شعار الموقع

حجة النبي صلى الله عليه وسلم

00:00
00:00
تحميل
188

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وهيأ لنا وسائل حج بيته الحرام، وبعث محمدًا ﷺ بالدين الحق رحمةً للعالمين وقدوةً للعالمين وحجةً على العباد أجمعين، أحمده سبحانه وأشكره وأثني عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رتَّب على بر الحج جزيل الفضل والإنعام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله أفضل الملبين من أهل الإيمان والإسلام، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد الذي جدَّد المناسك لما اندرست بعد إبراهيم الخليل وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ومن تبعهم بإحسان ما تعاقَب الضياء والظلام وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وامتثلوا أمره ولا تعصوه، وقد قال الله تعالى في كتابه المبين: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، وقال ﷺ فيما صحَّ عنه: خذوا عني مناسككم.

أيها المسلم! استمع إلى سياق أفعاله ﷺ في حجته التي حجها وهي حجة الوداع حتى كأنك تشاهده كما ساق ذلك الشيخ العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] لتكون نبراسًا يضيء للناسكين السبيل فيقتدون به عليه الصلاة والسلام ويهتدون بهديه ويأخذون مناسكهم عنه، فيسيرون على هدي من الله يوصِّلهم إلى سعادة الدارين.

فنقول وبالله التوفيق خرج النبي ﷺ من المدينة بعد صلاة الظهر لستٍ بقين من ذي القعدة في حجة الوداع، وخطب الناس قبل ذلك خطبةً علمهم الإحرام وواجباته وسننه، فنزل بذي الحُليْفة فصلى بها العصر ركعتين، ثم بات بها، وصلى بها المغرب والعشاء والفجر والظهر خمس صلوات، ولما أراد الإحرام اغتسل لإحرامه ولبَّد رأسه بالغسل، ثم طيبته عائشة رضي الله عنها ببريرةٍ وطيبٍ فيه مسك في بدنه ورأسه حتى كأن وبيص المسك يُرى في مفارقه ولحيته ﷺ.

ثم استدامه ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه ثم صلى الظهر ركعتين ثم أهَّل بالإحرام لما استقلت به راحلته البيداء، ثم لبَّى فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ورفع صوته بهذه التلبية حتى سمعها أصحابه وأمرهم بأمر الله أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية.

وخيَّرهم ﷺ عند الإحرام بين الأنساك الثلاثة: التمتع والقِران والإفراد، فلما دنوا من مكة وكانوا بـ (سرِف)، ندَب من لم يكن معه هديٌ من أصحابه إلى فسخ الحج والقِران إلى العمرة، وقال: من لم يكن معه هديٌ فأحب أن يجعلها عمرةً فليفعل، ومن كان معه هديٌ فلا.

ثم لما كان عند المروة، أمر أمرًا حتمًا من لا هدي معه أن يجعلها عمرة ويحِلَّ من إحرامه، ومن معه هديٌ أن يقيم بإحرامه، فلما وصل مكة ودخل مكة بدأ بالطواف، ولم يصلِ تحية المسجد ركعتين فإن تحية المسجد الحرام الطواف، فلما حاذى الحجر الأسود استلمه ولم يزاحم عليه، ثم أخذه عن يمينه وجعل البيت عن يساره، ولم يدعُ عند البيت بدعاء ولا تحت الميزاب ولا عند ظهر الكعبة وأركانها ولا وقت الطواف ذكرًا معينًا لا بفعله ولا بتعليمه، بل حُفظ عنه بين الركنين: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

ورَمَل في طوافه هذا ثلاثة أشواط الأوَل، وكان يسرع مشيَه ويُقارب بين خطاه.

 ولما فرغ ﷺ من طوافه جاء خلف المقام، فقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125]، والمقام بينه وبين البيت فصلى فيه ركعتين قرأ فيهما بعد الفاتحة بسورة الإخلاص، فلما فرغ من صلاته أقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا من الباب الذي يقابله، فلما دنا من الصفا قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة:158]، ثم قال: أبدأ بما بدأ الله به، ثم رقيَ عليه حتى رأى البيت، فاستقبله ووحَّد الله وكبَّره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك وقال مثل هذا ثلاث مرات يدعو بين ذلك.

ثم نزل إلى المروة يمشي فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا جاوز الوادي وأصعد مشى، وكان ﷺ كلما وصل إلى المروة رقيَ عليها واستقبل البيت وكبَّر الله ووحدَّه وفعل كما فعل على الصفا حتى ختم السابع على المروة.

ثم أقام ﷺ بظهر مكة أربعة أيام يقصر الصلاة أولها الأحد وآخرها الجمعة، فلما كان يوم الخميس ضحى وهو يوم التروية، توجه بمن معه من المسلمين إلى منى ونزل بها وصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء وبات بها وصلى الفجر، فلما طلعت الشمس يوم الجمعة وهو يوم عرفة تاسع ذي الحجة سار إلى عرفة، وكان من أصحابه الملبي ومنهم المكبِّر وهو يسمع ذلك ولا ينكر على هؤلاء ولا على هؤلاء.

ثم نزل بنمرة حيث ضُربت قبته بأمره ﷺ، فنزل بها، فإذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرُحلت ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عُرَنة، فخطب الناس وهو على راحلته خطبةً عظيمة قرَّر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية، وقرَّر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها وهي الدماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور الجاهلية تحت قدمه، ووضع فيها ربا الجاهلية كله وأبطله، وأوصاهم بالنساء خيرًا، وذكر الحق الذي لهنَّ وعليهنَّ، وأوصى الأمة فيها بالاعتصام بكتاب الله وأخبر أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين به، ثم أخبرهم أنهم مسؤولون عنها واستنطقهم بماذا يقولون وبماذا يشهدون، فقالوا: نشهد بأنك قد بلغت وأديت ونصحت، فرفع أصبعه إلى السماء واستشهد الله عليهم ثلاث مرات، وأمرهم أن يبلِّغ شاهدهم غائبهم.

وكانت خطبته واحدة لم تكن خطبتين، فلما أتمها، أمر بلالاً فأذن، ثم أقام الصلاة فصلى الظهر ركعتين أسرَّ فيها بالقراءة وكان يوم جمعة، فدلَّ على أن المسافر لا يصلي جمعة، ثم أقام فصلى العصر ركعتين، وصلى بصلاته أهل مكة قصرًا وجمعًا، فلما فرغ من صلاته ركِب حتى أتى الموقِف، فوقف في ذيل الجبل عند الصخرات واستقبل القبلة وجعل حبل المشاة بين يديه، وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس.

وكان في دعائه رافعًا يديه إلى صدره كاستطعام المسكين، وأخبرهم أن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عُرَنة، وأخبرهم أن عرفة لا تختص بموقفه بل كلها موقِف، وعرفة كلها موقف

فلما غربت الشمس واستحكم غروبها بحيث ذهبت الصفرة، أفاض من عرفة بالسكينة وأردف أسامة بن زيد خلفه، وضم إليه زمام ناقته حتى إن رأسها ليصيب طرف رجله وهو يقول: أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع أي ليس بالإسراع.

 فلما كان في أثناء الطريق نزل صلوات الله وسلامه عليه فبال وتوضأ وضوءًا خفيفًا، فقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله، فقال: المصلَّى أمامك.

ثم سار حتى بلغ المزدلفة فتوضأ وضوء الصلاة، ثم أمر المؤذن بالأذان، فأذن المؤذن ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء بإقامة بلا أذان ولم يصلِ بينهما شيئًا حتى أصبح، وأذِن في تلك الليلة لضعفة أهله أن يتقدموا إلى منى قبل طلوع الفجر وكان ذلك عند غيبوبة القمر، فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت بأذان وإقامة، ثم ركب راحلته حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام، فاستقبل القبلة وأخذ في الدعاء والتضرع والتكبير والتهليل والذكر حتى أسفر جدًا وذلك قبل طلوع الشمس، ثم سار إلى مزدلفة مردفًا للفضل بن العباس وهو يلبي في سيره ذلك، وذلك يوم النحر وهو يوم العيد وهو يوم الحج الأكبر.

وفي طريقه أمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجِمار سبع حصيات، فأتى جمرة العقبة فوقف في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على راحلته فرماها راكبًا بعد طلوع الشمس واحدةً بعد واحدة يكبِّر مع كل حصاة وحينئذٍ انقطع التكبير.

ثم رجع ﷺ إلى منى فخطب الناس خطبةً عظيمة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله عند الله وحرمة مكة على جميع البلاد، فأمرهم بالسمع والطاعة لمن قادهم بكتاب الله، وأمر الناس أن بأخذ مناسكهم عنه، وأمر الناس ألا يرجعوا بعده كفارًا يضرب بعضهم رقاب بعض.

ثم انصرف ﷺ إلى المنحَر بمنى، فنحر بدْنَه ثلاثًا وستين بدنةً بيده الشريفة على عدد سني عمره وهي قائمة معقودةٌ يدها اليسرى وأمر عليًا أن ينحر ما بقي وأن يتصدق بجلالها ولحومها وجلودها في المساكين، وألا يعطي الجزار أجرته منها.

 فلما فرغ ﷺ من نحر بدنه، استدعى الحلاق فحلق رأسه، فقال للحلاق: خذْ، وأشار إلى جانبه الأيمن، فلما فرغ منه قسم شعره بين ما يليه، ثم أشار إلى الحلاق فحلق جانبه الأيسر، فأعطاه أبا طلحة.

 ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثًا وللمقصرين مرة، ثم طيبته عائشة رضي الله عنها.

 ثم أفاض ﷺ إلى مكة قبل الظهر راكبًا، فطاف طواف الإفاضة ويسمى طواف الزيارة وطواف الصَدَر، ولم يطفْ غيره ولم يسعَ معه.

ثم أتى زمزمًا بعد أن قضى طوافه وهم يسقون فقال: لولا أن يغلبكم الناس لنزلت فسقيت معكم، ثم ناوله الدلو فشرب وهو قائم.

 ثم إنه ﷺ رجع إلى منى وصلى الظهر على القول الراجح بمنى فبات بها، فلما أصبح انتظر زوال الشمس، فلما زالت مشى من رحله إلى الجمار ولم يركب، فبدأ بالجمرة الأولى التي تلي مسجد [الخير]، فرماها بسبع حصيات واحدةً بعد واحدة يقول مع كل حصاة الله أكبر، ثم تقدم على الجمرة أمامها حتى أسهل، فقام مستقبِل القبلة ثم رفع يديه ودعا دعاءً طويلاً بقدر سورة البقرة، ثم أتى إلى الجمرة الوسطى فرماها كذلك، ثم انحدر ذات اليسار مما يلي الوادي فوقف مستقبل القبلة رافعًا يديه يدعو قريبًا من وقوفه الأول، ثم أتى الجمرة الثالثة جمرة العقبة فاستبطن الوادي واستعرض الجمرة، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه فرماها بسبع حصيات، فلما أكمل الرمي رجع من فوره ولم يقف بعدها.

وخطب ﷺ في أوسط أيام التشريق خطبةً بليغة ذكر فيها نحو ما ذكر في خطبة يوم النحر.

 ولم يتعجل ﷺ في يومين بل تأخر حتى أكمل أيام التشريق الثلاثة، وأفاض في اليوم الثالث يوم الثلاثاء بعد الظهر إلى [المُحَّصَب] وهو الأبطح فوجد قبته قد ضُربت هناك، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة، ثم نهض إلى مكة فطاف للوداع ليلاً سحرًا، ثم ارتحل ﷺ راجعًا إلى المدينة فلما أتى ذا الحليفة بات بها، فلما رأى المدينة كبَّر ثلاث مراتٍ وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده»، ثم دخلها نهارًا.

فاتقوا الله يا عباد الله، وتأسوا بنبيكم ﷺ في مناسكه واقتدوا به عليه الصلاة والسلام وتعلموا أحكام المناسك حتى تعبدوا ربكم على بصير، أعوذ بالله من الشطان الرجيم لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21].

اللهم اجعلنا لسنته ﷺ عاملين، واجعله قدوةً لنا في مناسكنا وجميع أعمالنا وأعمالنا أجمعين واجعلنا لحوضه من الواردين ولكأسه من الشاربين.

بارك اللهم لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ووفقنا للعمل الصالح والتوبة النصوح.

أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله من خلقه، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

أيها الناس، فقد سمعتم صفة حجة النبي ﷺ، فعلينا جميعًا أن نقتدي به ﷺ، وأن نتأسى به؛ فإنه هو الأسوة وهو القدوة وهو المبلِّغ عن الله

 ومن المعلوم عند المسلمين أن الأعمال لا تكون مقبولة ولا تكون نافعة عند الله حتى تكون خالصةً لوجه الله مراداً بها وجه الله والدار الآخرة، وحتى تكون موافقةً للشرع وصوابًا على هدي رسول الله ﷺ، الطريق الموصِّل إلى الله هو طريق النبي ﷺ، سُدت الطرق التي توصِل إلى الله إلا من طريقه ﷺ.

فعلينا أن نقتدي به ﷺ في صلاتنا وفي صيامنا وفي زكاتنا وفي حديثنا وجميع أعمالنا، فإنه مبلِغ عن الله ، وهو رسول الله إلى الناس كافة وهو الذي بلغنا شرع الله فلا يصح أي عمل حتى يقتدى فيه بالرسول ﷺ، وحتى يكون صوابًا على هدي رسول الله ﷺ.

ولذا فإنه ينبغي لمن عزم على الحج أن يتعلم كيفية المناسك وأحكامها وأن يسأل أهل العلم وأن يقرأ في كتب أهل العلم وأن يسأل عما أشكل عليه من سنة الرسول ﷺ ماذا عمِل؟ عليك أن تسأل أيها الحاج، عليك أن تسأل كيف أحرم النبي ﷺ، كيف كان ﷺ في إحرامه وفي رميه وفي طوافه وفي سعيه وفي نزوله وفي مبيته وفيم عمل، وماذا عمِل في الرمي؟ وماذا عمل في الحلق؟ وماذا عمل في النحر؟ وماذا عمل في الذهاب والإياب؟ ومتى ذهب؟ وفي أي يومٍ ذهب؟ ومتى نزل في هذا المكان؟ ومتى اترحل من هذا المكان؟ حتى تكون أعمالك موافقةً لشرع الله وصوابًا على هدي رسول الله ﷺ، حتى تكون أعمالك صالحة عند الله، فالعمل الصالح ما كان خالصًا لله موافقًا لسنة رسول الله ﷺ.

فنسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعمل الصالح الذي يرضيه وأن يوفقنا جميعًا إلى العمل بكتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، علينا أن نتأمل ونتدبر ونتفهم في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ونعمل بهما ونتحاكم إليهما ونتحاكم إليهما في كل شأن من شئوننا، فإن ذلك طريق السعادة وطريق النجاة، فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ﷺ، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

يلزم جماعة المسلمين في معتقداتهم وفي عباداتهم وفي بلدانهم وأوطانهم، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم في الدنيا شذَّ في النار يوم القيامة.

ألا وصلوا على محمدٍ ﷺ، فإن الله أمركم بذلك حيث قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال ﷺ: من صلى عليّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وعفوك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين لهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين المؤمنين واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

 اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتذكرهم به يا رب العالمين، اللهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين.

 اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم وأبعد عنهم شرارهم في مشارق الأرض ومغاربها، إنك على كل شيء قدير.

اللهم وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك ويُذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.

اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

 اللهم انصر دعاة الخير وأئمة الهدى والمجاهدين في سبيلك والدعاة إلى سبيلك والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في كل مكان.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك في كل مكان، اللهم وانصرهم على أعدائهم، اللهم ثبِّت قلوبهم، اللهم أنزل عليهم الطمأنينة والسكينة، اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وتوَّل أمرهم، اللهم عليك بأعدائهم الكفرة فإنهم لا يعجزونك، اللهم واشدد وطأتك عليهم وشتت شملهم وخالف بين قلوبهم وكلمتهم واقذف الرعب في قلوبهم، ومزقهم كل ممزِق واجعلهم غنيمة للمسلمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.

اللهم أقِم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والفساد والريب والزيغ والعناد، وانشر رحمتك على العباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم أدِر عليه دائرة السوء وأنزل عليهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

اللهم اغفر لنا ولوادينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد