شعار الموقع

فضل يوم الجمعة

00:00
00:00
تحميل
123

فضل يوم الجمعة

الخطبة الأولى

الحمدالله الذي فضل يوم الجمعة على سائر الأيام، أحمده سبحانه وأشكره جعل يوم الجمعة عيد الأسبوع لأهل الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والإنعام، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله أخبر أن يوم الجمعة أفضل الأيام صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه أهل التشمير والسبق إلى فضائل الإسلام ومن تتبعهم بإحسان مادامت الليالي والأيام وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى واستمعوا إلى بعض النصوص في أحكام الجمعة وإثم تاركها وفضل يوم الجمعة، يقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 

وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال على كل محتلم رواح إلى الجمعة، وعلى من راح الى الجمعة غسل أخرجه أبو داود ،وفي رواية النسائي رواح الجمعة واجب على كل محتلم أي :بالغ.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت  كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم ومن العوالي. أخرجه أبو داود.

 وعن أبي الجعد الضمري  وكانت له صحبه أن رسول الله ﷺ قال من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه أخرجه أبو داود والنسائي، وعند الترمذي من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها طبع الله على قلبه والمراد: أنه بتركه الجمعة قد أغلق قلبه وختم عليه فلا يصل إليه شيئا من الخير، نسأل الله السلامة والعافية.

وعن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما سمعا النبي ﷺ يقول على منبره لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم؛ ثم ليكونن من الغافلين أخرجه مسلم.

 وعن عبد الله بن مسعود أن النبي ﷺ قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممت أن آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم أخرجه مسلم.

 وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها زاد في رواية ولا تقول الساعة إلا في يوم الجمعة أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.

 وعن أبي هريرة  أن رسول الله ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم هو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.

وعن أوس بن أوس قال قال رسول الله ﷺ إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة؛ فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي. فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟! (أي بليت) قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء أخرجه أبو داود.

أيها المسلمون، إن هذه النصوص التي سمعتم تدل على مشروعية الاجتماع في يوم الجمعة، وتدل على فرضيتها على الأعيان، ما عدا المرأة والمسافر والصبي والعبد والمريض وسكان البادية، وتدل على الوعيد الشديد لمن تخلف عن الجمعة بغير عذر، وذلك لعظم فضل الاجتماع للجمعة والاستماع والإنصات للخطبة ،لما يلقى فيها من الذكر من كلام الله تعالى وكلام رسوله ﷺ، فهي موعظة الأسبوع فمن فاتته الجمعة فقد فاته خير كثير ،فما أحلى ذلك الاجتماع وما أعظمه من شعار تتجلى فيه مظاهر الوحدة ويتجدد فيه التعارف بين المسلمين، وتستعيد فيه الروح بهجتها وسرورها، وتلقي كثيراً من متاعبها في هذا اليوم الشريف والعيد المبارك.

عباد الله، إن الله شرع في هذا اليوم المبارك من العبادات ما فيه ترويض للنفوس، وتزكية للأرواح، وصقل للعقائد وتقوية للروابط، فشرع الاغتسال للجمعة والتنظيف والتطهر والتنظف والتطهر والتطيب والسواك ولبس الثياب الجميلة والتبكير إليها، وعدم تخطي رقاب الناس، والدنو من الإمام، والاستماع للخطبة، وعدم التشاغل عنها، وعدم مس الحصى والإمام يخطب، والمنع من السفر بعد الزوال حتى تؤدى، وتحريم البيع وغيره من العقود بعد النداء الثاني للجمعة.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إن رسول الله ﷺ قال إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل.

وعن أبي هريرة ر أن رسول الله ﷺ قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر. رواه البخاري.

وعن سلمان الفارسي قال قال النبي ﷺ لا يغتسل الرجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الامام إلا غفر له ما بين الجمعة الأخرى أخرجه البخاري.

 وعن أبي هريره عن النبي ﷺ قال الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهم ما اجتنبت الكبائر رواه مسلم.

 وقال البخاري في صحيحه باب المشي إلى الجمعة، وقول الله جل ذكره فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ومن قال السعي العمل والذهاب لقول الله تعالى وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يحرم البيع حينئذ. وقال عطاء: تحرم الصناعات كلها. وقال إبراهيم بن سعد الزهري: إذا أذن المؤذن يوم الجمعة وهو مسافر فعليه أن يشهد.

 وعن ابي هريرة قال قال رسول الله ﷺ إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجد كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر. رواه البخاري.

وقال سلمان عن النبي ﷺ ينصت إذا تكلم الإمام.

 وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت أخرجة البخاري.

فاتقوا الله أيها المسلمون واغتنموا فضائل يوم الجمعة فإن من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب بيته ما كتب له وبكر وابتكر ودنا من الخطيب واستمع ولم يلغوا غفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاث أيام، فيوم الجمعة يوم مبارك مشهود فضله الله على سائر الأيام فمن حاضر يشهد له ومتخلف بغير عذر يشهد عليه.

فاتقوا الله عباد الله وارغبوا فيه هذه الفضائل ولا تتهاونوا واعلموا أن يوم الجمعة يوم عظيم فهو عيد الأسبوع وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه فاغتنموا هذه الفضائل وتوبوا الى ربكم واعملوا صالحا.

اللهم وفقنا للعمل الصالح الذي يرضيك اللهم بارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ووفقنا للعمل الصالح والتوبة النصوح.

 أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه سبحانه وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن يوم الجمعة يوم عظيم مبارك مشهود فضله الله على سائر الأيام فهو عيد الأسبوع وخير يوم طلعت عليه الشمس فيه الصعقة والنفخة فيه خلق آدم وفيه أخرج منها وفيه أدخل الجنة وفيه تقوم الساعة وفيه الاجتماع للصلاة تلقى فيه موعظة الأسبوع فيه ساعة الإجابة وفيه الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ وكان الناس يعظمون يوم الجمعة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم ومن العوالي. وفيه الوعيد الشديد على من تخلف عن الجمعة ولقد هم النبي ﷺ بإحراق بيوت المتخلفين عن الجمعة بالنار والمتخلف عنها ثلاث جمع يطبع الله على قلبه ويختم الله على قلبه والمتقدم يغفر له ويحصل الأجر من تقديم القربان على حسب تقدمة بدنه أو بقرة أو كبشا أو دجاجة أو بيضة، فما بال كثير من الناس اليوم زهدوا في هذا الخير العظيم فلا يأتون إلا متأخرين سبب ذلك ضعف الإيمان عند كثير من الناس وانفتاح الدنيا على الناس وإقبالهم على الدنيا وزخرفها وملذاتها ونسيانهم الآخرة والركون إلى الدنيا وزهرتها وضعف همتهم إلى الآخرة.

فاتقوا الله عباد الله وارغبوا في الفضائل وأكثروا من الأعمال الصالحة وتوبوا الى ربكم واعلموا أن يوم الجمعة يوم عظيم يكفر الله فيه خطايا الأسبوع وزيادة ثلاثة أيام  فارغبوا في الفضائل واحذروا أن تكونوا من المحرومين وتدبروا كتاب ربكم وسنة نبيكم محمد ﷺ اقرأوهما تعلموا معانيهما تفقهوا في أحكامهما تحاكموا إليهما حكموهما وتحاكموا اليهما في كل شأن من  شؤونكم حتى تكونوا أعزاء في الدنيا وسعداء في الآخرة.

وإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار.

والزموا جماعة المسلمين ،الزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم وفي عبادتهم وفي بلدانهم وأوطانهم فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ عنهم في الدنيا شذ في النار يوم القيامة.

ألا وصلوا على محمد ﷺ فإن الله أمركم بذلك حيث قال إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: من صلى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشراً.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد