شعار الموقع

كتاب الجنائز (01) باب تلقين الموتى لا إله إلا الله – إلى باب التشدد في النياحة

00:00
00:00
تحميل
63

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد

كتاب الجنائز
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
 

وحدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين وعثمان بن أبي شيبة. كلاهما عن بشر. قال أبو كامل: حدثنا بشر بن المفضل. قال حدثنا عمارة بن غزية.قال حدثنا يحيى بن عمارة. قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله ﷺ "لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله".                                                                                
 وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني الدراوردي). ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال حدثنا خالد بن مخلد.قال حدثنا سليمان بن بلال. جميعا، بهذا الإسناد.

الشرح
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
الجنائز جمع جَنازة وجِنازة بالكسر وبالفتح والكسر أفصح ويقال جَنازة بالفتح للميت وبالكسر للنعش الذي عليه ميت وقيل العكس وفي الحديث لقنوا موتاكم أي لقنوا المحتضرين أي من حضره الموت ليس المراد بعد الموت المراد قبيل الموت لقنوا موتاكم قبيل الموت لقنوا محتضريكم فيه مشروعية تلقين الشهادة لا إله إلا الله فيه أنه يلقن كلمة التوحيد لاإله إلا الله والشهادة لمحمد رسول الله تابعة داخلة فيها والشهادتان لا تصح إحداهما بدون الأخرى فمن شهد أن لا إله إلا الله ولم يشهد أن محمد رسول الله لا يصح ذلك ومن شهد أن محمد رسول الله بدون ما يشهد أنه لا إله إلا الله لم تقبل منه وإذا أطلقت إحداهما دخلت فيها الأخرى ،وفيه مشروعية تلقين الميت لا إله إلا الله لقنوا موتاكم أي محتضريكم كقوله ﷺ في الحديث الآخر اقرؤوا على موتاكم ياسين أي على محتضريكم وليس المراد تقرأ بعد الموت لا , بعد الموت لا يشرع قراءة القرآن عند الميت وإنما يشرع قبل الموت قيل أنها تخفف عنه سياق الموت وكذلك هنا تلقين موتاكم أي محتضريكم من حضره الموت يلقن كلمة التوحيد برفق يقول لا إله إلا الله من حضره فإذا قالها سكت  فإن تكلم بشيء من كلام الدنيا  أعاد عليه التلقين قال لا إله إلا الله حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله ،وفي الحديث الآخر من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة فينبغي لمن حضر الميت أن يلقنه كلمة التوحيد برفق يقول لا إله إلا الله عنده ولا يضجره يقول قل لا إله إلا الله بل يذكره بها حتى يقولها
المتن
 

وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة. ح وحدثني عمرو الناقد. قالو جميعا: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان  عن أبي حازم، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله ﷺ لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله.
حدثنا يحييى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. أخبرني سعد بن سعيد عن عمر بن  كثير بن أفلح، عن ابن سفينة، عن أم سلمة رضي الله عنها ؛ أنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ! أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا أخلف الله له خيرا منها.
قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله ﷺ. ثم إني قلتها. فأخلف الله لي رسول الله ﷺ.


الشرح :
اللهم أجرني في مصيبتي فيها مد وقصر اللهم أجرني بالمد اللهم آجرني مد الهمزة مع كسر الجيم والقصر اللهم أجرني مع سكون الهمزة وضم الجيم وأصلها إئجرني همزتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة مع ضم الجيم وأخلف لي بقطع الهمزة وسكون الجيم وأخلف بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر اللام
المتن
قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله ﷺ. ثم إني قلتها. فأخلف الله لي رسول الله ﷺ.قالت أرسل إلي رسول الله عليه وسلم حاطب ابن أبي بلتعة يخطبني له فقلت : إن لي بنتا وأنا غيور , فقال: أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة, وحدثنا أبو بكر  ابن أبي شيبة ,قال حدثنا أبو سلمة
 
الشيخ
فضل قول هذا الدعاء ومشروعيته عند المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون) الله تعالى وعد الصابرين وبشرهم بشارة عظيمة وأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأنهم من المهتدين قال تعالى وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  ۝  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
هذه بشارة عظيمة وفيه دليل على أن هذا الدعاء وهذا الذكر دليل على الصبر ومن أعمال الصابرين وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  ۝  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ  ، إنا لله خلقنا لعبادته ونحن عبيده ونحن إليه راجعون سوف نرجع إلى الله ونلاقي الله ويجزينا بأعمالنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات ، صلاة الله الثناء عليه في الملأ الأعلى ورحمة أي مع رحمته ، وهنا عطف الرحمة على الصلاة أولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ مرحومون (هؤلاء هم أهل الرحمة ) ولهم ثناء من ربهم في الملأ الأعلى وهم من أهل الهداية مهتدون ، هذا فضل عظيم ومن قال بعد ذلك اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها واعتقاد لما قاله النبي ﷺ فإن الله يأجره في مصيبته ويخلف له خيرًا منها ، أم سلمة رضي الله عنها قالتها وهي موقنة لما سمعت النبي ﷺ يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول هذا الذكر إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها قالت في نفسها من خير من أبي سلمة رجل صالح أول من هاجر أول بيت هاجر من خيرًا منه ثم قالت عزمت على نفسي فقالتها موقنة بتحقيق ما وعد به النبي ﷺ فلم تلبث أن خطبها النبي ﷺ وكان الرسول خيرًا من أبي سلمة
الطالب
( المتن السابق الذي فيه روح في المتن نفسه في المفهم قال ح وحدثنا بكر بن شيبة ولم يذكر روح )
المتن

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة عن سعد بن سعيد. قال: أخبرني عمر بن كثير بن أفلح. قال: سمعت ابن سفينة يحدث ؛ أنه سمع أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ تقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ! أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا آجره الله في مصيبته. وأخلف له خيرا منها.
قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله ﷺ. فأخلف الله لي خيرا منه. رسول الله ﷺ.
وحدثنا محمد بن عبدالله بن نميير. قال حدثنا أبي. حدثنا سعد بن سعيد.قال أخبرني عمر (يعني ابن كثير) عن ابن سفينة، مولى أم سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ. قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: بمثل حديث أبي أسامة. وزاد: قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله ﷺ ؟ ثم عزم الله لي فقلتها. قالت: فتزوجت رسول الله ﷺ.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة ؛ قالت: قال رسول الله ﷺ: إذا حضرتم المريض، أو الميت، فقولوا خيرا. فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي ﷺ. فقلت: يا رسول الله ! إن أبا سلمة قد مات. قال: قولي: اللهم ! اغفر لي وله.. وأعقبني منه عقبى حسنة قالت: فقلت. فأعقبني الله من هو خير لي منه. محمدا ﷺ


الشيخ:
وذلك أنها قالتها عن إيمان وصدق موقنة بهذا الوعد الكريم
سؤال/ (14:14)
جواب / الأجر في الآخرة والإخلاف في الدنيا قال الله تعالى : وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ  يخلفه في الدنيا مع الأجر وثواب في الآخرة
سؤال/ (14:35)
جواب/ هذه على طريقة الأشاعرة النبي ﷺ أقرّها على هذا ، قد تكون قالت هذا بعد وفاة النبي ﷺ ، لكن عزم الله لي يعني هي المترددة الآن ، يعني وفقها الله في مقالتها كانت مترددة ثم عزم الله لها أي شاء الله لها قال تعالى وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ يعني أن الله سبحانه وتعالى وفقني لذلك فعزمت ، نوت بقلبها أن تعزم فعزمت ما فيه إشكال
المتن

حدثني زهير بن حرب. حدثنا معاوية بن عمرو. حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أم سلمة. قالت: دخل رسول الله ﷺ على أبي سلمة وقد شق بصره. فأغمضه. ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر. فضج ناس من أهله. فقال لاتدعوا على أنفسكم إلا بخير. فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين. واغفر لنا وله يا رب العالمين. وافسح له في قبره. ونور له فيه.


الشرح
واخلفه في عقبه في الغابرين يعني الباقين الله تعالى يقول إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ يعني في الباقين وقد شقّ بصره ، البصر هو الفاعل ويجوز قد شقّ بصرَه ، بصرُه بالرفع وبصرَه بالنصب
وفيها أن الروح ذات تقبض ولهذا وصفها النبي ﷺ بأنها تقبض فدلّ على أنها ذات تقبض ، فإذا خرجت تبعها البصر ، ولهذا تبقى عين الميت مفتوحتان ، ويشترط تغميض عينيه ، لأنه ينظر إلى الروح وفيه الرد على أهل الكلام الذين يخوضون في الروح بعضهم يقولون أنها صفة من صفات البدن وبعضهم يقول في الدم وبعضهم يقول طبيعة من طبيعة الجسد هذا الحديث دل أنها تقبض وأنها ذات  تقبض وتتوفى وتمسك قال تعالى : اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، خاطب ارجعي تمسك تقبض دل على أنها ذات والله أعلم بكيفيتها ، خلافًا لأهل الكلام وأهل الفلسفة الذين خاضوا في الروح تكلموا فيها منهم من قال هي الدم ، في طبيعة الجسد ، خاضوا فيها الله تعالى يقول : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُم منْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ، لما سأل اليهود النبي عن الروح أنزل الله هذه الآية : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُم منْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً
من أمر ربي أي من أموره من المخلوقات التي خلقها
إذا كان الناس لا يعلمون كيفية الروح وهي موجودة وهي مخلوقة ولا يعرفون كنهها ولا حقيقتها فهم أعجز من أن يعلموا كيفية صفات الله وكنهها ، وهذا فيه الرد على أهل البدع الذين ينكرون الصفات أو يكيفونها يشبهونها بصفات الخلق فهذه الروح الآن مخلوق موجود بين يدي الإنسان ولا يعلم الإنسان كيفيتها ولا كنهها ولا حقيقتها فكذلك حقائق ما أخبر الله به في الآخرة لا يعلم كيفيتها إلا هو ، كذلك حقائق أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى
المتن:
 

وحدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي. حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله بن الحسن. حدثنا خالد الحذاء، بهذا الإسناد، نحوه. غير أنه قال: واخلفه في تركته وقال: اللهم ! أوسع له في قبره ولم يقل: افسح له.
وزاد: قال خالد الحذاء: ودعوة أخرى سابعة نسيتها.
وحدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج عن العلاء بن يعقوب. قال: أخبرني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره ؟ قالوا: بلى. قال فذلك حين يتبع بصره نفسه.
وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني الدراوردي) عن العلاء، بهذا الإسناد.

الشرح:
فيه دليل على أن الروح تسمى نفسًا ، فهذا الأول أن الروح إذا قبض تبعه البصر سماها روحًا وهنا قال أن الإنسان يتبع بصره نفسه والأغلب أنها لا تسمى نفس إلا إذا كانت مع الجسد فإذا كانت مفردة يقال لها روح أما إذا كانت في الجسد يقال لها نفس ولكن هنا غير الغالب سماها نفسًا قال تعالى : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي، سماها عند قبضها عند خروجها سماها نفسًا .
وفي قوله تعالى للمعذبين أخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ سماها نفسا وسماها روح
المتن:

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وإسحاق بن إبراهيم. كلهم عن ابن عيينة. قال ابن نمير. حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن عبيد بن عمير. قال: قالت أم سلمة: لما مات أبو سلمة قلت: غريب وفي أرض غربة. لأبكينه بكاء يتحدث عنه. فكنت قد تهيأت للبكاء عليه. إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني. فاستقبلها رسول الله ﷺ وقال: أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه ؟ مرتين. فكففت عن البكاء فلم أبك.


الشرح
المرأة من عوائل المدينة ، وأصل الصعيد في الأرض مثل ما يقال فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا الصعيد ما تصعد على وجه الأرض لكن المراد جاءت من العوالي تريد أن تسعدها أي تبكي معها فلما قال لها الرسول ﷺ أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله منه كفت عن ذلك رضي الله عنها ، وفيه استجابة الصحابة والصحابيات لأمر الله وأمر رسوله ﷺ وعدم التأخر وهذا هو الواجب على المسلم أن يقبل أمر الله وأمر رسوله وأن لا يكون له الخيرة في ذلك قال الله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ  قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فالصحابة أسرع الناس استجابة لأمر الله ورسوله يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وكانوا في الجاهلية يساعد بعضهم بعضًا في البكاء إذا كان الإنسان عندهم ميت جاء من حوله من الجيران أو من غيرهم ولاسيما النساء يبكون مع أهل البيت يبكون بكاء تصنع ثم إذا حصل لأولئك أيضًا مصيبة ذهبوا معهم يبكون معهم مقاصة من باب المقاصة ، قضاء يقضون هذا
سؤال/ قال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله مرتين (تكلم عنه)قال يحتمل ذلك والله أعلم أن يكون ذلك بسبب صحة إسلام أبي سلمة وصدق هجرته
جواب / هو لا شك أن أبا سلمة رضي الله عنه أقرّ أم سلمة على قولها أنه أول بيت هاجر ، وأنه من خير من أبي سلمة وإن كان النبي ﷺ لم يعلم لكن الله يعلم ، لو قيل أن النبي لم يعلم فإن الله يعلم ، لو كان كلامها مخالفًا للواقع لما أقرها الوحي
سؤال/ هل هذا يحمل على قبل علمها بالنياحة أنها لا تجوز
جواب / نعم ، لا شك .. لما قال لها النبي ﷺ امتنعت
ويحتمل أن هذا أول وقت النهي
المتن :

حدثنا أبو كامل الجحدري. حدثنا حماد (يعني ابن زيد) عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد. قال:  كنا عند النبي صلى الله عله وسلم. فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه. وتخبره أن صبيا لها، أو ابنا لها، في الموت. فقال للرسول: ارجع إليها. فأخبرها: إن لله ما أخذ وله ما أعطى. وكل شيء عنده بأجل مسمى. فمرها فلتصبر ولتحتسب

الشرح:
نعم هذه هي التعزية ، التعزية ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى ) ، فلتصبر ولتحتسب
كذلك إذا أرسل إليه أن يحضر وهو قد لا يتمكن من الحضور يرسل إليه ويقول له هذا الكلام لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى فلتصبر ولتحتسب
 
المتن

 فعاد الرسول فقال "إنها قد أقسمت لتأتينها".
قال فقام النبي ﷺ. وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل. وانطلقت معهم. فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة. ففاضت عيناه. فقال له سعد: ما هذا ؟ يا رسول الله ! قال هذه رحمة. جعلها الله في قلوب عباده. وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.


 
الشرح:
وفيه حسن خلقه عليه الصلاة والسلام في الأول لما أرسلت إليه أرسل إليها يعزيها قال لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى فلتصبر ولتحتسب ، فأرسلت إليه  مرة أخرى أرسلت إليه الرسول تقسم عليه فبرّ قسمها عليه الصلاة والسلام وقام ومعه بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام فلما رفع إليه الصبي ونفسه تقعقع يعني حركة الروح في الخروج بكى عليه الصلاة والسلام بدمع العين رحمة له فلما سئل عن ذلك قال هي رحمة جعلها الله في قلوب الرحماء ، والمراد البكاء بدمع العين بدون صوت كما سيأتي أم الصوت والنياحة منهي عنه كما سيأتي.
المتن

وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير، حدثنا ابن فضيل. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية. جميعا عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. غير أن حديث حماد أتم وأطول.
حدثنا يونس بن عبدالأعلا الصدفي وعمرو بن سواد العامري. قالا: أخبرنا عبدالله بن وهب. أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبدالله بن عمر. قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له. فأتى رسول الله ﷺ يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود. فلما دخل عليه وجده في غشية. فقال "أقد قضى ؟ قالوا: لا. يا رسول الله ! فبكى رسول الله ﷺ. فلما رأى القوم بكاء رسول الله ﷺ بكوا. فقال "ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا  بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم.

الشرح
فيه أن البكاء بدمع العين بدون النياحة من الرحمة ولهذا قال النبي ﷺ هذه رحمة لما سأله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء فالبكاء بدمع العين من الرحمة وليس من النياحة وهو أفضل من التجلد كون الإنسان يبكي بدمع العين بدون صوت هذا من الرحمة ولهذا لما سأله قال ما هذا قال هذه رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء وقال في هذا الحديث ألا تسمعون  إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا  بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى اللسان ، يعني الصياح والعويل والصراخ وتعداد محاسن الميت كذا كذا كان يطعمنا وكان يسقينا وكان يشتري لنا وكان .. ، هذا من التسخط على قضاء الله وقدره هذا من الكبائر والصياح وتعداد محاسن الميت ولطم الخد وشق الجيب والثوب ونتف الشعر كلها من النياحة أما البكاء بدمع العين فهذا من الرحمة وكذلك حزن القلب ولما جاء خبر الأمراء الثلاثة في غزوة مؤتة جعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة قد قتلوا جلس النبي ﷺ على المنبر يعرف في وجهه الحزن عليه الصلاة والسلام فحزن القلب ودمع العين لا يؤاخذ عليه الإنسان وإنما يؤاخذ على الصياح والبكاء والعويل وهذا أفضل من التجلد ، البكاء بدمع العين أفضل من التجلد كما حصل لبعضهم ، لبعض العباد أو غيرهم لما بلغه خبر ميته ضحك هذه حالة ليست فاضلة بل حال النبي أكمل فالنبي ﷺ بكى وعرف في وجهه الحزن ولم يضحك وهذا الزاهد أو العابد ضحك يعني يريد أن يظهر أنه ليس متسخطًا ولا جازعًا فضحك فلما بلغته المصيبة ضحك والنبي ﷺ لما بلغه خبر هؤلاء الأمراء الثلاثة دعاهم على المنبر وجلس على المنبر يعرف في وجهه الحزن ﷺ وبكى لما رفع إليه الصبي ودمعت عينه وقال هذه رحمة فحال النبي أكمل من حال هذا العابد الذي ضحك لما بلغته مصيبة ، ولكن الممنوع إنما هو الصياح والعويل والبكاء وأن يفعل بجوارحه ما يغضب الله ، والصبر واجب وهو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عما يغضب الله من لطم أو شق أو نتف هذا هو الصبر هذا واجب أما الجزع فهو أن يفعل شيئا من ذلك السخط على قضاء الله وقدره بالبكاء والكلام الذي لا يليق ولطم الخد وشقّ الثوب ونتف الشعر والكلام السيء ولهذا قال النبي ﷺ لما (33:56) لا تقولوا إلا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، الجزع الجازع عليه وزر آثم والصابر هو الذي يحبس نفسه عن الجزع ولسانه عن التشكي وجوارحه عما يغضب الله ، هذا أدّى الواجب وهو مثاب وهناك الحالة الثالثة الرضا بقضاء الله وقدره أن يكون قلبه راضيًا مطمئنًا فهذا مستحب على الصحيح الرضا بقضاء الله وقدره مستحب قد يكون الإنسان قلبه راضي ولو كانت تدمع عينه ولو كان يحزن قلبه لا ينافي الرضا لأن هذه رحمة جعلها الله في قلوب الرحماء ، طبيعة في الإنسان ، أما الحالة التي أعلى منها وهي حالة الشكر وهو أن يشكر الله على هذه المصيبة لأنه يعتبرها نعمة ، حيث أن الله يكفر بها الخطايا ويرفع بها الدرجات ، فالمصيبة يكفر الله بها الخطايا ، وإذا شكر الله على ذلك وإذا صبر أثابه الله أيضا على الصبر وكذلك إذا رضي وشكر الله ، فالنص على هذه الأحوال ، قسم من الناس يجزع ويتسخط على قضاء الله وقدره فهؤلاء آثمون والقسم الثاني صابرون لكن ليسو راضين بالمصيبة فهؤلاء أدوا ما أوجب الله عليهم حصلوا على ثواب الصابرين والقسم الثالث الراضي بقضاء الله وقدره قلبه مطمئن وراضي وقسم خامس الذين يشكرون الله على المصائب ويعتبروها نعمة فهؤلاء تنقلب المحن في حقهم منح / تنقلب المحنة منحة وهؤلاء هم عباد الله في النص لا يقوى على هذا إلا القلة الموفقون ،
عند البكاء ذكر المحاسن من باب التسخط أما إذا أراد أن يذكر سيرته فيما بعد هذا شيء آخر، لكن صاحب المصيبة عند المصيبة يبكي ويذكر المحاسن فيصيح ويذكر محاسنه يعدد محاسنه من باب التسخط على قضاء الله وقدره .

سؤال/ أحسن الله إليكم ، القرطبي حين تحدث هنا قال ( أما النياحة التي كانت الجارية تفعله من تعداد خصال الميت والثناء عليه مما فيه من الخصال الدنيوية والمذمومة والصراخ المفضي إلى السخط والعبث من ضرب الخدود وشق الجيوب وكل ذلك محرم من أعمال الجاهلية ولا يختلف فيه ، فأما بكاء وصراخ لا يكون معه شيء من ذلك فهو جائز قبل الموت مكروهٌ بعده ، أما جوازه فبدليل حديث جابر ابن عسر
الشيخ
الصراخ ما عليه دليل البكاء والصراخ ممنوع لا قبل الموت ولا بعده ، الصراخ ممنوع ، إنما بدمع العين
الطالب
ذكر الدليل حديث جابر ابن عسر الذي أخرجه مالك أن رسول الله ﷺ جاء عبدالله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله ﷺ فقال غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاح النسوة وبكين فجعل جابر يسكتهن فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية
ووجه الدلالة أن النبي ﷺ أقرهن على البكاء والصياح قبل الموت وأمر بتركهن على ذلك وإنما قلنا أنه مكره بعد الموت ليس بمحرم لما في حديث جعفر من بكائهن بعد الموت وإعلام النبي ﷺ بذلك ونهيهن عنه فلما لم يلتفتن قال المبلغ احثوا في أفواههن التراب ولم يبالغ في الإنكار عليهن ولا زجرهن ولا ذمهن وإن كان ذلك محرم لفعل كل ذلك
جواب/ ليس بصحيح الرسول أنكر عليهن وقال احثوا في وجوههن التراب هذا لا يدل على أنه جائز والتفصيل ليس له أصل
سؤال/ (38:39)
جواب / دمع العين لا بأس ، البكاء يكون بدمع العين

المتن

وحدثنا محمد بن المثنى العنزي. حدثنا محمد بن جهضم. حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن عمارة (يعني ابن غزية) عن سعيد بن الحارث بن المعلى، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ أنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله ﷺ. إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه. ثم أدبر الأنصاري. فقال رسول الله ﷺ يا أخا الأنصار ! كيف أخي سعد بن عبادة ؟ فقال: صالح. فقال رسول الله ﷺ: من يعوده منكم ؟ فقام وقمنا معه. ونحن بضعة عشر. ما علينا نعال ولا  خفاف ولا  قلانس ولا  قمص. نمشي في تلك السباخ حتى جئناه. فاستأخر قومه من حوله. حتى دنا رسول الله ﷺ وأصحابه الذين معه.

الشيخ:

هذا فيه مشروعية زيارة المريض وأنه يستحب أن يذهب إلى المريض ماشيًا أو راكبًا ، وفي زيارة الرئيس والمتبوع والعالم مع أصحابه المريض وإظهار السنة
المتن

حدثنا محمد بن بشار العبدي. حدثنا محمد (يعني ابن جعفر) حدثنا شعبة عن ثابت. قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ﷺ:  الصبر عند الصدمة الأولى.

الشرح
الصبر عند الصدمة الأولى أما بعد ذلك يسلو ، يعني إذا مرت مدة يسلو لكن الصبر عند الصدمة الأولى عندما يبلغه الخبر هذا هو الصبر أما إذا مضت مدة فيسلو كما يسلو غيره
المتن
 

وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عثمان بن عمر. أخبرنا شعبة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله ﷺ أتى على امرأة تبكي على صبي لها. فقال لها اتقي الله واصبري. فقالت: وما تبالي بمصيبتي ! فلما ذهب، قيل لها: إنه رسول الله ﷺ. فأخذها مثل الموت. فأتت بابه. فلم تجد على بابه بوابين. فقالت: يا رسول الله ! لم أعرفك. فقال إنما الصبر عند أول صدمة أو قال: عند أول الصدمة.

الشرح
وهذا أخرجه البخاري في الصحيح بلفظ أنها قالت له لما قال اتقي الله واصبري فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه ثم لما ذهب النبي ﷺ قيل لها أن هذا هو النبي فشق عليها ذلك مشقة عظيمة وجاءها مثل الموت كيف ترد على النبي ﷺ ثم جاءت تعتذر إليه فلم تجد عنده بوابين فقالت يا رسول الله لم أعرفك فقال النبي ﷺ إنما الصبر عند الصدمة الأولى ، احتج به بعضهم بعض  الجمهور على جواز زيارة المرأة للقبور لكن هذا ليس بظاهر فيحتمل أن هذا كان قبل النهي

المتن

وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا خالد (يعني ابن الحارث). ح  وحدثنا عقبة بن مكرم العمَي. حدثنا عبدالملك بن عمرو. ح وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي. حدثنا عبدالصمد. قالوا جميعا: حدثنا شعبة، بهذا الإسناد. نحو حديث عثمان بن عمر، بقصته. وفي حديث عبدالصمد: مر النبي ﷺ بامرأة عند قبر.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير. جميعا عن ابن بشير. قال أبو بكر: حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال: حدثنا نافع عن عبدالله ؛ أن حفصة بكت على عمر. فقال: مهلا يا بنية ! ألم تعلمي أن رسول الله ﷺ قال إن الميت يعذب  ببكاء أهله عليه ؟.

الشرح
نساء جعفر سمع منهن بعض البكاء من باب الشيء الذي يغلب الإنسان قد يعفى عن الشيء اليسير ، مثل حفصة أن البكاء غلبها ومثل نساء جعفر ولا يستدل بهذا على الجواز كما استدل به صاحب الشارح  شارح المختصر وإنما يدل على أن الشيء اليسير الذي يغلب على الإنسان بدون اختياره يعفى عنه مثل نساء جعفر غلبهن هذا ومثل حفصة سمع لها بكاء من باب شدة الأمر غلبها الأمر بدون اختيارها


المتن

حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، قال: الميت يعذب في قبره بما نيح عليه.

الشرح
يعني يعذب بالنياحة والنياحة هي (الصوت المرتفع)


المتن
 

وحدثناه محمد بن المثنى. حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي ﷺ، قال: الميت يعذب في قبره بما نيح عليه.
وحدثني علي بن حجر السعدي. قال حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر ؛ قال: لما طعن عمر أغمي عليه. فصيح عليه. فلما أفاق قال: أما علمتم أن رسول الله ﷺ إن الميت ليعذب ببكاء الحي ؟
حدثني علي بن حجر. حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني، عن أبي بردة، عن أبيه ؛ قال: لما أصيب عمر، جعل صهيب يقول: وا أخاه ! فقال له عمر: يا صهيب ! أما علمت أن رسول الله ﷺ قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي؟.
وحدثني علي بن حجر. أخبرنا شعيب بن صفوان أبو يحيى عن عبدالملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى ؛ قال: لما أصيب عمر أقبل صهيب من منزله. حتى دخل على عمر. فقام بحياله يبكي. فقال عمر: علام تبكي ؟ أعلي تبكي ؟ قال: إي  والله ! لعليك أبكي يا أمير المؤمنين ! قال: والله ! لقد علمت أن رسول الله ﷺ قال من يبكى عليه يعذب. قال: فذكرت ذلك لموسى بن طلحة. فقال: كانت عائشة تقول: إنما كان أولئك اليهود.
وحدثني عمرو الناقد. حدثنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس ؛ أن عمر بن الخطاب، لما طعن، عولت عليه حفصة. فقال: يا حفصة ! أما سمعت رسول الله ﷺ يقول المعول عليه يعذب ؟ وعول عليه صهيب. فقال عمر: يا صهيب ! أما علمت أن المعول عليه يعذب؟


الشرح
عولت أي صاحت بكت رفعت صوتها بالبكاء ولهذا أنكر عليها وهذا قبل الموت وهذا يرد على كلام المحشي في المختصر ، قال عولت عليه قبل الموت ومع ذلك أنكر عليها عمر فالتفصيل هذا الذي ذكره ليس بوجيه
المتن

حدثنا داوود بن رشيد. حدثنا إسماعيل بن علية. حدثنا أيوب عن عبدالله بن أبي مليكة. قال: كنت جالسا إلى جنب ابن عمر. ونحن ننتظر جنازة أم أبان بنت عثمان. وعنده عمرو بن عثمان. فجاء ابن عباس يقوده قائد. فأراه أخبره بمكان ابن عمر. فجاء حتى جلس إلى جنبي. فكنت بينهما. فإذا صوت من الدار. فقال ابن عمر (كأنه يعرض على عمرو أن يقوم فينهاهم): سمعت رسول الله صلى الله  عليه وسلم يقول إن الميت ليعذب ببكاء أهله قال: فأرسلها عبدالله مرسلة.
فقال ابن عباس: كنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. حتى إذا كان بالبيداء، إذا هو برجل نازل في شجرة. فقال لي: اذهب فاعلم لي من ذاك الرجل. فذهبت فإذا هو صهيب. فرجعت إليه. فقلت: إنك أمرتني أن أعلم لك من ذلك. وإنه صهيب. قال: مره فليلحق بنا. فقلت: إن معه أهله. قال: وإن كان معه أهله. (وربما قال أيوب: مره فليلحق بنا). فلما قدمنا لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب. فجاء صهيب يقول: وأخاه ! واصاحباه ! فقال عمر: ألم تعلم، أو لم تسمع (قال أيوب: أو قال: أولم تعلم أولم تسمع) أن رسول الله ﷺ قال إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله". قال: فأما عبدالله فأرسلها مرسلة.

الشرح
يعذب ببعض بكاء أهله هذا البعض الذي فيه الصياح ورفع الصوت والبعض الآخر الذي لا يعذب به الذي يكون بدمع العين ، يعذب ببعض البكاء وهو البكاء الذي فيه النياحة والصياح ورفع الصوت والبعض الآخر لا يعذب به وهو البكاء الذي بدمع العين والذي بين هذا النصوص الذي دمعت عيناه قال إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب وإنما يعذب بهذا وأشار إلى لسانه
 
 المتن

وأما عمر فقال: ببعض.
 فقمت فدخلت علي عائشة. فحدثتها بما قال ابن عمر. فقالت: لا. والله ! ما قال رسول الله ﷺ قط: إن الميت يعذب ببكاء أحد. ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو أضحك وأبكى. ولا  تزر وازرة وزر أخرى.
قال أيوب: قال ابن أبي مليكة: حدثني القاسم بن محمد قال: لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا  مكذبني. ولكن السمع يخطئ.
حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع: حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني عبدالله بن أبي مليكة. قال: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة. قال: فجئنا لنشهدها. قال: فحضرها ابن عمر وابن عباس. قال: وإن لجالس بينهما. قال: جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخرى فجلس إلى جنبي. فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان، وهو مواجهه: ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله ﷺ قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه.
 فقال ابن عباس:  قد كان عمر يقول بعض ذلك. ثم حدث فقال: صدرت مع عمر من مكة. حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة. فقال: إذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ فنظرت فإذا هو صهيب. قال: فأخبرته. فقال: ادعه لي. قال: فرجعت إلى صهيب. فقلت: ارتحل فالحق أمير المؤمنين. فلما أن أصيب عمر، دخل صهيب يبكي يقول: وا أخاه ! واصاحباه ! فقال عمر: يا صهيب ! أتبكي علي ؟ وقد قال رسول الله ﷺ إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه.
فقال ابن عباس:  فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة. فقالت: يرحم الله عمر. لا والله ! ما حدث رسول الله ﷺ: إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه. قال: وقالت عائشة: حسبكم القرآن: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ . قال: وقال ابن عباس عند ذلك: والله أضحك وأبكى. قال ابن أبي مليكة: فوالله ما قال ابن عمر من شيء.


الشرح
حسبكم يعني يكفيكم القرآن
المتن

وحدثنا عبدالرحمن بن بشر. حدثنا سفيان. قال عمرو عن ابن أبي مليكة: كنا في جنازة أم أبان بنت عثمان. وساق الحديث. ولم ينص رفع الحديث عن عمر عن النبي ﷺ، كما نصه أيوب وابن جريج. وحديثهما أتم من حديث عمرو.

الشرح
وهكذا جزمت عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ ما قال إن الميت لا يعذب ببكاء أهله عليه ، هذا اجتهاد و استدلت بالآية وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ظنت أن الآية دلت أن تعذيب الميت بالبكاء ، بكاء أهله عليه يعارض الآية ويعذب بشيء لم يعمله لكنها رضي الله عنها وهي أفقه امرأة ولكنها ليست معصومة قد أخطأت في اجتهادها في تغليطها عمر وابن عمر أحاديث ثابتة ما فيها إشكال الصحابة ضبطوا هذا لكنها رضي الله عنها غلطتهم ، وقالت أنتم تحدثونني عن غير كاذبين ولا مكذبين لكن السمع يخطئ , الرسول ما قال يعذب ببكاء أهله وإنما قال الكافر يزيده الله عذابا ببكاء أهله عليه وقالت حسبكم القرآن يكفيكم القرآن وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ يعني لا يمكن أن يحمل على الإنسان وزر غيره فالذي يبكي لا وزر عليه ، والصواب أن هي التي أخطأت في اجتهادها رضي الله عنها وأن هذا ثابت ويكون هذا مستثنى من الآية ما فيه إشكال، هذا خاص وهذا عام وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ اختلف العلماء في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه هل يكون مطلقًا قال بعضهم الجمهور عل على أنه لا يعذب إلا وصى أهله ، إذا وصى أهله ببكاء أهله عليه فإنه يعذب وفي هذه الحالة يكون من عمله ويكون لا يعارض الآية وقال آخرون يعذب إذا وصى أو سكت عن نهيهم ولم ينههم أما إذا نهاهم وحذرهم فلا يعذب أما إذا سكت فإنه يعذب ولو لم ينههم والصواب أن هذا مستثنى وأنه شيء) خاص الله أعلم بكيفيته وأن هذا مستثنى وجاء في بعض الأحاديث أنه يلهز أنت كذا أنت كذا ولما غشي على أبي موسى رضي الله عنه وبكت زوجته ثم أفاق ما قلتي شيء إلا قيل لي أنت كذا أنت كذا فالعذاب الله أعلم بكيفيته قد يلهز  ، وجاء في الحديث أن السفر قطعة من العذاب ، تألم نوع من العذاب فالله أعلم بكيفيته يتألم أو يلهز يكون هذا مستثنى من الآية وأما قول عائشة رضي الله عنها وتغليظها لعمر والصحابة و ضبطوها فهذا اجتهاد منها رضي الله عنها
ثم أيضًا وقعت فيما (فيما فرت منه) رضي الله عنهاكيف يعذب الكافر بعمل غيره ، الشيء الذي فرت منه وقعت فيه قالت أن الكافر يعذب ببكاء أهله عليه فكيف يعذب الكافر بعمل غيره ما فرّت منه وقعت فيه رضي الله عنها قالت لا والله ما قال الرسول أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ولكن الكافر يزيده عذابا ببكاء أهله عليه فوقعت فيما فرت منه ، فرت من مخالفة الآية ووقعت فيها فيقال كيف يعذب الكافر ببكاء أهله عليه وليس من عمله
والأصل أنه لا يغلط الراوي الذي روايته صحيحة ثابتة لا يغلط إلا بما يقابله بشيء واضح والروايات الصحيحة ثابتة عن عمر وابن عمر فكيف يقال أنهم وهموا وغلطوا فيها
المتن

وحدثني حرملة بن يحيى. حدثنا عبدالله بن وهب. حدثني عمر بن محمد ؛ أن سالما حدثه عن عبدالله بن عمر ؛ أن رسول الله ﷺ قال: إن الميت يعذب ببكاء الحي.
وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني. جميعا عن حماد. قال خلف: حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة، عن أبيه. قال: ذكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذب ببكاء أهله عليه. فقالت: رحم الله أبا عبدالرحمن. سمع شيئا فلم يحفظه. إنما مرت على رسول الله ﷺ جنازة يهودي. وهم يبكون عليه. فقال أنتم تبكون. وإنه ليعذب.
حدثنا أبو كريب. حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة ؛ أن ابن عمر يرفع إلى النبي ﷺ: إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه". فقالت: وهل. إنما قال رسول الله ﷺ إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه. وإن أهله ليبكون عليه الآن. وذاك مثل قوله: إن رسول الله ﷺ قام على القليب يوم بدر. وفيه قتلى بدر من المشركين. فقال لهم ما قال: إنهم ليسمعون ما أقول وقد وهل. إنما قال: إنهم ليعلمون أن ماكنت أقول لهم حق ثم قرأت: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ. وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ. يقول: حين تبوؤا مقاعدهم من النار.

الشرح
ومعنى وهل يعني غلط ونسي ، قالت إنه غلط ونسي والصواب أنها هي التي غلطت الصواب أنها هي التي وهلت لا ابن عمر لأن الأحاديث ثابتة صحيحة ولا ينافي القرآن لا ينافي الآية لأن هذا خاص وهذا عام مستثنى كما أنها غلطت ابن عمر في الحديث الآخر في قصة قتلى بدر المشركين لما سحبوا وألقوا في القريب ناداهم النبي ﷺ وقال إني وجدت ما وعدني ربي حقًا فهل وجدتم ما وعدكم ربي حقًا هل يسركم أنكم كذبتم نبيكم أو كما قال عليه الصلاة والسلام فقال ابن عمر يا رسول ما تكلم من ناس (1:00:35) فقال ﷺ ما أنتم بأسمع مما أقول لهم إلا أنهم لا يجيبون هذا ثابت هذا عن ابن عمر قالت عائشة وهل أبو عبدالرحمن ما قال النبي ﷺ أنهم يسمعون وإنما قال إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ثم استدلت بالآية إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ
غلطت ابن عمر أيضًا في قصة القليب كما غلطته في هذه القصة وهي الغالطة رضي الله عنها والآية التي استدلت بها إنك لا تسمع الموتى نعم هذه حق لكن هذه مستثنى منها أصحاب القريب ويستثنى منه ما جاء في الحديث أن الميت إذا دفن وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم هذا مستثنى من قوله إنك لا تسمع الموتى  ، الأصل أنه لا يسمع إلا ما استثني ، الميت يسمع قرع نعالهم وأصحاب القليب سمعوا النبي ﷺ وما عدا ذلك فالأصل أنهم لا يسمعون ، فعائشة رضي الله عنها غلطت ابن عمر في موضعين غلطته في موضع إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وقالت أنه ما قال هذا وإنما قال الكافر يزيد عذابًا واستدلت بالآية ولا تزر وازرة وزر أخرى وغلطته أيضًا في قصة أصحاب القليب وقالت ما قال إنهم لا يسمعون وإنما قال إنهم لا يعلمون أن ما كنت أقول لهم حق واستدلت بالآية إنك لا تسمع الموتى وقد غلطت في الموضعين رضي الله عنها مع أنها فقيهة وعالمة لكن ليست معصومة ولكل جواد كبوة عالم كبير قد يخطئ مثل ما مر بنا في درس أبي داوود ومثل ما مر بنا في البخاري في قصة عمر وعمار في التيمم وأن النبي صلى الله عليهم وسلم سُئل إذا ما وجد ماء قال لا يصلي حتى يجد الماء قال له عمار يا عمر ألا تذكر أني كنت وأصابتنا جنابة وتمرغت كما تتمرغ الدابة ثم جئت النبي ﷺ (1:02:55) فلم يدر ما يقول وكذلك حصلت هذه القصة لأبي موسى الأشعري وعبدالله بن مسعود ولما قال أبو موسى لابن مسعود لم يجد ما يقول غفلوا عن الآية والآية صريحة فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ غابت عنهم وهم من الكبار إذا كان عمر رضي الله عنه خفي عليه هذا خفي على ابن مسعود وأجلاء الصحابة وكبارهم مع نص الآية وقال أن النبي ﷺ إذا لم يجد ماء لا يصلي حتى يجد الماء والآية تقول فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ والقصة قصة عمار فلا يستغرب أن يكون العالم الكبير يغلط قد ينسى ليس معصوم ، المعصوم النبي ﷺ فيما يبلغ عن الله معصوم عن الخطأ فيما يبلغ عن الله ومعصوم عن الشرك والكبائر وما عداه فليس بمعصوم من الخطأ ولو كان من أكابر الصحابة قد ينسى قد يغلط قد يخطئ ولكن الخطأ إذا كان عن اجتهاد فلا يلام عليه الإنسان فخطؤه مغفور له
سؤال/ (1:04:15)
جواب/ قالت يعذب ببكاء أهله عليه نفس الشيء الذي فرت منه وقعت فيه يقال كيف يعذب ببكاء أهله عليه وليس من عمله والله يقول لا تزر وازرة وزر أخرى
سؤال/ (1:04:34)
جواب/ الكافر وغيره قد يعذب ببكاء أهله هذا عام ، حديث ابن عمر ثابت للكافر وغيره عام
المتن
 

وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع. حدثنا هشام بن عروة، بهذا الإسناد. بمعنى حديث أبي أسامة. وحديث أبي أسامة أتم.
وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن عبدالله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة بنت عبدالرحمن ؛ أنها أخبرته ؛ أنها سمعت عائشة، وذكر لها أن عبدالله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبدالرحمن. أما أنه لم يكذب. ولكنه نسى أو أخطأ. إنما مر رسول الله ﷺ على يهودية يبكى عليها. فقال إنهم ليبكون عليها. وإنها لتعذب في قبرها.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد الطائي ومحمد بن قيس، عن علي بن ربيعة. قال: أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب. فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول الله ﷺ يقول من نيح عليه فإنه يعذب، بما نيح عليه، يوم القيامة.
وحدثني علي بن حجر السعدي. حدثنا علي بن مسهر. أخبرنا محمد بن قيس الأسدي عن علي بن ربيعة الأسدي، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ، مثله.
(933) وحدثناه ابن أبي عمر. حدثنا مروان (يعني الفزاري). حدثنا سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ، مثله.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان. حدثنا أبان بن يزيد. ح وحدثني إسحاق بن منصور (واللفظ له) أخبرنا حبان بن هلال. حدثنا أبان. حدثنا يحيى ؛ أن زيدا حدثه ؛ أن أبا سلام حدثه ؛ أن أبا مالك الأشعري حدثه ؛ أن النبي ﷺ قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة . وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب.


الشرح
وهذا فيه علم من أعلام النبوة هذا الحديث فيه فائدتان
الفائدة الأولى : هي علم من أعلام النبوة وأن هذه الأمور الأربعة واقعة في الأمة والأمر الثاني التحذير من هذه الخصال تحذير المسلم حتى لا يقع فيها هذه الخصال واقعة في الأمة لكن احذر أن تكون منهم ممن يفعلها ، فيه علم من أعلام النبوة
 وفيه تحذير من هذه الخصال
 الفخر بالأحساب التعاظم على الناس بالآباء والأجداد ومآثرهم قبيلتي أحسن من قبيلتك جدي أحسن من جدك مثل ما حصل مفاخرة بين جرير والفرزدق بالآباء والأجداد هذه من خصال الجاهلية والطعن في الأنساب عيبها وتنقصها ، الأنساب جعل الله الناس شعوبًا وقبائل للتعارف لا للتعاظم ولا للتفاخر قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ولم يقل لتفاخروا وتعاظموا 
والاستسقاء بالنجوم ، طلب السقيا ونسبة السقا والمطر إلى النجوم والأنواء
والنياحة على الميت ، النياحة رفع الصوت بالبكاء وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب. هذا فيه وعيد شديد وأنها من الكبائر النياحة ، النائحة إذا لم تتب تقام يوم القيامة تطلى بالقطران ويجعل عليها درع من جرب ثم تشعل بها النار فتكون اشتعال النار بها أشد وأعظم فإذا طلي الإنسان بالقطران والجرب ثم اشتعلت به النار صار أشد وأعظم مثل الإنسان الذي يصب عليه غاز ثم تشعل به النار ماذا تكون النار تكون أشد أشد من لو لم يكن على جسمه شيء وهذا من الوعيد الشديد وأنها من الكبائر ، تطلى من القطران والجرب يكون سربال لها وجرب ثم تشعل بها النار فيكون عذابها أشد نسأل الله السلامة والعافية


المتن

وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر. قال المثنى: حدثنا عبدالوهاب. قال:  سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرتني عمرة؛ أنها سمعت عائشة تقول: لما جاء رسول الله ﷺ قتل ابن الحارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة، جلس رسول الله ﷺ يعرف فيه الحزن. قالت: وأنا أنظر من صائر الباب (شق الباب)


الشرح
هذا في غزوة مؤتة الأمراء الثلاثة جعفر بن أبي طالب ثم عبدالله بن رواحة وأسامة بن زيد ، أمرّهم قال إن قتل الأمير ففلان فإن قتل ففلان فقتل الأمراء الثلاثة كلهم ثم اصطلح الناس فيما بينهم على أمرة خالد وفتح له ، بلغ النبي الخبر وجلس على المنبر يعرف في وجهه الحزن ، أي أنه لا بأس بالحزن على الميت
 
المتن

 فأتاه رجل فقال: يا رسول الله ! إن نساء جعفر. وذكر بكاءهن. فأمره أن يذهب فينهاهن. فذهب. فأتاه فذكر أنهن لم يطعنه. فأمره الثانية أن يذهب فينهاهن. فذهب. ثم أتاه فقال: والله ! لقد غلبننا يا رسول الله ! قالت فزعمت أن رسول الله ﷺ قال اذهب فاحث في أفواههن من التراب. قالت عائشة : فقلت: أرغم الله أنفك. والله ! ما تفعل ما أمرك رسول الله ﷺ. وما تركت رسول الله ﷺ من العناء.

الشرح
يعني ثلاث مرات يذهب ويقول ما أطعنني فأتعبت الرسول عليه الصلاة والسلام وأنت ما فعلت ما أمرك به النبي ﷺ ولهذا دعت قالت أرغم الله أنفك ما امتثلت لأمر النبي ﷺ ولم ترح  النبي ﷺ من العناء والتعب
المتن

وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير. ح وحدثني أبو الطاهر. أخبرنا عبدالله بن وهب. أخبرنا عبدالله ابن وهب عن معاوية بن صالح. ح وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبدالصمد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن مسلم) كلهم عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، نحوه. وفي حديث عبدالعزيز: وما تركت رسول الله ﷺ من العي.

الشرح
من العيّ / من التعب
المتن
 

حدثني أبو الربيع الزهراني. حدثنا حماد. حدثنا أيوب عن محمد، عن أم عطية. قالت:  أخذ علينا رسول الله ﷺ مع البيعة، ألا ننوح. فما وفت منا امرأة. إلا خمس: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ.

الشرح
في السند ضعف وعدم السقط ما وفت إلا خمس


المتن

حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا أسباط. حدثنا هشام عن حفصة، عن أم عطية. قالت:  أخذ علينا رسول الله ﷺ في البيعة، ألا تنحن. فما وفت منا غير خمس. منهن أم سليم.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم. جميعا عن أبي معاوية. قال زهير: حدثنا محمد بن حازم. حدثنا عاصم عن حفصة، عن أم عطية. قالت:  لما نزلت هذه الآية:  يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا  وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قالت: كان منه النياحة. قالت فقلت: يا رسول الله ! إلا آل فلان. فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية.و لا بد لي من أن أسعدهم. فقال رسول الله ﷺ إلا آل فلان.


الشرح
والإسعاد هو المقاصة والمجازاة بالبكاء معها على ميتها لما نهى النبي ﷺ عن النياحة قالت أم عطية يا رسول الله إلا آل فلان أريد أسعدهم أي أجازيهم لأنهم بكوا معي فأريد أن أبكي معهم فالإسعاد هو المقاصة والمجازاة ببكائهم معها على ميتها كما بكت على ميتها
قال  النووي أن هذا محمول على الترخيص لأم عطية في آل فلان خاصة كما هو ظاهر هذه رخصة خاصة لأم عطية ولا تحل النياحة لغيرها ولا لها في غير آل فلان كما هو صريح في الحديث النووي يقول أن هذه الرخصة خاصة لأم عطية خاصة في آل فلان وأما بعد ذلك فلا يحل لغيرها ولا يحل لها أيضًا في غير آل فلان الذين رخص لهم قالت آل فلان أسعدوني أريد أن أسعدهم كما تقول اسمح لي فسمح لها ، قال هذا خاص بها هذه الرخصة محمولة على الترخيص لأم عطية في آل فلان خاصة كما ورد ولا تحل النياحة لغيرها يعني لغير أم عطية ولا لها في غير آل فلان كما هو صريح في الحديث قال وللشارع أن يخص من العموم ما شاء ، وهذا الكلام جيد من النووي رحمه الله وأن هذه رخصة خاصة بأم عطية وخاص بآل فلان وهذا له نظائر ، ونظير ذلك ترخيص النبي ﷺ لخال أبي بردة بالتضحية بجذعة المعز لما ذبح قبل العيد فقال له النبي ﷺ شاتك شاة لحم  قال يا رسول الله عندي جذعة عندي أعناق هي خير من شاتي فقال النبي ﷺ تجزيك ولا تجزي عن أحد من بعدك هذا خصوصية ، رخص النبي ﷺ لخال أبي بردة بالتضحية بجذعة المعز ، لكن الحافظ بن حجر رحمه الله عاقب النووي في هذا وقال إن قول النووي هذا فيه نظر إلا إن ادعى أن الذين ساعدتهم لم يكونوا أسلموا يقول هذا الذين ساعدتهم كيف يرخص لهم هذا الحافظ إن ادعى النووي أن الذي ساعدتهم لم يكونوا أسلموا وهذا فيه بعد وإلا فليدعي مشاركتهم لها في الخصوصية يعني قال أن هذا خاص بأم عطية ينبغي أن يقول وخاص بآل فلان أيضًا الذين سمحت لهم ثم قال لكن لا يمتنع أن يكون النهي أولا ورد بكراهة التنزيه ثم لما تمت مبايعة النساء وقع التحريم فيكون الإذن فيمن ذكر وقع في الحالة الأولى لبيان الجواز ثم وقع التحريم فورد حينئذ الوعيد الشديد ، ذكر هذا الحافظ رحمه الله في الجزء الثامن في صفحة 638 فرغ على النووي رحمه الله في هذا وقال لعل النهي أولا كان للتنزيه ثم سمح لها النبي ﷺ فساعدتهم ثم وقع التحريم فورد حينئذ الوعيد الشديد
سؤال / (1:18:16)
جواب / الراجح أن هذا مستثنى لكن كلام النووي جيد أما تعقب الحافظ ليس بظاهر كلام النووي رحمه الله جيد لكن هذا خاص بأم عطية وخاص بآل فلان لا مانع منه
وكلام النووي هنا رحمه الله أجل من كلام الحافظ
والظاهر أن هذا شيء خاص الله أعلم بكيفيته ظاهره العموم ...

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد