استطاع سجلوها تبحث إن إشاء الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحديث الأول في باب معرفة الله عز وجل الحديث القدسي تكلمنا عنه الحديث القدسي, ومذاهب المخالفين وهذا مسألة مهمة هذه مسألة تتعلق بالعقيدة, مذهب الأشاعرة أن الحديث القدسي لفظه من النبي r والصواب أن لفظه من الله لفظه ومعناه من الله, وفيه من الفوائد والأحكام إثبات الكلام لله عز وجل.

وفيه من الفوائد والأحكام: أن الله تعالى يتكلم ××× كلام الله عز وجل, وأن الله تعالى يتكلم بكلام مسموع, وأن كلام الله لفظه ومعناه خلافا للأشاعرة, وفيه إثبات الغنى لله عز وجل, وأن الله أغنى الأغنياء, وهو الغني قال سبحانه: {هو الغني} على الإطلاق له الغنى المطلق, قال: {اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني}.

والاستغراق لإطلاق الغنى مطلق لله عز وجل, وهذا من الأسماء المشتركة, فالله من أسمائه الغني, والمخلوق يسمى غني, لكن غنى المخلوق يناسبه, وغنى الله غنى مطلق كامل له الغناء الكامل.

وفيه أن الله تعالى لا يقبل الشركة في عبادته, وأن من أشرك في عبادة الله تركه الله وشركه ولا يقبل عمله.

وفيه أن من أخلص لله فقد عرف الله حق معرفته وآمن به حق الإيمان مع الإتيان ××× موافقا للشريعة موافقا وصوابا عن منهج النبي r, وهذا هو مناسبة الترجمة أن من أخلص العبادة لله فقد عرف الله حق معرفته, وآمن به حق الإيمان إذا كان عمله موافقا للشرع وصوابا على الكتاب والسنة.

والحديث الثاني حديث أبي موسى فيه من الفوائد: إثبات الحياة لله عز وجل الحياة الكاملة لله عز وجل وأن حياته كاملة لا يلحقه نوم, كما قال تعالى: {لا تأخذه سنة ولا نوم}, ففيه أن النوم نقص في الحياة, والله تعالى منزه عن النقص, وفيه أن المخلوق ناقص ومن نقصه أنه ينام هذا نقص في حياته, فحياته يعتريها النوم ويعتريها الموت وهي مسبوقة بالعدم ويلحقها الموت, وفي أثناء حياته يلحقه النقص وهو النوم والنعاس.

وفيه أن النوم لا ينبغي ولا يليق بالله عز وجل ولا يمكن, لأن الله تعالى منزه عن النقص, فلا يمكن أن يلحق الرب سبحانه وتعالى نقص, والنوم نقص.

وفيه أن الله تعالى موصوف بالعدل لقوله: "يخفض القسط ويرفعه". والقسط هو العدل موصوف بالعدل, وأن الله تعالى عادل في حكمه ولا حكم أعدل من حكم الله عز وجل.

وفيه أن الله تعالى ترفع إليه أعمال العباد, وأن عمل الليل يرفع قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, لأن بني آدم موكل به الملائكة, ومن أعمالهم كتابة الحسنات والسيئات ورفع الأعمال إلى الله U.

وفيه أن الله تعالى محتجبا من خلقه بالنور حجابه النور, وفي لفظ: حجابه النار. رواية. حجابه النور, وفي لفظ حجابه النار ××× حجابه النور, وحجابه النار.

وفيه أن الله لو كشف الحجاب لاحترق الخلق, ومنهم النبي r, فيه دليل على أن الله تعالى ××× رأى ربه ليلة المعراج بعين رأسه, لأن الله محتجب من خلقه بالنور, ولو كشفه لاحترق الخلق ومنهم النبي r من خلقه, والرسول من خلقه الرسول من خلقه لأحرقت سبحات وجهه أي أنوار بصره ما انتهى إليه بصره من خلقه, والرسول من خلق الله.

وفيه دليل على أن النبي r رأى ربه بعين رأسه في ليلة المعراج, كما هو قول الجماهير من الصحابة, وأئمة أهل العلم.

وفيه مناسبة الحديث ظاهرة يعني الترجمة, وهو أن من عرف الله حق المعرفة وعرف أنه لا ينام وأنه كامل سبحانه وتعالى في حياته, وأنه سبحانه أعدل العادلين, وأنه يجازي الأعمال بأعمالهم, وأنه احتجب من خلقه بالنور, وأن الخلق ضعفاء, لو كشف الحجاب لاحترقوا عرف الله حق معرفته, وآمن به حق الإيمان, نعم.

 

القارئ: -

أحسن الله إليك.

بسم الله الرحمن الرحيم, والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والسامعين.

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في أصول الإيمان في تتمة كلامه على باب معرفة الله عز وجل والإيمان به: «وعن أبي هريرة رضي الله مرفوعا: يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يغض مِا فِي يَمِينِهِ، والقسط وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْقَبْضُ يَرْفَعُه وَيَخْفِضه». أخرجاه.

(شرح الشيخ): -

نعم هذا حديث أبي هريرة أخرجاه الشيخان البخاري ومسلم.

يقول النبي r: «يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة» فيه إثبات اليمين لله عز وجل, وفيه إثبات اليدين لله عز وجل, فمن كان له يمين فله أيضا يد أخرى, بل الحديث صريح قال: «والقسط بيده الأخرى» فيه إثبات اليدين لله عز وجل, وأن «يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة» يعني لا تنقصها نفقة, «سحاء الليل والنهار» سحاء كثيرة الصب في الليل والنهار, لإثبات جود الله وكرمه, وأنه تعالى أجود الأجودين وأكرم الأكرمين, ونعمه على عبادة مستمرة, «يمين الله ملأى لا تغيضها» يعني لا تنقصها نفقة سحاء الليل والنهار سحاء الليل والنهار كثيرة الصب في الليل والنهار.

«أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه» ما نقص ما في يمينه, ما أنفق منذ خلق السموات والأرض إلى يوم القيامة لا ينقص ما في يمينه, سبحانه, يمين الله ملأى.

والقسط العدل في يده الأخرى سماها أخرى.

ومن العلماء من قال: إن يديه كلاهما تسمى يمين كما في الحديث الآخر: «كلتا يدي ربي يمين».

وجاء في صحيح مسلم إثبات الشمال, فمن العلماء من أثبتها وقال لله يمين وشمال, ومنهم الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد, وقالوا إنها ثابتة في صحيح مسلم.

ومن العلماء من قال: لا تسمى شمال, والرواية التي فيها الشمال انفرد بها بعض الرواة, بعض الرواة انفرد بها ولم يأتي لها متابعة.

قد بحثنا وكتبنا في هذا رسالة, رسالة دكتوراه وقد أشرف عليها بعض الباحثين والطلاب ولم نجد لها متابع, ولو وجد لها متابع أو ××× لقلنا أنها نثبت اليمين والشمال, ولهذا توقف عن إثبات الشمال حتى يأتي لها متابع, فيه إثبات اليدين لله عز وجل, وإثبات اليمين لله, والأخرى في الرد على من أنكر يدي الله من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة كلهم أنكروا إثبات اليدين لله عز وجل.

والحديث دليل على ××× ترجمة واضحة بأن من أثبت اليدين لله عز وجل وأثبت وعرف الرب سبحانه وأثبت جود الله وكرمه وأنه أجود الأجودين, وأن القسط بيده الأخرى يرفع ويخفض من آمن بذلك فقد عرف الله عز وجل وآمن به حق الإيمان, وهذا هو مناسبة الحديث للترجمة إثبات اليدين لله عز وجل وإثبات اليمين, وأن الله لا ينقص ما  في يمينه وهو أجود الأجودين سبحانه وتعالى.

وإثبات العدل بيده الأخرى, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «رأى رسول الله r شاتين ينتطحان, فقال أتدري فيما ينتطحان يا أبا ذر؟ قلت: لا, قال: لكن الله يدري وسيحكم بينهما". رواه أحمد.

قال: أخرجه أحمد في المسند, ولفظه: "وسيقضي بينهما".

وأبو داود الطيالسي في مسنده, والطبري في تفسيره من حديث أبي ذر.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفيه راوي لم يسم, وأشار الدار قطني في العلل إلى عدم ثوبته, ولكن جاء ما يدل على بعض معناه عند مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه, قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء».

(شرح الشيخ): ×××

نعم وعلى هذا يكون الحديث ثابت يعني معناه شاهد الحديث شاهد «لتؤدن الحقوق إلى أهلها» الحديث شاهد فيكون الحديث صحيح.

وبعد أن يحكم الله بين الحيوانات يقول الله لها: «كوني ترابا» كما في الحديث الآخر أن الله تعالى إذا حكم بين إذا أعطى الحقوق إلى أهلها وحكم بين الحيوانات قال الله لها كوني ترابا ××× فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا كما قال الله تعالى في كتابه العظيم {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}, {إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا}[النبأ:40].

وفي الحديث إثبات عدل الله عز وجل, ومن عدله سبحانه وتعالى أنه يحكم بين خلقه حتى الحيوانات تؤدى الحقوق إلى أهلها, وقوله لكن الله يدري فيه إثبات العلم لله عز وجل, وإثبات كمال عدله سبحانه, ومن كمال عدله أنه يحكم بين يؤدي الحقوق إلى أهلها من الحيوانات, يؤدي الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء, الشاة الجلحاء التي ليس لها قرناء فإذا نطحت القرناء الجلحاء تبعث يوم القيامة فتقتص الجلحاء من القرناء وتنطحها بقرونها ثم يقول الله لها «كون ترابا», وعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا فيه إثبات كمال العدل لله, وإثبات العلم كمال العلم لله ××× ولكن الله يدري, ومن أثبت علم الله عز وجل, وأثبت جوده وكرمه قد عرف الله وآمن به وهذا هو المناسب في الحديث للترجمة.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله r قرأ هذه الآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}, إلى قوله: {إن الله كان سميعا بصيرا}, ويضع إبهاميه على أذنيه والتي تليها على عينه". رواه أبو داود, وابن حبان, وابن أبي حاتم.

الشيخ: نعم تخريجه.

××× التخريج.

القارئ: قال أحسن الله إليك, أخرجه أبو داود, وابن حبان في صحيحة, والحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح ولم يخرجاه, وقد احتج مسلم رحمه بحرملة ابن عمران, وأبو يونس, والباقون متفق عليهم, ولهذا الحديث شاهد على شرط مسلم, ثم أورد حديث جابر رضي الله عنه, وفيه: فوضع يديه على عينيه ثم قال: أشهد أن الله تعالى ليس بأعور, كما أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره.

قال ابن بطة في الإبان: صحيح ورجال أبي داود ثقات رجال مسلم.

وقال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: هو إسناد صحيح على شرط مسلم يلزمه إخراجه. انتهى.

(شرح الشيخ): -

نعم على هذا يكون الحديث صحيح الحديث صحيح, وفيه إثبات السمع والبصر لله U, يقول إن الله كان سميع إثبات السمع لله تعالى, بصير إثبات البصر لله عز وجل, وفيه إثبات اسمين لله تعالى وهو اسم السميع واسم البصير, السميع من أسماء الله ويعبد يقال عبد السميع, والبصير من أسماء الله يقال عبد البصير.

وفيه إثبات السمع والبصر لله لأن أسماء الله مشتقة, مشتقة من السميع صفة السمع ومن البصير صفة البصر.

وفيه الرد على من أنكر السمع والبصر المعتزلة والجهمية, والأشاعرة أثبتوا السمع والبصر ×××

قوله: يضع إبهاميه على أذنيه ××× على عينه هكذا الإبهامين على الأذنين, والسبابتين على العينين, وهذا عند أهل العلم ليس من التشبيه وإنما هو من باب التحقق صفة محققة باب تحقيق الصفة وليس من التشبه, ليس معناه يثبت أن أصابع المخلوق كأصابع الخالق, أو عينه كعين الخالق, لا, إنما المراد تحقيق الصفة.

وفيه الرد على المعتزلة والجهمية وفيه ومناسبة الترجمة أن من أثبت صفات الله عز وجل فقد عرف الله وآمن به, ومن أنكر صفات الله فإنه لم يعرف ربه ولم يؤمن به حق الإيمان. نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله r قال: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله, لا يعلم ما في غدا إلا الله, ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله, ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله, ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله, ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تبارك وتعالى». رواه البخاري ومسلم.

(شرح الشيخ): -

نعم هذه الحديث فيه إثبات مفاتيح الغيب ومفاتيح الغيب خمسة ذكر الله تعالى في آخر سورة لقمان قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[لقمان:34].

لا يعلم ما في غدا إلا الله هذا من علم الغيب, ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله وما تنقص الأرحام, وأنه يعلم ما تغض الأرحام, والآية: {ويعلم ما في الأرحام}.

فإن قال قائل: إن الأطباء يعلمون ما في الأرحام الآن والتطور ××× في الطب يعلمون يعرفون ما في بطن الأنثى إما ذكر وإما أنثى, فهل هذا يتنافى مع الآية ومع الحديث {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}. ×××

فالجواب: أن هذا أن معرفة الأطباء بعد تخليقه وقد عرف الملك قبلهم الملك علم بذلك, لأن الملك يسأل ربه يا رب أذكر أم أنثى, ما الرزق, ما العمل, ما الأجل؟ ولكن قبل ذلك قبل أن يخلق لا يعلم ما في الأرحام إلا الله, قبل ذلك ما يعلم ما في الأرحام إلا الله, ما يعلم متى تكون هذه العلاقة هل تكون ذكر أو أنثى لا يعلم إلا الله.

ثم بعد ذلك إذا مضى عليه المدة التي قدرها الله أربعة شهر وفي بعضها أن الملك يدخل عليه ××× يوما قال الملك يا رب أشكر أو أنثى؟ فالله تعالى يعلمه فعند ذلك يعلم ثم يعلم الأطباء بعد ذلك, وقبل ذلك لا يعلمه إلا الله.

ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله, ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله, ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله, {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.

هذه مفاتح الغيب الخمسة.

وفي هذا الحديث أن مفاتح الغيب مختصة بالله لا يعلمها أحد, لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.

حتى الملائكة وغيرهم لا يعلمون, وفيه إثبات الغيب لله عز وجل, وأن علم الغيب مختص بالله إلا ما أطلع عليه عباده, ××× قال الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول}.

قال تعالى: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}.

وفيه إثبات الغيب واختصاص ذلك بالرب عز وجل, وأن الله تعالى مختص بعلم الغيب, وفيه أن مفاتيح الغيب الخمسة لا يعلمها إلا الله, وفيه إثبات كمال علم الرب سبحانه وتعالى, وأما علم المخلوق ولو كان ملكا فهو ناقص لا يعلم إلا ما علمه الله.

ولما قال الله للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}, قال الله لهم: {قال إني أعلم ما لا تعلمون}.

فالملائكة لا يعلمون إلا ما علمهم الله فعلمهم ناقص, علم المخلوقين ناقص من الملائكة وغيرهم وعلم الله كامل, فعلم الله كامل.

قال تعالى: {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما}.

وفيه أن علم الله محيط بكل شيء, ومن آمن بذلك وعلم أن الله تعالى مختص بعلم الغيب وبمفاتيح الغيب, وآمن بإحاطة علم الله لكل شيء فقد عرف الله وآمن به وهذا هو مناسبة الحديث في الترجمة. نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها, فأتى شجرة فاضطجع في ظلها, وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذها بخطامها, فقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك, أخطأ من شدة الفرح». أخرجاه.

(شرح الشيخ): -

 نعم هذا الحديث حديث أنس رواه الشيخان, قال رسول الله r: «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها, فأتى شجرة فاضطجع في ظلها» يعني ليموت «قد أيس من راحلته» فقد أيس من راحلته «فبينما هو كذلك» مضطجع للموت انتبه فاستيقظ «إذ هو بها قائمة عنده فأخذها بخطامها, فقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك, أخطأ من شدة الفرح».

فيه إثبات الفرح لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته, وأنه ليس وليس كفرح المخلوق, بل هو وصف يليق بالله لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى, يثبت الفرح لله وأنه أشد فرحا وأن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من هذا الرجل الذي انفلتت الدابة وعليها طعامه وشرابه ثم وجد بعد أن أيس منها واستعد للموت.

ففيه إثبات الفرح لله عز وجل, بل شدة الفرح لتوبة عبده سبحانه لتوبة عبده سبحانه وتعالى, إثبات الفرح, بل شدة الفرح لله عز وجل, وهو وصف يليق بالله لا يشبه فرح المخلوق.

وفيه كرم الله وجوده العظيم حيث سبحانه يفرح بتوبة عبده وليس هو محتاج للعبد بل العبد هو المحتاج إلى الله, والله تعالى غني عن العالمين, ومع ذلك من جوده وكرمه أنه يفرح بتوبة عبده.

وفيه أن من تكلم بكلمة الكفر مخطئا لا يكفر, فهذا الرجل تكلم بكلمة الكفر لكنه أخطأ ليس متعمدا, قال يخاطب ربه اللهم أنت عبدي وأنا ربك, ولو قالها متعمدا لكفر, لكنه قالها مخطئا ××× مخطئا لا يكفر.

قالها بينما قالها من شدة الدهش الذي أصابه, من شدة الفرح صار عنده اندهاش, بحيث غاب عقله وتفكيره الكامل, فلهذا خاطب الرب فقال: اللهم أنت عبدي, يريد أن يقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك لكن أخطأ من شدة الفرح والاندهاش.

وفيه أن من تكلم بكلمة الكفر مخطئا لا يكفر, وكذلك من تكلم بكلمة الكفر مكرها واطمأن قلبه بالإيمان فإنه لا يكفر أيضا, ومن تكلم بكلمة الكفر قاصدا كفر, وكذلك من تكلم بكلمة الكفر ساخرا ومستهزئا يكفر, وكذلك من تكلم بكلمة الكفر ××× يكفر, فتكون الأحوال كم حالة؟

الحالة الأولى: تكلم بكلمة الكفر قاصدا عامدا مختارا, هذا يكفر.

الثاني: إن تكلم بكلمة الكفر قاصدا ساخرا مستهزئا يكفر.

الثالث: تكلم بكلمة الكفر مكرها واطمأن قلبه بالكفر يكفر.

الرابع: من تكلم بكلمة الكفر مكرها واطمأن قلبه بالإيمان لا يكفر.

الخامس: ×××

طالب: جاهلا.

الشيخ: جاهلا ما في أحد يجهل ما يأتي الجهل هنا ما يعرف ربه الآن.

طالب: مخطئا.

الشيخ: نعم إن تكلم بكلمة الكفر مخطئا ××× في الحديث تكلم بكلمة الكفر مخطئا.

من تكلم بكلمة الكفر ذاكرا عالما قاصدا مختارا يكفر, من تكلم بكلمة الكفر قاصدا عامدا ساخرا أو مستهزئا يكفر, تكلم بكلمة الكفر مخطئا كما في الحديث لا يكفر, تكلم بكلمة الكفر مكرها واطمأن قلبه بالكفر يكفر هذه أربع حالات يكفر.

الخامسة: تكلم بكلمة الكفر مطلقا وقلبه مطمئن بالإيمان لا يكفر, قال الله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.

تكون خمس حالات أربع حالات يكفر والخامسة لا يكفر ذكرناها في مواضع.

والحديث فيه دليل على أن من أثبت الصفات لله تعالى ومنها الفرح وآمن به سبحانه فقد عرف الله حق المعرفة وآمن به وهذا هو المناسب في الحديث للترجمة, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار, ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها». رواه مسلم.

(شرح الشيخ): -

نعم حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار, ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها». رواه مسلم.

الحديث فيه إثبات اليد لله عز وجل, والرد على من أنكرها, وإثبات أن باب التوبة مفتوح, وأن التوبة مستمرة حتى تطلع الشمس من مغربها, فيه دليل على أنه إذا طلعت الشمس من مغربها فلا تقبل التوبة. ويدل على ذلك القرآن الكريم قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آية ربك يوم يأتي بعض آية ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}.

جاء في تفسير قوله تعالى: {أو بعض آية ربك} أنها طلوع الشمس من مغربها في الحديث, فدلت الآية والحديث على أن أنه إذا طلعت الشمس من مغربها لا تقبل التوبة, ويدل عليه الحديث الآخر: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة, ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها».

فهذا الحديث مع الحديث ومع الآية فيها دلالة على أن التوبة مستمرة إلى طلوع الشمس من مغربها, وإذا طلعت الشمس من مغربها فلا توبة وهذا في آخر الزمان, وطلوع الشمس من مغربها أحد أشراط الساعة الكبار التي تليها الساعة مباشرة ولم يخرج منها شيء, وأولها خروج المهدي, ثم خروج الدجال, ثم نزول عيسى بن مريم ثم خروج يأجوج ومأجوج, هذه أربعة متوالية كما دلت نصوص المهدي وهو رجل اسمه كاسم النبي r واسمه محمد بن عبد الله المهدي, يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا, جاءت فيه أحاديث كثيرة منها الصحيح ومنها الضعيف, ومنها الحسن حتى قال بعض العلماء إنها متواترة, ثم في زمان المهدي يخرج الدجال, الدجال ××× يدعي الصلاح أولا ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية, ثم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام ويقتله, ويحكم بشريعة نبينا محمد r, ثم يتوفاه الله ويموت, ثم يخرج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى, الأربعة متواليات, ثم بعد ذلك تتوالى أشراط الساعة ومنها الدخان الذي يملأ ما بين السماء والأرض, ××× ثم نزع القرآن من المصاحف ومن الصدور في آخر الزمان إذا تركوا العمل به, ثم هدم الكعبة, ثم طلوع الشمس من مغربها, ثم الدابة, هذه غير متواليات طلوع الشمس من مغربها والدابة مقترنات, فأيتهما ما خرجت فالأخرى على إثرها قريبا دابة تسم الناس سمة بيضاء للمؤمن فيبيض له وجهه, والكافر يسود لها وجهه.

ثم تطلع الشمس من مغربها ولا توبة حينئذ, فيعرف الكافر من المؤمن في ذلك الوقت حتى يتبعوا الناس في أسواقهم خذ هذا يا مؤمن وخذ هذا يا كافر مدة من الزمن, ثم آخرها طلوع النار التي تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر, تبيت معهم إذا باتوا تقف ××× وتقيل معهم ××× ومن تخلف أكلته تبغي تسوقهم إذا انتهى الليل تسوقهم ومن تخلف أكلته ××× تسوقهم هذه أشراط الساعة الكبار العشر ما خرج منها شيء, ومنها طلوع الشمس من مخرج لا تقبل التوبة, وهناك شرط لكل شخص وهو بلوغ الروح إلى الحلقوم, إذا بلغت الروح إلى الحلقوم بالنسبة للشخص المعين لا تقبل التوبة.

وفي الحديث: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر». يعني ما تصل الروح إلى الحلقوم.

فرعون الذي قال للناس: {أنا ربكم الأعلى} آمن وتاب بعد أن بلغت الروح إلى الحلقوم لكن ما نفعه, قال الله تعالى له: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} نسأل الله السلامة والعافية.

وفي الحديث إثبات اليد لله عز وجل, وفيه قبول التوبة وفيه جود الرب سبحانه وتعالى وأنه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار, ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.

وفيه أن التوبة ××× قبولها بطلوع الشمس من مغربها وهذا عام لجميع الناس.

ومناسبة الترجمة أن من أثبت اليدين لله عز وجل وأثبت صفات الله عز وجل وأثبت جود الله وكرمه, وعلم أن الشمس إذا طلعت من مغربها فلا توبة وبادر بالعمل الصالح فقد عرف الله فقد آمن بالله وعرفه حق المعرفة. نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه, قال: «قدم على رسول الله r بسبي هوازن؛ فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا بالسبي فألزقته ببطنها, فأرضعته, فقال النبي r: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله, فقال r: اللهم أرحم بعباده من هذه بولدها».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي». رواه البخاري.

(شرح الشيخ): -

نعم هذان الحديثان اقترنا قرنهم المصنف رحمه الله, قال ولهما يعني الشيخان البخاري ومسلم, عن عمر رضي الله عنهما قال: قدم على رسول الله r بسبي هوازن, فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا بالسبي فألزقته ببطنها, فأرضعته, فقال النبي r: أترون, يعني تظنون أترون بضم التاء بمعنى تظنون, أو أترون بفتحها يعني وتعلمون ××× ترون يعني هل تظنون أن هذه المرأة طارحة في ولدها في النار؟ قالوا لا, لا والله, ما يمكن تسعى وتدور على السبي تبحث عن ولدها, ولما رأته من شدة ولهها وفرحها فألزقته ببطنها حتى رضعته, هل يمكن أن تأخذه وتلقيه في النار؟ ما يمكن ما يمكن من شدة الرحمة التي جبلت عليها.

قالوا لا يا رسول الله ما يمكن ما يمكن, قال: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ يعني وهي تستطيع؟ قالوا لا والله من شدة الرحمة التي جبلت عليها حيث تبحث لها مدة تبحث عن ولدها فلما رأته من شدة الفرح ألزقته ببطنها ××× فقال النبي r: «الله أرحم بعباده من هذه بولدها».

فإثبات الرحمة لله عز وجل, وأن الله تعالى أرحم بعبادة من هذه المرأة التي فقدت ولدها.

وفي حديث أبي هريرة الذي بعده قال: قال رسول الله r: «لما خلق الله خلق كتب في كتابه» يعني فوق العرش.

والحديث الأول: «والله أرحم بعباده من هذه بولدها» فيه إثبات الرحمة لله عز وجل, وفيه رحمة الله تعالى بعباده, وأنه أرحم بعباده من جميع الخلق سبحانه وتعالى.

ومن أثبت رحمة الله عز وجل, وعلم رحمة الله بعباده وآمن بذلك فقد عرف الله حق معرفته وآمن به, وهذا هو الشاهد بمناسبة الترجمة.

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي بعده قال: قال رسول الله r: «لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي». رواه البخاري.

وفي مسلم: «إن رحمتي سبقت غضبي». في رواية.

وهذا الحديث فيه فوائد وإثبات عدد من الصفات:-

الصفة الأولى: إثبات الخلق لله عز وجل من الصفات الفعلية.

الصفة الثانية: إثبات الكتابة لله عز وجل.

الصفة الثالثة: إثبات الرحمة لله عز وجل.

الصفة الرابعة: إثبات الغضب لله عز وجل.

هذه أربعة صفات إثبات هذه الصفات الأربعة لله: (الخلق, والكتابة, والرحمة, والغضب).

وفيه أن هذا الكتاب فوق العرش كيف يجمع بين هذا وبين ما دلت النصوص عليه أن العرش سقف المخلوقات, وأن ليس فوقه شيء النصوص دلت على أن العرش هو سقف المخلوقات في حديث ابن عباس وغيره لما ذكر الله المخلوقات ذكر السماوات السبع قال: «فوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض, وفوق الماء عرش الرحمن والله تعالى فوق العرش».

والجواب أن يقال: هذا مستثنى هذا خاص وهذا عام مستثنى, العرش سقف المخلوقات لكن هذا الكتاب فوقه مستثنى, وفيه إثبات جود الله عز وجل, وعظيم فضله على عباده, وأن رحمته غلبت غضبه سبحانه وتعالى, وفيه أنه لا يهلك على الله إلا هالك.

ومن آمن بهذه الصفات وأن الله خالق خلق الخلق وكتب هذا الكتاب وآمن بالرحمة والغضب قد آمن بالله وعرفه حق المعرفة وهذا هو الشاهد ××× الترجمة من الحديث, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

ولهما عنه أن رسول الله r قال: «جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا, وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ودلها خشية أن تصيبه».

ولمسلم معناه من حديث سلمان رضي الله عنه: «في كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض».

وفيه: فإذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة.

(شرح الشيخ): -

نعم هذا الحديث يقول النبي r: «ولهما عنه» ولهما عنه عن الراوي يعني عمر رضي الله في الحديث السابق ولهما عنه عن عمر أن رسول الله r قال: «جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا, فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق, حتى ترفع الدابة حافرها عن ودلها خشية أن تصيبه».

هذه الرحمة: الرحمة المخلوقة مائة جزء, وهذه غير الرحمة التي هي صفة من صفات الله, فالرحمة رحمتان: رحمة وصف الله يليق بجلاله وعظمته, رحمة قائمة بذاته هذا وصف الله.

ووالثاني رحمة مخلوقة, رحمة مخلوقة وهذه هي المذكورة في هذا الحديث: «جعل الله الرحمة مائة جزء, فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا».

أنزل من هذه الرحمة بالمخلوق جزء واحد في الأرض, فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق, حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه.

ولمسلم من حديث سلمان وفيه: «كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض» عظيمة كلها طباق ما بين السماء والأرض, ومعناه هذا الجزء الذي أنزله طباق ما بين السماء والأرض, وفيه فإذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة ××× وفيه أنه إذا كان يوم القيامة قبض هذا الجزء الذي في الأرض وكمل بها التسعة وتسعين جزء يوم القيامة فيرحم الله عباده من عظيم رحمة الله يوم القيامة مائة رحمة يرحم الله بها عباده يوم القيامة.

وفي الدنيا جزء واحد أنزل إلى الأرض تتراحم به الخلائق.

ورحمة الله التي هي المخلوقة أثر من رحمة الله التي هي صفة من صفاته أثر منها رحمة الله هذا وصف قائم به بذاته.

ومن أثر هذه الرحمة التي وصفها الله أثرها رحمة الله المخلوقة, فهي أثر, وهذه الصفات هكذا بعضها له أثر, سمع الله الله تعالى يسمع إثبات السمع لله عز وجل.

ومن أثر سمعه أن الله تعالى يستجيب لعباده, وكذلك بصر الله وصف له ومثله أن الله تعالى يبصر عباده من فوق عرشه, وفي هذا الحديث إثبات صفة الرحمة الله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته, وإثبات الرحمة المخلوقة, وأنها مائة جزء, وأن الله أنزل جزء تتراحم بها الخلائق, وأن الله يمسك هذا الجزء عنده يوم القيامة فيرحم بها عبادة, وفيها سعة وجود الله عز وجل وكرمه.

وأن رحمته يوم القيامة عظيمة مائة رحمة, وفيها الرد على البوصيري وغيره الذي يقول في نونيته يخاطب الرسول يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحدث العمم.

نسي ربه نسأل الله تعالى العافية, يقول ما لي ما لي أحد ألوذ به إلا أنت يا رسول الله.

ويقول له فإن من جودك الدنيا وضرتها من جودك الدنيا ××× والآخرة, ايش باقي ××× ما باقي شيء إذا كان ××× الدنيا والآخرة ما باقي شيء فإن من جودك الدنيا ××× والآخرة ومن علومك علم اللوح والقلم علم اللوح المحفوظ وما كتبه قلم المقادير, أعوذ بالله نسأل الله نعوذ بالله من هذا من هذا الغلو هذا غلو جعل رسول الله يملك الدنيا والآخرة ويعلم ما في اللوح والمحفوظ, وما كتبه قلم المقادير.

ويقول أيضا في قصيدته: إلا أن تكون آخذا بيدي وإلا فقل يا زلة القدم؟

يخاطبه يقول إن لم تأخذ بيدي فإني هالك.

ويقول أيضا في قصيدة بيت في ××× الله عز وجل معنى الحديث يقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي يلاذ به يوم القيامة وأما الرب فتحلى باسم ××× الرب خلاص ما في إلا انتقام وعذاب, إذًا ننصرف عن الرب, ننصرف إلى الرسول, يقول خلاص ما في إلا الرسول الرب تحلى باسم المنتقم اتصف باسم المنتقم ما في إلا انتقام وهلاك, إذًا ننصرف إلى الرسول في أعظم من السب هذا, إذا الكريم تحلى في آخر الشطر الثاني: إذا الكريم تحلى باسم المنتقم, نسأل الله السلامة والعافية أين هذا الغلو, أين هم من هذا الحديث العظيم في بيان رحمة الله تعالى العظيمة وسعة جوده, وأن الله تعالى خلق مائة رحمة, وأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا, وأنزل جزءا يتراحم بها الخلق ثم يوم القيامة يقبض هذا الجزء ويكمل به المائة حتى يرحم به عباده هذه الرحمة العظيمة, وهذا الغلو ××× هذا من البوصيري نسأل الله السلامة والعافية.

ومع ذلك ××× يدافع عنه ويقول هذا يعني هذا مقصوده محبة للرسول عليه الصلاة والسلام, يقصد الشفاعة, ويدافع عنه, ويقرءون هذه القصيدة يعني كأنها ورد صباحا ومساءا يقرءونها يتعبدونها ورد صباحا ومساءا يعني يكون ورد في الصباح وفي المساء بالشرك, نسأل الله السلامة والعافية.

فهذا الحديث في إثبات الرحمة لله عز وجل وإثبات كرم الله وجوده ورحمته العظيمة بعباده, وأن رحمته بهم يوم القيامة أعظم من رحمته بهم في الدنيا, فإن الله أنزل جزءا واحدا في الدنيا وفي يوم القيامة مائة جزءا يرحم به عباده, فيه إثبات الكرم لله وجوده وفيه الرد على البوصيري وأشباهه كما سبق ممن تنقص الرب, وسبوه, وعبدوا الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا إنه هو الملاذ, وأن الرب يوم القيامة يتحلى باسم المنتقم وليس هناك إلا الانتقام إلا الانتقام والعذاب فننصرف إلى الرسول r, نعوذ بالله, إذا الكريم تحلى باسم المنتقم.

وكما سبق أنه غلا في النبي r وأثبت أن الرسول يعلم الغيب, ويعلم ما في اللوح المحفوظ, ويعلم ما كتبه قلم المقادير, وأن الرسول يملك الدنيا والآخرة نسأل الله السلامة والعافية, فمن أثبت صفات الله ومنها الرحمة وعرف معنى هذا الحديث عرف جود الله وكرمه على عباده فقد عرف الله حق معرفته وآمن به سبحانه وتعالى, وهذا هو الشاهد للترجمة من الحديث, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

قال رحمه الله تعالى: وعن أنس رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا, وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته». رواه مسلم.

وله عنه مرفوعا: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها, ويشرب الشربة فيحمده عليها».

(شرح الشيخ): -

نعم, وعن أنس رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا, وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته». رواه الإمام مسلم رحمه الله.

فيه كمال عدل الله عز وجل, وأن الله تعالى لا ينقص أحدا, وأن الله يثيب كل أحد على عمله حتى الكافر, ولكن الكافر يثاب على عمله في الدنيا, إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا, وجاء في الحديث أنه يعطى صحة في بدنه, ووفرة في ماله وولده, ثم يفضي إلى الآخرة ولا حسنة له, نسأل الله السلامة والعافية.

فالكافر إذا عمل حسنة يجازى بها ما تضيع عليه لكن يجازى بها في الدنيا, لأن الأعمال ما تنفع في الآخرة إلا بالإيمان وهو ليس بمؤمن, ما تنفع الأعمال في الآخرة ولا يثاب عليها في الآخرة إلا بعد الإيمان وهذا ليس بمؤمن فلا تنفعه في الآخرة فيجازى بها في الدنيا لعدم إمكان إثابته عليها في الآخرة, لعدم إيمانه, فيجازى بها في الدنيا يطعم بها طعمة صحة في بدنة ووفرة في ماله وبدنه ثم يفضي إلى الآخرة ولا حسنة له, وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة, ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته, يدخر له حسناته في الآخرة لوجود شرط الثواب في الآخرة وهو الإيمان, الله تعالى يدخر له حسناته في الآخرة, ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته في الدنيا يعقبه رزقا قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}.

وفي الآخرة تدخر له حسناته.

وفي هذا إثبات كمال عدل الله عز وجل, وأن الله تعالى من عدله أنه يثيب الكافر على عمله في الدنيا فلا يضيع عليه, وفيه عظيم فضل الله تعالى على المؤمن, وأنه تدخر له حسناته في الآخرة ويعقب رزقا في الدنيا على طاعة الله, فمن عرف ذلك حق المعرفة فقد عرف الإيمان وفضله, وإذا عرف الإيمان وفضله وآمن بالله فقد آمن بالله وعرف الله حق معرفته وهذا هو الشاهد من الترجمة.

وله عن أنس رضي الله مرفوعا: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها».

فيه إثبات صفة الرضا لله عز وجل, والرد على من أنكر صفة الرضا من الأشاعرة والجهمية والمعتزلة, فالجهمية والمعتزلة أنكروا الرضا والأشاعرة فسروها قالوا الرضا الثواب؛ إن الله ليرضى عن العبد يعني يثيب, وهذا باطل لأن الثواب أثر الرضا وليس هو الرضا الثواب أثر الصفة, وهذه من عادة الأشاعرة يثبتون لله سبع صفات وغير الصفات إما أن يفسروها بصفة أخرى وهي الإرادة, وإما أن يفسروها بالأثر, فمثلا الصفات السبع التي يثبتونها: (الحياة, والكلام, والبصر, والسمع, والعلم, والقدرة, والإرادة).

هذه سبع صفات وما عداها يؤولونها.

فصفة مثل الرضا يقول يريد, يريد أن يرضى يفسرونها بها, أو يفسرونها بالأثر فيقولون يرضى يعني يثيب, يغضب يعني يعاقب وينتقم, وهذا باطل الرضا غير الثواب, الثواب أثر الرضا والرضا وصف الله ومن أثر رضاه أن الله تعالى يثيب العبد, والغضب وصف الله, ومن أثر الغضب أن الله يعاقب وينتقم.

وفيه إثبات الرضا لله عز وجل, وأن الله يرضى عن العبد إذا أكل الأكلة وحمد الله عليها.

وجاء في الحديث: أنه إذا سمى الله العبد وأكل وسمى وشرب وحمد الله فإن الله يرضى عنه, يسمي الله عند الشرب وعند الأكل ويحمد الله عند الانتهاء.

ولهذا من أسباب الرضا: التسمية عند الأكل والشرب, وحمد الله بعد الأكل والشرب.

فيه عظيم فضل الله وجوده على المؤمن, وفيه إثبات صفة الرضا لله عز وجل, ومن عرف ذلك وآمن بالله وأثبت رضاه وعمل بهذا الحديث فسمى الله عند الأكل والشرب وحمد الله بعد الانتهاء فقد عرف الله وآمن به, وهذا هو الشاهد من الترجمة, نعم.

[القارئ]

أحسن الله إليك.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أصبع إلا وفيه ملك ساجد لله تعالى, والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا, وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولا خرجتم إلى الصعودات تأجرون إلى الله تعالى». رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

قوله: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» في الصحيحين من حديث أنس.

الشيخ: قوله حديث حسن عندك صحيح ×××

القارئ: أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد والحاكم في المستدرك, والبيهقي في الكبرى له من حديث أبي ذر.

قال أبو عيسى: حديث حسن غريب.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

الشيخ: والذهبي وافقه ولا خالفه؟

القارئ: لم يذكر ××× ما ذكر الذهبي.

الشيخ: نعم ×××

طالب: ×××

الشيخ: ذكر المؤلف أنه قوله: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا أن هذه في الصحيحين من حديث أنس «لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».

وأظن أيضا له شواهد تدل على أن السماء ممتلئة بالملائكة, وأن الملائكة منهم من وكل بحمل العرش, ومنهم من وكل بالعبادات ومنهم من هو راكع وساجد في الحديث الآخر ×××

والحديث له شواهد وبعضه له شواهد في الصحيحين كما ذكر المؤلف.

وقوله: «أطت السماء وحق لها أن تئط».

أطت الأطيط هو ما يسمع من صوت الرحل, التي يكون على البعير من ثقله, والمعنى أن الملائكة أن السماء ممتلئة بالملائكة وأن الملائكة كثيرون في الصلاة حتى إنه ما في موضع أصابع إلا موضع أصابع كده وفي أظن في الحديث الآخر: أربع أصابع أو كده في بعض ألفاظه إلا وفيه ملك ساجد لله تعالى, وهذا يدل على كثرة الملائكة, ويدل على عظمة الرب عز وجل.

وقوله: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولا أخرجتم من الصعودات تجأرون إلى الله تبكون».

فيه دليل على عظم ما عد الله للمؤمنين من الثواب, وعظم ما عد الله في النار لأهل النار من العقوبة, ومن عرف ذلك حق المعرفة فإنه يدعوه ذلك إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله والمبادرة بالأعمال الصالحة, والبعد عن الشرك والمعاصي التي سبب في دخول النار, من عرف ذلك حق المعرفة فقد آمن بالله وعرفه حق المعرفة وهذا هو الشاهد للترجمة, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

ولمسلم عن جندب رضي الله عنه مرفوعا قال رجل: «والله لا يغفر الله لفلان, فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك».

وله عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد, ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد».

وللبخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله, والنار مثل ذلك».

(شرح الشيخ): -

نعم قوله ولمسلم عن جندب رضي الله عنه مرفوعا قال رجل: «والله لا يغفر الله لفلان, فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك».

هذا الحديث فيه أن الله سبحانه عظيم, وأنه أعظم من كل شيء, وأنه لا يجوز للمخلوق أن يتحجر رحمة الله على أحد, وأن المخلوق إذا تحجر رحمة الله على أحد أن هذا في نقص لتعظيمه لله عز وجل, ومن لم يعظم الله وتنقص الله عز وجل فإن هذا من أسباب حبوط العمل, وردته على الإسلام, فهذا الرجل تألى على الله, قال رجل: «والله لا يغفر الله لفلان, فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي» يحلف «يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك».

وفي رواية أن هذا الحديث له قصة وهو أنه هناك رجلان متواخيان أو متآخيين أحدهما مطيع والآخر عاصي, فكان المطيع إذا أتى إلى العاصي يقول له اتق الله ودع واترك المعاصي اتق الله واترك المعاصي, فجاءه يوما وهو على معصية فقال له اتق الله ودع ما أنت فيه, فقال العاصي للمطيع خليني وربي أبعثت علي رقيبا, ما عليك مني يقول ما عليك مني اتركني خليني وربي أبعثت علي رقيبا, فغضب المطيع وقال والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة.

فقال الله تعالى: «من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت» للعاصي «وأحبطت عملك» أيها المطيع.

وفي رواية قال: «اذهبوا به إلى النار».

فهذا الحديث فيه أن من تألى إلى الله وحكم على الله وتحجر على الله ××× فقد تنقص الله, ومن تنقص الله فقد كفر ووجبت له النار, فدل على وجوب تعظيم الله عز وجل, والبعد عن كل ما فيه تنقص لله عز وجل, ومن عرف الله ومن عرف الله حق معرفته وعظم الله حق تعظيمه, ولم يتحجر على الله واسعا فقد عرف الله حق معرفته وآمن به, وهذا هو الشاهد في الترجمة.

قال المؤلف ×××

طالب: نتوقف لبعد الصلاة.

الشيخ: طيب وفق الله الجميع إلى طاعته وصلى الله على محمد.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: وله يعني مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد, ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد».

وللبخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك».

هذه الأحاديث فيها بيان معرفة الله عز وجل والإيمان به, ولو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد, والمؤمن يعلم أن الله تعالى أعد العقوبة للكافرين والعصاة, لكن عند علمه محدود, ولو يعلم حقيقة ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد, ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط بجنته أحد, والكافر يعلم علما عاما أن الله تعالى رحيم, والمؤمن ما يقنط من رحمة الله تعالى لأنه يرجو, يرجو ما عند الله من الثواب, وهو يمنعه من القنوط الرجاء, فلولا الرجاء لكان القنوط يأسا من رحمة الله, واليأس من رحمة الله وصف الكافر, قال الله تعالى: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين}, وقال: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}.

فلولا الرحمة لكان اليأس لكان اليأس يأسا يؤدي إلى الكفر, والقنوط يؤدي إلى الضلال, والكافر يعلم علما عاما ما عند الله من الرحمة لكنه لم يوفق للإيمان خذل من الإيمان وإن كان يعلم علما عاما, ولكنه لو يعلم ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد, ولآمن بالله ورسوله, لأن الجنة إنما أعدت للمؤمنين, فلا يقنط من جنته مع الإيمان بالله ورسوله لكنه لم يوفق للإيمان, وفي هذا دليل على ما ترجم له المؤلف من أن من عرف الله حق معرفته وآمن به حق الإيمان من آمن بالله حق الإيمان فقد عرف الله حق معرفته, فالمؤمن آمن بالله فهو يعرف الله حق معرفته, ولذلك لما وفقه الله للتوبة للإيمان صار مؤمنا بالله ورسوله, والكافر وإن كان عنده علما عاما لكنه لم يوفق للإيمان.

قال: وللبخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «الجنة أقرب من أحدكم من شراك  نعله والنار مثل ذلك».

والشرك هو سير النعل الذي في ظهر القدم, فيه دليل على قرب الجنة وقرب النار من الإنسان, وما بينهما إلا أن يقال فلان مات إذا قيل فلان مات فالمؤمن ينقل تنقل روحه إلى الجنة ولها صلة بالجسد, والكافر تنقل روحه إلى النار ولها صلة بالجسد, فصدق يعني ××× هذا الحديث الموت «الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله».

فإذا مات فالجنة قريبة منه, وإذا مات الكافر والعاصي النار له قريبة منه, وما بينهما إلا أن يقال فلان مات وهذا أقرب من شراك النعل, إذا مات انتهى الأمر, وهذا فيه دليل على أن الإنسان إذا عرف الله حق معرفته وآمن به من آمن بهذا واستعد للآخرة وأعد العدة وعلم أن الموت قريب فإنه يكون ممن آمن بالله وهذا يعد من الإخلاص والعمل الصالح فإنه يكون قد آمن بالله وعرفه حق المعرفة وهذا هو الشاهد من الترجمة, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

قال شيخ الإسلام محمد ××× رحمه الله تعالى: وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «إن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش, فنزعت له بموقها فسقته فغفر لها به».

وقال: «دخلت النار امرأة في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض».

قال الزهري: لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد". أخرجاه.

وعنه مرفوعا: «عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل». رواه أحمد والبخاري.

(شرح الشيخ): -

 نعم وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «إن امرأة بغيا» يعني زانية امرأة زانية «رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد ادلع لسانه من العطس, فنزعت له بموقها» يعني خفها «فسقته فغفر لها به».

وفي هذا دليل على أن بعض الحسنات قد يكفر الله بها الكبائر, هذه زانية بغي امرأة كبيرة فغفر لها بهذه الحسنة العظيمة والرحمة التي كانت في قلبها حتى إنها نزعت موقها وتواضعت لله عز وجل, فملئت خفها من الماء فسقته فغفر لها به.

وهذا يدل على أنه قام بقلبها من المعرفة من الإيمان والمعرفة بالله عز وجل ما حملها على ذلك, وهذا هو الشاهد من الترجمة أن من قام بهذه المرأة من قلبها من الإيمان بالله ومعرفته ما جعلها تتدارك نفسها بهذه الكبيرة التي تفعلها, هذا الرحمة والتواضع بهذا البهيم, هذا الحيوان, جعلت تتواضع لله ولأمر الله ورسوله حتى نزعت موقها وسقته فغفر الله لها به, وهذا من الإيمان بالله ومعرفته, لو لم يكن ما في قلبها من الإيمان بالله ومعرفته ما فعلت ذلك, قد يقال إنها قد يكون عندها ندم هذه المعصية هذا الخضوع وهذا التواضع لله عز وجل جعلها تتواضع, فقد يكون هذا نوع ندم منها معصية لكنها لا تزال موصوفة بأنها بغي كما أخبر النبي r, بغي باعتبار ما فعلته من الفاحشة فتواضعت لله عز وجل, فصارت هذه الحسنة ماحية لهذه الكبيرة, هذا مثال لكون بعض الكبائر قد تكفر بها بعض الحسنات قد تكفر بها بعض الكبائر, والأصل أن التوبة يكفر الله بها الكبائر, لكن بعض الحسنات تكفر, ومثل ذلك ما جاء في الحديث من أن الإسلام يهدم ما قبله, والهجرة تهدم ما قبلها, والحج يهدم ما قبله.

قال العلماء: هذا فيه دليل على أن الحج قد يهدم الكبائر, يغفر به الكبائر, ما عدا حقوق الخلق فإنه لابد منها حقوق الخلق لابد من أدائها, حتى الشهيد يغفر الله له إلا الدين كما جاء في الحديث فهو من حقوق الخلق.

وقال: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض».

دخلت امرأة النار في هرة في سببية في للسببية أي بسبب هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض, وهذا فيه دليل على أن المسلم لا يتساهل بالسيئات, وأنها قد تكون السيئة سببا في دخولها النار كما في هذه المرأة.

ولهذا قال الإمام الزهري رحمه الله تعليقا على هذين الحديثين على الحديث الأول والحديث الثاني: لئلا يتكل أحد ولا يأسى أحد لئلا يتكل أحد لئلا يتكل أحد كما في هذه المرأة التي دخلت النار بسبب الهرة, لا يتكل, لا يتكل على عمله ويتساهل بالسيئات فهذه المرأة دخلت النار في هرة, ولا ييأس أحد لا ييأس من رحمة الله فهذه المرأة البغي دخلت الجنة بسبب هذه الحسنة فلا ييأس المسلم من رحمة الله, ولا يتكل على فضل الله.

بل يكون بين الخوف والرجاء لا يتكل ولا ييأس, لا يأمن مكر الله فيستمر في المعاصي, ولا ييأس من رحمة الله فيقنط وييأس بل يكون بين الخوف والرجاء وهذا هو المشروع للمؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء كجناحي الطائر كما قال أهل العلم الطائر إذا استوى جناحاه سلم وإذا قطع جناحيه أو أحدهما فهو في عداد الموت, كذلك الإنسان إذا فقد الخوف والرجاء فقد الإيمان, الإيمان له أركان: (المحبة, والخوف, والرجاء).

وقال: وعنه مرفوعا. أي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي r: «عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل».

رواه أحمد والبخاري.

الحديث فيه إثبات العجب لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته, ليس كعجب المخلوق, بل عجب يليق بجلاله وعظمته, ومثله في القرآن قال تعالى: {بل عجبت ويسخرون} في الصافات في سورة الصافات {بل عجبت}.

قراءة حفص: {بل عجبت ويسخرون}, وفي قراءة: {بل عجبت ويسخرون} الضمير لله فيه إثبات العجب لله عز وجل.

وفي الحديث الآخر: «عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره».

وفي الحديث الآخر: «يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة».

 

هذه النصوص كلها في إثبات العجب لله عز وجل, وفيها آية من القرآن كما يليق بجلاله وعظمته في الرد على من أنكر العجب لله من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة يقادون إلى الجنة بالسلاسل.

وتفسير ذلك: أن المؤمنين يأسرون الكفار يقاتلونهم ويأسرونهم ثم يأتون بهم بالسلاسل ثم يسلمون ويدخلون الجنة.

وصدق ××× أنهم يقادون إلى الجنة بالسلاسل, يؤخذوا بالقوة وهم على الكفر ثم بعد ذلك هداهم الله لما سلسلوا هداهم الله للإسلام, نعم.

وفيه دليل على معرفة الله والإيمان به, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليك.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله r: «وما أحدنا أصبر على أذى يسمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم» رواه البخاري.

وله عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه, قال: قال رسول الله r: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى يا جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه, فيحبه جبريل, ثم ينادي جبريل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه, فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض».

(شرح الشيخ):-

 نعم حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: «وما أحدنا أصبر على أذى يسمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم» رواه البخاري.

فيه أن الله سبحانه وتعالى يوصف بأنه لا أحد أصبر منه, من أسمائه الصبور سبحانه وتعالى فلا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم». رواه البخاري.

يعني يشركون بالله ويدعون له الولد وهذا من أعظم الشرك والكفر, التي تكاد السموات تتفطر منه وتنشق الأرض وتخر الجبال.

قال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}[مريم:90].

{أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}[مريم:91].

{وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}[مريم:92].

هذا الأمر العظيم هذا الشرك العظيم التي تكاد السموات تتفطر وتنشق وتكاد الجبال تخر منه, وتنشق الأرض مع ذلك الله تعالى يعافيهم ويرزقهم, وهذا من أثر أسمائه الصبور سبحانه وتعالى, ومن عرف ذلك حق المعرفة وآمن بالله آمن بذلك دعاه ذلك إلى الرجاء, ودعاه ذلك إلى رجاء الله تعالى ورجاء مغفرته ورحمته وعدم يأسه من فضل الله ورحمته, وهذا هو الشاهد من الترجمة.

وله عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل يا جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه, فيحبه جبريل, ثم ينادي جبريل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه, فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض».

وهذا الحديث رواه البخاري كما قال المؤلف رحمه الله إثبات فيه إثبات المحبة لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته, والرد على من أنكرها من المعتزلة والأشاعرة والجهمية وليست من ×××

والمحبة وصف يليق بالله وجلاله وعظمته.

من آثاره: أن الله تعالى ينادي جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه, فيحبه جبريل, فينادي جبريل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه, فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض, هذا يكون أثرا من آثار محبة الله عز وجل.

وفي ذلك فضل الله تعالى وإحسانه إلى عباده وهو ليس بحاجة إليهم, ومن عرف ذلك وآمن به دعاه ذلك إلى المسارعة إلى الخيرات, والمسارعة إلى مرضاة الله عز وجل, والبعد عن مساخطه, وهذا يدل على الإيمان بالله ومعرفته حق معرفته وهذا هو الشاهد من الترجمة. نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه, قال: «كنا جلوسا عند النبي r إذ نظر إلى القمر ليلة البدر, قال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته, فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا».

ثم قرأ: «وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها» رواه الجماعة.

(شرح الشيخ): -

نعم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

هذا الحديث حديث جرير بن عبد الله البجلي فيه إثبات رؤية الله عز وجل يوم القيامة, وأن المؤمنين يرون الله تعالى رؤية واضحة كما يرى القمر رؤية واضحة لا تضامون وفي رواية لا تضارون يعني لا تزدحمون, كما أن الإنسان يرى القمر بدون ازدحام يرفع رأسه ويرى القمر فكذلك يرون الله عز وجل من دون ×××

قال فيه إثبات الرؤية لله عز وجل, وقد أنكر الرؤية هذه المعتزلة والجهمية, ومن أنكر قال العلماء ومن أنكر الرؤية فهو كافر.

وهذا حكم للعموم, أما الحكم على المعين فلا يحكم عليه بالكفر حتى تقام عليه الحجة, لكن الحكم العام يقال من أنكر رؤية الله فهو كافر, كمن قال إن القرآن مخلوق فهو كافر.

قال: «فإن استطعتم أن لا تغلبوا قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا», ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها».

والصلاة التي قبل طلوع الشمس هي طلوع الفجر, والصلاة التي قبل غروبها هي صلاة العصر, وفيه دليل على أن المحافظة على هاتين الصلاتين من أسباب رؤية الله عز وجل, لأنه قال: «فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا», ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}.

ومن آمن برؤية الله عز وجل وحافظ على هاتين الصلاتين فقد آمن بالله, وعرف بالله حق معرفته, وهذا هو الشاهد من الترجمة, نعم.

 

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله r قال: «إن الله تبارك وتعالى قال: من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليه من أداء ما افترضته عليه, وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصره به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها, ولئن سألني لأعطينه, ولئن استعاذني لأعيذنه, وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبد المؤمن يكره الموت ويكره مساءته ولابد له منه» رواه البخاري.

(شرح الشيخ): -

هذا الحديث رواه البخاري وهو يسمى بحديث الأولياء حديث الأولياء وهو حديث قدسي, وهو من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى الأحاديث القدسية من كلام الله لفظا ومعنى كما سبق, لأن النبي r أضافه إلى الله قال: إن الله تبارك وتعالى قال, فهو من قول الله لفظا ومعنى «من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب».

والولي هو المؤمن التقي كل مؤمن تقي فهو ولي لله, كل من كان أقوى إيمانا بالله عز وجل كان أقوى ولاية لله عز وجل, كل ما كان أقوى إيمانا وتقى لله عز وجل كان أقوى ولاية, فالولي هو المؤمن التقي, كل مؤمن تقي فهو ولي لله, وليس المؤمن التقي الولي كما يدعيه الصوفية, الصوفية الذين يدعون أن الولي هو الذي هو الذي يكون عنده خزعبلات وعنده كذا ويزعمون أنه يفعل أشياء, أو أنه يدعي أشياء ××× شيء من الغيب وأنه يتصرف بالكون, هذا كفر وضلال, وإنما الولي هو المؤمن التقي, قال الله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}.

فكما بين أن الأولياء أن الأولياء هم المؤمنون المتقون, وكل مؤمن تقي فهو لله ولي, ومن عاد وليا من الأولياء فقد آذنه الله بالحرب قد حارب الله, ومن حارب الله فهو هالك فيه التحذير من معاداة أولياء الله المؤمنين المتقين, وأن من أذاهم وعاداهم فهو محارب الله.

«من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب». وهذا يعني أمر عظيم ينبغي للإنسان أن يتدبر هذا الأمر ويتأمل وأن يحذر من أذية أولياء الله وأن يواليهم, لأنهم أولياء الله, وأن يحذر من عداوتهم وإيذائهم, فإن الله وليهم ومن كان الله وليه فهو ناصر.

«من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب»: يعني أعلمته بالحرب أعلمته بأنني محارب له, «فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه».

فيه دليل هذه الجملة على أن أحب شيء يتقرب به الإنسان إلى الله الفرائض, الفرائض فريضة الصلاة, فريضة الزكاة, فريضة الصوم, فريضة الحج, بر الوالدين, الواجبات الفرائض هي التي يتقرب بها الإنسان إلى الله أولا قبل النوافل يؤدي الفرائض ويحسنها ويكملها ويجملها قبل الفرائض, ثم بعد ذلك يتقرب إلى الله بقدر النوافل, ثم يتقرب إلى الله بالنوافل.

لكن الفرائض هي المقدمة, وفيه أن من أن أحب شيء يتقرب به العبد إلى الله الفرائض.

ثم الجملة الثانية بعدها: «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»: يعني لا يزال العبد يكثر من النوافل والمستحبات والسنن بعد أداء الفرائض السنن الرواتب في الصلاة, سنة الضحى, صلاة الليل, كذلك الزكاة الصدقات زكاة الفرائص ثم الصدقات هذه من النوافل, صيام رمضان هذه الفريضة ثم صيام النوافل الاثنين والخميس الأيام البيض, وتسعة ذي الحجة, ويوم التاسع والعاشر من محرم, وست من شوال هذه سنن رواتب, وأعظم وأفضل التطوع صوم يوم وإفطار يوم لمن قدر واستطاع هذه ا لنوافل, والحج كذلك والحج والعمرة, وغير ذلك من الصدقات والنوافل.

إذا أكثر من النوافل بعد أداء الفرائض صار من أحباب الله, إذًا أول شيء يتقرب به إلى الله أحب شيء إلى الله يتقرب به الفرائض.

ثم يتقرب إلى الله بالنوافل ويكثر منها فيكون من أحباب الله, وإذا كان من أحباب الله ماذا يكون له؟ قال الرب سبحانه: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها, ولئن سألني لأعطينه, ولئن استعاذني لأعيذنه».

المعنى أن الله يسدده في سمعه وبصره ويده ورجله, فلا يستعملها إلا في طاعة الله يسدد وليس المراد أن الله حل فيه كما يقولون الحلولية تعالى الله هذا كفر وضلال, الله تعالى فوق العرش في السماء يعني ليس حالا بمخلوق, الحلولية يقولون إن الله حل في الإنسان, نعوذ بالله, وأنه حل في سمعه وبصره ××× فهذا كفر وضلال.

المعنى أن الله يسدده في هذه الجوارح, فلا يستعمل سمعه إلا في طاعة الله, ولا يستعمل بصره إلا في طاعة الله, ولا يستعمل يده إلا في طاعة الله, ولا يستعمل رجله إلا في طاعة الله, ثم بعد ذلك يكون مستجاب الدعوة إذا سأل الله أعطاه, وإذا استعاذ أعاذه.

ثم قال الرب سبحانه: «وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت ويكره مساءته ولابد له منه».

التردد هو تعارض إرادتين, فالله تعالى يريد ما يريد العبد ويريد قبض نفسه في الوقت الذي قدره الله, فأخبر عن تعارض الإرادتين بأنه تردد وليس المراد تردد الشك كما يحصل للمخلوق لا تعارض إرادتين إرادة ما يرده العبد والعبد يكره الموت, وإرادة الموت إذا حل الأجل, فأخبر عن تعارض إرادتين ولكن لابد له من الموت. رواه البخاري.

وهذا الحديث حديث عظيم من عرفه حق المعرفة وآمن به من آمن به وعلم معناه وامتثل ما فيه فقد آمن بالله, وعرف بالله حق معرفته, وهذا هو مناسبة الحديث في الترجمة, نعم.

[القارئ]

أحسن الله إليكم.

وعنه أن رسول الله r قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر, يقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له» متفق عليه.

(شرح الشيخ): -

نعم هذا الحديث متفق عليه وهو من الأحاديث المتواترة, يقول النبي r: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر, يقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له» متفق عليه.

فيه إثبات النزول لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته, أو فعل يفعله سبحانه وتعالى وهو فوق العرش لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى, اختلف العلماء هل يخلو منه العرش؟ على ثلاثة أقوال: قيل يخلو, وقيل لا يخلو, وقيل بالتوقف.

والصحيح أنه لا يخلو منه العرش وصح أنه لا يخلو منه العرش, وأن الله ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته وهو فوق العرش سبحانه وتعالى, وليس النزول كنزول المخلوق, ومن فهم أنه ينزل ويكون بين الطبقتين فهذا كفر وضلال, وأما أن يكون فوقه شيء من المخلوقات تعالى الله, الله تعالى فوق العرش ليس فوقه شيء من مخلوقاته, وأما النزول فهو فعل يفعله كما يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيته إلا هو إثبات النزول لله عز وجل, وأن الله ينزل حين يبقى ثلث الليل الآخر في مكان من الأرض, ولا يقول قائل أن الليل يختلف أنه في هذا المكان يكون آخر الليل, وفي هذا المكان يكون آخر الليل, ولا يزال الرب ينزل هنا وينزل هنا, هذا ما فهم هذا القائل ما فهم من نزول الرب مثل ما يفهم من نزول المخلوق, الله ينزل لا نعلم الكيفية, في أي أرض في أي مكان من أرض الله  أنت موجود إذا جاء ثلث الليل الآخر هذا وقت نزول الله, والله تعالى ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته لا يشابه ولا يماثل نزول المخلوقين.

ومن عرف ذلك وآمن بذلك عرف الله حق معرفته, وعظم الله عز وجل واغتنم هذا الوقت الفاضل فإنه يكون ممن عرف الله ممن آمن بالله وعرفه حقه معرفته وهذا هو الشاهد من الترجمة, نعم.

 

 

 

 

[القارئ]

أحسن الله إليكم.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما, وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما, وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» رواه البخاري.

(شرح الشيخ): -

نعم هذا الحديث فيه إثبات الجنة, وإثبات أنها أربع جنان قال: جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما, وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما.

وهذا يشبه ما دل عليه القرآن الكريم في سورة الرحمن, قال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}, {ذواتا أفنان}, ثم قال: {ومن دونهما جنتان * مدهامتان}.

فالجنتان الأوليان للسابقين المقربين, والجنتان الأخريان لأصحاب اليمين, وهنا ذكر جنتان من ذهب أعلى آنيتهما وما فيهما, وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما.

فيشبه أن تكون الجنتان من ذهب للسابقين المقربين, وجنتان من فضة لمن؟ للمقتصدين.

قال: وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن.

فيه إثبات رؤية الله عز وجل في الجنة, ليضم هذا إلى الحديث الآخر أن الله تعالى يكشف الحجاب يوم القيامة فينظرون إليه, وهنا قال: وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن.

أي أنهم ينظرون إليه كما دل عليه الحديث الآخر, فيه إثبات الجنة, وإثبات رؤية الله عز وجل, ومن آمن بذلك, وعمل العمل للجنة فقد عرف الله حق معرفته وهذا هو الشاهد للترجمة. نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

قال رحمه الله: باب قول الله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قالوا ربنا قالوا الحق وهو العلي الكبير}.

عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: حدثني رجل من أصحاب النبي r من الأنصار, أنهم ما بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله r, إذا رمي بنجم فاستنار, فقال ما كنتم تقولون إذا رمي بمثل هذا.

الشيخ: إذا رمي كده عندكم أو إذ رمي.

طالب: إذا.

الشيخ: هو سياق الحديث أن يقال: إذ رمي, يعني الظرف حين رمي, وليس إذا أضاف لما يستقبل من الزمان إذا روي ثم استقبل ليس المراد هذا, بينما شوف هل فيه تعليق عليه أو ×××

طالب:

الشيخ: رمي أي نعم رمي هذه المراد أنها إذ, إذ رمي, وأن الألف إذا لم يستقبل من الزمان, لكن إذ رمي يعني لحين رمي حين رمي بنجم, نعم.

[القارئ]

فقال: ما كنتم تقولون إذ رمي بمثل هذا.

الشيخ: إذا رمي الثانية إذا ما في إشكال, الأولى بس إذ رمي.

[القارئ]

قالوا كنا نقول ولد الليلة عظيم أو مات عظيم, فقال إنها لم ترمى لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا عز وجل إذا قضى أمرا سبحت حملت العرش حتى يسبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا, فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم؟ «فيخبرونهم ماذا قال فيستخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا, فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم, فما جاءوا به على وجهه فهو الحق ولكنهم يقذفون ويزيدون». رواه مسلم والترمذي والنسائي.

(شرح الشيخ):-

 نعم هذا باب قول الله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}.

حتى إذا فزع يعني زال الفزع من قلوبهم عن قلوب الملائكة, قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير, هذا فيه إثبات عظمة الله عز وجل وأن الملائكة مع عظمها تفزع ويصيبها الفزع والغشي, فإذا زال الفزع استخبروا يسألون جبريل ماذا قال ربكم؟ فيقولون الحق قالوا الحق فيقولون الحق, الحق وهو العلي الكبير, فذلك فيه إثبات عظمة الله عز وجل, وأن الملائكة من عظمته تفزع الملائكة من عظم خلقه, وأنه إذا زال الفزع فزع عن قلوبهم يعني فزع عن قلوبهم زال الفزع والغشيان من قلوبهم ××× قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق, فيه إثبات القول لله عز وجل وكلام الله ××× والرد على من أنكر القول والكلام من المعتزلة والجهمية, وكذلك الأشاعرة الذين يقولون إن القول معنى من نفسه, يقولون ماذا قال ربكم قالوا الحق, الحق.

وفيه إثبات اسم العلي والكبير, وأنها من أسماء الله يعبد يقال عبد العلي وعبد الكبير, فيه إثبات صفة العلو وصفة الكبر لله عز وجل, وأن الله أكبر من كل شيء ×××

حديث ابن عباس قال: حدثني رجل من أصحاب النبي r من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله إذ رمي بنجم, فاستشار فقال ما كنتم تقولون إذا رمي بمثل هذا؟ قالوا كنا نقول ولد الليلة عظيم أو مات عظيم, يعني في الجاهلية, إذا رمي بالنجم قالوا ولد عظيم, أو مات عظيم.

فقال النبي r: «إنها لم ترمى لموت أحد ولا لحياته».

مثل لما كسفت الشمس يوم مات إبراهيم, قالوا كسف الشمس لموت إبراهيم, فقال النبي r: «إن الشمس والقمر آيتان لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته, ولكن ربنا عز وجل إذا قضى أمرا سبحت حملة العرش حتى يسبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا, فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال فيستخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا, فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم, فما جاءوا به على وجهه فهو الحق, ولكنهم يقذفون ويزيدون».

رواه مسلم والترمذي والنسائي.

هذا الحديث فيه عظمة الرب عز وجل, وأن من عظمته سبحانه أنه إذا قضى الأمر سبحت حملة العرش حتى يسبح أهل السماء الذين يلونهم, ثم يسبح أهل السماء السابعة, ثم السماء السادسة, ثم الخامسة, ثم الرابعة, ثم الثالثة, ثم الثانية, حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا.

فيقول الذين يلون حملة العرش وهم أهل السماء السابعة: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال, فيستخبر أهل السماء السادسة؟ فيخبرونهم, ثم يستخبر أهل السماء الخامسة, ثم أهل السماء الرابعة, ثم الثالثة, ثم الثانية, ثم الأولى, حتى يبلغ الخبر إلى السماء الدنيا, والجن يركب بعضهم بعضا الشياطين.

وفي لفظ: أن الملائكة يتكلمون في ×××

فيتكلم أهل السماء الدنيا بما سمعوا من كلام الله عز وجل, فتخطف الجن السمع يخطف الشيطان ××× حتى يصل إلى الشيطان الأسفل ×××

بعضهم بعضا يركب بعضهم بعضا غير متلاصقين هكذا, فإذا وصلت الكلمة إلى الشيطان الأسفل ألقاها في أذن الكاهن ×××

فيكذب معهم مائة كذبة ××× ثم يخبر الناس بهذا الكذب الكثير فتقع الواحدة التي ××× من السماء فيصدق الناس الكاهن بهذا الكذب الكبير من أجل واحدة, هذا دليل على قبول نفس الشر والباطل, كيف يقبلون مائة كذبة من أجل واحدة, ولا يعتبرون بالكثير.

وأحيانا والشهب تلاحقهم تحرقهم تحرق هذه الشياطين, وأحيانا يحرق يصل الشهب إلى الشيطان الأسفل قبل أن يلقيها في أذن الولي, وأحيانا يلقيها ثم تحرقه مرة ومرة, مرة يدركها الشاب قبل أن يحرقه يلقها في أذن الكاهن, ومرة يحرقه الشاب قبل أن يلقيها, وهذا يدل على كثرة الشياطين يموتون ويخلفهم شياطين آخرون.

مئات وآلاف يولد من الشياطين, الساعة فتخطف الجن السمع ×××

قال النبي r: فما جاءوا على وجهه فهو الحق, ما جاءوا على وجهه وهي الكلمة التي سمعت من السماء, ولكنهم يقذفون ويزيدون.

وفي الحديث الآخر: أنهم يخلطون مائة كذبة. رواه مسلم والترمذي والنسائي, نعم.

[القارئ]

أحسن الله إليك.

قال رحمه الله: عن النواس بن سمعان رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة, أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل, فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا, أو قال خروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل عليه السلام, فيكلمه الله من وحييه بما أراد ثم يمر جبرائيل على الملائكة, كما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول: قالوا الحق وهو العلي الكبير, فيقولون كلهم مثلما قال جبرائيل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل».

رواه ابن جرير, وابن خزيمة, والطبراني, وابن أبي حاتم واللفظ له.

(شرح الشيخ): -

نعم تكلم على سنده هذا من حديث ×××

طالب: ××× أخرجه ابن أبي عاصم في السنة, والمروزي في تعظيم قدر الصلاة, وابن خزيمة في التوحيد, والآجري في الشريعة, والطبري في تفسيره, وابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير في تفسيره وساق بإسناده, وأبو نعيم في الحلية, والطبراني, والبغوي. ×××

الشيخ: لا بأس ××× كتاب التوحيد وفيه قالوا إذا أراد الله إثبات فيه من الفوائد إثبات الإرادة لله, وفيه إثبات الوحي, فيه عظمة الله عز وجل حيث يأخذ السماوات إذا أوحى الله به الأمر رجفة ورعدة شديدة خوفا من الله عز وجل, وفيه من عظمة الله حيث أن أهل السماوات يصعقون, وأنهم يخرون لله سجدا, وفيه فضل جبريل, لأن أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله بالوحي بما أراد صفات الكلام لله عز وجل, ويرد على من أنكره من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين يقولون الكلام معنى نفسي, ثم يمر جبريل على الملائكة وكلما مر بالسماء يسألونه يسألونه الملائكة فيقولون ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول قال الحق وهو العلي الكبير, فيقولون كلهم مثلما قال جبريل ××× فينتهي جبريل الوحي إلى حيث أمر الله عز وجل, فيه إثبات عظمة الله عز وجل, والإيمان به ومعرفته, وإثبات عظمته عز وجل حيث أن السماوات يأخذه منه رجفة أو رعدة شديدة, وحيث أن أهل السماوات يصعقون, وأنهم يخرون لله سجدا ××× جبريل, وهذا هو الشاهد من الترجمة كما في الحديث السابق إثبات عظمة الله من عظمة الملائكة أن السماوات أن الملائكة يحصل لهم حملة العرش يسبحون الله عز وجل حتى يبلغ التسبيح أهل السماوات ويستغفرونه في كل سماء, كل هذا يدل على عظمة الله عز وجل, وأن الملائكة مع عظم خلقتهم يسجدون لله, ويصعقون, ويخرون لله سجدا, ويستخبرون, وفيه أنهم لا يعلموا إلا ما علمهم الله عز وجل, نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

قال رحمه الله: باب قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.

عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: سمعت رسول الله r يقول: «يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض». رواه البخاري.

(شرح الشيخ):-

 نعم باب قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.

هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان عظمة الله عز وجل, وأنه يجب تعظيمه سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره, وأن العباد ما قدروا الله حق قدره ولا عظموه حق تعظيمه, وفيه من عظمته سبحانه أن الأرض قبضته يوم القيامة, وأن السموات مطويات بيمينه.

وفيه في الحديث الآخر أن الله يضع السموات على أصبع والأراضين على أصبع, والماء والثرى على أصبع, والجبال على أصبع, وسائر خلقه على أصبع, ثم يهزهن بيده ويقول أنا الملك أين ملوك الأرض.

وفي الحديث الآخر: ما السموات السبع والأراضين سبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.

كل هذا يدل على عظمة الله.

في حديث أبي هريرة: يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه فيقول أنا الملك أين ملوك الأرض, فيه إثبات اليمين لله عز وجل, وإثبات اليدين لله عز وجل, والرد على من أنكر ذلك من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة, وفيه إثبات عظمة الله عز وجل, ومن عظمته أنه يقبض الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك فأين ملوك الأرض.

وهذا هو الشاهد من الترجمة. نعم.

 

[القارئ]

أحسن الله إليكم.

وله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله r قال: إن الله يقبض يوم القيامة الأراضين وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك.

وفي رواية عنه: أن رسول الله r قرأ هذه الآيات ذات يوم على المنبر: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.

ورسول الله r يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار, أنا المتكبر, أن العزيز, أنا الكريم, فرجف برسول الله r المنبر حتى قلنا ليخرن به». رواه أحمد ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كيف يحكي عن رسول الله r؟ قال: يأخذ الله السموات والأراضين بيده فيقبضها فيقول أنا الملك, ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله r.

(شرح الشيخ):-

 نعم هذا الحديث هذا الحديث فيه هو من رواية البخاري أن الله تعالى يقبض يوم القيامة الأراضين فتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك وهذا فيه إثبات عظمة الله عز وجل, وهذا هو الشاهد من الترجمة أنه من عظمته أنه يقبض الأراضين وتكون السماوات بيمينه, السموات العظيمة يطويها بيمينه, ويقبض الأراضين ويقول أنا الملك.

وفي رواية عنه أن رسول الله r قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: {وما قدروا  الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.

يقول هكذا بيده ورسول الله r يقول هكذا بيده يحركها, ويقبل بها ويدبر, يعني يقول هكذا, يمجد الرب نفسه أنا الجبار, أنا المتكبر, أنا العزيز, أنا الكريم فرجف برسول الله r المنبر حتى قلنا ليخرن به, وهذا كله يدل على عظمة الرب عز وجل وهذا هو الشاهد من الترجمة, وأن الله أعظم من كل شيء وأن هذه السموات والأراضين مع عظمها لا تساوي شيء بالنسبة لعظمته سبحانه.

وفي رواية مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر, كيف يحكي عن رسول الله r؟ قال يأخذ الله سماواته وأراضيه بيده فيقبضهما فيقول أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها, هكذا يقبض هكذا, ××× الرسول يحكي ××× وليس هذا فيه تشبيه, وإنما من باب تحقيق الصفة, ليس هذا تشبيه بيد الرب, ××× يأخذ السماوات والأرض بيده مثل ما أشار في الحديث الآخر بإصبعه الإبهام إلى الأذن, والسبابة إلى العين تحقيق الصفة, يأخذ السماوات والأرض بيده يقبضهما فيقول أنا الملك, ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول أنا الملك, يقبل بها ويدبر, يأخذ الله السماوات والأرض بيديه فيقبضهما ويقول أنا الملك, ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول أنا الملك, قال الراوي حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه, حتى إن لأقول ××× برسول الله r كل هذا يدل على عظمة الرب سبحانه وتعالى, وأن هذه المخلوقات العظيمة من السماوات والأراضين لا تساوي شيء بالنسبة إلى عظمة الله عز وجل, نعم في حدود العاشرة إن شاء الله لعلنا ننتهي نعم.

القارئ: -

أحسن الله إليكم.

وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r: «اقبلوا البشرى يا بني تميم, قالوا قد بشرتنا فأعطنا, قال اقبلوا البشرة يا أهل اليمن, قالوا قد قبلنا فأخبرنا عن أول هذا الأمر؟ قال: كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء, وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء, قال فآتني آت فقال يا عمران إن حلت ناقتك من عقالها, قال فخرجت في أثرها فلا أدري ما كان بعدي».

(شرح الشيخ):-

 نعم هذا الحديث في الصحيحين عن عمران بن حصين, قال: قال رسول الله r اقبلوا البشرى يا نبي تميم, قالوا قد بشرتنا فأعطنا, فغضب النبي r لاستعجالهم واعتبر ذلك عدم قبول البشرى, فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم, في اللفظ الآخر ××× لم يقبلها بنو تميم, بنو تميم قالوا بشرتنا فأعطنا ما صبروا استعجلوا, فجعل ذلك عدم قبول لهم, وجاء أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا  أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم, فقالوا قبلنا يا رسول الله أهل اليمن قالوا قبلنا ××× أهل اليمن.

جاء أهل تميم فقالوا اقبلوا البشرى يا بنو تميم ××× قالوا قد بشرتنا فأعطنا ××× فجاء أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم في اللفظ الآخر, قالوا قبلنا, ثم قالوا فأخبرنا عن أول هذا الأمر يعني المخلوقات؟

قال: كان الله قبل كل شيء, وهذا مثل قوله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.

قال عليه الصلاة والسلام: «اللهم أنت  الأول وليس قبلك شيء».

قال: «كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء».

وفي اللفظ الآخر: ××× كل شيء فيه دليل على أن العرش والماء مخلوقان قبل كتابة المقادير.

في الحديث الآخر: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء».

فالعرش والماء موجودان قبل كتابة المقادير.

كتب الله مقادير هذا في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن مسلم «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء».

قال كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء, وهذا فيه إثبات عظمة الرب عز وجل, من عظمته أنه سبحانه كان قبل كل شيء, وأنه الأول الذي ليس قبله شيء, ومن عظمته هذا العرش العظيم, وهو عرش عظيم يدل على عظمة الرب, ومن عظمته أنه كتب المقادير في اللوح المحفوظ.

قال عمران بن حصين: فأتاني آتٍ فقال يا عمران انحلت ناقتك من عقالها, قال فخرجت في أثرها فلا أدري ما كان بعدي.

في اللفظ الآخر قال: "ليتني تركتها". وفي لفظ آخر قال: "ناقتك ذهبت في السراب". تمشي في السراب, معلوم أنها هي المركوب ما في سيارات عندهم إذا ضاعت الناقة عندهم ناقة يعني ضاع عليه ××× بعض السلف, بعض السلف كان معه عنده فرس وكان ممسكا بزمامها وهو يصلي, فإذا تحركت تحرك ويجرها ××× فرآه بعض التابعين قال له انظر إلى هذا الشيخ يعبث في صلاته أو كما قال, فلما سلم قال إني شاهدت رسول الله شاهدت تيسيره وإن ناقتي إذا تركتها ذهبت ولا أجد معنى كلامه ما أجد شيئا إلى الليل, وإني شاهدته وإلا لو تركتها ذهبت وإني شاهدت رسول الله وتيسيره, وهذا الرجل ما يدري هذا من التابعين تكلم ظن أن هذا ×××

والصحابي قال إن شاهدت رسول الله شاهدت تفسيره وهذا أمر يهمني, فلو ذهبت ناقتي لذهب علي شيء كثير وضاع علي شيء كثير وفاتني خير كثير يتعلق بالآخرة, ولهذا قال عمران انحلت ناقتك من عقالها فخرج فلا أدري ما كان بعدي.

في اللفظ الآخر: ليتني تركتها, يعني استمعت بقية حديث الرسول r الحديث الأخير نعم ولا باقي بعده حديث قبل الباب باقي بعده حديث نعم.

[القارئ]

"وعن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه, قال: جاء أعرابي إلى رسول الله r, فقال يا رسول الله: جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام, فاستسقي لنا ربك فإنا نستشفع بك على الله وبالله عليك, فقال رسول الله r: ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله r فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه, ثم قال: ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه, شأن الله أعظم من ذلك, ويحك أتدري ما الله إن عرشه على سماواته إلى هكذا, وقال بأصابعه مثل القبة عليه, وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب". رواه أحمد وأبو داود.

 

(شرح الشيخ):-

نعم ايش قال على التخريج هذا, الحديث هذا رواه أبو داود وأظن في سنده محمد بن إسحاق المدرس وبعض العلماء ضعفه, وقال إن الحديث ضعيف وفي متنه نكارة وهو قولة: إنه ليئط أطيط الرحل بالراكب, وشيخ الإسلام رحمه الله وابن القيم قويا هذا الحديث وقالا هذا الحديث له شواهد, وقد ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد باب لا يستشفع بالله على خلقه, وذكر هذا الحديث, نعم.

طالب: ×××

الشيخ: نعم ××× وضعفوه غيره معروف ××× حتى ابن ××× الذي ضعفه ×××

طالب: ×××

الشيخ: لا ××× متقدم, متقدم.

طالب:

الشيخ: ألف رسالة قال التغليط والتخطيط في تضعيف حديث الأطيط.

طالب: أحسن الله إليك الدمشقي؟

الشيخ: ×××

طالب: أبو القاسم الدمشقي.

الشيخ: الذي هو تاريخ الشام.

طالب: ابن عساكر.

الشيخ: ابن عساكر نعم ابن عساكر قال تخطيط ×××

فالمقصود أن من العلماء من ضعفه ومنهم من حسنه وقواه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وتبعه الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, وقالوا الحديث له شواهد والأدلة على عظمة الرب وعلوه عز وجل كلها شواهد له من القرآن ومن السنة, وأما قوله إنه يئط به أطيط الرحل هذا شيء يتعلق بالعرش يتعلق بالعرش والله تعالى ليس به حاجة للعرش ولا لغيره.

وذكر في تلبيس الجهمية أن في حمل العرش قيل الملائكة حملة العرش أنهم يحملون العرش ولا يحملون الله.

والقول الثاني: أنهم يحملون العرش ومن فوقه, والله تعالى أعطاهم القوة قولان لأهل العلم ذكر في بيان تلبيس الجهمية قيل أنهم يحملون العرش حملة العرش يحملوا العرش, ولا يحملوا الله.

والقول الثاني أنه يحمل العرش ومن فوقه والله تعالى أعطاهم القوة, وهذا الأطيط صوت أطيل الرحل بالراكب, الرحل إذا كان ثقيل تسمع له أزيز تسمع له الرحل إذا كان على الدابة وثقيل تسمع له صوت هذا الصوت يسمى أطيط.

قالوا من النكارة هذا من النكارة كيف هذا يكون له أطيط ويحملون العرش, يقول شيخ الإسلام قال المعروف لأهل العلم والحديث له شواهد وهو دليل على عظمة الرب, فيه قال جاء أعرابي في حديث جاء أعرابي إلى رسول الله r فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال أصابها الجهد والتعب ونهكت الأموال وهلكت الأنعام يعني من قلة المطر والجدب, فاستسقي لنا ربك يخاطب من؟ يخاطب الرسول فإنا نستشفع بك على الله وبالله عليك, وفي لفظ ونستشفع بالله عليك, فالرسول r أنكر على الأعرابي قوله ونستشفع بالله عليك, أقر كلمته ××× نستشفع بك على الله هذا ما فيه مانع يعني نتوسل بك إلى الله بدعائك يا رسول الله تدعوا وتسأل الله لنا الغيث ونحن نؤمن هذا استشفاع نستشفع بك على الله نتوسل بدعائك على الله ×××

لكن الثانية قال ونستشفع بالله عليك يعني نجعل الله وسيلة إليك يا محمد, هذا هو الذي أنكره النبي r قال ويحك أتدري ما الله ما تقول أنكر عليه قوله ونستشفع بك على الله ويحك أتدري ما تقول, وسبح رسول الله r فما زال يسبح سبحان الله, سبحان الله, سبحان الله, سبحان الله, سبحان الله حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه إنكار لقول الأعرابي ونستشفع بالله عليك الجملة الأولى ما في مانع نستشفع بالله عليك يعني نجعلك تشفع لنا عند الله فأنت تدعوا ونحن نؤمن, لكن الجملة الثانية ونستشفع بك على الله أي نجعل الله نجعلك الله واسطة بينا وبينك يا محمد, هذه أنكرها ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه, ثم قال ويحك إنه لا يستشفع بالله على خلقه, شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله إن عرشه على سماواته إلى هكذا وقال بأصابعه مثل القبة وإنه لا يئط به أطيط الرحل بالركب. رواه أبو داود, وأحمد. 

الحديث فيه عظمة الله عز وجل, وأنه أعظم من كل شيء, وأنه من عظمته أنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه, ومن عظمته أن الله تعالى أن عرشه على سماواته مثل القبة, يدل على أن العرش وإن كان مقبب لكن له قوائم بخلاف السماوات كلها مقبة ومستديرة, لكن العرش له قوائم هذا هو الشاهد ××× وكما في الحديث الأول قال كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء, كل ذلك يدل على عظمة الرب سبحانه وتعالى وعظمة السماوات من عظمته سبحانه وتعالى نعم الحديث الأخير نعم.

 

 

[القارئ]

أحسن الله إليكم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r قال الله عز وجل: «كذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وَأَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ، وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ».

وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما: "وأما شتمه إياي فقوله لي ولد وسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولدا". رواه البخاري.

ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله r قال الله تعالى: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار».

 (الشرح)

هذان حديثان قدسيان من كلام الله عز وجل تكلم بهما لفظا ومعنى خلافا للأشاعرة وهما من كلام الله لأن النبي r أضافهما إلى الله قال: قال الله عز وجل ×××

وفي الثاني قال الله تعالى, إذًا أضافه إلى الله فهو من قول الله لفظ ومعنى مثل القرآن إلا أن الأحكام تختلف عن القرآن.

الحديث الأول حديث أبي هريرة قال, قال رسول الله: كذنبي ابن آدم ولم يكن له ذلك, وشتمني ولم يكن له ذلك, أما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني. هذا كافر, كافر الذي أنكر الإعادة أنكر البعث لن يعيدني يعني البعث أنكر البعث.

قال الله ردا عليه: وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته.

قال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}[يس:78]^.

{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}[يس:79].

{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}[يس:81].

فالقادر على البدء قادر على الإعادة {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم:27].

فرد الله عليهم على منكري البعث لأن القادر على البدء والخلق قادر على الإعادة, وليس الإعادة شاقة على الله وصعبة عليه بل كله هين على الله, ولهذا قال لن هذا تكذيبهم, قال إما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادتي وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا, الشتم يطلق على الذم والعيب, هذا ذم لله وسب لله يسمى شتم.

فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يكن له كفوا أحد.

الأحد الذي لا نظير له ولا مثيل. الصمد السيد الكامل السؤدد الذي تصمد الخلائق لحوائجها وهو كامل في نفسه, الذي لم يلد ولم يولد لم يتفرع منه شيء ولم ××× وليس متفرعا من شيء ليس له ولد ولا والد سبحانه وتعالى, ولم يكن له كفوا أحد ليس له مماثل.

وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهم: وأما شتمه إياي فقوله لي ولد وسبحاني أن اتخذ صاحبة أو ولدا, صاحبة زوجة أو ولدا رواه البخاري.

ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله قال الله تعالى في الحديث القدسي: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر وأقلب الليل والنهار».

فيه أن سب الدهر أذية لله ولا يلزم من الأذية الضرر, فالله تعالى لن يضره أحد من خلقه.

وفي الحديث حديث ××× الحديث القدسي: «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني, ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني».

إذًا ما يستطيعون أن يضروا الله ولا يستطيعون أن ينفعوا الله لا ××× ضره ولا نفعه فالله تعالى لا ينتفع به أحد ولا يتضرر به أحد, لا تنفعه طاعة المطيعين ولا تضره معصيتهم بل هو النافع الضار, إذًا ما يلزم من الأداء الضرر.

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}[الأحزاب:57].

فهذا فيه أذية لله لكن ليس فيه ضرر.

وفي الحديث الآخر: أن جهنم لا يزال يلقى فيها حتى يضع فيها الرب رجله فتقول قط, قط وتمتلئ, والله تعالى لا يضره أحد من خلقه.

قال الله تعالى: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر».

فيه أن سب الدهر سب لله بيدي الأمر أقلب الليل والنهار, والدهر هو الليل والنهار لأن الله هو مصرفه, فمن سب الدهر فقد سب الله, لأن الله هو الذي يدبر الليل والنهار.

وفي اللفظ الآخر: «أقلب الليل والنهار».

والذي يقلب الليل والنهار هو الله, فمسبة الدهر سب لله, وفيه دليل على أن الدهر ليس من أسماء الله, وقد غلط العلماء ابن حزم حينما عد الدهر من أسماء الله, قال من أسماء الله الدهر, هذا ليس من أسماء الله بدليل أن الرب سبحانه وتعالى فسر ××× قال: وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار, فيه أن الدهر ليس هو الله ليس من أسماء الله, الدهر هو الليل والنهار قال أقلب الليل والنهار, فليس الدهر من أسماء الله كما غلط بذلك ابن حزم رحمه الله, بل الدهر هو الليل والنهار, قال وأنا الدهر أقلب ليله ونهاره, فدل على أن الدهر هو الليل والنهار وليس الدهر هو الله, وأما قوله أنا الدهر يعني مقلب الدهر ومصرف الدهر, وأنا الدهر ...

وفي الحديث الآخر يسب الدهر وأنا الدهر هنا وأنا الدهر يعني مقلب الدهر ومصرف الدهر, وأنا الدهر ××× ولذلك قال وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار.

وفي هذا الحديث عظمة الرب سبحانه وتعالى وهذا هو الشاهد من الترجمة عظمة الرب عز وجل, وأن من عظمته سبحانه وتعالى أنه يعيد الخلق بعد بدئهم ويبعثهم ويعيدهم خلقا جديدا, وفيه أن من أنكر البعث فهو ××× شتم لله وذم له وأن هذا فيه أذية لله عز وجل, ومن فعل ذلك لم يقدر الله حق قدره من آذى الله وأنكر البعث فإنه لم يقدر الله حق قدره وهذا هو الشاهد من الترجمة {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الزمر:67].

فمن أنكر البعث فقد شتم الله وعاب الله وآذى الله ولم يقدر الله حق قدره.

وهذا كفر وضلال والكفار لم يقدروا الله حق قدره ولم يعظموا الله حق تعظيمه, ولذلك حكم عليهم سبحانه وتعالى بالكفر والخلود في النار, نسأل الله السلامة والعافية, ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم الإيمان والإيمان الصحيح وأن يثبتنا على دينه وأن يرزقنا التوحيد الخالص, وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه من العمل الصالح الذي هو ثمرة الإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد