شعار الموقع
شعار الموقع

ماذا بعد رمضان

00:00

00:00

تحميل
1221

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي لا يزول و لا يتغير أحمده سبحانه و أشكره خلق فسوى و هدى بعد أن قدر و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد أن يشكر أو يذكر و أشهد أن سيدنا و نبينا محمد عبد الله و رسوله حث أمته على فعل الخير و بشر و أنذر صلى الله و بارك عليه و على آله و صحبه المداومين على فعل الخيرات من غير تأخر و من تبعهم بإحسان في مواصلة العدم الصالح بدون انقطاع أو تأثر و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد : 

أيها الناس اتقوا الله تعالى و تدبروا قول الله  وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ وقوله سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

فإن الله  أمر عباده أن يعبدوه و يستمروا على عبادته و طاعته حتى الموت وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  استمر على عبادة الله و على طاعته و على امتثال أمره و اجتناب نهيه حتى يأتيك الموت و هو اليقين و خاطب الله المؤمنين بقوله  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ قال بعض السلف " تقوى الله حق تقاته أن يطاع فلا يعصى و أن يذكر فلا ينسى و أن يشكر فلا يكفر "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. المعنى : الزموا طاعة الله و امتثال أوامره و اجتناب نواهيه حتى يأتيكم الموت و أنتم على الإسلام غير مبدلين ولا مؤخرين . 

عباد الله انقضى شهر رمضان ، شهر القيام و الصيام و إن انقضى شهر القيام و الصيام فإن زمن العمل لا ينقضي إلا بالموت و لإن انقضت أيام صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعا و لله الحمد و قد سن رسول الله ﷺ صيام ستة أيام من شوال و ندب إليها ، قال أبو أيوب أن نبي الله ﷺ قال مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ رواه مسلم.

و روى أحمد و النسائي عن ثوبان مرفوعا صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ.

 و عن أبي هريرة مرفوعا مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ رواه البزار و غيره.

  و روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.

 و وجه كون صيام الست من رمضان كصيام الدهر هو أن اله يجزي عن احسنة بعشرة أمثالها كما في قوله  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا و صيام رمضان مضاعف بعشرة أشهر  صيام الست بستين يوما فحصل من ذلكم أجر صيام سنة كاملة.

و لا يجب التتابع في صيام الست من شوال بل يجوز تفريقها في شوال و يجوز سردها و قد سن رسول الله ﷺ أيضا صام ثلاثة أيام من كل شهر و أوصى أبا هريرة بذلك و أمر أن تكون هذه الثلاثة أيام الأيام البيض و هي اليوم الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر إذا أمكن ذلك و قال عليه الصلاة والسلام صَوْمُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ مِنَ كُلِّ شَّهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ لأن الحسنة بعشر أمثالها و صيام ثلاثة مضاعفة بشهر.

و يجوز جعل الثلاثة في غير أيام البيض لكن صيام أيام البيض أفضل كما سن رسول الله ﷺ صيام يوم الاثنين و الخميس من كل أسبوع و قال إن الْأَعْمَالُ تُعْرَضُ فِيهِمَا على الله فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ.

و لإن انقى صيام شهر رمضان و قد قال عليه الصلاة و السلام مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

و لأن انقضى قيام رمضان فإن قيام الليل مشروع في كل ليلة من ليال السنة و لله الحمد و المنة فقد ثبت عن النبي ﷺ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ.

 و قال في وصف عباده المؤمنين كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ و في صف المتقين إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ۝ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۝ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ و قال سبحانه تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.

فاتقوا الله أيها المسلمون و أتبعوا الحسنة بالحسنة و والله ما أجمل الطاعة إذا اتبعت بطاعة و ما أجمل من الحسنة تتلوها الحسنة بعدها و تلكم من الباقيات الصالحات التي ندبكم الله إلى فعلها في محكم الآيات فاتقوا الله أيها الناس و احذروا المعاصي فإنها موجبات الخسران و الإذلال و لا تبطلوا ما أسلفتم في شهر الصيام من صالح الأعمال و لا تكدروا ما صفى لكم فيه من الأوقات و الأحوال و لا تغيروا ما عَذُبَ لكم فيه من لذة المناجاة و الإقبال ألا و إن علامة قبول الحسنة عمل الحسنة بعدها و إن علامة ردها أن تتبع بقبيح الأفعال و السيئات قد قيل: ذنب بعد توبة أقبح من سبعين قبلها، و إن في معاودة الصيام بعد رمضان دلالة على الإيمان و الرغبة في فعل الخير ، قيل لبشر الحافي: إن قوما يتعبدون في رمضان و يجتهدون فإذا انسلخ تركوا قال " بئس القوم لا يعرفون اله إلا في رمضان " و قال الحسن البصري " لا يكون لعمل المؤمن أجل دون الموت ثم قرأ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  " و قال كعب " من صام رمضان و هو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان عصى ربه فصيامه مردود و من صام رمضان و هو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان أن لا يعصي الله دخل الجنة بغير حساب و لا مسألة " و قال يحيى بن معاذ " من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود و عزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر و يعود فصومه عليه مردود و باب القبول في وجهه مسدود " . 

أيها المسلمون بعد أن مضى شهر رمضان المبارك كأنه طيف خيال أخذ الكثير ينصرفون عن صالح الأعمال فبالأمس كانت المساجد مكتظة بالمصلين و الأصوات مدوية بتلاوة الكتاب المبين بالأمس أنفقت آلاف مئين على ذوي القربى و المساكين بالأمس و جل التفكير مقصور على ما ينفع أمام رب العالمين و النفوس محلقة مع عالم السماء الذين يسبحون الليل و النهار لا يفترون و اليوم رحماك يا رب بعد أن كنا مرغمين للشيطان بكثرة النوافل أخذ يهتز طربا من ترك الكثير لها و يتصارع مع النفوس في ترك الواجبات إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ و إن تلكم لمأسات كبرى و خسارة عظمى أن يبني الإنسان ثم يهدم و أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، أين تلكم القلوب الخاشعة في رمضان أين تلكم العيون الدامعة في رمضان أين تلكم الألسن التالية في رمضان أين تلك الأيدي السخية المنفقة في رمضان أين تلك الأرواح المقبلة على الله في رمضان أين ذلكم الشعور الفياض في رمضان ! 

أوليس يا عباد الله رب رمضان هو رب شوال و شعبان ! و هو رب جميع الشهور ! أوليس هو الذي أخبر سبحانه عن نفسه أنه مع المتقين و المحسنين في كل مكان ! أوليس هو الذي أخبر عنه رسوله ﷺ بأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في ثلث الليل اآخر فيقول فيقول من يدعوني من يسألني من يستغفرني ! ما هذا الانصراف من كثير من الناس عن العبادة ! ما هذه الرغبة عن الله الذي يحب من عباده المداومة على تقواه ! 

أيها المسلمون إن الحياة كلها مجال للسباق و ميدان فسيح في فعل الخيرات لا فرق بين رمضان و غيره إلا في مضاعفة الأعمال لقد يسر الله سبل الخيرات و فتح أبوابها و دعانا لدخولها و بين لنا ثوابها فهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد التوحيد هي خمس في الفعل و العدد و خمسون في الميزان و الأجر و هذه النوافل التابعة للفرائض من حافظ عليها بنى الله له بيت في الجنة و هذا الوتر سنه رسول الله ﷺ و هذه الأذكار خلف الصلوات المفروضات من حافظ عليها غفرت خطايا و إن كانت مثل زبد البحر و هذا للوضوء للصلوات فضله عظيم و هذه النفقات المالية يثاب عليها المسلم ولو كان علة نفسه أو أهله أو ولده إذا كان يبتغي بها وجه الله وإِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا والسَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ، وكَالقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ، و هو الذي يسعى لطلب الرزق لهم  يقوم لحاجتهم و يد ف ذلك عائلتك من أولادك الصغير و غيرهم ممن لا يستطيع القيام بنفسه.

فطرق الخير كثيرة فأين السالكون ! و أبوابها مفتوحة فأين الداخلون ! و الحق واضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون ، فاتقوا الله أيها المسلمون و الزموا أنفسك المسلك القويم الذي سلكتموه في رمضان من اجتنبا المعاصي و الاكثار من أعمال البر و متابعة الإحسان بالإحسان.

و لعل من حكمة مشروعية صيام ست من شوال إظهار شكر الله و ترويض النفوس على متابعة الإحسان بالإحسان و بيان أن فعل القرب ليس محصورا على رمضان بل إنما يتجدد في كل زمان . 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

اللهم ارزقنا الاستقامة و مواصلة الجهود الحسنة إلى أن نلقاك اللهم ارزقنا الاستقامة و مواصلة الجهود الحسنة إلى أن نلقاك و نعوذ بك اللهم من النقوص على الأعقاب و من الحور بعد الكور و نسألك اللهم العفو و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الدنيا و الآخرة.

اللهم بارك لنا في القران العظيم و انفعنا بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم و العمل الصالح و التوبة النصوح.

أقول هذا القول و استغفر الله العظيم لي و لكم و لجميع المسلمين فتوبوا إليه و استغفروه يتب عليكم و يغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور . 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين و الآخرين و أشهد أن سيدنا و نبينا محمد عبد الله و رسوله الصادق الأمين صلى الله و بارك عليه و على أصحابه و أتباعه بإحسان إلى يوم الدين و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد : 

أيها الناس اتقوا الله تعالى و اعلموا أن الاستقامة في العمل دليل على الإيمان و من أسباب بشرى الملائكة بالجنة قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ۝ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ.

و سأل رجل رسول الله ﷺ و قال يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ.

 فالزموا على الاستقامة على العمل الصالح و احذروا من أن تبطلوا ما اسلفتم من الأعمال الصالحة في رمان فتتشبهوا بالمرأة الحمقاء التي تغزل بقوة ثم تنقض غزلها أنكاثا بالنهار قال الله تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا  فهي تغزل في النهار ثم نقض بالليل قيل أن هذه امرأة حمقاء كانت في مكة كانت كلما تغزل غزلا نقضته بعد ابرامه و قيل أن هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده.

فيا من عاهد الله على التوبة النصوح إياك أن تعود إلى رق الشيطان و طاعته إياك أن تنقض عهدك مع الله استمر على العمل الصالح الذي تعودته في رمضان من المحافظة على الجمع و الجماعات و خصوصا صلاة و الصبح و استمر على المداومة على تلاوة القران استمر على هجر الفواحش من الكذب و الغيبة و السباب و الشتم و سماع الغناء و مشاهدة الأفلام الخليعة و قول الزور و الأيمان الكاذبة و الغش في المبايعات و التعامل بالربا و الاستطالة على الخلق في دمائهم أو أموالهم أو اعراضهم ، استمر على فعل الطاعات و الصدقات و الانفاق على ذوي القربى و الحاجات و المشاريع الخيرية ، استمر على العمل الصالح.

و اتقوا الله عباد الله و الزموا التوبة النصوح في كل وقت فإن التوبة هي فريضة الله على عباده و الواجب علينا جميعا أن نتوب إلى الله و أن نجدد التوبة في كل وقت و التوبة هي الإقلاع عن المعاصي و الندم على ما مضى منها و العزم الصادق على عدم العودة و عليها و ليست التوبة كلمة يقولها الإنسان بلسانه و لكن التوبة اقلاع عن المعاصي و تخل عنها و ندم على ما مضى و عزم صادق جازم على عدم العودة إليها و ليس معنى التوبة النصوح إلا الفلاح و تكفير السيئات و رفعة الدرجات قال الله تعالى وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.

فاتقوا الله عباد الله و تدبروا كتاب ربكم و سنة نبيكم محمد ﷺ و اقرءوهما و ادرسوهما و تعلموا معانيهما و تفقهوا في معانيهم و تحاكموا إليهما و حكموهما في كل شأن من شؤونكم حتى تكونوا سعداء في الدنيا و الآخرة.

وإِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ﷺ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

و الزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم و في عباداتهم و في بلدانهم و أوطانهم فإن يد الله مع الجماعة و من شذ عنهم في الدنيا شذ في النار يوم القيامة.

ألا و صلوا على محمد ﷺ فإن الله أمركم بذلك حيث قال إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا و قد قال عليه الصلاة و السلام مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

و ارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين أبي بكر و عمر و عثمان و علي و عن سائر أصحاب نبيك اجمعين و عن التابعين و تابعيهم و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و عنا معهم بمنك و عفوك و كرمك و جودك يا أكرم الأكرمين . 

اللهم أعز الإسلام و المسلمين اللهم اعز الإسلام و المسلمين اللهم اعز الإسلام و المسلمين و  أذل الشرك و المشركين و دمر أعداء الدين و انصر عبادك الموحدين المؤمنين و اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا و سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم آمنا في أوطاننا اللهم آمنا في أوطاننا اللهم آمنا في أوطاننا و أصلح أأمتنا و ولاة أمورنا و اجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك و اتقاك و اتبع رضاك يا رب العالمين اللهم اصلح ولاة أمورنا اللهم اصلح ولاة أمرنا اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير و تذكرهم إذا نسوا يا رب العالمين اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين اللهم ولي على المسلمين خيارهم اللهم ولي على المسلمين خيارهم اللهم ولي على المسلمين خيارهم و أبعد عنهم شرارهم في مشارق الأرض و مغاربها إنك على كك شيء قدير اللهم و أبرم في هذه الأئمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك و يؤمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء اللهم اعذنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن اللهم ادفع عنا الغلى و الوبى و الربى و الزنى و الزلازل و المحن و سوء الفتن ما ظهر الفتن و ما بطن عن بلدنا هذا خاصة و عن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين اللهم انصر دعاة الخير و أئمة الهدى و المجاهدين في سبيلك و الدعاة إلى سبيلك و الآمرين بالمعروف في كل مكان اللهم و انصر اخواننا المجاهدين الذين يجاهدون لإعلاء كلمتك و اعزاز دينك في كل مكان اللهم انصرهم على اعدائهم اللهم ثبت قلوبهم اللهم و اربط على قلوبهم ، اللهم انزل عليهم الطمأنينة و السكينة ، اللهم وحد صفوفهم و اجمع كلمتهم اللهم ارحم ضعفهم و اجبر كسرهم اللهم عليك بأعدائهم الكفرة فإنهم لا يعجزونك اللهم و اشدد وطأتك عليهم و فرق شملهم و اقذف الرعب في قلوبهم و خالف بين كلمتهم و ممزقهم كل ممزق و اجعلهم غنيمة للمسلمين يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم اللهم اقم علم الجهاد و اقمع الفساد و الريب و الزيغ و العناد و انشر رحمتك على العباد يا رب الدنيا و الآخرة و إليك المعاد، اللهم من أرادنا و أراد الإسلام بسوء فأشغله في نفسه اللهم من أرادنا و أراد الإسلام و المسلمين بسوء فأشغله في نفسه اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه اللهم ادر عليه دائرة السوء و أنزل عليه بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا في أمرنا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم على الكافرين.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. اللهم اغفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين الأحياء منهم و الميتين برحتك يا أرحم الراحمين.

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۝ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.

 و اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون . 

 

logo
2024 م / 1445 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد