شعار الموقع

شرح منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول 4

00:00
00:00
تحميل
84

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا وعملًا يا كريم, واغفر اللهم لنا ولشيخنا والحاضرين والمسلمين.

(المتن)

قال الشيخ: حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في تتمة كلامه:

فصل في بيان أمور يفعلها العامة منها ما هو شرك، ومنها ما هو قريب منه، وبيان حكم الرقى والتمائم.

قال رحمه الله تعالى:

وفي التمائمِ المعلَّقاتِ
 

 

 

إن تكُ آياتٍ مُبيِّناتِ
 

 

فالاختلافُ واقعٌ بينَ السلَفْ
 

 

 

فبعضُهم أجازها والبعضُ كَفْ
 

 

وإن تكُنْ مِما سِوى الوحيينِ
 

 

 

فإنها شركٌ بغيرِ مَينِ
 

 

بل إنها قَسِيمةُ الأزلامِ
 

 

 

في البعد عن سِيمَا أولي الإسلامِ
 

 

 

(الشرح)

  • هذا معنى أن التمائم وهي: ما يُعلق على الرقاب, في الرقبة أو في غيرها على نوعين:

النوع الأول: تمائم مكتوب فيها قرآن, آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو أدعية, فهذه اختلف العلماء فيها منهم من منعها, ومنهم من أجازها, والذي أجازها قال: هذه آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأدعية شرعية, وأما من منع فقال: إن هذه تميمة يتعلق بها القلب, والواجب أن يتعلق القلب بالله؛ وهذا هو الصواب, الصواب لمن؟ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من علق تميمة فلا أتم الله له, ومن تعلق ودع فلا ودع الله عليه».

النوع الثاني: تميمة ليس فيها من القرآن ولا من الأحاديث ولا من الأدعية, فهذه ممنوعة على كل حال, مما قد يكون فيها طلائع, وقد يكون مكتوب فيها توسل بأسماء الشياطين أو الملائكة أو الجن, هذه ممنوعة على كل حال. 

(المتن)

فصل من الشرك فعلُ مَن يَتبرك بشجرة، أو حَجر، أو بقعة، أو قبر، أو نحوها، يتخذ ذلك المكان عيدًا، وبيان أن الزيارة تنقسم إلى: سنية، وبدعية، وشركية.

قال رحمه الله تعالى:

هذا ومِن أعمالِ أهلِ الشركِ
 

 

 

مِن غيرِ ما تَردُّدٍ أو شكِّ
 

 

ما يَقصِدُ الجُهَّالُ مِن تعظيمِ ما
 

 

 

لم يأذنِ اللهُ بأن يُعظَّمَا
 

 

كمَن يلُذْ ببقعةٍ أو حَجَرِ
 

 

 

أو قبرِ مَيْتٍ أو ببعضِ الشجَرِ
 

 

مُتخِذًا لذلكَ المكانِ
 

 

 

عيدًا كفعلِ عابدي الأوثانِ
 

 

ثم الزيارةُ على أقسامِ
 

 

 

ثلاثةٍ يا أمةَ الإسلامِ
 

 

فإنْ نوى الزائرُ فيما أضمرَهْ
 

 

 

في نفسِه تذكِرةً بالآخرَةْ
 

 

ثم الدُّعا له وللأمواتِ
 

 

 

بالعفوِ والصفحِ عنِ الزلاتِ
 

 

ولم يكُنْ شَدَّ الرحالَ نحوَها
 

 

 

ولم يقُلْ هُجْرًا كقولِ السُّفَهَا
 

 

فتِلك سنةٌ أتَتْ صريحَةْ
 

 

 

في السننِ المثبتَةِ الصحيحَةْ
 

 

 

(الشرح)

هذا التبرك بالشجر والحجر أو غيرهما, أو الغار, أو غير هذا أيضًا إن اعتقد أن البركة في ذاته وأن البركة منه هذا شرك أكبر بالربوبية, وفيه مذلة, لو اعتقد أن هي المؤثرة وأن البركة منها, أما إذا اعتقد أنها سبب والبركة منها, فهذا على شرك أصغر؛ لأن الله لم يجعلها سببًا, ولهذا بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله "باب من تبرك بشجرٍ أو حجر أو نحوهما", الشيخ حافظ أخذ هذا من كتاب التوحيد.

الطالب: المؤلف رحمه الله ذكر أنه يدعو لنفسه والأموات؟.

الشيخ: الدعاء ولو لنفسه والأموات عند المقبرة من البدع ومن وسائل الشرك.

الطالب: الدعاء للأموات لا بأس.

الشيخ: الدعاء إذا زاره الدعاء اليسير, أما يدعو للأموات كذلك ممنوع.

الطالب: وإن كان يدعو لنفسه؟.

الشيخ: لا يدعو لنفسه ولا للأموات, يزور الميت ويدعو دعوات تابعة للزيارة, ولا يُطيل المكث, أما إذا أطال المكث وجعل يدعو فهذا ممنوع.

الطالب: لو تسمح يا شيخ؛ لأنه ذكرها بطريقة كأنه جعل هذه السنة.

الشيخ: أعد.

(المتن)

ثم الزيارةُ على أقسامِ
 

 

 

ثلاثةٍ يا أمةَ الإسلامِ
 

 

فإنْ نوى الزائرُ فيما أضمرَهْ
 

 

 

في نفسِه تذكِرةً بالآخرَةْ
 

 

ثم الدُّعا له وللأمواتِ
 

 

 

بالعفوِ والصفحِ عنِ الزلاتِ
 

 

ولم يكُنْ شَدَّ الرحالَ نحوَها
 

 

 

ولم يقُلْ هُجْرًا كقولِ السُّفَهَا
 

 

فتِلك سنةٌ أتَتْ صريحَةْ
 

 

 

في السننِ المثبتَةِ الصحيحَةْ
 

 

 

(الشرح)

هذا يقول: إذا نوى الزيارة الشرعية وأنه ينوي بقلبه, ويستفيد الحي برقة القلب وتذكر الآخرة, ويستفيد الميت بالدعاء, وليس فيها محظور فلا بأس, ينتفع الميت بالدعاء وينتفع الحي بتذكر الآخرة, تكون دعواته تابعة للزيارة, ما معناه الإطالة يجلس ساعة ولا ساعتين؛ لا, يعني يدعو: السلام عليكم فلان غفر الله لك ورحمك, هذا هو الدعاء, دعوات تابعة للزيارة, أما يأتي يجيب كتاب ويجلس ساعتين يقرأ أدعية لا, هذا ممنوع وهذا من البدع, أو يقرأ قرآن, لكن دعوات قليلة تابعة للزيارة.

الطالب: السؤال هل اللي ذهب لزيارة القبر يدعو لنفسه أم للميت؟.

الشيخ: ما يدعو لنفسه.

الطالب: ذكرها المؤلف رحمه الله.

الشيخ: يقول: يدعو لنفسه.

الطالب:

ثم الدُّعا له وللأمواتِ
 

 

 

بالعفوِ والصفحِ عنِ الزلاتِ
 

 

 

الشيخ: اللهم اغفر لنا وله, هكذا, نسأل الله لنا ولكم العافية هذه دعوات خفيفة دعاء لنفسه وللميت, ليس المقصود أن يخص نفسه بدعوات طويلة, هذه دعوات تابعة للميت يدعو لنفسه وللميت, يقول: نسأل الله لنا ولكم العافية, اللهم اغفر لنا ولهم, السلام عليك يا فلان غفر الله لنا ولك, دعوات خفيفة تابعة للزيارة, أما أن يأتي يجلس ساعة ونصف أو ساعة يدعو أو يقرأ القرآن هذا ممنوع.

الطالب: يعتقد البركة في المكان هذا؟.

الشيخ: كذلك, مثل ما سبق على نوعين:

الأول: إن اعتقد أن المكان هذا فيه بركة من ذاته هذا شرك أكبر.

الثاني: ولو اعتقد أن الله جعل فيه البركة هذا الشرك الأصغر؛ لأن الله ما جعل فيه بركة.

(المتن)

أو قَصَدَ الدعاءَ والتوسُّلا
 

 

 

بهم إلى الرحمنِ جل وعلا
 

 

فبدعةٌ محدثةٌ ضلالَةْ
 

 

 

بعيدةٌ عن هَدْيِ ذي الرسالةْ
 

 

 

(الشرح)

صدق, إذا قصد التوسل للميت بذاته, يدعو الله ويجعله وسيلة هذا بدعة وهذا من البدع المحدثة, الوسيلة تكون بأسماء الله وصفاته ما تكون بالميت.

(المتن)

وإن دعا المقبورَ نفسَه فقدْ
 

 

 

أشركَ بالله العظيمِ وجَحَدْ
 

 

لن يَقبلَ اللهُ تعالى منْهُ
 

 

 

صرفًا ولا عدلا فيعفوْ عنْهُ
 

 

إذ كلُّ ذنبٍ موشكُ الغفرانِ
 

 

 

إلا اتخاذَ الندِّ للرحمنِ
 

 

 

(الشرح)

إذا دعاه نفسه, إذا دعا الميت نفسه هذا شرك أكبر, المؤلف ذكر الحالات كلها:

  1. يعني إما أن يدعوه لنفسه هذا شرك.
  2. أو يجعله وسيلة هذا بدعة.
  3. أو يدعو له وللميت دعوة خفيفة هذه زيارة شرعية.

 

 

 

 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد